القضية الفلسطينية، بعد ما جرى فى «غزة»، لم تعد مجرد مأساة تاريخ، لكنها مأساة مستقبل، لم تعد مجرد نزاع وخلاف مطوى فى الوثائق التاريخية، أو صراع بين المعتقدات الدينية، أو كلمات مكررة يتردد صداها فى أروقة الهيئات الدولية «الفارغة» من التأثير، وقراراتها العاجزة عن التغيير. لم تعد مجرد حدث دائر فى خلفية الحياة، تتوه صرخاته وسط ضجيجها، لكنها صارت الحدث الأبرز الذى قد يحدد شكل القرن القادم رغم أنف من يصنعونه، أو يتصورون أنهم يصنعونه.

هؤلاء الذين يريدون أن يفرضوا على الدنيا خط سيرها، وأن يختاروا للشعوب مصائرها، وأن يضعوا نزواتهم وتصوراتهم المشوهة للحياة كأمر واقع يتقبله الناس فى خنوع. هؤلاء الذين بلغ بهم الطغيان حداً جعلهم يسخّرون كل إمكانياتهم لإراقة دماء البشر، لم يحسبوا حساب باقي البشر الذين كانوا يشاهدون، ويرصدون، ويتألمون، وتتفجر قلوبهم كمداً مع كل نَفَس يخرج معلناً نهاية حياة طفل، أو تمزق قلب أم، أو قصف قضى فى لمح البصر على آلاف النبضات والأحلام والمشاعر والآمال، ليجعلها مجرد شظايا وركام وأنقاض فوق أجساد كانت تحمل يوماً ما الحق فى الحياة.

هذه الأجساد التي تهاوت لم تعد مجرد جثث هامدة، لكنها صارت شاهدة، صارخة فى ضمير العالم لتوقظه. وفى هذه المرة، وجدت «غزة» مَن يستمع.

مئات الآلاف من اللقطات الحية التي توثق لحظات الموت، وملايين الصرخات التي انطلقت بلا وسطاء لتصل مباشرةً إلى كل من يرى ويسمع، رغم كل محاولات الحجب والشطب والتدليس والإخفاء ممن يريدون إبقاء خيوط «اللعبة» بين أيديهم، دون أن ينتبهوا إلى أن العقد قد انفرط بالفعل، وأن حجم الكارثة التي ضربت «غزة»، منذ 7 أكتوبر الماضي، قد صار أكبر من قدرتهم على الترويض والاحتواء، وأن شكل العالم الذى يحاولون باستماتة أن يرسموه قد تغير بالفعل فى عكس الاتجاه الذى يريدون، وأن كل الصور والأساطير التي كانوا يحاولون نسجها فى عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية قد تهاوت بالفعل أمام واقع أليم مكتوب بالدم، وموثق باستخدام نفس الوسائل التكنولوجية والوسائط الإلكترونية التي يتلاعبون بها لبث الأكاذيب، فخانتهم ونقلت الحقيقة.

تلك الحقيقة التي وصلت إلى أجيال من الشباب انتفضت أمام قسوة الشيوخ ورفضهم الاعتراف بأن ما حدث فى «غزة»، منذ أكتوبر الماضي، قد فاق حد احتمال البشر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة إسرائيل الغرب لم تعد مجرد

إقرأ أيضاً:

خريس: إخرج العدو من أرضنا ليس بالكلام إنما بالفعل وبالمقاومة

افتُتح بيت السيدة فاطمة الزهراء الثقافي في احتفال أقيم بالساحة العامة في بلدة برج رحال الجنوبية، بحضور عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي خريس، المدير العام لمؤسسة الجرحى أبو حسن دكروب، المشرف العام لحوزة الإمام الصادق الشيخ صادق النابلسي، وخادم بيت السيدة فاطمة الشيخ مصطفى شعيب، بالإضافة إلى عدد من الفاعليات، الشخصيات، علماء الدين، والأهالي.

ألقى النائب خريس كلمة بارك فيها افتتاح هذا الصرح الثقافي، متطرقاً للحديث حول المستجدات السياسية والأمنية، فقال: "علينا أن نخرج العدو من أرضنا ليس بالكلام إنما بالفعل وبالمقاومة التي حررت الأرض، وأجبرت من خلال ناسها وشعبها، ومن خلال التصدي الرائع، ومن خلال المواجهات، ومن خلال شهدائنا ومن خلال جرحانا،- العدو على الانسحاب من أرضنا من دون قيد أو شرط، لا تنفيذاً للقرارات الدولية كما حاول الإدّعاء، فإسرائيل لا تحترم لا قرارات دولية ولا أمم متحدة ولا مجلس أمن ولا شيء على الإطلاق".


أضاف: "نعيش اليوم في مرحلة صعبة على شعبنا وعلى أمتنا، وهذا الوطن الذي قدم شهداء على مستوى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله، ومئات بل الآلاف من الشهداء، لا يمكن أن ينصاع لا لأميركا ولا لإسرائيل ولا للغرب، وعندما قابل دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري الموفد الأميركي مؤخراً، قال له برّاك: "يجب أن تعودوا إلى اتفاق 17 أيار 1983، ويجب أن تسعوا وتعملوا وتضغطوا على إسرائيل". فيما رد الرئيس بري: "الضغط يتم من طرف واحد، أنتم تضغطون علينا، أين هو الضغط على العدو الإسرائيلي؟ إسرائيل هي التي تحتل أجزاء من أرضنا، وهي التي تقتل كل يوم، وهي التي هدمت وتهدم بيوتا، وتدمر من دون أن تضغطوا عليها."


وتابع: "هناك أيادٍ لا تريد سلاماً للبنان، ولا تريد أماناً للبنان، بل يريدون المزيد من الضغط، حتى في ما يتعلق بموضوع الإعمار، فالإعمار ممنوع لما هدّمه العدو الإسرائيلي، إلا من خلال شروط، ما هي هذه الشروط؟ هي شروط  الاستسلام، وشروط الخضوع للطروحات الإسرائيلية، ولكن هل يمكن أن نقبل بشروط العدو الإسرائيلي؟ بالتأكيد لا يمكن أن نقبل، ولا يمكن أن نعود إلى الوراء، ومهمتنا هي أن نحمي شعبنا، وأن نصون هذا الوطن".


وشدد النائب خريس على أن "العدو الإسرائيلي هو الذي لا يريد تنفيذ القرار 1701، بل يعتدي يومياً ويقتل ويغتال من أبنائنا، وأننا أمام كل الأقاويل التي نسمعها نرد بكلام الإمام موسى الصدر: "إسرائيل شرّ مطلق، والتعامل معها حرام".


ورأى أن "المطلوب في هذه المرحلة، على المستوى الوطني العام، أن نعود إلى كتاب الإمام موسى الصدر، وها نحن نقول لجميع الفرقاء ولكل الأحزاب والتيارات أن علينا العودة إلى كتاب الإمام موسى الصدر، في ما يتعلق بالوحدة الوطنية، وصون العيش المشترك، وبناء الدولة، خاصة أنه هو الذي قال: "أفضل وجوه الحرب مع العدو الإسرائيلي هو السِلم الأهلي الداخلي"، رغم أن هناك بعض الأشخاص في الداخل، متحمسون أكثر من إسرائيل، في ما يتعلق بالضغوطات".


وقال: "لم نكن يوماً إلا مع الدولة، وذكّرنا في يوم من الأيام بمطالبة الإمام موسى الصدر في السبعينات، وقبل السبعينات، بأن يدخل الجيش إلى الجنوب، وأن يتوجه إلى المواقع الأمامية، لكن الدولة في تلك الفترة تمنعت من أن تذهب إلى الجنوب، فكانت ولادة المقاومة، واليوم لا يمكن لهذه المقاومة أن تنهزم أو تتراجع، بالرغم من كل الظروف المحيطة، والأوضاع التي نعيشها اليوم، وها نحن نرى ما يحصل في سوريا، حيث باتت ثلاث محافظات تحت السيطرة الإسرائيلية والآتي أعظم، أما نحن فموقفنا واضح لا يمكن أن نبدّل أو نغير، فنحن من مدرسة الإمام الحسين". مواضيع ذات صلة قاسم: نحن مقاومة في مواجهة الاحتلال ‏الذي يحتل الأرض واليوم هذا الاحتلال الإسرائيلي كيف يمكن أن نتعامل معه؟ لا بد أن يخرج من أرضنا و‏لا بد أن نقاومه وأن نواجهه Lebanon 24 قاسم: نحن مقاومة في مواجهة الاحتلال ‏الذي يحتل الأرض واليوم هذا الاحتلال الإسرائيلي كيف يمكن أن نتعامل معه؟ لا بد أن يخرج من أرضنا و‏لا بد أن نقاومه وأن نواجهه 27/07/2025 15:44:39 27/07/2025 15:44:39 Lebanon 24 Lebanon 24 جعجع: السلاح غير الشرعي ليس مشكلة اميركية إنما مشكلة لبنانية بالدرجة الأولى Lebanon 24 جعجع: السلاح غير الشرعي ليس مشكلة اميركية إنما مشكلة لبنانية بالدرجة الأولى 27/07/2025 15:44:39 27/07/2025 15:44:39 Lebanon 24 Lebanon 24 وقفات تضامنية في الجنوب دعما لإيران: العدوان عليها عدوان على كل من يؤمن بخيار المقاومة Lebanon 24 وقفات تضامنية في الجنوب دعما لإيران: العدوان عليها عدوان على كل من يؤمن بخيار المقاومة 27/07/2025 15:44:39 27/07/2025 15:44:39 Lebanon 24 Lebanon 24 عبد الرزاق: للتضحية بخلافاتنا وأحقادنا في سبيل تحرير أرضنا من العدوّ Lebanon 24 عبد الرزاق: للتضحية بخلافاتنا وأحقادنا في سبيل تحرير أرضنا من العدوّ 27/07/2025 15:44:39 27/07/2025 15:44:39 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً ها هو يسخر بوجه الموت... لا تبكوا زياد! Lebanon 24 ها هو يسخر بوجه الموت... لا تبكوا زياد! 15:30 | 2025-07-27 27/07/2025 03:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "درون" إسرائيلية تسبب حريقًا في الناقورة.. والدفاع المدني يعمل على إخماده Lebanon 24 "درون" إسرائيلية تسبب حريقًا في الناقورة.. والدفاع المدني يعمل على إخماده 14:51 | 2025-07-27 27/07/2025 02:51:25 Lebanon 24 Lebanon 24 مفاجأة… أدرعي ينعى زياد الرحباني! Lebanon 24 مفاجأة… أدرعي ينعى زياد الرحباني! 14:44 | 2025-07-27 27/07/2025 02:44:03 Lebanon 24 Lebanon 24 موسى لزياد الرحباني: وداعا أيها المبدع Lebanon 24 موسى لزياد الرحباني: وداعا أيها المبدع 13:34 | 2025-07-27 27/07/2025 01:34:16 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس عون يُهنئ زحلة بإعلانها "مدينة عالمية للكرمة والنبيذ" Lebanon 24 الرئيس عون يُهنئ زحلة بإعلانها "مدينة عالمية للكرمة والنبيذ" 13:34 | 2025-07-27 27/07/2025 01:34:09 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد وفاة زياد الرحباني... بيان لمستشفى "BMG" في الحمرا Lebanon 24 بعد وفاة زياد الرحباني... بيان لمستشفى "BMG" في الحمرا 16:27 | 2025-07-26 26/07/2025 04:27:47 Lebanon 24 Lebanon 24 حزنٌ كبير... ماذا حصل للسيّدة فيروز بعد تلقيها خبر وفاة إبنها زياد؟ Lebanon 24 حزنٌ كبير... ماذا حصل للسيّدة فيروز بعد تلقيها خبر وفاة إبنها زياد؟ 17:22 | 2025-07-26 26/07/2025 05:22:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير يتحدّث عن "سيناريو" يقلق لبنان.. ماذا سيحدث؟ Lebanon 24 تقرير يتحدّث عن "سيناريو" يقلق لبنان.. ماذا سيحدث؟ 22:00 | 2025-07-26 26/07/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "إبتسامة داخل المستشفى".. آخر صورة لزياد الرحباني قبل وفاته! Lebanon 24 "إبتسامة داخل المستشفى".. آخر صورة لزياد الرحباني قبل وفاته! 21:47 | 2025-07-26 26/07/2025 09:47:11 Lebanon 24 Lebanon 24 خلال تشييعه.. هذا ما يحضر له محبو زياد الرحباني Lebanon 24 خلال تشييعه.. هذا ما يحضر له محبو زياد الرحباني 22:16 | 2025-07-26 26/07/2025 10:16:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 15:30 | 2025-07-27 ها هو يسخر بوجه الموت... لا تبكوا زياد! 14:51 | 2025-07-27 "درون" إسرائيلية تسبب حريقًا في الناقورة.. والدفاع المدني يعمل على إخماده 14:44 | 2025-07-27 مفاجأة… أدرعي ينعى زياد الرحباني! 13:34 | 2025-07-27 موسى لزياد الرحباني: وداعا أيها المبدع 13:34 | 2025-07-27 الرئيس عون يُهنئ زحلة بإعلانها "مدينة عالمية للكرمة والنبيذ" 13:30 | 2025-07-27 شاهد على حروب جنوب لبنان.. هذه قصة "دير القديسة حنة" فيديو بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان Lebanon 24 بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان 20:14 | 2025-07-26 27/07/2025 15:44:39 Lebanon 24 Lebanon 24 "أنا والقمر"… هدية جديدة من هشام جمال إلى ليلى زاهر (فيديو) Lebanon 24 "أنا والقمر"… هدية جديدة من هشام جمال إلى ليلى زاهر (فيديو) 17:00 | 2025-07-24 27/07/2025 15:44:39 Lebanon 24 Lebanon 24 "نعمل مهرجان للبوس".. نقيب الفنانين في مصر ينفعل مباشرة على الهواء بسبب قُبلة راغب علامة (فيديو) Lebanon 24 "نعمل مهرجان للبوس".. نقيب الفنانين في مصر ينفعل مباشرة على الهواء بسبب قُبلة راغب علامة (فيديو) 09:48 | 2025-07-24 27/07/2025 15:44:39 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • فتح: الهدنة الإنسانية مجرد استهلاك إعلامي .. والاحتلال يواصل جرائمه
  • الدبلوماسية التي تغير العالم تبدأ بالتعاطف
  • خريس: إخرج العدو من أرضنا ليس بالكلام إنما بالفعل وبالمقاومة
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • أحمد موسى: لا بدائل عن قناة السويس التي تستقبل أكبر الحاويات في العالم
  • غزة بين نار الإبادة وصمت العالم
  • هم يريدون الموت.. ترامب يشنّ هجوماً على حماس ويحمّلها مسؤولية تعثّر المفاوضات
  • المجلس العربي: سياسة الحصار والتجويع التي تُمارس بحق غزةتحولت الى إبادة جماعية صامتة
  • انطلاق بطولة جعلان الكروية للمراحل السنية
  • وزير التربية الوطنية يكرّم مدراء الولايات التي حققت المراتب الثلاث الأولى في البيام والباك ومديرية مدارس أشبال الأمة