الجزيرة:
2025-07-27@16:20:20 GMT

مصير اتفاق غزة بين تعنت نتنياهو وأوراق المقاومة

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

مصير اتفاق غزة بين تعنت نتنياهو وأوراق المقاومة

مع اقتراب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة من نهايتها، يحيط قدر كبير من الغموض بشأن البدء في مفاوضات المرحلة الثانية، نتيجة للمواقف المتعنتة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

كان من المفترض أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية وفق الاتفاق في اليوم السادس عشر من بداية المرحلة الأولى، لكن مع مرور 36 يوما يبدو من غير الممكن -وفق معظم التوقعات- الدخول في المرحلة الثانية.

ويطرح هذا الوضع تساؤلات كبيرة حول مدى صمود الاتفاق وآليات تنفيذ مراحله المتبقية، خصوصا مع الشروط التعجيزية التي وضعها نتنياهو للمرحلة الثانية والمتمثلة بعدم استمرار حماس أو أي طرف فلسطيني في حكم القطاع ونزع سلاح المقاومة ونفي قادتها خارج القطاع.

قضايا معقدة

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول كبير قوله إنه "من الصعب أن نصدق أنه سيتم التوصل إلى اتفاقات خلال أسبوع بشأن قضايا سياسية هامة مثل تلك التي أمامنا، لكننا نعمل بكل الطرق الممكنة من أجل استمرار ديناميكية إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار".

ويؤكد ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط في تصريحاته الأخيرة صعوبة المفاوضات، حيث يقول "من الصعب إيجاد حل لهذه المشاكل، فالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار معقدة جدا، ومن الصعب إيجاد حلول للمشاكل العالقة فيها، لكن هناك فرصة للنجاح، فلقد نجحنا في إحراز تقدم سابق في المحادثات".

إعلان

في المقابل، أصدر نتنياهو تعليماته لفريق التفاوض برئاسة وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر المكلف حديثًا بمواصلة المحادثات مع ويتكوف، ولكنه اشترط أنه مع تحقيق أي تقدم في المحادثات، فإنه سيعقد اجتماعا للمجلس الوزاري السياسي الأمني "الكابينت" لاتخاذ القرار بشأن استمرارها.

وتبدو الصورة معقدة كلما اقتربت المرحلة الثانية من الاتفاق، فقد حاول نتنياهو المماطلة في المرحلة الأولى بقدر ما يستطيع، وفرّغ بعض البنود من مضمونها، والتف على بعضها، لكنه في المحصلة اضطر للالتزام لأن طبيعة الاتفاق مع المقاومة كانت تبادلية، فلضمان إطلاق سراح الأسرى، كان يلزمه تنفيذ ما عليه من التزامات.

لكن المرحلة الثانية -وفقا للمختص في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور- وفق الإشارات تدل على أن المفاوضات ستكون معقدة، لأنها ستتناول قضايا سياسية تتعلق بمستقبل غزة والحرب وبترتيبات إقليمية، وبناء على ذلك فإن تل أبيب تحتاج إلى توجيهات مباشرة من الإدارة الأميركية.

سيناريوهات

تطرح عدة سيناريوهات لكيفية استمرار الأمور على المستوى المنظور، من بينها تمديد المرحلة الأولى، بحيث تحصل حركة حماس على بعض الامتيازات المتعلقة بتوسيع إدخال المساعدات والمعدات لقطاع غزة، وزيادة عدد الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال مقابل كل أسير تفرج عنه.

وفيما يبدو احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية شبه مستحيل، فإنه يمكن أن يكون مطروحا للنقاش خصوصا مع إعلان حماس استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى مقابل اتفاق نهائي يقضي بوقف إطلاق نار شامل، وانسحاب قوات الاحتلال من كامل القطاع، والبدء بمشروع إعادة الإعمار.

وفيما تبدو فكرة العودة للقتال مجددا مستبعدة من بعض الأطراف، فإن وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة يرأسها نتنياهو وتضم مثل وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قد يدفع بالأمور إلى حافة الهاوية أو حتى الانفجار.

إعلان

ويتذرع نتنياهو لعدم استكمال مراحل الصفقة، وينتهج أساليب دعائية مبتذلة بهدف شن حرب مسعورة على الضفة الغربية بدعم شركائه من اليمين المتطرف ولإرضائهم، ومن الممكن أن يتطور الأمر إلى استكمال الحرب في غزة.

وربط المختص في الشؤون الإسرائيلية نائل عبد الهادي التعقيدات المتوقعة في المفاوضات بتكليف ديرمر الذي يهدف إلى تعطيل الصفقة وإدخال قطاع غزة، وحماس في دوامة اللاسلم واللاحرب، وإعادة التفاوض على كل ما هو متفق عليه، وابتزاز حماس بأدق التفاصيل.

من جانبه، يوضح عصمت منصور أن الخيارات المطروحة أمام الإسرائيليين، هي "إما تمديد المرحلة الأولى، والضغط على حماس لتحرير أكبر عدد من الأسرى الأحياء، أو الوصول إلى مرحلة ثانية منتقصة، دون الإعلان فيها عن إنهاء الحرب، وترك هامش ضبابي لإسرائيل لتحرك عسكري تحت مزاعم الرد على التهديدات من غزة، وبهذا يتم ضمان استقرار ائتلاف نتنياهو".

وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة يرأسها نتنياهو وتضم سموتريتش قد يدفع بالأمور إلى حافة الهاوية (الأناضول) هيمنة أميركية

كان موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاسما في المرحلة الأولى من هذا الاتفاق، ويبدو أنه سيبقى ممسكا بزمام الأمور حتى التوصل إلى اتفاق، وتنقل قناة كان 11 الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن الأميركيين مهيمنون للغاية في العملية، وأن مشاركتهم في تحقيق المرحلة الثانية نشطة.

كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ويتكوف يعمل على المرحلة الثانية من الاتفاق وهو "مصمم على تحقيقها، وسيفرض إتمامها على الإسرائيليين".

وتتوالى التصريحات التي تشير إلى أن الأولوية القصوى للرئيس ترامب في المنطقة هي التوصل لاتفاق مع السعودية "يضعه في مكانة صانع السلام"، لذا فهو سيسعى إلى تذليل كل الصعوبات من أجل صمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ويتعاضد ذلك مع وجود مصالح اقتصادية هائلة مع دول المنطقة، إضافة إلى التعاون معها فيما يتعلق بملف إيران الذي يعد أمرا بالغ الأهمية بالنسبة له.

إعلان

ويخشى ترامب -كما تقول دفنا ليئيل في مقال نشر بموقع القناة الـ12- من أن الزخم قد يتسرب من بين أصابعه، "فمنذ ولايته الأولى، تعلم أن التحركات الكبيرة تتم في البداية، وليس في النهاية. ولذلك، حتى لو عادت إسرائيل إلى القتال، فإنه لن يوافق على المواجهة في غزة".

وقد أكدت ذلك أنا براسكي، في مقال نشرته صحيفة معاريف، أن "الرئيس ترامب، على عكس اليمين المتطرف، ليس مستعدا لرحلة طويلة، فبالنسبة له الوقت هو المال".

وتضيف أن الحرب في غزة حدث غير عادي، تنطبق عليه القاعدة فيما يتعلق بالوقت، فما نجح مع سلفه جو بايدن لن ينجح معه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالوقت المحدود للمفاوضات حول شروط إنهاء الحرب في غزة.

أوراق القوة

يسعى ترامب إلى بلورة الاتفاق بما يضمن صفقة مع الرياض تتضمن إنهاء الحرب وإعمار قطاع غزة وتفكيك حماس وإعادة الأسرى، ولزيادة فرص النجاح -كما تقول ليئيل- يحاول ترامب ورجاله إضافة أوراق جديدة إلى الطاولة، مثل نزع السلاح وطرد كبار المسؤولين في المقاومة، وتنفيذ برامج الهجرة.

في المقابل، يوضح الخبير بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن المقاومة تملك مجموعة من أوراق القوة، تتمثل بوجودها على الأرض ووجود عشرات الأسرى لديها، إضافة لهامش المناورة الذي اتسع أمامها في مواجهة خطة ترامب، التي باتت ضاغطة على الدول العربية، وليس على المقاومة فقط.

ويرى أن الموقف العربي الرافض لخطة ترامب سيساعد المقاومة على الوصول لتفاهات بأن تكون الخطة المصرية المطروحة مقبولة عليها، وتضمن على الأقل الحد الأدنى الذي تسعى إليه المقاومة.

منصور: المقاومة تملك مجموعة من أوراق القوة تتمثل بوجودها على الأرض ووجود عشرات الأسرى لديها إضافة لهامش المناورة (رويترز) عودة الحرب والتهجير

رغم إعلان حركة حماس مرارا استعدادها للوفاء بالتزاماتها من أجل إنهاء الحرب، فلا يزال الجانب الإسرائيلي يراوح مكانه، وينقل رونين بريجمان في صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني كبير أن نتنياهو ومن حوله يفعلون كل ما في وسعهم لمنع انتهاء الحرب حتى ولو أدى ذلك إلى التخلي عن الأسرى في غزة الذين من المفترض أن يتم إطلاق سراحهم في المرحلة التالية.

إعلان

ولم يستبعد منصور عودة الحرب واعتبرها خيارا واردا في مرحلة ما، ولكن يرى أنه من الصعب على الجمهور الإسرائيلي تفهم ذلك، فيما يبدو الموقف الأميركي غير مرحب بتجدد الحرب، لكنها تبقى الخيار غير المحبب للجميع.

لكن من المحتمل أن يستغل نتنياهو الدعم غير المحدود لترامب عبر الضغط بالنار على المفاوض الفلسطيني، وجولات قتالية محدودة، للحصول على مكتسبات عسكرية وسياسية -كما يقول عودة- خصوصًا في ملف الأسرى، واليوم التالي الذي بات من أهم الملفات عند نتنياهو فيما يتعلق بجبهة غزة.

وفيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين من غزة، فقد ظهر واضحا تراجع ترامب عن تصريحاته، بينما اعتبر ويتكوف أن "خطة ترامب لغزة ليست خطة إخلاء للفلسطينيين، لكن الأمر يتعلق بزعزعة عقول الجميع، بينما نقوم بما هو أفضل للشعب الفلسطيني".

على الطرف المقابل، تسعى حكومة نتنياهو لأخذ الخطة على محمل الجد، لكن مواقف الدول العربية الرافضة لها سيدخل تل أبيب في صدام مع الإدارة الأميركية التي تنظر إلى غزة على أنها أحد الملفات في المنطقة، التي يلزم لحلها التعامل معها كوحدة واحدة دون تجزئة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المرحلة الثانیة المرحلة الأولى إنهاء الحرب إطلاق النار فی المرحلة فیما یتعلق من الصعب فی غزة

إقرأ أيضاً:

مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة

بين نيران الحرب والضغوط الدولية المتصاعدة، وجدت إسرائيل نفسها مضطرة لاتخاذ خطوة مفاجئة تمثلت في تعليق مؤقت ومحدود لعملياتها العسكرية في قطاع غزة. 

خطوة وُصفت بـ"التكتيكية"، لكنها تعكس، في جوهرها، حجم المأزق الذي تواجهه الحكومة الإسرائيلية داخليًا وخارجيًا، لا سيما في ظل موجة الغضب الدولي العارم التي فجرها الانتشار الواسع لصور الأطفال الجائعين في غزة على صدر الصفحات الأولى للصحف والمجلات العالمية، خصوصًا الأوروبية والأمريكية. 

وهذا التقرير يرصد تفاصيل التحركات الإسرائيلية الأخيرة، وسياقاتها الإنسانية والسياسية، والتداعيات المحتملة لها داخليًا وخارجيًا.

رغم تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل بشكل مفاجئ تعليقًا تكتيكيًا مؤقتًا ومحدودًا للعمليات العسكرية في بعض مناطق القطاع، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول الأسباب الكامنة وراء هذا التحول المفاجئ في الموقف الإسرائيلي، رغم استمرار العمليات الميدانية.

وتزامنت هذه الخطوة مع موجة غضب عالمي غير مسبوقة، أشعلتها صور الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع والمرض، وقد تصدرت هذه الصور الصفحات الأولى للصحف والمجلات العالمية، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة. الأمر الذي استدعى تدخلًا دبلوماسيًا عاجلًا وواسع النطاق للحد من تداعيات هذه الكارثة الإنسانية.

تحركات دولية وضغوط مستمرة

حاولت الحكومة الإسرائيلية تبرير حجبها للمساعدات الإنسانية عن سكان قطاع غزة، غير أنها فشلت في إقناع الرأي العام الدولي، ووجدت نفسها مضطرة إلى اتخاذ خطوات تخفف من حدة الانتقادات المتصاعدة.

وبحسب ما كشفه عدد من المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم الرئيس إسحاق هرتسوغ، فقد أجرت العديد من الشخصيات العالمية، من قادة وزعماء ودبلوماسيين ومؤسسات إعلامية، اتصالات مكثفة تطالب بوقف ما يجري ووضع حد للكارثة.

رغم محاولاتها تحميل المسؤولية للمؤسسات الأممية والدولية، واتهامها برفض تسلم وتوزيع المساعدات، رفضت هذه المؤسسات هذا الطرح، وأكدت أن العرقلة كانت من جانب الاحتلال.

وصرح الرئيس هرتسوغ، الأحد، قائلًا: "أدعو وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى القيام بدورها وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين دون تأخير، كما طالبت إسرائيل منذ فترة. من غير المقبول أن تظل المساعدات المُقدمة إلى غزة دون توزيع أو أن تستولي عليها حماس، حتى مع اتهامها إسرائيل زورًا بمنعها".

محاولات بديلة فاشلة

وكانت إسرائيل سعت سابقًا إلى تأسيس "مؤسسة غزة الإنسانية" لتكون بديلاً عن الوكالات الدولية، مدعومة من الإدارة الأمريكية، لكن المشروع واجه رفضًا دوليًا واسعًا، ولم تنجح إسرائيل في فرضه كأمر واقع.

وواجهت هذه المؤسسة انتقادات حادة من وسائل الإعلام العالمية، ما اضطرها إلى إصدار سلسلة من البيانات التوضيحية في محاولة للدفاع عن شرعيتها وأهدافها.

في مواجهة العاصفة العالمية

ومع تعثر مفاوضات التهدئة، وجدت إسرائيل نفسها أمام موجة انتقادات لم تعد تُقال في السر، بل تحولت إلى بيانات علنية صادرة عن قادة العالم، خصوصًا في أوروبا، الذين لم يعودوا يكتفون بالتحذيرات خلف الأبواب المغلقة، بل أطلقوا تصريحاتهم على الملأ، الأمر الذي ضاعف الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبّر بدوره عن امتعاضه الشديد من الصور القادمة من غزة، مما زاد من حرج الإدارة الإسرائيلية.

وقال الرئيس الإسرائيلي، السبت: "في الأيام الأخيرة، تلقيت عددًا لا يُحصى من الرسائل من قادة، وأصدقاء لإسرائيل، وشخصيات إعلامية، وزعماء يهود من أنحاء العالم حول هذا الموضوع، والرد الصحيح هو تحرك عملي مسؤول".

التناقض الداخلي في إسرائيل

رغم ما تعلنه إسرائيل رسميًا من نفي وجود مجاعة في غزة، إلا أنها تقر بوجود "أوضاع إنسانية صعبة ومعقدة"، وهو ما يتناقض مع مواقف عدد من وزراء الحكومة اليمينية المتطرفة، كوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يطالبان صراحة بوقف دخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع.

وقد اتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرارًا بتخفيف الأوضاع الإنسانية في غزة في غياب هذين الوزيرين، مستغلًا فترة السبت التي لا تُعقد خلالها اجتماعات حكومية رسمية.

النتائج المحتملة

رغم أن التعليق التكتيكي المؤقت للعمليات العسكرية والسماح بالإنزال الجوي للمساعدات قد يمنح نتنياهو بعض الوقت لتخفيف حدة الانتقادات الدولية، إلا أن هذه الخطوات تواجه رفضًا داخليًا شديدًا من شركائه في الائتلاف الحكومي.

وتُرجّح التقديرات الإسرائيلية أن يؤدي الضغط الدولي والمحلي المتزايد إلى دفع حكومة نتنياهو نحو قبول اتفاق لوقف إطلاق النار، خاصة إذا تضمن الاتفاق استعادة رهائن إسرائيليين، وهو ما قد يساهم في تهدئة الشارع الإسرائيلي الساخط.

ولم يكن التعليق التكتيكي الإسرائيلي للعمليات العسكرية مجرد خطوة ميدانية، بل كان انعكاسًا مباشرًا لحجم الحرج السياسي والإنساني الذي تواجهه تل أبيب في مواجهة الرأي العام العالمي. وبينما تتصاعد الضغوط من الخارج، والانقسامات تتعمق في الداخل، يبقى ملف غزة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحكومة الإسرائيلية على الصمود، أو التراجع تحت وطأة العزلة الدولية.

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تتحرك على أعلى مستوى سياسي ودبلوماسي لاستئناف مفاوضات غزة، بالتوازي مع إدخال المساعدات الإنسانية.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذه الخطوة تمثل جزءًا من مسار سياسي متكامل يستهدف التوصل إلى هدنة شاملة تعالج جذور الأزمة. واعتبر أن نجاح دخول المساعدات يعكس فاعلية التحرك المصري المنضبط في مواجهة التعنت الإسرائيلي.

وأشار فهمي إلى أن الضغط السياسي والدبلوماسي الذي تمارسه القاهرة أجبر إسرائيل على فتح مسارات محددة للمساعدات، مؤكدًا أن ما يُعرف بـ"الهدن الإنسانية" لا تمثل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، بل خطوات مرحلية. ولفت إلى أن مصر تواصل تنسيقها مع الولايات المتحدة وأطراف دولية، وأن نجاح تلك الهدن قد يمهد لهدنة موسعة لمدة 60 يومًا تمهيدًا لاستئناف المفاوضات.

طباعة شارك إسرائيل غزة قطاع غزة وقف إطلاق النار مفاوضات وقف إطلاق النار

مقالات مشابهة

  • مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: الحكومة تخدعنا ونريد اتفاقا ينهي حرب غزة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تتهم حكومة نتنياهو بالاتجار السياسي بقضيتهم
  • عائلات الأسرى “الإسرائيليين” تتهم حكومة المجرم نتنياهو بالمتاجرة بقضيتهم
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو وترامب تلاعبا بعائلات الأسرى وحماس تريد إنهاء الحرب
  • حماس تفعل بروتوكول الموت | هل بدأ العد التنازلي للأسرى الإسرائيليين؟
  • ذوو الأسرى الإسرائيليين يدعون لتظاهرات كبرى ويطالبون ترامب بـ إنهاء الحرب
  • أعضاء بالكونغرس يطالبون ترامب بالضغط على نتنياهو للتوصل لاتفاق بغزة
  • ترامب يردد مزاعم نتنياهو: حماس لا تريد التوصل إلى اتفاق في غزة
  • ترامب يردد مزاعم نتنياهو: حماس لا تريد حقا التوصل إلى اتفاق في غزة