معرض لأساتذة كلية الفنون الجميلة للمرة الأولى منذ تأسيسها في مركز الفنون البصرية
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
دمشق-سانا
عاد المركز الوطني للفنون البصرية لممارسة دوره الحقيقي بعد سقوط النظام البائد، مع عودة إدارته لكلية الفنون الجميلة، من خلال افتتاح معرض فني اليوم لأعمال أساتذة الكلية منذ تأسيسها عام 1960 وصولاً إلى الوقت الحالي.
ضم المعرض أكثر من 120 عملاً فنياً لـ 78 فناناً وفنانة، تنوعت تجاربهم بين مدارس وأساليب وتقنيات فنية وموضوعات متعددة في فنون التصوير والحفر والنحت والتصميم الغرافيكي، ضمن مشهد بانورامي عكس مراحل مرت بها الحركة التشكيلية السورية، والأجيال التي شهدتها كلية الفنون الجميلة.
وعن فكرة المعرض قال عميد الكلية الدكتور فؤاد دحدوح في تصريح لمراسل سانا: “أردنا أن يكون المعرض درساً تعليمياً لطلابنا، وبذات الوقت نافذة سورية نطل من خلالها على العالم، لأن للعمل الفني أثره الكبير على مجتمعات العالم المتحضر”، وأضاف: إن العمل في المركز سيتركز في المرحلة القادمة على الاستفادة المثلى من إمكاناته، بما يخدم الطلاب والفنانين السوريين.
من جهته منسق المعرض الدكتور عبد الناصر ونوس أوضح أن فكرة إقامة هذه الفعالية كانت هاجساً قديماً لدى أساتذة الكلية، لتقديم رؤية بانورامية تضم أعمال كل الأسماء التي تركت بصماتها وتأثيرها على طلاب الكلية، عبر مسيرتها وعلى الحركة الفنية السورية عموماً، وخاصة بعد عودة المركز لممارسة دوره الحقيقي الذي شوه منذ افتتاحه عام 2015 خلال حكم النظام البائد، ولفت إلى أن الأعمال المعروضة من مقتنيات وزارة الثقافة إضافة إلى مقتنيات الصالات الخاصة، وأعمال أرسلها أصحابها من الخارج مثل الفنانين فارس قره بيت وبطرس المعري.
الدكتور إحسان عنتابي المشارك في المعرض قال: “جئت للمعرض رغم مرضي لأشاهد أعمال زملائي ممن رحلوا عن عالمنا لأتذكرهم، ولأستعيد فهرساً كاملاً للمراحل التي مرت بها الكلية والحركة الفنية في سوريا”، ورأى أن الانفتاح الفكري والثقافي المترافق مع انتصار الثورة يدعم الرؤية المستقبلية لبلدنا، وأن الفن جزء أساسي من حركة الحياة وتطور الإنسان.
ولفت الدكتور محمد غنوم إلى أن أهمية المعرض تكمن في احتضانه كل أجيال أساتذة الكلية منذ التأسيس ممن وضعوا اللبنات الأولى للفن الأكاديمي في سوريا، وكرسوا حرية التعبير كنهج لهم ولطلابهم، إضافة إلى أن المعرض يفتح صفحة جديدة في مسار الحركة الفنية السورية، ضمن الحراك الثوري المنتصر لتؤدي رسالتها الثقافية والإنسانية والوطنية.
وعبر الدكتور سائد سلوم عن تفاؤله بالمستقبل، بما يخص أداء كلية الفنون الجميلة والفن التشكيلي السوري عموماً، مع عودتهما لممارسة دورهما الثقافي والحضاري الرائد في سوريا وعلى مستوى العالم بعد سقوط النظام البائد، داعياً محبي الفن أن يأتوا إلى دمشق لمشاهدة المعرض.
وأكد الناقد سعد القاسم أن عرض أعمال الرواد المؤسسين لكلية الفنون هو فرصة كبيرة أمام الطلاب والفنانين ومحبي الفن لمشاهدتها بشكل مباشر، وهذا يعيد العلاقة الإبداعية بين الأستاذ والطالب، والتي كانت مكرسة في بدايات عمل الكلية واختفت بعدها لتصبح علاقة تدريسية فقط، وأشار إلى أن كلية الفنون الجميلة لا تملك متحفاً ولا مقتنيات حالياً، رغم تراكم أعمال الأساتذة والطلاب لديها لسنوات، جراء تفريط بعض الإدارات السابقة زمن النظام البائد بهذه الأعمال، وتقديمها كهدايا لمسؤولين ومتنفذين لا يعرفون قيمتها.
وتمنى الفنان والخطاط منير الشعراني أن تستمر هذه المعارض النوعية في المركز، وأن تعود كلية الفنون لتخريج فنانين حقيقيين، وليس كما كان يحصل في السنوات الأخيرة.
ووجدت الفنانة التشكيلية يمام غنوم أن المعرض قدم فرصة نادرة لمشاهدة أعمال مؤسسي كلية الفنون وأساتذتها عبر سنوات عملها الطويلة، مما يساهم في تعزيز الثقافة الفنية والبصرية، والحوارات والنقاشات بين الفنانين والطلاب.بدورها الفنانة الشابة جودي شخاشيرو خريجة عام 2022 أشارت إلى أنها جاءت لمشاهدة أعمال أساتذتها والتعرف على طرق تفكيرهم وتجاربهم، وهذا لم يكن متاحاً في السابق على حد تعبيرها.
أما الفنانة الشابة مريم الفوال خريجة عام 2022 شعرت بالغرابة لكونها تشاهد لأول مرة أعمال أساتذتها، ومن سبقوهم في التدريس بالكلية، بعد أن اعتادت أن يشاهد الأساتذة أعمال الطلاب، واعتبرت أنه من المفيد للطلاب والفنانين التعرف على تجارب رواد الفن السوري ومؤسسي كلية الفنون الجميلة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: کلیة الفنون الجمیلة النظام البائد إلى أن
إقرأ أيضاً:
اللوفر أبوظبي يسمي أعضاء تحكيم «فن الحين» وجائزة «ريتشارد ميل»
أعلن «متحف اللوفر أبوظبي»، بالتعاون مع العلامة التجارية السويسرية لصناعة الساعات ريتشارد ميل، أسماء أعضاء لجنة التحكيم والفنانين المرشحين للمشاركة في النسخة الخامسة من معرض «فن الحين» وجائزة ريتشارد ميل للفنون، ما يعكس التزامهما المشترك بتسليط الضوء على إبداعات الفن المعاصر من داخل دولة الإمارات وخارجها ضمن جهودهما في تعزيز المشهد الإبداعي العالمي.
ويستقبل معرض «فن الحين 2025» جمهوره تحت قبة اللوفر أبوظبي الأيقونية خلال الفترة من 11 أكتوبر حتى 28 ديسمبر 2025. ووضعت صوفي مايوكو آرني، مُنسّقة المعرض التي تحلُّ ضيفة على اللوفر أبوظبي، التصوّر الفني للمعرض، حيث دعت الفنانين للمشاركة بأعمالٍ فنية تتناول موضوع «الظلال»؛ وهو مفهوم يستكشف التفاعل بين الضوء والغياب، والوضوح والإخفاء، والأبعاد المتداخلة للذاكرة، والهوية والتحوُّل. وتعكس هذه النسخة من المعرض ثراء الإبداع الفني على المستوى الإقليمي، حيث استقبلت أكثر من 400 عرض مشروع من فنانين مقيمين في مجلس التعاون لدول الخليج العربي واليابان، إضافةً إلى فنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ممن لديهم صلة بدول الخليج العربي.
وتضمُّ لجنة تحكيم معرض «فن الحين 2025» سموّ الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار في وزارة الخارجية، ورئيس منصة "أ.ع.م اللامحدودة"، وأحد أبرز رعاة الفن وجامع للأعمال الفنية، وعضو مجلس إدارة في كل من المتحف البريطاني ومركز بومبيدو، وله إسهامات عدّة في دعم الفنانين الناشئين في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتضم اللجنة أيضاً الدكتور غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي، والمتخصِّص في المتاحف، وعالم الآثار والمؤرخ الفني، ومايا أليسون، المديرة التنفيذية لرواق الفن ورئيسة القيّمين الفنيين في جامعة نيويورك أبوظبي.
وتنضم إلى اللجنة في هذه النسخة القيّمتان الدوليتان المشهورتان يوكو هاسيغاوا، أستاذ زائر في كلية الدراسات العليا للإدارة بجامعة كيوتو والمديرة السابقة لمتحف القرن الحادي والعشرين للفن المعاصر في كانازاوا، والفنانة صوفي مايوكو آرني، المنسقة السويسرية اليابانية ومؤسسة تحرير مجلة جلوبال آرت ديلي، المعروفة بدورها في تعزيز التبادل الثقافي بين الخليج واليابان من خلال أعمالها المبتكرة في تنسيق المعارض الفنية.
وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «ترسِّخ النسخة الخامسة من معرض فن الحين مكانته كمنصة رائدة للحوار والاكتشاف، حيث يجمع الأصوات الفنية الناشئة من مختلف أنحاء المنطقة، وللمرة الأولى من اليابان أيضاً. وبدعم من شريكنا ريتشارد ميل ولجنة التحكيم المرموقة، تمكنّا في نسخة هذا العام من استلام مجموعة قوية ومتميزة من عروض المشروعات، ما يعكس الزخم الإبداعي المتنامي في المنطقة، والتوسع المستمر في نطاق هذه المبادرة، ويؤكد هذا الإعلان مجدداً التزام اللوفر أبوظبي بدعم الفن المعاصر، وتعزيز التبادل الإبداعي عبر الحدود، وذلك انطلاقاً من المشهد الثقافي الحيوي في المنطقة الثقافية في السعديات».
وقال بیتر ھاريسون، الرئیس التنفیذي لشركة ريتشارد میل في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: «أصبحَ معرض فن الحين وجائزة ريتشارد ميل للفنون جزءاً أساسياً من التزامنا المستمر بدعم الفن المعاصر. ويعكس التوسع نحو اليابان رؤيتنا المشتركة مع متحف اللوفر أبوظبي ودائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي لبناء روابط فاعلة بين الفنانين والجماهير في سياقات ثقافية مختلفة. وتعبّر جودة وعمق المقترحات المُقدَّمة هذا العام عن حالة متزايدة من النضج في المشهد الفني على المستويين الإقليمي والعالمي، ويبرزان في الوقت ذاته شغفاً متنامياً بلغة الحوار من خلال الفن».
أخبار ذات صلةواُختيرت ستة أعمال فنية قدمها سبعة فنانين استثنائيين، وتُجسد أعمالهم رؤية ثقافية فريدة ونهجاً إبداعياً مميزاً. وتشمل قائمة الفنانين والفنانات أحمد الأقرع، وهو معماري وفنان وباحث فلسطيني برزَ اسمه من خلال أعماله الفنية التي تستكشف الممارسات المكانية، وغالباً ما يستخدم نهجاً متعدد التخصصات يجمع بين الفن والفلسفة والعمارة. وتضمُّ القائمة أيضاً جميري، وهو فنان وموسيقي إماراتي، يقدّم عروضاً رقمية تستكشف المشاعر الداخلية وتتخطى حدود العالمين الواقعي والافتراضي؛ وريوإيتشي كوروكاوا، وهو فنان ياباني معروف بدمجه بين الصوت والصورة المرئية في تركيبات فنية غامرة تتميز بدرجة عالية من الدقة والتفصيل، وتتقاطع أعماله في مجاليّ الفن والتكنولوجيا؛ وحمره عباس، المولودة في باكستان والمقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تقدم منظوراً معاصراً للفن الإسلامي التقليدي، وتستكشف أفكاراً تتعلق بالإيمان والنوع والذاكرة، جميعها مستوحاة من تجربتها المتنوعة عبر ثقافات مختلفة؛ والفنان الياباني رينتارو فيوس، الذي يوظّف الرسم والتصوير والشعر للتأمل في الحياة الحضرية الحديثة، وتعكس أعماله، التي تتميز بصبغة تأملية، مشاعر العزلة والانفصال في عالمنا الرقمي المعاصر. وأخيراً، يتعاون الثنائي المعماري تاكوما يوكوماي من اليابان والدكتور غالي بوعياد من المغرب، المعروفين باسم يوكوماي وبوعياد، في مشاريع تمزج بين تقاليد التصميم في طوكيو ومراكش، حيث يوظِّفان الأشكال والزخارف المعمارية والتقنية في أعمالهما، ويقدم هؤلاء الفنانون جميعاً ما هو أكثر من مجرد أعمال إبداعية؛ فهم يشاركون رؤى شخصية عميقة حول الهوية، والثقافة، والعالم الذي نعيش فيه.
وقال الدكتور غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي: «من خلال تطوره بصورة متميزة على مدى نسخه الخمس، أصبح فن الحين معرضاً رئيسياً في متحف اللوفر أبوظبي، كونه يحتفي بالتنوع، ويدعم المواهب الصاعدة. ويمثل التوسّع هذا العام إلى اليابان تحولاً تنظيمياً مقصوداً يعمّق الحوار الثقافي بين منطقة الخليج وشرق آسيا، ويوسّع نطاق التفاعل الفني، ويؤكد من جديد دورنا كمركز للإبداع على المستويين الإقليمي والدولي. وبينما نستمر في دعم وتمكين الأصوات الصاعدة من دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، فإننا ملتزمون أيضاً ببناء جسور إبداعية جديدة عبر القارات، وهو ما يعكس إيماننا المستمر بأن الفن المعاصر هو عدسة قوية تمكننا من رؤية إنسانيتنا وتجاربنا المشتركة بصورة أعمق.»
وقالت صوفي مايوكو آرني، منسّقة معرض فن الحين 2025 في متحف اللوفر أبوظبي: «يشرفني أن أتولى تنسيق نسخة هذا العام من معرض فن الحين، وقد كنت في غاية السعادة عندما شهدت هذا التفاعل الإيجابي الكبير من الفنانين في المنطقة واليابان. وسمح موضوع معرض هذا العام، "الظلال"، بتقديم تفسيرات واسعة للتركيبات الخارجية، ويعكس العدد الكبير من عروض المشروعات المستلمة الأهمية الكبيرة التي يحظى بها معرض فن الحين وجائزة ريتشارد ميل للفنون في متحف اللوفر أبوظبي. وفي حين قد تكون هناك تحديات ترتبط بتوسيع النطاق الجغرافي للجائزة، غير أن تعزيز التفاهم الثقافي المتبادل هو جوهر رسالة المتحف، ويوفر للفنانين آفاقاً جديدة يتدبرون فيها، ويحلمون من خلالها. ومن بين العديد من المشاركات القوية، كان اختيار الأعمال الفنية الستة عملية صعبة للغاية، وأود أن أشكر لجنة التحكيم المتميزة على الجهد المشترك الذي بذلته للوصول إلى القائمة النهائية.»
ويمثِّل الإعلان عن لجنة التحكيم والفنانين المرشحين لهذا العام المرحلة التالية من حوار تنسيقي متطور يتجاوز الحدود الجغرافية، ويمتد عبر منطقة الخليج العربي واليابان، وغيرها من مناطق العالم. ومع بدء الفنانين إعداد أعمالهم الفنية، يواصل معرض "فنّ الحين 2025" توسعة إطار التعاون الإقليمي والتعبير الفني، داعياً إلى تقديم تفسيرات جديدة لمفاهيم الظل، والفراغ، والأصداء الثقافية ضمن السرد الإنساني العالمي المتطور الذي يتميز به متحف اللوفر أبوظبي.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي