صحف إسرائيلية تستعرض ملامح الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
حاولت وسائل إعلام إسرائيلية استشراف ملامح ما أسمته "الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة"، بهدف منع تهجير الفلسطينيين إلى الخارج.
ونقل موقع "هيدابروت" الإخباري العبري أن مصر بدأت في إعداد خطة لإعادة إعمار القطاع، من المقرر عرضها على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتتضمن الخطة الإشراف على إعادة بناء البنية التحتية للقطاع، بالإضافة إلى تقليص عدد السكان في المناطق الحدودية المتاخمة للاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه، قال الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط بتل أبيب، برايان كاتوليس، إن الدول العربية تمتلك ورقة مساومة قوية من خلال قدرتها على تمويل عمليات إعادة الإعمار، لكن "صراع وجهات النظر العالمية" بين إسرائيل وترامب من جهة، والدول العربية من جهة أخرى، يظل يشكل نقطة خلاف رئيسية.
وأضاف كاتوليس، في تصريحات نقلها موقع "ماكوريشون" الإخباري، أن اقتراح ترامب بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة وإنشاء "ريفييرا عقارية" في شرق البحر الأبيض المتوسط أثار سباقًا إقليميًا لإيجاد بديل، حيث يعمل القادة العرب على اقتراح يهدف إلى ضخ مليارات الدولارات في إعادة إعمار القطاع.
وقد اجتمع زعماء من الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر في العاصمة السعودية الرياض يوم الجمعة الماضي، لمناقشة تفاصيل الخطة، وذلك بعد أقل من ثلاثة أسابيع من طرح ترامب اقتراحه بأن "تتولى الولايات المتحدة السيطرة" على غزة ونقل سكانها.
ووفقًا للخطة العربية الناشئة، ستتولى حكومة فلسطينية تكنوقراطية حكم غزة، وستتلقى تمويلًا كبيرًا لإعادة بناء القطاع، حيث أصبح معظم سكانه البالغ عددهم مليوني نسمة بلا مأوى، وفقًا لما ذكره خمسة مصادر مطلعة على المناقشات.
من جهته، وصف السيناتور ريتشارد بلومنثال (ديمقراطي من ولاية كونيتيكت) اقتراح ترامب بأنه "سخيف للغاية ومسيء لكثيرين في الشرق الأوسط لدرجة أنه لا يمكن تنفيذه بالتأكيد"، معتبرًا إياه "فوضى مطلقة".
وأضاف بلومنثال، الذي تحدث مع زعماء المنطقة بما في ذلك الملك الأردني عبد الله الثاني، أن "الخطة العربية ستسعى إلى تقديم مقترح واقعي لإعادة إعمار غزة، دون إخلاء قسري ودون سيطرة أمريكية".
وأشار بلومنثال إلى أن الخطوط العامة للخطة العربية أصبحت أكثر وضوحًا، لكنه لفت إلى وجود عقبات كبيرة لا تزال قائمة، بما في ذلك ضرورة تحقيق الإجماع العربي والحصول على الدعم من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي.
وفي المقابل، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل "ملتزمة" بخطة ترامب، ووصفها بأنها "رؤية جريئة" لغزة، بينما حظي الاقتراح بدعم من السياسيين اليمينيين في الاحتلال، الذين يدفعون باتجاه بناء مستوطنات في غزة وضم القطاع.
وتأمل الدول العربية في حشد الدعم لخطتها، خاصة في ظل تقديرات جديدة للأمم المتحدة تشير إلى أن تكلفة إعادة إعمار غزة بعد 15 شهرًا من القتال قد تصل إلى 50 مليار دولار.
وقال الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن المبلغ الدقيق الذي ستعرضه الدول العربية "ما زال قيد الدراسة"، لكنه من المتوقع أن يتضمن عرضًا بمليارات الدولارات.
وأضاف أن "الرقم مهم لأنهم يعرفون أن رئيس الولايات المتحدة رجل أعمال، وهو يحب الأرقام، ويعتقدون أنه قد يقتنع عندما يرى هذه المليارات، بما في ذلك فرص البناء للشركات الأمريكية".
من جانبه، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الأسبوع الماضي إن شركات البناء الإقليمية، بما في ذلك في مصر، لديها القدرة على بناء 300 ألف وحدة سكنية خلال ثلاث سنوات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إسرائيلية المصرية إعمار غزة مصر إسرائيل غزة إعمار صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لإعادة إعمار إعادة إعمار بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
تحركات عربية في نيويورك لوقف العدوان على غزة وإطلاق خطة إعادة الإعمار
شهدت نيويورك تحركات لوزراء خارجية مصر وقطر والأردن والسعودية للدفع باتجاه وقف فوري لإطلاق النار، إلى جانب بحث آليات تنفيذ الخطة العربية-الإسلامية لإعادة إعمار القطاع، في ظل استمرار الحرب وسياسة التجويع الجماعي.
وجاء ذلك خلال لقاء رباعي جمع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بكل من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على هامش مؤتمر دولي رفيع المستوى يعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا.
ووفق بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، فقد تناول اللقاء الجهود المصرية-القطرية، بالتعاون مع الولايات المتحدة، من أجل استئناف وقف إطلاق النار في غزة، والتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، ووقف نزيف الدم الفلسطيني، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية بشكل فوري ودون قيود.
وأشار البيان إلى أن اللقاء بحث كذلك "الخطوات التالية لتفعيل الخطة العربية-الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة"، إلى جانب التحضير لمؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار القطاع، بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.
وكانت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قد أطلقتا، في آذار/مارس الماضي، خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، تمتد على خمس سنوات، بتكلفة تقديرية تبلغ 53 مليار دولار، وتهدف إلى ضمان إعادة إعمار المنشآت والبنية التحتية المدمرة، دون المساس بحقوق الفلسطينيين في العودة والبقاء داخل القطاع.
وبحسب البيان المصري، "عكس اللقاء توافقاً واضحاً في الرؤى بين الدول الأربع، ووحدة في المواقف تجاه ضرورة مواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل احتواء التصعيد وإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة".
كما اتفق الوزراء على "مواصلة التشاور والتنسيق الوثيق خلال المرحلة المقبلة، بما يضمن خدمة المصالح المشتركة ودعم الاستقرار الإقليمي"، وفق المصدر ذاته.
مفاوضات الدوحة
ويأتي اللقاء الرباعي في نيويورك بينما تستمر المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة مصرية وقطرية، وبدعم أمريكي، بهدف الوصول إلى اتفاق هدنة وتبادل للأسرى.
ورغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء جولة التفاوض الأخيرة، لا يزال مصير الاتفاق المرتقب غامضاً، خاصة بعد إعلان كل من تل أبيب والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن سحب فريقي بلديهما من الدوحة "للتشاور"، مع توجيه اتهامات لحركة "حماس" بأنها "غير جدية" في التوصل إلى اتفاق، وهو ما نفته الحركة وأكدت تمسكها بخيار التفاوض لإنهاء العدوان.
منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر دموية بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث وثّقت وزارة الصحة في غزة أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن 9 آلاف مفقود تحت الأنقاض، ومئات الآلاف من النازحين الذين يعانون من ظروف إنسانية مأساوية.
وبالتوازي مع التصعيد العسكري، شدّدت سلطات الاحتلال منذ آذار/مارس الماضي حصارها الخانق على القطاع، عبر إغلاق كافة المعابر ومنع دخول المساعدات، ما تسبّب في تفشي المجاعة وبلوغ مؤشراتها "مستويات كارثية" بحسب توصيف الأمم المتحدة.