ردود فعل متباينة على فوز اليمين المتطرف في ألمانيا.. وترامب يبارك
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
فاز تكتل الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ في الانتخابات الألمانية بحصوله على 29% من الأصوات، بحسب بيانات استطلاعات الرأي.
وجاء حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف في المركز الثاني لأول مرة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب، حيث حصل على حوالي 20%. لكن بما أن بقية القوى السياسية في البلاد فرضت على التعاون مع الحزب، فإن فرصه في دخول الحكومة المستقبلية تقلصت.
وتلقى الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة شولتز هزيمة، ليحتل المركز الثالث بحصوله على 16% من الأصوات.
بينما حصل حزب سارة فاغينكنيشت على 4.7% من الأصوات في أول انتخابات له وفشل في دخول البوندستاغ.
بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الألمانية 76% في عموم البلاد.
يبدو أن نتائج الانتخابات ستؤدي إلى تداعيات داخلية كبيرة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث أشارت مصادر مقربة من قيادته إلى أن هناك دعوات لإجراء تغييرات في القيادة والاستراتيجية السياسية، من أجل تفادي المزيد من التراجع في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
في تطور سياسي لافت، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن أحد قياديي الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتز، وصفه لنتائج الانتخابات الأخيرة بأنها "هزيمة تاريخية" للحزب، في إشارة إلى التراجع الحاد الذي سجله في صناديق الاقتراع.
وفقًا للتقارير الأولية، تكبد الحزب الاشتراكي الديمقراطي خسائر كبيرة في عدة ولايات ألمانية، لصالح أحزاب المعارضة، وعلى رأسها حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف، بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU)، ما يعكس تغيرًا كبيرًا في المزاج السياسي الألماني.
وقال القيادي البارز، الذي لم تُذكر هويته، إن "هذه النتائج تشير بوضوح إلى تراجع الثقة في الحكومة الحالية"، مضيفًا أن الحزب سيحتاج إلى مراجعة شاملة لسياساته إذا أراد استعادة شعبيته.
مع هذا التراجع الكبير، يواجه المستشار أولاف شولتز ضغوطًا متزايدة، حيث سيتعين عليه إعادة تقييم سياسات حكومته، سواء فيما يتعلق بالاقتصاد، الطاقة، أو الهجرة، لمحاولة وقف نزيف التأييد الشعبي.
صعود لافت في المشهد السياسي
وفقًا للنتائج الأولية، سجل حزب البديل من أجل ألمانيا، المعروف بمواقفه المناهضة للهجرة والاتحاد الأوروبي، ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة التأييد مقارنة بالدورات الانتخابية السابقة، حيث نجح في توسيع قاعدته الشعبية في ولايات رئيسية مثل ساكسونيا وتورينجن وبراندنبورج، والتي تُعد تقليديًا معاقل للحزب.
وقالت فايدل إن "هذه النتائج تثبت أن ملايين الألمان يشعرون بأن الأحزاب التقليدية فشلت في تلبية تطلعاتهم، وأنهم يبحثون عن نهج جديد يعيد لألمانيا سيادتها وأمنها واقتصادها القوي".
ردود فعل متباينة
أعربت الأحزاب التقليدية، بما في ذلك الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة المستشار أولاف شولتز، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي المسيحي، عن قلقها العميق إزاء تقدم حزب البديل، محذرة من أن صعود اليمين المتطرف قد يهدد الديمقراطية الألمانية ويؤثر على سياسات البلاد الأوروبية والدولية.
في المقابل، رحب حلفاء اليمين المتطرف في أوروبا، مثل مارين لوبان في فرنسا وجيورجيا ميلوني في إيطاليا، بنتائج الحزب، معتبرين إياها نقطة تحول في السياسات الأوروبية نحو التشدد في ملفات الهجرة والسيادة الوطنية.
من جانبه، علق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على فوز ميرز، قائلًا عبر منصة "تروث سوشيال" إن "حزب المحافظين في ألمانيا فاز بشكل متوقع للغاية في هذه الانتخابات الكبيرة.. مثل الولايات المتحدة، سئم شعب ألمانيا من القرارات غير المنطقية، لا سيما فيما يتعلق بالطاقة والهجرة، الذي ساد لسنوات عديدة".
وأضاف ترامب: "هذا يوم عظيم لألمانيا، وللولايات المتحدة الأمريكية تحت قيادة رجل نبيل يدعى دونالد ترامب.. مبروك للجميع، والمزيد من الانتصارات التي يجب أن تحققها".
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز في أول رد فعل له: "هذه نتيجة انتخابية سيئة ومريرة للحزب.. وأتحمل نتيجة الهزيمة أيضاً»، وذلك دون التعليق على مستقبله السياسي. كما ذكر في تصريحات موجهة إلى ميرز: «تهانينا على نتيجة الانتخابات"، مشددً اعلى أنه لن يشارك في مفاوضات ائتلافية مع الكتلة المحافظة إذا وجه فريدريك ميرز الدعوة إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
في المقابل، نقلت الإذاعة الألمانية "دويتش فيه" عن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قوله إنه يريد تشكيل حكومة "في أسرع وقت ممكن" في ظل التحديات الدولية الحالية، قائلاً إن "العالم الخارجي لن ينتظرنا، ولن ينتظر مفاوضات ائتلافية مطولة.. يتعين علينا أن نصبح جاهزين للعمل بسرعة مرة أخرى للقيام بما هو ضروري على الصعيد الداخلي، لكي نصبح حاضرين في أوروبا مجددا".
وقال ميرز إن أولويته القصوى هي العمل من أجل الوحدة في أوروبا لمواجهة أي تدخل من جانب الولايات المتحدة أو روسيا.
بدورها، أشادت زعيمة حزب «البديل من أجل ألمانيا» (اليميني المتطرف) أليس فايدل بـ"النتيجة التاريخية" التي حقّقها حزبها في الانتخابات التشريعية، مضيفة أن الحزب أصبح الآن "راسخاً بقوة»"في المشهد السياسي، وفق الإذاعة الألمانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب اليمين المتطرف شولتز ألمانيا المزيد الحزب الاشتراکی الدیمقراطی البدیل من أجل ألمانیا الدیمقراطی المسیحی الحزب الدیمقراطی أولاف شولتز
إقرأ أيضاً:
لوس أنجلوس تنتفض وترامب يلوّح بتدخل فيدرالي لقمع الاحتجاجات
تصاعد التوتر في مدينة لوس أنجلوس، بعد احتجاجات غاضبة ضد حملات مداهمة تنفذها سلطات الهجرة بحق المهاجرين غير النظاميين، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التحذير من تدخل فيدرالي مباشر، مشيرًا إلى فشل المسؤولين المحليين في احتواء ما وصفه بـ"أعمال الشغب والنهب".
وقال ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال" السبت، إن "حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس عاجزان عن أداء واجبهما، وإذا استمر هذا الفشل، فإن الحكومة الفدرالية ستتدخل لحل المشكلة بالطريقة التي يجب أن تُحل بها".
وبعد ساعات من التصريحات، أعلن البيت الأبيض أن ترامب وقّع مذكرة رئاسية لنشر 2000 من عناصر الحرس الوطني للتعامل مع "الفوضى المتصاعدة" في كاليفورنيا.
وأكد وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، أن البنتاغون بدأ فعليًا في حشد قوات الحرس الوطني لدعم وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية في لوس أنجلوس، محذرًا من أنه في حال استمرار العنف، سيتم كذلك استدعاء قوات مشاة البحرية من قاعدة "كامب بندلتون" بكاليفورنيا.
وشهدت منطقة باراماونت جنوب شرقي لوس أنجلوس مواجهات محتدمة مساء السبت بين عناصر الأمن الفيدرالي والمتظاهرين، الذين خرجوا للتنديد بمداهمات وكالة الهجرة والجمارك (ICE). وظهرت في البث المباشر مشاهد لعشرات العناصر الأمنية يرتدون زيًا أخضر وأقنعة واقية من الغاز، مصطفين في شوارع تنتشر فيها عربات تسوق مقلوبة وسط تفجيرات لعبوات غاز.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت مساء الجمعة بعد تنفيذ حملة مداهمات أسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن 44 شخصًا بتهم تتعلق بانتهاك قوانين الهجرة.
من جهتها، قالت وزارة الأمن الداخلي إن نحو 1000 شخص حاصروا مبنى اتحادي لإنفاذ القانون، وهاجموا عناصر وكالة الهجرة، وألحقوا أضرارًا بالغة بالمركبات والممتلكات، بما في ذلك ثقب إطارات السيارات وتشويه المباني العامة.
وشهدت الاحتجاجات مشاركة لافتة من السكان ذوي الأصول اللاتينية، الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان المدينة، بحسب بيانات التعداد السكاني. ولوح بعض المتظاهرين بالأعلام المكسيكية، في مشهد يعكس عمق التوتر العرقي والسياسي في ظل السياسات الفيدرالية المتشددة تجاه الهجرة.
وتأتي هذه التطورات وسط سعي ترامب لتشديد قبضته على ملف الهجرة خلال ولايته الثانية، حيث تعهد بترحيل أعداد قياسية من المهاجرين غير النظاميين، وفرض إغلاق صارم على الحدود الجنوبية مع المكسيك. وكان البيت الأبيض قد حدد لوكالة ICE هدفًا يتمثل في اعتقال 3000 مهاجر يوميًا.
إلا أن هذه السياسات طالت أيضًا بعض المقيمين الشرعيين، بمن فيهم من يحملون الإقامة الدائمة، ما أثار موجة من الطعون القانونية والتوتر السياسي بين البيت الأبيض والحكومات المحلية ذات الأغلبية الديمقراطية.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن