محافظات الوسط الجنوب إلى الهامش.. أموال الموازنة رهينة الصفقات
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
21 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: شهدت المحافظات الوسطى والجنوبية تصاعداً في وتيرة المطالبات بشأن استحقاقاتها المالية وسط اتهامات بتغليب المصالح الحزبية والمجاملات السياسية على حساب المشاريع الاستراتيجية والتنموية.
نواب هذه المحافظات حذروا من استمرار نهج التهميش في توزيع المخصصات المالية وفق الموازنة الثلاثية، مؤكدين أن غياب العدالة في التوزيع يعرقل تنفيذ مشاريع حيوية تمس حياة المواطنين.
وانتقد أعضاء في مجلس النواب ضعف الكتل النيابية، خصوصاً الكتل الشيعية، في إلزام نوابها بالحضور إلى جلسات البرلمان، وهو ما أدى إلى تمرير اتفاقات وصفوها بالمجحفة بحق المناطق التي يمثلونها مشيرين إلى أن غياب التماسك داخل البرلمان أتاح المجال لعقد مساومات سياسية أثرت سلباً على توزيع الأموال للمحافظات، ما أدى إلى تأخير تنفيذ مشاريع البنى التحتية، خاصة في قطاعات المياه، الزراعة، والكهرباء.
وأسس عدد من نواب المحافظات الوسطى والجنوبية تجمعاً نيابياً حمل اسم “جبهة نواب الوسط والجنوب”، معلنين أن هدفه الرئيسي هو الدفاع عن حقوق محافظاتهم والسعي إلى تنفيذ مشاريع استراتيجية تعود بالنفع على سكانها. أكد النواب المنضمون إلى الجبهة أنهم سيستخدمون جميع وسائل الضغط المتاحة لإقرار قوانين تصب في مصلحة المواطنين، مع ضمان عدم الإضرار بحقوق باقي المحافظات العراقية.
و طالب ممثلو هذه المحافظات بإطلاق مستحقاتها المالية وفق أحكام قانون الإدارة المالية، بما يشمل التعديلات اللازمة على مواد الموازنة، خصوصاً المادة 14 التي ترتبط مباشرة بتخصيصات المحافظات.
وتتجدد الدعوات الى إنهاء حالة الجمود التي تعانيها المشاريع التنموية، منتقدين استمرار تنفيذ المشاريع وفق نهج فردي أو مناطقي، ما أدى إلى تعطيل الخطط التنموية الشاملة التي كان يمكن أن تساهم في تحسين الواقع المعيشي والخدمي.
و يأتي هذا الحراك النيابي في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تمر بها البلاد، حيث تشير الأرقام إلى أن نسبة إنجاز المشاريع في بعض المحافظات لم تتجاوز 30% خلال السنوات الأخيرة، في حين تواجه قطاعات حيوية، مثل الكهرباء والمياه، أزمات متفاقمة بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي وعدم صرف التخصيصات المالية في مواعيدها المحددة.
وتعكس هذه الأزمة صراعاً أوسع بين الكتل السياسية حول توزيع الموارد، حيث باتت المحافظات الوسطى والجنوبية تشعر بأنها تدفع ثمن التسويات السياسية التي تتم خلف الأبواب المغلقة.
وأدى غياب التوازن في توزيع الأموال أدى إلى خلق فجوة تنموية بين المحافظات، حيث تستفيد بعض المناطق من الموازنات الانفجارية في حين تعاني أخرى من الإهمال والتأجيل المستمر للمشاريع.
و يشير الواقع إلى أن الحلول الترقيعية لم تعد مجدية، إذ أن التحديات التي تواجه المحافظات تتطلب إعادة نظر جذرية في آليات إدارة الموارد. استمرار التعامل مع المحافظات الوسطى والجنوبية على أنها مجرد أرقام في الموازنة من دون مراعاة احتياجاتها الفعلية أدى إلى تنامي مشاعر الغضب بين السكان، وهو ما قد ينعكس على المشهد السياسي مستقبلاً.
و تبدو خيارات النواب محدودة بين التفاوض السياسي واستخدام وسائل الضغط التشريعي، لكن غياب وحدة الموقف داخل الكتل الشيعية يجعل إمكانية تحقيق مكاسب فعلية أقل فاعلية مما يطمح إليه الشارع. إذا استمرت حالة التراخي في البرلمان، فإن ذلك قد يفتح الباب أمام تصعيد شعبي جديد، خاصة وأن المحافظات المتضررة هي التي تحملت العبء الأكبر خلال السنوات الماضية.
و يتطلب المشهد السياسي رؤية جديدة تعتمد على مبدأ العدالة في توزيع الثروات وتفعيل الإدارة اللامركزية التي تتيح للمحافظات إدارة مواردها بعيداً عن الضغوط السياسية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: أدى إلى
إقرأ أيضاً:
الأندية العشرة الأكثر إنفاقا على الصفقات في القرن 21
يتصدر تشلسي الإنجليزي المتوج مؤخرا بلقب النسخة الموسّعة الأولى من كأس العالم للأندية، قائمة الفرق الأكثر إنفاقا على الصفقات في القرن الحادي والعشرين.
وبحسب إحصائية نشرها موقع "ترانسفير ماركت" الشهير فإن النادي اللندني تجاوز إنفاقه حاجز الـ4 مليارات يورو بقليل على انتقالات اللاعبين منذ العام 2000 حتى الآن.
وعلّقت صحيفة "ماركا" الإسبانية على ذلك بالقول "إن هذا الأمر ليس مفاجئا، على اعتبار أن تشلسي اعتاد إبرام صفقات ضخمة كل موسم لنجوم بارزين لا يحقق بعضهم التوقعات".
وأنفق الملياردير الأميركي تود بويلي مالك تشلسي الحالي أكثر من 1.6 مليار يورو على 112 صفقة أبرزها مويسيس كايسيدو وإنزو فرنانديز منذ امتلاكه النادي في مايو/أيار 2022، ومع ذلك لم يحصد الفريق سوى دوري المؤتمر الأوروبي وكأس العالم للأندية في الموسم الفائت 2024-2025.
أما الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش المالك السابق لتشلسي فقد أنفق أكثر من 2.3 مليار يورو على 487 صفقة خلال 19 عاما (2003 حتى 2022).
ومنذ مطلع القرن الحالي تُوج تشلسي بلقبين في دوري أبطال أوروبا ومثلهما في الدوري الأوروبي ولقب في دوري المؤتمر الأوروبي، وخمس بطولات في الدوري الإنجليزي الممتاز ومثلها في كأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس سوبر أوروبي واحدة وثلاث كؤوس درع خيرية "السوبر الإنجليزي"، بالإضافة إلى لقبين في كأس العالم للأندية (أحدهما النسخة الجديدة).
ويتفوّق تشلسي بفارق كبير على مواطنه مانشستر سيتي الذي يحتل المركز الثاني والذي أنفق أكثر بقليل من 3 مليارات يورو.
وشهدت قائمة الأندية الأكثر إنفاقا في القرن الحادي والعشرين حضورا إنجليزيا واضحا، إذ تتواجد خمسة أندية من بين 10 أي نصف القائمة، بالإضافة إلى عملاقي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة.
وتاليا قائمة الأندية الأكثر إنفاقا في القرن الحادي والعشرين: تشلسي: 4.18 مليار يورو. مانشستر سيتي: 3.23 مليار يورو. يوفنتوس: 3.18 مليار يورو. مانشستر يونايتد: 3.02 مليار يورو. ريال مدريد: 2.90 مليار يورو. باريس سان جيرمان: 2.55 مليار يورو. برشلونة: 2.53 مليار يورو. ليفربول: 2.35 مليار يورو. توتنهام: 2.21 مليار يورو. إنتر ميلان: 2.09 مليار يورو. إعلان