ناشطون: الجنوب السوري بين أطماع نتنياهو ووحدة الموقف الشعبي
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
يبدو أن السوريين أمام اختبار جديد لوحدتهم في مواجهة التحديات الخارجية، خاصة بعد التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأحد بشأن الجنوب السوري، فقد أثارت تصريحاته -التي طالب فيها بـ"نزع كامل للسلاح في جنوب سوريا"- موجة من الغضب والرفض الشعبي السوري.
وتحدث نتنياهو عن محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء كمناطق يجب أن تخضع لترتيبات أمنية مشددة، مشيرا إلى أنه "لن يسمح لقوات تنظيم هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بدخول المنطقة جنوب دمشق"، كما شدد على رفضه "أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا".
نتنياهو يطالب بجعل جنوب سوريا "منزوع السلاح بالكامل"، مؤكدا أن تل أبيب "لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق"
المزيد: https://t.co/R4FScE7cxZ pic.twitter.com/YiiaRDRLKj
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) February 23, 2025
وفي رد مباشر على تصريحات نتنياهو أعلن قائد "تجمّع أحرار جبل العرب" في السويداء الشيخ سليمان عبد الباقي رفضه القاطع لتدخل أي جهة خارجية بالشأن السوري الداخلي.
وقال عبد الباقي في تصريح مقتضب "نحن سوريون وهويتنا سورية، نريد بناء الوطن والعيش بسلام، ومطالبنا كالسوريين جميعا هي البناء والسلام".
إعلانوأضاف أن أبناء سوريا قادرون على تقرير مصيرهم دون تدخل خارجي.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، عبّر سوريون عن غضبهم من تصريحات نتنياهو واعتبروها "استفزازا وقحا" يهدف إلى زعزعة أمن الجنوب السوري واستغلال الأقليات لتحقيق أهداف سياسية.
وطالب ناشطون الحكومة السورية المؤقتة باتخاذ موقف واضح وصريح يدين تهديدات إسرائيل للجنوب السوري.
نتنياهو وبتصريح علني ورسمي ، يحدد للجيش السوري مواقع انتشاره على أرضه الوطنية والتاريخية . ويهدد بالتدخل لمنعه ، إذا انتشر في جنوبي دمشق ، إلى محافظات الجنوب ، السويداء ودرعا والقنيطرة .
هل هذه بعض معالم النظام الدولي الترامبي في الشرق الأوسط ؟ !
— George Sabra (@GeorgeSabra_sy) February 23, 2025
واتهم مدونون رئيس الوزراء الإسرائيلي بمحاولة إشعال فتيل الفتنة في المنطقة، واصفين تصريحاته بأنها "عمل عدائي جديد لا يخدم جهود السلام".
وطالبوا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بتحمل مسؤوليتها لحماية استقرار المنطقة والتصدي لخرق القانون الدولي الذي تمثله هذه التصريحات الصادرة من رئيس وزراء إسرائيل.
ودعا ناشطون إلى تنظيم مظاهرات غدا الثلاثاء في ساحة 18 آذار بمدينة درعا وساحة الكرامة في السويداء، بالإضافة إلى احتجاجات أخرى في محافظة القنيطرة، للتعبير عن رفضهم تصريحات نتنياهو وللتأكيد على وحدة الأراضي السورية.
تصريح نتنياهو هو إعلان حرب على سوريا.
1- الشعب السوري يجب أن يكون على قلب واحد.
2-أهل السويداء هم أمام التاريخ، وليس حكمت الهجري الذي هو مجرد خادم لأسياده.
3- يجب على الحكومة الجديدة الدخول في تحالفات إقليمية فورًا.
4-درعا وأهل درعا هم الدرع الحصين ل الجنوب ودمشق و السويداء pic.twitter.com/Ec6sRU8Qam
— مُحنّك سياسي (@Mohanaksyasi) February 23, 2025
واعتبر عدد من المراقبين أن تصريحات نتنياهو تعكس محاولات يائسة للهروب من أزماته الداخلية في إسرائيل، خاصة مع تصاعد الضغوط الناتجة عن قضايا فساد تحاصره وتدهور شعبيته إثر نتائج الحرب الأخيرة في غزة.
إعلانوقال محللون إن نتنياهو قد يلجأ إلى افتعال توترات أمنية أو حروب جديدة في المنطقة لتعزيز موقعه السياسي وإطالة أمد بقائه بالسلطة.
ودعوا السوريين إلى عدم الانجرار وراء الاستفزازات، والتوحد في مواجهة جميع التدخلات الخارجية التي تستهدف وحدة البلاد.
صدقوني محاولة هروب للامام .. اتفاق غزة سيخلق هدوء في المنطقة هو لا يريده .. بقاء حماس وعدم تخقيق اهداف الحرب كفيل باسقاطه في اسرائيل .. هو ايضاً متورط بقضايا فساد .. لا تعطوه طوق النجاة. سيفعل كل ما يستطيع ليبدء حرب جديدة ليطول بقاءه في السلطة. فوتوا عليه الفرصة وسيسقط قريبا
— خالد (@Az58043909) February 23, 2025
بدورهم، شدد ناشطون على أهمية أن تتولى الطائفة الدرزية في السويداء دورا تاريخيا في مواجهة التصريحات الإسرائيلية، وذلك من خلال إصدار بيان موحد من شيوخ الطائفة والشخصيات السياسية والمثقفين يؤكد رفض أي محاولة لإثارة الفتنة أو الدعوة إلى الانفصال.
كما طالبوا الرئيس السوري أحمد الشرع بالرد سريعا على تصريحات نتنياهو، بدلا من حصر المسؤولية في قيادات محلية مثل الشيخ حكمت الهجري.
دعوات للتظاهر في مدينة السويداء ضد مجرم الحرب نتنياهو #السويداء https://t.co/dMM2Z9RHs3 pic.twitter.com/UTBP2OBBH9
— Omar Alhariri (@omar_alharir) February 23, 2025
واعتبر عدد من النشطاء أن الحديث عن "حماية الطائفة الدرزية" ليس إلا ذريعة إسرائيلية لفرض أجندة جديدة على الجنوب السوري، وقال أحد الناشطين "نتنياهو لا يعبر إلا عن نفسه وعن توجهاته المتطرفة التي تستغل الأقليات لاختراق المجتمعات العربية، يجب أن نكون أكثر وعيا تجاه هذه اللغة المشحونة التي تمهد لحرب أهلية جديدة في سوريا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب تصریحات نتنیاهو الجنوب السوری
إقرأ أيضاً:
معاريف: نتنياهو وترامب سيركزان على غزة وإيران وعين على التطبيع مع سوريا
سلطت صحيفة معاريف الإسرائيلية الأضواء على الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية إلى واشنطن ولقائه المرتقب بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث اعتبرت هذه الزيارة واحدة من أهم زيارات نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وسط تزايد المؤشرات على تغيرات كبيرة قد تحدد ليس فقط مسار الحرب المستمرة في غزة، بل وربما مستقبل نتنياهو السياسي نفسه.
وذكرت الصحيفة في تقرير لمراسلتها آنا براسكي أن ما يجري خلف كواليس هذه الزيارة يبدو أعمق بكثير مما هو معلن، حيث وصل وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن حاملا رسائل وصفت بأنها "غاية في الدقة"، في مسعى لتمهيد الطريق أمام لقاء مباشر بين نتنياهو وترامب مطلع الأسبوع المقبل (الاثنين).
وقف إطلاق النار مفتاح الصفقةوتؤكد براسكي أن المطلب الأميركي صار واضحا، وهو وقف فوري لإطلاق النار في غزة يمتد 60 يوما على الأقل، ويفتح الباب أمام إتمام صفقة للإفراج عن الرهائن، حيث تمثل هذه الصيغة تحولا ملحوظا في موقف واشنطن مقارنة بالشهور الماضية حين كانت أقل ضغطا باتجاه وقف إطلاق النار الشامل.
ومن الجانب الإسرائيلي، يبدو هذا المطلب وكأنه "تغيير جوهري في النبرة" كما تصفه مصادر في الحكومة الإسرائيلية، إذ ينتقل الخطاب من شعار "القضاء على حماس دون تنازلات" إلى موقف أكثر براغماتية يتضمن التفاوض بشأن شروط إنهاء الحرب.
لكن براسكي تنقل أيضا عن تقديرات أخرى في الحكومة الإسرائيلية ترى أن التقدم في هذا المسار سيكون "أحادي الجانب"، في إشارة إلى أن ترامب يبدو مستعجلا لإعلان نجاح دبلوماسي في غزة "للسماح بالعودة إلى القتال لاحقا بدلا من ترك الأمور تصل إلى نهايات مفتوحة".
وبحسب المراسلة السياسية للصحيفة، "هناك سبب للاعتقاد بأن نتنياهو -الذي أدرك منذ وقت طويل أن ساحة المعركة تحولت إلى عبء دبلوماسي- يستغل الزيارة كأداة لعرض تغير سياسته ضمن إطار الشراكة مع أقوى دولة في العالم".
إعلانوتضيف أن نتنياهو "تحت الضغط الشعبي المتزايد يختار بالتأكيد أن يُنظر إليه كقائد يقود حلا، لا كمن يجره الآخرون إليه".
إيران في وضعية "الاستعداد"أما على الجبهة الإيرانية فتشير التقديرات الإسرائيلية والأميركية إلى أن "المعركة بين إسرائيل وإيران انتهت، لكن تم نقل الحملة إلى وضعية الاستعداد فقط"، إذ لم يضع أي من الطرفين سلاحه، في حين "يؤكد الهدوء النسبي في الفترة الأخيرة على تعقيد الوضع" أكثر من كونه مؤشرا على حلحلة حقيقية.
وبحسب براسكي، فإن إسرائيل تدرك أن إدارة ترامب تسعى إلى استئناف المفاوضات مع طهران، وهي حريصة على ألا تكون مجرد متلقٍ للأخبار، بل تريد أن يكون لها دور مؤثر في صياغة أي اتفاق محتمل أو حتى في حال تجدد المواجهة العسكرية، ولهذا، يخطط نتنياهو للقاء شخصي ومباشر مع ترامب بدلا من الاتصالات الهاتفية.
ولذلك، فهي تنقل عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية أن "ديناميكيات الشرق الأوسط يمكن أن تتغير في لحظة"، وأنه لا يمكن لإسرائيل أن تظل خارج غرفة اتخاذ القرارات في واشنطن.
تطبيع مع سوريا بثمن الجولانوفي خلفية هذه المحادثات، يلوح في الأفق أيضا ملف شديد الحساسية، وهو ملف سوريا، إذ يسعى ترامب إلى تحقيق إنجاز ملموس وسريع في ملف التطبيع الإقليمي، ويعتبر أن اللحظة مثالية للضغط باتجاه اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا.
وتكشف مراسلة معاريف أن حصول الرئيس السوري أحمد الشرع على مطلبه برفع العقوبات الأميركية عن دمشق فتح الباب أمام أفكار عدة، منها احتمال اتفاق سلام مع إسرائيل.
وأفادت الصحيفة بأن ترامب يعمل في إطار سياسة الاستعاضة عن العقوبات بالحوافز، وهي سياسة يرى فيها فرصة لإعادة سوريا إلى الحظيرة الإقليمية، وربطها باتفاقات إبراهام.
وتقول براسكي إن "الأمل هو التوصل إلى اتفاق تطبيع عملي لم يعد مجرد احتفالات سلام، بل اتفاق يحصل فيه كل طرف على نتيجة حقيقية، ترقية سوريا إلى وضع إقليمي مختلف، وتحصل إسرائيل على هدوء حدودي وسيادة واضحة على الجولان".
وفي هذا السياق، ترى مصادر إسرائيلية أن نتنياهو قد يحاول استغلال فكرة التطبيع السوري كإنجاز يقدمه إلى جمهوره مقابل تقديم تنازلات معينة قد تكون في المجال الاقتصادي أو السياسي، لكن مع حرصه الشديد على عدم المساس بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي تعتبر في الداخل الإسرائيلي خطا أحمر.
وتختم براسكي تقريرها بالإشارة إلى أن الحسابات السياسية تظل حاضرة بقوة في كل خطوة يتخذها نتنياهو، خاصة في ضوء الضغوط الداخلية والمظاهرات المتواصلة ضده، وتراجع شعبيته على خلفية إدارة الحرب في غزة، وتؤكد أن "نجاحه في العودة من واشنطن باتفاق يضمن وقف إطلاق النار، وصفقة رهائن، والسيطرة على السيناريوهات المستقبلية تجاه إيران، وربما انفراجه إقليمية مع سوريا قد يعيد له بعض الزخم السياسي الذي فقده".