قال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، اليوم الثلاثاء، إنه يتعين على الغرب الامتناع عن محاولات تغيير عقلية أعضاء مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) وإظهار الاحترام لهم بدلاً من "تسليط الضوء على العيوب في تفكيرهم. 

وأوضح نينيستو في خطابه الرسمي إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية الفنلندية في الخارج: "يجب علينا أن نراقب عن كثب المبادرات الجديدة التي ستطرحها دول البريكس، وربما لن يكون الغرب سعيدًا بها جميعًا.

هناك معركة من أجل أرواح الأمم".

وأضاف: "لا ينبغي أن تقتصر مساهمتنا على الإشارة إلى أوجه القصور في تفكير الآخرين، ولكن يجب أن نبين من خلال الكلمات والأفعال، لماذا يجب على الآخرين رؤية بعض القضايا بشكل مختلف، وعند القيام بذلك لا يتعين علينا دائمًا أن نسعى جاهدين لتغيير عقلية الآخرين، وفي بعض الأحيان يكون من المهم أيضًا إظهار الاحترام".

كما أشار الرئيس الفنلندي إلى أن "العديد من الدول ترغب في الانضمام إلى مجموعة البريكس، واعترف بأن إنشاء قوة لمواجهة الغرب على أساس هذا التحالف لا تجرده من مزاياه.

وتعقد قمة البريكس في عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبرج في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس، ومن المقرر أن تكون أكبر اجتماع لرؤساء دول وحكومات الجنوب العالمي في السنوات الأخيرة، حيث تم إرسال الدعوات إلى زعماء 54 دولة أفريقية.

وسيترأس الوفد الروسي في هذا الحدث وزير الخارجية سيرجي لافروف، بينما سيشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الفيديو كونفرانس.

ووفقا للكرملين، فإن القمة ستختتم بتمرير إعلان جوهانسبرج الصادر عن قمة البريكس الـ15.

رسميا.. الرئيس البرازيلي يعلن قبول انضمام دول جديدة إلى البريكس قمة البريكس.. وزير خارجية السعودية يطير إلى جنوب أفريقيا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البريكس جنوب افريقيا الصين البرازيل روسيا جوهانسبرج قمة البريكس فنلندا قمة البریکس

إقرأ أيضاً:

مركز أوروبي: ضغوط شعبية تطالب بتعويض الليبيين عن جرائم «الناتو» في 201‪1

تتزايد المطالب الشعبية، بضرورة إرغام حلف الناتو على دفع تعويضات للشعب الليبي على ما آلت إليه الأمور منذ شنه حملته العسكرية في 2011.

وشنّ حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مارس 2011، عملية عسكرية واسعة ضد ليبيا، تحت غطاء قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، بزعم حماية المدنيين من هجمات النظام الليبي آنذاك.

وجاءت هذه العملية في خضم ثورات “الربيع العربي”، وسرعان ما تحوّلت من فرض “منطقة حظر جوي” إلى حملة جوية مدمّرة أفضت إلى إسقاط نظام العقيد معمر القذافي.

بعد انهيار مؤسسات الدولة الليبية، دخلت البلاد في دوامة من الفوضى السياسية والأمنية، واندلعت صراعات داخلية متشابكة بين ميليشيات وجماعات مسلحة، ما أدى إلى تدهور اقتصادي، وانهيار منظومة الحكم، وتنامي ظواهر الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر والإرهاب.

ورغم مرور أكثر من عقد على ذلك التدخل، لا تزال ليبيا تعيش آثار تلك المرحلة، في ظل غياب استقرار حقيقي، واستمرار الانقسام السياسي، وسط تساؤلات متزايدة حول شرعية ما حدث، ومن يتحمّل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع.

الأمر الذي دقع نقابة محاميين ليبيا في مارس الماضي، لتقديم دعوى قضائية ضد حلف الناتو وطالبتهم بتعويض متضرري حرب 2011 والقيام بإعادة إعمار ليبيا.

هذه الدعوى قوبلت بالنكران من الجانب الأوروبي، حيث قال نائب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في الناتو، خافيير كولومينا، إن تدخل الناتو في ليبيا لم يكن تدخلاَ مطلوباً من المجتمع الدولي ولكن جاء بسبب خطاب من جامعة الدول العربية لحماية المدنيين.

كما أصدر حراك صوت العدالة، بيانًا موجهًا إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي والدول الأعضاء في حلف الناتو والرأي العام العالمي، عبر فيه الحراك عن استنكاره العميق واستيائه البالغ تجاه الآثار المدمرة التي خلفها الحلف في عملياته عام 2011.

فيما خرجت النقيب هيذر بينينغ، ضابطة سابقة مسؤولة عن التنسيق الجوي بإحدى القواعد المشاركة في عمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد ليبيا عام 2011، في تصريح نادر من نوعه، عن صمت دام أكثر من عقد، لتتحدث بصراحة عن التدخل العسكري الذي قادته دول غربية تحت مظلة حماية المدنيين، والذي انتهى إلى ما وصفته بـ “كارثة إنسانية وسياسية”.

وفي بيانها الصحفي، علقت النقيب بينينغ، قائلة:

“خلال متابعتي مؤخرًا للتطورات في ليبيا، استوقفني خبر عن حراك ليبي يطالب حلف الناتو بتعويض ليبيا عن الهجمات التي نُفذت عام 2011.

وتابعت:” بصفتي كنت جزءًا من غرفة العمليات والتنسيق الجوي أثناء تلك المرحلة، شعرت أنه من واجبي الأخلاقي والمهني أن أتحدث علنًا، رغم مضي 14 عامًا على تلك الأحداث”.

وأوضحت بينينغ، أن التدخل، الذي جرى تحت غطاء حماية المدنيين، أدى في الواقع إلى تدمير مؤسسات الدولة، وزعزعة استقرار ليبيا على نحو ما تزال البلاد تعاني من تداعياته حتى اليوم.

وقالت:” أقولها اليوم بوضوح: لقد ارتكبنا خطأً جسيمًا. التدخل العسكري الذي شُنّ تحت مظلة حماية المدنيين انتهى إلى تدمير بلد بكامله، وزعزع استقراره، وأسهم في إشعال حرب أهلية ما زال الشعب الليبي يعاني من تبعاتها حتى هذه اللحظة.”

ولفتت إلى أن كثيرًا من العسكريين كانوا ينفذون الأوامر تحت ما يسمى بـ “الشرعية الدولية”، لكنها، وبعد مراجعة متأنية لتلك المرحلة، باتت ترى أن القرار لم يكن في مصلحة ليبيا، بل خدم أجندات سياسية لبعض القادة.

وتابعت:” إنني أضم صوتي إلى أصوات الليبيين الذين يطالبون بتعويض بلادهم، وأؤمن بأن هذا هو أقل ما يمكن تقديمه كشكل من أشكال الاعتراف بالخطأ”. وطالبت الولايات المتحدة، وكافة الدول المشاركة في عمليات الناتو، بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية، وأن تعمل بجد على تصحيح المسار، بدءًا من دعم إعادة الإعمار، وصولًا إلى الالتزام الحقيقي بدعم السلام والاستقرار في ليبيا.”

واختتمت بينينغ تصريحها برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي:” لا يمكننا محو الماضي، لكن يمكننا على الأقل ألا نغض الطرف عن نتائجه الكارثية. والاعتراف بالخطأ هو الخطوة الأولى نحو العدالة.”

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه المطالب الليبية الرسمية والشعبية بضرورة الإفراج عن الأصول الليبية المجمدة في الخارج، والتي تُقدّر بمليارات الدولارات.

ويرى كثيرون أن إعادة هذه الأموال هو جزء أساسي من أي مسار للتعويض، بل يمثل الحد الأدنى من العدالة المالية في ظل ما تعرضت له ليبيا من دمار ممنهج.

واستعادة الشعب الليبي لثرواته المصادرة ليس فقط استحقاقًا سياديًا، بل أيضًا خطوة أولى على طريق إعادة الإعمار وفرض الاستقرار، فالتعويض عن الأخطاء لا يكون فقط بالكلمات، بل بالفعل، والمحاسبة، واسترجاع الحقوق المنهوبة. خصوصًا مع سعي البرلمان البريطاني للاستحواذ على هذه الأصول، فقد أصدر بيانًا مؤخرًا تحدث فيه عن دراسة مشروعٍ لتعويض ضحايا هجمات الجيش الجمهوري الإيرلندي من الأموال الليبية المجمدة، رغم أن قرارات مجلس الأمن الدولي (1970 و1973 لعام 2011) تحظر التصرف بهذه الأموال.

الأمر قوبل برفض ليبي رسمي يمنع المساس بالأموال المجمدة جاء في بيان صادر عن رئيس لجنة التحقق من الأموال الليبية المجمدة بالخارج التابعة للبرلمان، يوسف العقوري، محذرًا فيه من أي محاولات لاستخدام هذه الأموال خارج إطارها القانوني من قبل المملكة المتحدة أو غيرها، وعزمه على التصدي لأي محاولة للعبث بأموال الشعب الليبي، التي تظل ملكاً خالصاً له.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل وحربها الممنهجة
  • بريطانيا تعلن استعدادها لمواجهة مسلحة مع روسيا
  • مركز أوروبي: ضغوط شعبية تطالب بتعويض الليبيين عن جرائم «الناتو» في 201‪1
  • في مزاد أوروبي .. موروثنا التاريخي يهرب ويباع علنا ً
  • التحول الغربي
  • إيران تتحدى الغرب: لن نتخلى عن حقنا في التخصيب النووي
  • هل نصر الله الحق بأيدي الغرب وأضاعه العرب؟
  • ما سبب الخلاف بين نتنياهو وقادة الغرب‎؟
  • بعد تجاهل شرط انسحابها.. هل أقر الغرب بدور لروسيا في سوريا؟
  • التزم بهذه الآداب.. 3 نصائح لتوثيق لحظات الحج دون مضايقة الآخرين