عربي21:
2025-06-03@17:14:16 GMT

التفكير من خارج الصندوق.. إلى أين يقود ترامب؟

تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT

أعلن قائد الإدارة الرئيسية للعمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي؛ أن القوات الروسية استعادت أكثر من 800 كيلومتر مربع من الأراضي من أوكرانيا في منطقة كورسك بغرب روسيا، وهو ما يمثل نحو 64 في المائة من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا في آب/ أغسطس 2024 وقدرت في حينها بـ1268 كيلومترا مربعا.



الإعلان الروسي جاء بعد أيام قليلة على انعقاد اللقاء الأول للحوار الروسي الأمريكي في الدرعية، شمال العاصمة السعودية الرياض، وهو اللقاء الذي انتهى بالإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية الأمريكية الروسية وتحديد آليات الحوار بين البلدين في مختلف الملفات وعلى رأسها الملف الأوكراني.

فروسيا لا تبدو مستعجلة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهذا ما أكدته تصريحات سيرغي رودسكوي حول استعادة 64 في المائة من أراضي كورسك، والأهم تركيبة الوفد الروسي إلى الدرعية الذي ترأسه وزير الخارجية سيرغي لافروف، وضم مساعد الرئيس الروسي السفير السابق في واشنطن يوري أوشكوف، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميترييف؛ الذي صرح بعيد انتهاء اللقاء بالقول: من السابق لأوانه الحديث عن حلول وسط بين روسيا والولايات المتحدة بعد الاجتماع في السعودية، مضيفا أن الطرفين شرعا للتو في الاستماع إلى بعضهما.

تعدد وتشعب الملفات والتي تصل إلى حد مناقشة دور دول مجموعة بريكست ومستقبل العملات وأسواق الطاقة، وهي ملفات تؤرق واشنطن أكثر بكثير من ملف أوكرانيا الذي وضعته جانبا إلى حين التوافق مع الحلفاء والشركاء الغربيين بعد أن تصدعت تحالفاتهم وشراكاتهم مع الولايات المتحدة، بفعل كسر الرئيس الأمريكي الحصار على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين
تركيبة الوفد تشير إلى تعدد وتشعب الملفات والتي تصل إلى حد مناقشة دور دول مجموعة بريكست ومستقبل العملات وأسواق الطاقة، وهي ملفات تؤرق واشنطن أكثر بكثير من ملف أوكرانيا الذي وضعته جانبا إلى حين التوافق مع الحلفاء والشركاء الغربيين بعد أن تصدعت تحالفاتهم وشراكاتهم مع الولايات المتحدة، بفعل كسر الرئيس الأمريكي الحصار على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.

مزيد من الوقت يعني مزيدا من التصدعات في المعسكر الغربي والتدهور في الروح المعنوية على الجبهة الأوكرانية، سيكون أمرا مستحبا على الجانب الروسي، سامحا بمزيد من التقدم الميداني للقوات الروسية، الأمر الذي تحاول بريطانيا وفرنسا إعاقته ومنعه عبر إرسال قوات إلى أوكرانيا، وهو ما أعلنه رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر صراحة يوم الخميس.

فالرئيس الروسي بوتين أشار في وقت لاحق إلى حالة عدم الارتياح لدى الأوروبيين وأوكرانيا؛ بسبب عدم مشاركتهم في لقاء الوفدين الروسي والأمريكي بسخرية كبيرة، مؤكدا أن "اللقاء يهدف لضمان إعادة العلاقات الروسية الأمريكية" بشكل أساسي، وهو ما كان أكده دونالد ترامب، وأعضاء الوفد الأمريكي في الدرعية؛ مبعوث الرئيس ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز.

بوتين كشف عن أوجه التعاون المستقبلي الذي يشغل واشنطن بالقول: إن روسيا والولايات المتحدة اتخذتا الخطوات الأولى للتعاون في ملفات الشرق الأوسط، بما فيها سوريا وفلسطين، مردفا بأنه كانت ثمة قضايا ثنائية بين بلاده والولايات المتحدة حول الاقتصاد وأسواق الطاقة العالمية والفضاء؛ ملفات لا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية معالجتها دون التعاون مع روسيا كون كلفتها آخذة في الارتفاع وكذلك الأزمات الناجمة عنها.

الفوضى تعم المعسكر الغربي، فأوروبا منغمسة في فوضى الهزيمة، في حين يظهر بوتين منتصرا بعد مفاوضات الدرعية في السعودية، خصوصا بعد أن أعرب المفاوض الروسي ديميترييف عن ارتياحه لمسار المفاوضات، مؤكدا أن المخرجات الأولية تشير إلى تقدُّم كبير على طريق إعادة ترتيب العلاقات وإطلاق "خريطة طريق" للتطبيع الكامل وتسوية المشكلات المتراكمة، وهي خارطة طريق تغيب عنها أوكرانيا، في حين تبدو السعودية أكثر حضورا من أوروبا واتحادها الهش.

أولويات أمريكا باتت مختلفة عن أوروبا، فهي اليوم منشغلة في مكافحة التضخم والمديونة التي تجاوزت 36 تريليون دولار؛ متجاوزة الناتج القومي الإجمالي بمقدار 9 ترليون دولار، أي ما يعادل الموازنة الفيدرالية الأمريكية السنوية مرتين، فالموازنة التي تحولت إلى فجوة وثقب أسود يهدد بابتلاع الناتج القومي الإجمالي الأمريكي بأكمله، فالتقديرات تشير إلى أن العجز لشهر كانون الثاني/ يناير في الموازنة الأمريكية تجاوز 100 مليار دولار؛ بعد أن كان لا يتجاوز 30 مليار دولار من الشهر ذاته في العام الماضي.

لن ترفع روسيا الراية البيضاء وليست في عجلة من أمرها، والحال ذاته بات واضحا مع إيران وتركيا بل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فالعالم على موعد مع مفاوضات طويلة مسلية أحيانا وشاقة ودموية في أحيان أخرى؛ مع أمريكا وإدارتها التي تفكر من خارج صندوق النقد الدولي
تخفيضات الموازنة في أمريكا طالت الذراع الناعمة لأمريكا ممثلة بالمساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID)، وإلى جانبها الخارجية الأمريكية التي تشهد تقليصا لموظفي سفاراتها المتخمة في الصين وأرجاء مختلفة من العالم وعلى رأسها منطقتنا العربية، وكذلك الذراع الخشنة ممثلة بوزارة الدفاع (البنتاغون) التي ستشهد خفضا لموازنتها بمقدار 8 في المائة، ويتوقع أن تطال في المستقبل أجهزة الاستخبارات والقواعد العسكرية، ما يعني أن طبع الدولارات وبيع السندات ورفع الفائدة لم يعد يجدي نفعا من منظور دونالد ترامب ورئيس إدارة الكفاءة الحكومية إيلون ماسك.

ترامب وإدارته ماضيان في سياساتها المالية لخفض النفقات ومكافحة التضخم وفي سياساتها الجيوسياسية عبر التفاوض مع روسيا لخفض الكلف السياسية والعسكرية، وهو ما جسده الوفد المفاوض الروسي الذي خلا من العسكريين، فالمعركة من منظور ترامب معركة تخاض في أسواق المال والعقار وليس في ميدان الحرب والقتال.

حلول ترامب وإيلون ماسك من خارج الصندوق، وإن كان يراها آخرون من خارج العقل، وعلى رأسهم توماس فريدمان الذي انتقد بشدة مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة كونه يشعل المنطقة ويلحق ضرر بالعلاقة مع الحلفاء والشركاء في المنطقة.

خلاصة القول؛ لن ترفع روسيا الراية البيضاء وليست في عجلة من أمرها، والحال ذاته بات واضحا مع إيران وتركيا بل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فالعالم على موعد مع مفاوضات طويلة مسلية أحيانا وشاقة ودموية في أحيان أخرى؛ مع أمريكا وإدارتها التي تفكر من خارج صندوق النقد الدولي، على أمل خلق صندوق جديد من رحم العملات المشفرة التي أضاف إليها ترامب عملته المسماة "عملة الميم".

x.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه روسيا ترامب الاقتصاد أوروبا اقتصاد روسيا أوروبا اوكرانيا ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من خارج وهو ما بعد أن

إقرأ أيضاً:

ضربات في قلب سيبيريا| أوكرانيا تتحدى الثالوث النووي الروسي.. وبوتين أمام لحظة الحسم

في تطور مفاجئ يعيد رسم ملامح الحرب الروسية الأوكرانية، نفذت كييف هجوما نوعيا غير مسبوق طال العمق الروسي في قلب سيبيريا، مستهدفة منشآت يعتقد أنها على صلة مباشرة بالثالوث النووي الروسي. 

العملية، التي وصفت بأنها الأبعد جغرافيا منذ اندلاع الصراع، فتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد، تثير تساؤلات مصيرية حول طبيعة الرد الروسي المرتقب.

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تبدو مواقف كل من أوكرانيا وروسيا واضحة ومعلنة قبيل الجولة الجديدة من المفاوضات، غير أن هناك إشكالية تتعلق بطبيعة المطالب المطروحة، تحديدا من حيث الجانب الإجرائي، وهو ما يستدعي التمييز بين ما هو إجرائي وما هو جوهري.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن فالمطالب الإجرائية تتصل بشكل مباشر بمضمون المذكرة أو الوثيقة التفاوضية، وكذلك بالردود المنتظرة من الجانب الروسي، الذي يسعى إلى تعطيل تقديم البنود المتعلقة بما يمكن مناقشته خلال المفاوضات، إلى جانب ردود الجانب الأوكراني على ما قد يُطرح من مقترحات.

وأشار فهمي، إلى أن الإشكالية الحالية إذا ليست جوهرية في مضمونها، بل إجرائية في مسارها، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في الشروط المحتملة التي قد تتضمنها الوثيقة النهائية، خاصة في ظل التصعيد العسكري المتزايد، واتساع رقعة الاشتباكات، واحتلال قوات روسية لمزيد من مناطق التماس والقرى خلال الأيام الأخيرة، وهو ما يعقد المشهد ويجعل من التوصل إلى توافق أمرا أكثر صعوبة.

 هجوم نوعي في العمق الروسي

في مشهد غير مسبوق يعيد خلط أوراق الحرب بين موسكو وكييف، شنت أوكرانيا هجوما مبتكرا باستخدام طائرات مسيرة، استهدفت من خلالها مواقع حساسة داخل العمق الروسي، وتحديدا في قلب سيبيريا، على مسافة تزيد عن 4000 كيلومتر من حدود الصراع التقليدية.

الهجوم الذي قدر أن خسائره بلغت مليارات الدولارات، استهدف مطارات عسكرية ومنشآت يعتقد أنها تتصل بالثالوث النووي الروسي، ما شكل ضربة تكتيكية ذات بعد استراتيجي، وصفها مراقبون بأنها أبعد وأخطر عملية منذ بداية الحرب.

وانطلقت الطائرات المسيرة من داخل الأراضي الروسية نفسها، في خطوة لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي التي تحيط بالحدود، بحسب ما كشفته مصادر أوكرانية، وقد طالت العملية أكثر من 40 طائرة عسكرية، ما يجعلها من أعنف الضربات الجوية ضد البنية التحتية العسكرية الروسية حتى الآن.

الصمت الروسي وتساؤلات حول الدور الغربي

رغم ضخامة الحدث، التزمت موسكو الصمت الميداني، مكتفية بتأكيد وقوع الهجمات واعتقال عدد من المشتبه بهم، دون الكشف عن تفاصيل الخسائر أو الردود المحتملة.
في المقابل، تزامنت الضربات الجوية مع سلسلة تفجيرات استهدفت جسورا وسككا حديدية في منطقتي بريانسك وكورسك، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات، الأمر الذي أثار تساؤلات جدية حول التنسيق المحتمل بين أجهزة غربية واستخبارات أوكرانية في تنفيذ هذه العمليات.

أردوغان: المحادثات الأولى للسلام بين روسيا وأوكرانيا بإسطنبول مهمة لإنهاء الحربألف مقابل ألف.. روسيا وأوكرانيا يتفقان على صيغة جديدة في تبادل الأسرى

الرد الروسي.. قاس لكنه غير نووي 

وفي تعليقه على التطورات، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي بسام البني أن "الرئيس الروسي عودنا على هدوئه المنظم جدا"، مرجحا أن الرد قادم لا محالة، لكنه استبعد أن يكون نوويا في هذه المرحلة، معتبرا أن مستوى التصعيد لم يصل إلى الحد الذي يستدعي تفعيل العقيدة النووية الروسية.

 وأشار البني إلى أن الهجمات على كورسك وبريانسك، وخاصة تلك التي طالت المدنيين، "تشكل جريمة مدانة"، لكنه أبدى تفهما للهجمات التي استهدفت المنشآت العسكرية ضمن ما وصفه بـ"قواعد الاشتباك في حرب مفتوحة بين دولتين".

وعبر البني عن شكوكه العميقة في دور الغرب، قائلا: "لو كنت مكان بوتين، لأصدرت أوامري منذ اليوم الأول بقصف أي دولة تزود أوكرانيا بالسلاح، فور سقوط أي قذيفة على الأرض الروسية الأصلية".

وأضاف أن بوتين قد يمتنع عن هذا الخيار بسبب صبره الاستراتيجي، إلا أن الشارع الروسي يطالب برد مباشر، محذرا من أن استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا يجعل موسكو أمام اختبار حقيقي لإرادتها، خاصة مع اعترافات أميركية بأن الحرب الحالية باتت "حربا بالوكالة".

إيفان يواس: محادثات اسطنبول بين روسيا وأوكرانيا كانت عرضا مسرحيا موجها لـ ترامبمصر ترحب بالمفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا طباعة شارك روسيا أوكرانيا الحرب بأوكرانيا القوات الروسية

مقالات مشابهة

  • الانتقام حتمي.. أول تعليق من ميدفيديف على ضرب أوكرانيا للعمق الروسي
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في ولاية كولورادو الأمريكية
  • ضربات في قلب سيبيريا| أوكرانيا تتحدى الثالوث النووي الروسي.. وبوتين أمام لحظة الحسم
  • كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟
  • سر العنكبوت.. كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟
  • عاجل. أوكرانيا: الجيش الروسي أطلق علينا 3 صواريخ باليستية و80 طائرة مسيّرة وقد تم إسقاط 15 منها وتحييد 37
  • رئيس الوفد الروسي المفاوض: تسلمنا مذكرة أوكرانيا لاتفاق السلام
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • أوكرانيا تنفذ أعمق هجوم داخل روسيا بطائرات مسيّرة وتثير جدلاً حول إبلاغ واشنطن | تقرير
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق