باحث في الشأن الإقليمي: إيران في حالة تأهب دائم بعد أن بات الغدر سمة السياسة الدولية
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
علق الباحث في الشأن الإقليمي، حسن شقير، على قرار إيران تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرا أنه “موقف طبيعي”، مشيرا إلى أن “طهران لم تهدد حتى الآن بالخروج من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”.
وفي مداخلة عبر إذاعة “سبوتنيك”، أوضح شقير أن “إيران عاتبة على الوكالة لأن التقرير الأخير الصادر عنها جاء مغايرا للتقارير السابقة، حيث لعب المدير العام، رافائيل غروسي، دورا سلبيا مهد للعدوان الأمريكي-الإسرائيلي”، مؤكدا أن “القيادة الإيرانية فقدت الثقة به، وقد تطالب بتغييره مستقبلا”.
وأضاف: “موقف الوكالة من الضربات ضد إيران لم يكن كافيا، ولم يحم المنشآت النووية السلمية”، معتبرا أن “قرار التعليق يهدف إلى إعادة رسم العلاقة وفق محددات وضمانات جديدة تمنع تكرار الاعتداءات”.
وأشار شقير إلى أن “الحديث عن بنك أهداف جديد لإسرائيل وأمريكا في إيران يندرج ضمن سياق التهويل لردعها عن إعادة إحياء برنامجها النووي”.
وأكد أن “طهران لم تستخدم كامل قوتها، وقد تعتمد استراتيجيات عسكرية جديدة في حال التصعيد”، كما رأى أن “الخداع الأمريكي-الإسرائيلي أسهم في تكامل الفعل العدواني، ما يبقي إيران في حالة تأهب دائم، بعدما بات الغدر سمة في السياسة الدولية”.
وحول إغلاق مضيق هرمز، قال شقير أن “إيران قادرة على ذلك، لكن لم يتخذ قرار بعد، إذ يرتبط هذا القرار بتقدير الأضرار المحتملة على بعض الدول”، مؤكدا أن إغلاقه “سيعقد حركة التجارة العالمية ويضغط على الاقتصاد العالمي، ويؤكد أن الحرب على إيران لا تقتصر على أراضيها”.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أبلغ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بتنفيذ قرار البرلمان، القاضي بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يشار إلى أن إسرائيل وإيران تبادلتا ضربات جوية وقصفا صاروخيا، منذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، عندما قصفت إسرائيل إيران، وتسببت في مقتل عدد من العلماء النوويين الإيرانيين، إضافة إلى قادة عسكريين كبار.
وفي الـ22 من يونيو الجاري، استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية 3 منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الهدف من الضربات بأنه “تقييد القدرات النووية الإيرانية”، كما تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لهجمات أخرى من إسرائيل.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
رئيس إيران يصادق على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أعلنّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأربعاء، تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بسبب انحيازها بشأن ملف طهران النووي.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن بزشكيان صادق على قانون يُلزم الحكومة بتعليق العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
والأسبوع الماضي، أقرّ البرلمان الإيراني تشريعا لتعليق التعاون مع الوكالة إثر تصاعد التوتر معها بشأن تعاملها مع برنامج طهران النووي، وما تبع ذلك من هجوم إسرائيلي وأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية.
وصوّت 221 نائباً من أصل 223 حاضرين بالموافقة على المشروع، مع امتناع نائب واحد فقط، ودون تسجيل أي أصوات معارضة.
وجاء القرار جاء استناداً إلى المادة 60 من معاهدة فيينا لعام 1969، بعد ما وصفه البرلمان بـ"الاعتداءات المتكررة على السيادة الإيرانية" من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، واستهداف المنشآت النووية الإيرانية.
ولا ينص القرار على انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، لكنه يحظر بشكل صارم تركيب كاميرات رقابية جديدة أو السماح بدخول مفتشي الوكالة، بل ويتضمن مادة صريحة تمنع تقديم أي تقارير مستقبلية عن الأنشطة النووية الإيرانية.
والاثنين، اتهم بزشكيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانتهاج "معايير مزدوجة" تجاه ملف إيران النووي، محذرا من أن هذا النهج يهدد أمن المنطقة والعالم.
وقال في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي "لم يتصرف بحيادية" تجاه ملف طهران النووي.
وانتقد الوكالة الدولية بسبب ما قال إنه محاولة منها لتبرير الهجمات على أراضي بلاده "بدلا من إدانة هذه الأعمال غير القانونية".
وفي 13 حزيران/ يونيو الماضي شن الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، فيما ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة.
وفي 22 يونيو هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيران وادعت أنها "أنهت" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.