أنقرة – عُقدت في العاصمة التركية أنقرة، امس الثلاثاء، الجولة الأولى من المفاوضات الفنية إثيوبيا والصومال، ضمن “إعلان أنقرة”، الذي يجري بوساطة تركية.

وفي إطار الجولة، التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بشكل منفصل مع نظيريه الإثيوبي والصومالي، اللذين كانا في أنقرة للمشاركة في المفاوضات.

وخلال اللقاءين أكد فيدان على الأهمية البالغة للتعاون الإقليمي في ظل عالم يشهد استقطابا شديدا، وشدد على أن النجاح النهائي لهذه المفاوضات أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.

كما أشار إلى أن هذه العملية تمثل فرصة تاريخية لإعادة تشكيل مستقبل القرن الإفريقي وتحويل التحديات إلى فرص.

وشدد على أن تحقيق الاستقرار والازدهار في هذه المنطقة أمر ضروري، وأن الخطوات المتخذة في هذا الإطار ستشكل نموذجاً يُحتذى به لدول أخرى.

وأضاف فيدان أن عملية التفاوض بين الصومال وإثيوبيا لا تقتصر على التعاون بين البلدين فحسب، بل تمثل رؤية سياسية للقارة الإفريقية بأكملها.

وأوضح أنها تعد مبادرة استراتيجية شاملة على غرار مشروع طريق التنمية بين تركيا والعراق، مبينا أن أنقرة مستعدة للعب دور نشط في تسهيل ودعم وتنفيذ هذه العملية.

وتناولت المفاوضات الفنية دور تركيا في مشاريع الربط الإقليمي، حيث تم تقديم أمثلة على مشاريع ممر الوسط، وخط سكة حديد باكو – تبليسي – قارص، ومشروع طريق التنمية.

كما تم تبادل وجهات النظر حول التشريعات الجمركية ومشاريع الموانئ وتأثير ممرات النقل على التنمية والمعايير الدولية ذات الصلة.

وخلال الجولة الأولى من المفاوضات التي جرت في أجواء إيجابية، بحسب مصادر دبلوماسية تركية، ناقشت الأطراف آليات تنفيذ رؤية إعلان أنقرة، وسبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين إثيوبيا والصومال، بالإضافة إلى إطار عمل محتمل للاتفاقيات الثنائية والخطوات المستقبلية.

وتبنت الدول الثلاث بيانا مشتركا في ختام الجولة الأولى من المفاوضات الفنية، حيث اتفقت الأطراف على عقد الجولة الثانية من المفاوضات في مارس/ آذار المقبل برعاية تركيا.

وجاء في البيان المشترك أن الجولة الأولى من المفاوضات الفنية، التي عقدت في إطار إعلان أنقرة، نُظمت الثلاثاء في أنقرة برعاية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وبمشاركة وزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثيوس ووزير الدولة الصومالي للشؤون الخارجية علي محمد عمر.

وأشار البيان إلى أن إعلان أنقرة الذي تم التوصل إليه بوساطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وضع رؤية تمهّد الطريق لمستقبل أكثر ازدهارا واستقرارا، بفضل الاتفاق الذي تم بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.

وأكد البيان أن الوفدين الإثيوبي والصومالي أظهرا التزامهما التام بروح ونص إعلان أنقرة خلال الجولة الأولى من المفاوضات الفنية.

وحسب البيان المشترك، فقد تم الشروع في العمل على خطوات ملموسة لتنفيذ هذه رؤية إعلان أنقرة وتحقيق تنمية مستدامة قائمة على المصالح المتبادلة.

وبوساطة تركيا، تمت في 11 ديسمبر/ كانون الأول الماضي تسوية الأزمة المستمرة منذ نحو عام بين الصومال وإثيوبيا، الجارين في منطقة القرن الإفريقي (شرقي القارة).

وخلال قمة ثلاثية في أنقرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، توصل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى اتفاق لحل الأزمة بين بلديهما.

واتفق البلدان على العمل معا “بشكل وثيق للتوصل إلى نتائج فيما يتعلق بالإجراءات التجارية ذات المنفعة المتبادلة من خلال الاتفاقيات الثنائية، بما في ذلك العقود والإيجارات والأدوات المماثلة، التي ستمكن إثيوبيا من التمتع بوصول آمن وسليم ومستدام إلى البحر ومنه، تحت السلطة السيادية للصومال”.

وتدهورت العلاقات بين البلدين منذ أن أبرمت إثيوبيا اتفاقا مع إقليم “أرض الصومال” الانفصالي مطلع يناير/ كانون الثاني 2024، منح الإذن لأديس أبابا باستخدام سواحل الإقليم على خليج عدن لأغراض تجارية وعسكرية.

ورفضت مقديشو صفقة إثيوبيا مع “أرض الصومال”، ووصفتها بأنها “غير شرعية وتشكل تهديدا لحسن الجوار وانتهاكا لسيادتها”، فيما دافعت الحكومة الإثيوبية عن الاتفاق قائلة إنه “لن يؤثر على أي حزب أو دولة”.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: إعلان أنقرة

إقرأ أيضاً:

الجامعة الأردنية…تحتضن مستقبل الوطن في أضخم استقبال لطلبتها الجدد

صراحة نيوز- .د. بيتي السقرات/ الجامعة الأردنية

في لوحةٍ مفعمةٍ بالفرح والانتماء، أضاءت الجامعة الأردنية سماءها بأضخم فعالية ترحيبية بطلبتها الجدد على مستوى الجامعات الأردنية، في مشهدٍ جسّد عمق رسالتها الوطنية والإنسانية، والتزامها الراسخ ببناء جيلٍ يحمل العلم والقيم معًا، ويسير بخطى واثقة نحو المستقبل.

لم يكن هذا اليوم احتفالًا عابرًا، بل إعلانًا عن انطلاقة جديدة تعيد التأكيد على أنّ “الجامعة الأمّ” ما زالت النموذج الأرقى في تعزيز الانتماء، وتحفيز الطاقات، وصناعة الإنسان المبدع القادر على التغيير.

وفي هذا المشهد المهيب، تجلّى حضور معالي الأستاذ الدكتور نذير عبيدات، رئيس الجامعة الأردنية، بوصفه القائد الملهم والأب الحاضن لأبنائه الطلبة. تحدّث إليهم بعفويةٍ صادقة، وبكلماتٍ حملت عمق الرؤية وثقة الإيمان بقدرات الشباب، مؤكدًا أن الجامعة ليست مكانًا للدراسة فحسب، بل بيئة حياةٍ ووعيٍ ومسؤولية، تصنع القادة وتغرس فيهم روح الإصرار والتفوق. كانت كلماته نبراسًا أضاء دروب الطلبة الجدد، حين ذكّرهم بأنّ لكل طالب قصة نجاح تنتظر أن تُروى، وأن عليه أن يكتبها بجهده، لا أن يتركها للظروف. بهذا الحسّ الأبويّ والرؤية المستنيرة، أعاد معاليه صياغة معنى التعليم الجامعي بوصفه مشروعًا وطنيًا ينهض بالوطن من خلال أبنائه.

وإلى جانب هذا الحضور القيادي المُلهم، جاءت عمادة شؤون الطلبة ممثلة بعميدها الدكتور صفوان الشياب لتجسّد العمل الدؤوب والروح التنظيمية التي رافقت هذا الحدث المميّز. فقد أبدعت العمادة في تحويل الفكرة إلى واقعٍ نابضٍ بالحياة، بتنظيمٍ محكمٍ، وتعاونٍ متكاملٍ بين كوادرها وأعضاء فرقها، الذين عملوا بروح الفريق الواحد ليكون هذا اليوم في مستوى “الجامعة الأردنية” وطلبتها. لقد مثّلت العمادة، بكل من فيها، الجسر الذي ربط بين إدارة الجامعة وطلبتها الجدد، فكانت عنوانًا للتواصل والاحتواء والدعم.

وفي ختام هذا اليوم الاستثنائي، تُرفع كلمات الشكر والتقدير لكلّ من كان له بصمة في إنجاح هذه الفعالية – من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وطلبة الجامعة المتطوعين، ووحداتها المختلفة – الذين أثبتوا أن الانتماء للجامعة الأردنية ليس شعارًا يُقال، بل سلوكٌ يُمارس، وجهدٌ يُبذل، وعملٌ يثمر نجاحًا وتميّزًا.

وستظلّ الجامعة الأردنية – بما تمثّله من تاريخٍ عريقٍ ورسالةٍ راسخة – فخرًا للمملكة وركيزةً من ركائز نهضتها، إذ خرّجت القادة والعلماء والمفكرين، وصنعت أجيالًا من السياسيين والأطباء والمهندسين والأكاديميين الذين حملوا اسمها في كلّ الميادين. هي الجامعة التي لم تكتفِ بأن تكون الأولى في التأسيس، بل بقيت الأولى في الفكر والتميّز والعطاء، جامعةٌ تُنير العقول وتبني الإنسان، لتبقى منارة الأردن التي لا تنطفئ.

مقالات مشابهة

  • شرم الشيخ تحتضن قمة إعلان السلام وانتهاء الحرب في غزة
  • الجامعة الأردنية…تحتضن مستقبل الوطن في أضخم استقبال لطلبتها الجدد
  • وصلت لطريق مسدود.. وزير الخارجية يكشف أسباب فشل المفاوضات مع إثيوبيا
  • شرم الشيخ.. مدينة السلام التي تحتضن الأمل من جديد
  • معلق مباراة مصر وغينيا بيساو في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم
  • وفد سوري رفيع في أنقرة بعد يوم واحد من وصفها قسد بالإرهابية
  • لوسي سميث: سوق كان الدولية للتلفزيون "ميب كوم" تحتضن اقتصاد المبدعين 
  • الأغلى والترتيب.. 10 معلومات لا تعرفها عن منافس منتخب مصر بتصفيات المونديال
  • العراق يقصي إندونيسيا والإمارات تكسب عمان في ملحق المونديال
  • تعرف على منتخب غينيا بيساو منافس المنتخب الوطني في ختام مشوار تصفيات المونديال