محمد عبدالسميع (الشارقة)
احتضن النادي الثقافي العربي، مساء أمس الأول، معرضاً تشكيلياً للفنان العراقي علي المعمار، بعنوان «العاديات.. رؤى خارج الإطار»، قدم فيه مجموعة من أعماله المتمحورة حول الخيل العربية، وذلك بحضور الدكتور عمر عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة النادي، وجمهور من الفنانين ومحبي الفن.
على مدى ما يقارب أربعة عقود، ركز الرسام علي المعمار جهوده في رسم الجواد العربي، لما يحمله ذلك الجواد من دلالات رمزية وواقعية في التراث العربي والإسلامي، تلخصها معاني العزة والكبرياء والقوة والسرعة، ونظم للمعمار خلال مسيرته الممتدة عدد من المعارض الشخصية في عدة دول عربية، وشارك في العديد من المهرجانات الفنية.
20 لوحة
ضم معرض «العاديات.. رؤى خارج الإطار» نحو عشرين لوحة فنية ما بين كبيرة ومتوسطة، منها ما يمثل لوحات مشهدية للخيل وهي ترعى في مجموعات راتعة أو متعانقة أو تركض منفردة أو في مجموعة، فيظهر جمالها وبهاء وانسجام أجسامها وألوانها مع ألوان وأشكال الطبيعة من حولها، فيعكس ذلك الانسجام الجمال والوضوح والصفاء.
الخيل العربية
في الجلسة التقييمية التي نظمت بعد افتتاح المعرض قال د. عمر عبدالعزيز: «تميز الفنان علي المعمار في اختياره للخيل العربية، وبها جمع مدرسة التصوير الأوروبية العتيدة، والتميمة الأكثر وهجاً وجمالاً في الثقافة العربية وهي الجواد العربي، فالجواد من أنبل الكائنات اعتزازاً بالذات وتماهياً مع فارسه، وهو مفطور على الحرية والتجوال في براري الجمال الممتدة، ويمثل ذروة الجمال التشريحي الجسدي المقرون بطاقة عطاء وتحمل كبيرين، فتصوير الخيل ينطوي على ثنائية الثبات والحركة، فهو ثابت في التكوين المثالي لجسده، و متحرك بنشاطه وقوته الدائمين، ما يجعل رسمه انزياحاً تجريدياً متعدد الدلالات والرؤى».
قصص إنسانية
يعد الفنان علي المعمار واحداً من أهم الفنانين المتخصصين في رسم الخيل العربية في العالم، وقد قال عن هذا الانجذاب للخيل: «أحاول من خلال أعمالي المخصصة لرسم (الحصان العربي) الذهاب إلى ما هو أبعد من الشكل الجمالي لهذا الكائن الذي يعني في تراثنا العربي الكثير من المعاني والقيم النبيلة، فلوحاتي عبارة عن أجزاء من قصص إنسانية في أجواء درامية مليئة بالانفعال أحياناً والسكون أحياناً أخرى، وفي أعمال أخرى أذهب إلى الواقعية السحرية المشبعة بعالم الأسطورة، وكل ذلك يدور في فلك الإنسان، الذي هو الموضوع الأبعد والأول في لوحاتي، فكانت معاني الكبرياء والألم الإنساني والصهيل الصامت مجسدة في معظم تلك الأعمال، وأنا مستمر في طرح وتناول هذه المفردة التي بدأت تبتعد عن المفهوم المباشر إلى فضاءات من الحرية في التعبير بواسطة اللون والتكنيك». أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجواد العربي التراث العربي الثقافة النادي الثقافي العربي الخيول
إقرأ أيضاً:
مؤكدة الالتزام بدعمهم.. الجامعة العربية تحيي اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة
تحيي جامعة الدول العربية، بالتعاون مع دولها الأعضاء، اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي أقره مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، ويوافق الثالث عشر من ديسمبر من كل عام، تأكيدًا على الالتزام العربي بدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز مشاركتهم الكاملة والفاعلة في المجتمع.
وأكدت الجامعة، أن إحياء هذا اليوم يأتي في إطار حرصها على متابعة تنفيذ الالتزامات العربية والدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها الإعلان الصادر عن مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية (الدوحة – نوفمبر 2025)، إلى جانب الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والغايات ذات الصلة ضمن خطة التنمية المستدامة 2030.
وأشارت إلى أنه من المنتظر أن تصدر عن أعمال الدورة الخامسة والأربعين لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، المقرر عقدها في العاصمة الأردنية عمّان، عدد من القرارات الهامة التي من شأنها دعم جهود الدول العربية في تنفيذ تلك الالتزامات وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما أكدت جامعة الدول العربية استمرارها، وبالتنسيق مع الدول الأعضاء، في تنفيذ مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المعنونة بـ «العقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة 2023 – 2032»، والتي اعتمدتها القمة العربية في المملكة العربية السعودية عام 2023، باعتبارها أعلى سلطة لاتخاذ القرار في المنظومة العربية.
ويُعد هذا العقد إطارًا استراتيجيًا شاملًا لتعزيز الجهود الوطنية والإقليمية في مجالات الحماية والتمكين والإدماج، بما يضمن تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي هذا السياق، تولي الجامعة أهمية خاصة لتنفيذ مبادرة التصنيف العربي للإعاقة، باعتبارها إحدى المبادرات المحورية ضمن العقد العربي الثاني، لما تمثله من أداة رئيسية لتوحيد المفاهيم ومعايير جمع البيانات، وبناء أنظمة وطنية أكثر فاعلية ودقة.
وانطلاقًا من هذا الالتزام، أعلنت الجامعة عن تنظيم ورشة عمل متخصصة بالتعاون مع الجمهورية التونسية، تستهدف مسؤولي ملفات الإعاقة في الدول العربية، وتهدف إلى رفع القدرات وتوضيح الجوانب الفنية والتطبيقية لتنفيذ التصنيف العربي للإعاقة على المستوى الوطني، بما ينسجم مع أفضل الممارسات الدولية ويعزز الجهود الإقليمية في هذا المجال.
وفي ختام بيانها، جددت جامعة الدول العربية دعوتها إلى مواصلة العمل العربي المشترك لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتكثيف الجهود الرامية إلى بناء مجتمعات شاملة تضمن كرامتهم وتكافؤ الفرص للجميع، بما يتسق مع أهداف التنمية المستدامة 2030 والالتزامات الإقليمية والدولية للدول الأعضاء.