مشهد صادم .. عشرات الحيتان تحتضر على سواحل تسمانيا وجهود مستمرة لإنقاذها |شاهد
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
رصدت السلطات الأسترالية جنوحًا جماعيًا لما يزيد عن 150 حوتًا قبالة سواحل جزيرة تسمانيا، حيث تقطعت بهم السبل في منطقة نائية قرب بلدة آرثر ريفر على الساحل الغربي للجزيرة.
ووفقًا لتقارير أولية، أكدت الملاحظات أن 90 حوتًا على الأقل ما زالوا على قيد الحياة، فيما تُجري السلطات تقييمًا شاملًا للوضع لوضع خطة استجابة مناسبة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأشار أحد البرامج التلفزيونية إلى أن هيئة الحياة البرية في تسمانيا تعمل بالتنسيق مع الجهات المختصة لدراسة الظاهرة ومحاولة التعامل معها، مع التحذير من الاقتراب من الحيتان الملقاة على الشاطئ.
وأوضح المسئولون أن عملية الإنقاذ معقدة للغاية بسبب الطبيعة النائية للمنطقة، مؤكدين أن الحيتان تعتبر من الأنواع المحمية حتى في حالة وفاتها، وأن العبث بجثثها يُعد جريمة يعاقب عليها القانون.
وذكر خبراء في سلوك الحيوان وعلماء البحار أن معدلات بقاء الحيتان التي تجنح إلى الشاطئ منخفضة للغاية، حيث لا يمكنها العيش لأكثر من 6 ساعات تقريبًا على اليابسة قبل أن تبدأ في الاحتضار نتيجة الضغط على أعضائها الحيوية وصعوبة التنفس.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
صمت الحيتان.. ناقوس خطر يهدد مستقبل المحيطات
صراحة نيوز -في تطور بيئي مقلق، كشفت دراسات حديثة عن تراجع حاد في أصوات الحيتان، التي لطالما كانت مؤشراً على صحة المحيطات. هذا الصمت غير المعتاد، وفقاً لما نقلته ناشونال جيوغرافيك، يعكس اضطرابات بيئية عميقة سببها التغير المناخي المتسارع.
شبكة واسعة من الميكروفونات المائية (هيدروفونات) المثبتة قبالة ساحل كاليفورنيا سجّلت بيانات صوتية على مدى ست سنوات منذ 2015، أظهرت انخفاضاً كبيراً في نداءات الحيتان الزرقاء والزعنفية. ويربط العلماء هذا التراجع بموجة الحر البحرية الضخمة المعروفة بـ “الفقاعة” (The Blob)، التي رفعت درجات حرارة المحيط بأكثر من 4.5 درجات فهرنهايت عن المعدلات الطبيعية، مسببةً اضطرابات هائلة في النظم البيئية من ألاسكا إلى المكسيك ونمو طحالب سامة على نطاق واسع.
الجوع أخرس الحيتان الزرقاء
ارتفاع الحرارة أدى إلى انخفاض أعداد الكريل، الغذاء الرئيسي للحيتان الزرقاء والزعنفية، ما دفعها إلى التوقف عن الغناء لصرف طاقتها على البحث عن الطعام. ويشبّه عالم المحيطات البيولوجي جون رايان هذا المشهد قائلاً: “الأمر أشبه بمحاولة الغناء وأنت تتضور جوعاً… لقد كانوا فقط يحاولون البقاء”.
في المقابل، استمرت الحيتان الحدباء – التي تتغذى على أنواع متعددة – في إصدار أصواتها بشكل طبيعي، ما يكشف مدى هشاشة بعض الأنواع أمام اضطرابات السلسلة الغذائية.
الفقاعة ضربت المحيطات في العالم
نتائج مشابهة ظهرت في نيوزيلندا، حيث سجّل الباحثون انخفاضاً في نداءات الحيتان الزرقاء، خصوصاً أصوات التزاوج والتغذية، ما يشير إلى تراجع النشاط الإنجابي نتيجة نقص الغذاء. وتقول العالمة دون بارلو: “الحيتان الزرقاء أشبه بالحراس البيئيين… ما يفعلونه يعكس صحة النظام البيئي بأكمله”.
أكثر من 90% من حرارة التغير المناخي في المحيطات
العلماء يؤكدون أن الحيتان الزرقاء تمثل مؤشرات دقيقة للتغيرات البيئية بسبب طول أعمارها وقدرتها على التنقل عبر المحيطات. ومع امتصاص المحيطات لأكثر من 90% من حرارة التغير المناخي، أصبحت موجات الحر البحري أكثر شدة وتكراراً، إذ تضاعفت مدتها ثلاث مرات منذ أربعينيات القرن الماضي، بحسب دراسة نُشرت في 2024.
ورغم أن جائحة كورونا ساهمت مؤقتاً في خفض الضوضاء البشرية داخل المحيطات، فإن التلوث الصوتي والاحترار ما زالا يشكلان تهديداً وجودياً للحياة البحرية. ويرى العلماء أن تتبع أصوات الحيتان قد يكون إحدى الأدوات الأهم لمراقبة صحة المحيطات في مواجهة التغير المناخي.