صحيفة صدى:
2025-06-27@23:30:50 GMT

حوض سمك

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

حوض سمك

حوض سمك.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

ثورة علمية تثير جدلا أخلاقيا.. مشروع عالمي لإنشاء الجينوم البشري صناعيا!

إنجلترا – في خطوة علمية جريئة تثير جدلا واسعا، انطلق مشروع طموح يهدف إلى إنشاء اللبنات الأساسية للحياة البشرية من خلال تركيب الجينوم البشري صناعيا.

وقدمت المؤسسة الخيرية الطبية “ويلكوم ترست” تمويلا أوليا قدره 10 ملايين جنيه إسترليني (نحو 12.7 مليون دولار أمريكي) لبدء المشروع. ويأتي هذا المشروع وسط تحذيرات من احتمال استخدام هذه التقنية في المستقبل لإنشاء “أطفال مصممين” حسب الطلب أو إحداث تغييرات جينية غير متوقعة قد تنتقل عبر الأجيال.

ويقود هذا المسعى العلمي الطموح فريق بحثي بقيادة البروفيسور جايسون تشين من معهد إليسون للتكنولوجيا وجامعة أكسفورد، بالتعاون مع باحثين من أعرق الجامعات البريطانية. ويهدف الفريق خلال العقد القادم إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق يتمثل في بناء كروموسوم بشري كامل بشكل صناعي، ما قد يفتح آفاقا جديدة في فهم آليات عمل الجينات البشرية وعلاج الأمراض المستعصية.

ويكمن الجانب الثوري لهذا المشروع في تطوير أدوات تمكن العلماء لأول مرة ليس فقط من قراءة الشفرة الوراثية، بل أيضا من تصنيع أجزاء منها.

وسيركز العلماء في المرحلة الأولى على تركيب قطع كبيرة من الحمض النووي البشري، تمهيدا لإنشاء كروموسوم صناعي كامل يحمل الجينات المسؤولة عن النمو وإصلاح الخلايا. ومن خلال دراسة هذه الكروموسومات المصنعة، يأمل العلماء في كشف الأسرار الخفية لكيفية تنظيم الجينات لوظائف الجسم البشري.

ورغم الضمانات التي قدمها القائمون على المشروع بأن التجارب ستقتصر على أنابيب الاختبار دون أي محاولة لخلق كائنات حية، إلا أن هذه الخطوة العلمية أثارت مخاوف أخلاقية وعلمية عميقة. ويخشى بعض الخبراء مثل البروفيسور بيل إيرنشو من جامعة إدنبرة من إمكانية استخدام هذه التقنية في المستقبل لإنشاء “بشر محسنين” وراثيا، أو حتى تطوير أسلحة بيولوجية خطيرة. وأعرب عن قلقه بقوله: “لقد خرج الجني من القمقم”، في إشارة إلى صعوبة السيطرة على التطبيقات المستقبلية لهذه التقنية.

وقد حرص القائمون على المشروع على إرفاق هذا المشروع ببرنامج متكامل للدراسات الاجتماعية بقيادة البروفيسور جوي تشانغ من جامعة كنت، يهدف إلى استطلاع آراء الخبراء وعامة الناس حول الجوانب الأخلاقية والاجتماعية لهذا التقدم العلمي. ويأمل الفريق من خلال هذا الحوار المجتمعي في وضع ضوابط أخلاقية تضمن استخدام هذه التقنية الثورية لخدمة البشرية دون تجاوز الحدود الأخلاقية.

ويوضح البروفيسور تشين الرؤية العلمية للمشروع بقوله: “تمثل هذه القدرة على تركيب الجينومات البشرية نقلة نوعية في فهمنا لبيولوجيا الجينوم، وقد تحدث ثورة في مجال التكنولوجيا الحيوية والطب”. بينما يرى البروفيسور دان أن هذا المشروع قد يمكن العلماء من الإجابة عن أسئلة أساسية حول الصحة والمرض لم نكن لنطرحها لولا هذه التقنية الجديدة.

وتمثل هذه المبادرة العلمية محطة فارقة في تاريخ البيولوجيا التركيبية، حيث تضع البشرية لأول مرة بين يديها القدرة على “كتابة” الشفرة الوراثية بدلا من مجرد “قراءتها”. لكنها في الوقت نفسه تطرح أسئلة وجودية عميقة حول حدود التدخل البشري في الطبيعة، وإمكانية السيطرة على التطبيقات المستقبلية لهذه التقنية التي قد تغير وجه البشرية إلى الأبد.

المصدر: إندبندنت

مقالات مشابهة