الشارقة: «الخليج»

شهد سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، صباح أمس الاثنين، افتتاح الدورة الرابعة للقمة البيئية التي تقام ضمن فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر 2025 »، في منطقة الجادة.
انطلق حفل افتتاح القمة بعرض مادة مرئية توضح المخاطر التي تواجهها البحار والمحيطات والغابات، وما تتعرض له المنظومة البيئية ومختلف أنواع الكائنات الحيّة من مخاطر، بسبب التلوث الناتج عن المخلفات البلاستيكية والأنشطة البشرية، وكذلك التغيّر المناخي والحرائق وغيرها، خلال دورة الحياة التي تعيشها هذه الكائنات، كما استعرضت المادة تأثير هذه الملوثات في الكائنات البحرية والنظم البيئية، وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية البيئة.


ألقت الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، كلمة تناولت فيها جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال البيئة والحفاظ على الحياة الفطرية والطبيعية، مشيرة إلى أن الشارقة، تمضي في مسيرتها برؤية وحكمة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، نحو تعزيز مكانتها الحضارية والثقافية المرموقة على مستوى المنطقة والعالم، وأن المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر» أصبح من العلامات الثقافية والإبداعية البارزة.
وتناولت الدكتورة آمنة الضحاك، ما يقدمه المهرجان الدولي للتصوير، عبر المشاركين فيه من كل دول العالم، من وعي بقضايا التغير المناخي والبيئي، قائلةً: «من خلال عدسات المصورين المحترفين المشاركين في مهرجان «اكسبوجر» هذا العام، نستطيع أن نرى بوضوح كيف أن أنماط الهجرة الحالية تعكس صحة البيئة والطبيعة، وكيف تؤثر هذه التغيرات في النظم البيئية من حولنا. لقد وثّق المصورون العديد من هذه التحولات، بعضها كان تدريجياً، والبعض الآخر كان مفاجئاً وواضحاً، ما أدى إلى تغيرات جذرية في أنماط الهجرة. وغالباً ما يكون المصورون هم أول من يلتقط التهديدات البيئية الجديدة، ويقودون جهود رفع الوعي تجاه تلك المتغيرات. وبفضل هذه الميزة، فإنهم يلعبون دوراً محورياً في تنبيهنا إلى الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التحديات البيئية.


وأشارت وزيرة التغير المناخي والبيئة، إلى الاهتمام اللامحدود من دولة الإمارات بالحياة الطبيعية والمناخ وجهودها في إيلاء قضايا البيئة أولوية حكومية، قائلة: «في دولة الإمارات، ندرك جيداً مسؤوليتنا تجاه حماية كوكبنا والحفاظ على تنوعه البيولوجي، إذ نستضيف المكتب الإقليمي لاتفاقية الأمم المتحدة للحفاظ على الأنواع المهاجرة، الذي قاد العديد من المبادرات الناجحة لحماية الأنواع مثل الطيور الجارحة وأبقار البحر. كما نوفر ملاذاً آمناً للعديد من الأنواع المهاجرة، بفضل مناخنا الدافئ وحمايتها من التأثيرات البشرية، من خلال تخصيص 49 منطقة محمية تمثل 15.5% من إجمالي مساحة الدولة. كما حافظت الإمارات على ريادتها في فئة المناطق المحمية البحرية، إذ توسعت لتصل إلى 16 منطقة، ما يمثل أكثر من 12% من المساحة الساحلية، متجاوزة المعدل العالمي البالغ 7.5%».
وتابعت: «تم اختيار 10 مناطق رطبة في الدولة كمواقع ذات أهمية دولية، وأدرجت (أمانة المواقع المهمة للتنوع البيولوجي) تسعة مواقع إماراتية كأماكن مهمة عالمياً تضم العديد من الكائنات والنباتات المهددة بالانقراض. هذه الجهود تحمي مئات الأنواع من الطيور التي تصل سنوياً إلى الدولة، كما نولي أهمية خاصة لبرامج حماية الكائنات المهددة، حيث تضم الدولة 58 نوعاً من الثدييات و72 نوعاً من الزواحف والبرمائيات و598 نوعاً من النباتات الوعائية و459 نوعاً من الطيور، وأطلقنا عام 2022 القائمة الحمراء الوطنية للأنواع المهددة بالانقراض، لتوفير تقييم شامل لحالة الأنواع في البيئة المحلية».
واختتمت الدكتورة آمنة الضحاك كلمتها بالإشارة إلى المشاريع الرائدة في التوازن البيئي، وقالت: «ندرك في الإمارات أن التنوع البيولوجي يرتبط بشكل وثيق بجهودنا للتكيف مع التغير المناخي، حيث تلعب الأنواع المهاجرة دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي. ومن خلال الابتكار والسياسات المتطورة، نعمل على تلبية احتياجات النمو السكاني مع حماية النظم البيئية، ملتزمين باتفاق باريس للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية».
وفي هذا السياق، نواصل تعزيز الزراعة الذكية مناخياً ونظم الغذاء المستدامة، حيث تمثل مشاريع رائدة مثل (مزارع مليحة) و(سبع سنابل) في الشارقة نماذج لاستصلاح الأراضي الزراعية بشكل مستدام. وتعكس هذه الجهود أهمية البحث العلمي والابتكار في إنشاء نظم غذائية وزراعية متطورة، تسهم في استعادة التوازن البيئي وزيادة قدرتنا على مواجهة التغيرات المناخية.
وكانت علياء بوغانم السويدي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، قد ألقت كلمةً تناولت فيها رحلات هجرات الطيور عبر الأقاليم المناخية المتنوعة، والتي تبرز إحدى أهم مظاهر الحياة الطبيعية، وتوازنها، وواحدة من أعظم أسفارها، وذلك من أجل الحياة والتكيّف مع التغيرات المستمرة على هذا الكوكب، مشيرةً إلى أن هذه الطيور المهاجرة تمثّل الأصوات التي تحمل للكون نبض الحياة مع تغير الفصول.


وأضافت علياء السويدي، لافتةً إلى تأثير التغير المناخي على الهجرة الطبيعية وتوازن الحياة الطبيعية، وقالت: «لآلاف السنين لطالما كانت هذه الهجرة رمزاً لإيقاع الحياة وإعادة توازنها، تقطعُ فيها الطيور مسافات شاسعة بحثاً عن ملاذها الآمن، لكنها اليوم مع التغيرات المناخية المتسارعة والتدخل البشري غير المسؤول أصبح فضاؤها مملوءاً بالمخاطر. هذه ليست مجرد أزمة تخص الطيور، بل إنذار لنا جميعاً، فنحن جزء من هذا النظام، إما أن نكون سبباً في تفاقم المشكلة أو جزءاً من الحل».
وتناولت أهمية الجهود التي تعمل عليها إمارة الشارقة المتنوعة في الوعي البيئي ورعاية الطيور وتوفير ملاذات آمنة لها عند هجراتها المستمرة، قائلةً: «ما يجمعنا اليوم في القمة البيئية ضمن مهرجان اكسبوجر وضع خطوات فعلية لحلول جديدة. التغيير ممكن والإنسان قادر على إعادة توازن الطبيعة، وهنا في الشارقة لدينا العديد من المحميات الطبيعية لتكون الوجهة الآمنة لهذه الطيور، ونذكر محمية واسط التي تحتضن أكثر من مئتي نوع من الطيور المهاجرة لتعيد الحياة إلى بيئتها الأصلية».
ووجّهت مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في ختام كلمتها، دعوةً للفنانين والمصورين إلى الإسهام في نشر الوعي بأهمية المحافظة على الطبيعة والإشارة إلى الأزمات التي تواجهها، قائلةً: «لنوجه عدساتنا ليس فقط لتوثيق سحر الطبيعة التي تجيد بجمالها إخفاء آلامها، بل لنقل رسالتها بالحفاظ على بقائها. مسؤوليتنا أن نصنع الأمل، أن نبني مستقبلاً تحلّق فيه الطيور بلا خوف، لتبقى الهجرة رمزاً للحياة، فلتكن هذه القمة امتداداً لجهود التغيير».


وسلّط المصور العالمي جيريت فين خلال كلمته إلى القمة البيئية، الضوء على الرحلات الشاقة التي تقطعها الطيور الشاطئية عبر القارات، متحدثاً عن عدد من أنواع الطيور التي تجسّد روح التحدي والمثابرة، إذ تطير بلا توقف لمسافات شاسعة بحثاً عن موائل آمنة للتكاثر، وقال: «هذا الطائر يزن ما يعادل شريحة خبز، ومع ذلك يقطع مسافة تصل إلى 10,000 كيلومتر من فنزويلا إلى التندرا القطبية، ليعود في كل عام إلى الموقع نفسه الذي بنى فيه عشه، واستعرض صوراً مذهلة لمجموعات من الطيور، وهي تؤدي طقوسها الفريدة، حيث تضع بيضها في المناطق القطبية الشمالية، ثم تترك صغارها لتجد طريقها بنفسها. وأبرز جيريت فين، من خلال مشاهد بصرية مدهشة، كيف تواجه هذه الطيور تحديات بيئية هائلة، من تدمير الموائل الطبيعية إلى تغيرات المناخ.
وشارك خايمي روخو، المصور الفوتوغرافي وعالم البيئية الإسباني، خلال كلمته، تجربته الممتدة لعشرين عاماً في تتبع هجرة الفراشات الملكية، والتي تُعد واحدة من أكثر الهجرات تعقيداً وإلهاماً في عالم الحيوان، وتُواجه تراجعاً بنسبة 90% على مدار الثلاثين عاماً الماضية، موضحاً أن هذه الفراشات تستغرق ما بين ثلاثة إلى خمسة أجيال لإكمال رحلتها الطويلة من كندا والولايات المتحدة إلى المكسيك، حيث تستقر لفصل الشتاء قبل أن تبدأ رحلة العودة. وعرض روخو صوراً توثّق هذه الرحلة الاستثنائية، مشيراً إلى اكتشاف مستشعرات طبيعية في رؤوس الفراشات تساعدها على الملاحة عبر آلاف الكيلومترات. كما ناقش، المخاطر التي تهدد هذه الفراشات، مثل فقدان الموائل الطبيعية بسبب الزراعة الصناعية واستخدام المبيدات، مؤكداً الحاجة الملحة إلى حمايتها. واستعرض تجربة وضع أجهزة تتبع خفيفة على أجنحة الفراشات، ما مكّن العلماء من فهم مسارات هجرتها بدقة غير مسبوقة، وأشار إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه الأفراد والمنظمات في الحفاظ على هذه الكائنات المذهلة، والتي وصفها بأنها ليست مجرد كائنات جميلة، بل رمز للحياة البرية المتشابكة التي تربطنا بالطبيعة.
حضر افتتاح القمة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي، المستشار البيئي لحكومة عجمان، والدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وسالم علي المهيري، رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، وطارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعدد من المسؤولين في المجال البيئي، وجمع غفير من الفنانين والمصورين المشاركين في المهرجان من الناشطين في مجال حماية البيئة، والإعلاميين.

الهجرات في المحيطات عنصر أساسي في توازن البيئة العالمية

استعرض رالف بيس، الصحفي المتخصص في التصوير البيئي تحت الماء، في ختام القمة، الدور الحيوي للهجرات التي تشهدها المحيطات في الحفاظ على النظم البيئية البحرية، مؤكّداً أن هذه الهجرات ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل عنصر أساسي في توازن البيئة العالمية، لافتاً إلى دور المحيطات في حماية البشرية من خلال امتصاص 30% من الكربون الزائد، إلى جانب دورها في توفير ما يصل إلى نصف الغذاء الذي يحتاج إليه العالم.

وتناول بيس دور الحيتان التي تلعب دوراً حيوياً في تخصيب المحيطات، وتسهم في تجديد المغذيات البحرية، مشيراً إلى أنّه تم فقد ما يصل إلى 3 ملايين حوت بسبب الصيد. كما عرض صوراً لأنواع بحرية نادرة، مثل الحيتان الزرقاء وأسماك القرش، مبرزاً تأثير الصيد والتغيرات المناخية على أنماط هجرتها وسلوكها.وتطرّق بيس إلى التهديدات التي تواجه الكائنات البحرية، مثل ارتفاع حرارة المحيطات وتأثيرها في تعشيش السلاحف البحرية، إضافةً إلى فقدان ملايين الكائنات البحرية بسبب التغيرات البيئية المفاجئة، مؤكداً أن الحفاظ على المحيطات لا يقتصر فقط على حماية الكائنات التي تعيش فيها، بل يمتد ليؤثر في حياة البشر، نظراً لدورها المحوري في توفير الغذاء، وتنقية الهواء وموازنة المناخ. وأشار في ختام كلمته إلى أهمية البحث العلمي والتقنيات الحديثة في دراسة هذه الظواهر، إلى جانب تكاتف الجهود لحماية هذه العجائب الطبيعية للأجيال القادمة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة إكسبوجر الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي التغیر المناخی الحفاظ على العدید من من الطیور من خلال

إقرأ أيضاً:

الابتكارات الزراعية وإسهامها في تحسين الإنتاجية وتعزيز الاستدامة البيئية في سلطنة عُمان

العُمانية: يشهد القطاع الزراعي في سلطنة عُمان تحولًا ملحوظًا نحو استخدام مجال الابتكار والتكنولوجيا بهدف تعزيز الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وذلك في إطار "رؤية عُمان 2040".

وتشكل الابتكارات في التكنولوجيا الزراعية، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحيوية، أحد أبرز الأدوات التي يمكن أن تسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية، وتقليل الفاقد، وتعزيز الاستدامة البيئية، كما أن تطوير أنظمة ذكية لإدارة الموارد، وتطبيق نماذج زراعية حديثة مثل الزراعة العمودية والزراعة الدقيقة، يفتح آفاقًا جديدة لضمان توفر الغذاء بشكل مستدام وآمن.

ويعد الاستثمار في الحلول الابتكارية ليس خيارًا ترفيهيًّا، بل ضرورة استراتيجية لضمان مستقبل غذائي آمن للأجيال القادمة، حيث يعمل الابتكار إلى تحويل التحديات إلى فرص، تحقق نقلة نوعية في كيفية إنتاج الغذاء وتوزيعه واستهلاكه.

وفي ظل التحدّيات المتزايدة التي تواجه العالم اليوم، من تغير المناخ وتناقص الموارد الطبيعية إلى النمو السكاني السريع، أصبح الأمن الغذائي قضية مركزية تمس حياة ملايين من الناس، إذ إن الأساليب التقليدية في إنتاج وتوزيع الغذاء لم تعد كافية لمواكبة التحدّيات، مما يستدعي تبني حلول ابتكارية قادرة على إحداث تحول جذري في منظومة الغذاء العالمية.

وفي هذا الشأن تقوم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بدور في دعم الابتكارات الزراعية، لتعزيز الأمن الغذائي في سلطنة عُمان، عبر تنفيذ عدد من البرامج منها، الإرشاد الزراعي حول التقنيات الزراعية الحديثة والاستدامة، والزراعة الذكية والعضوية.

وتُنفذ الوزارة مشروع الزراعة التكاملية الذي يتم من خلاله تقديم الدعم الفني والمالي للمشروعات الصغيرة التي يوجد بها أفكار مبتكرة، بالإضافة إلى مبادرات التمويل والدعم المالي من خلال صندوق التنمية الزراعية والسمكية، والبرامج التوعوية حول التسويق الزراعي عبر المنصات الرقمية، والمعارض الزراعية.

وذكرت الوزارة أنها تعمل على تنفيذ مشروعات التطوير والبحوث في الزراعة من خلال التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث، إلى جانب التشجيع على استخدام إنترنت الأشياء في المزارع.

ووضّحت الوزارة ممثلة في مراكز الأبحاث الزراعية أن هناك عددًا من الخطط والبرامج التي تنفذها لتعزيز الابتكار في عدة مجالات كتحسين المحاصيل، وتقنيات الري الحديثة، والزراعة الذكية وكذلك تحسين الشتلات من خلال الزراعة النسيجية، كما تعمل بالتعاون مع المنظمات الدولية، ذات العلاقة مثل المنظمة العربية للتنمية الزراعية ومنظمة الأغذية والزراعة / الفاو / على تبني الري الحديث في توفير المياه، واستخدام الري الذكي حسب احتياجات النباتات، وإعادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة.

وأكّدت الوزارة على أهمية استخدام الزراعة الذكية والرقمنة في التنبؤ بالأمراض، وفي تحسين الإنتاج باستخدام الذكاء الاصطناعي، لافتة إلى دور البحوث في التكنولوجيا الحيوية والنانو في تحسين مقاومة المحاصيل للأمراض وظروف المناخ.

وأشارت الوزارة إلى التشريعات التي تدعم الابتكار الزراعي، والشركات الناشئة المعتمدة على التكنولوجيا الزراعية المتقدمة منها قانون حماية الملكية الفكرية (براءات الاختراع)، الذي يختصُّ بتشجيع الباحثين والمزارعين والمبتكرين على تسجيل ابتكاراتهم في مجال التقنيات الزراعية والأسمدة الحيوية وأنظمة الري الحديثة وإعفاء الشركات الناشئة في القطاع الزراعي من ضريبة الدخل لفترة من 5 إلى 10 سنوات، والإعفاء الجمركي من استيراد التقنيات الزراعية الحديثة مثل أجهزة الاستشعار الذكية والزراعة من غير تربة /الهيدروبونيك/ بالإضافة إلى التشريعات المعنية بتعزيز الاستثمار في القطاع الزراعي، وتسهيل إجراءات ترخيص المشروعات التي تعتمد على الطاقة المتجددة وتقنيات الزراعة.

وتعمل الوزارة على تشجيع المزارعين على استخدام أسلوب الزراعة العضوية من خلال شهادات اعتماد والتشجيع على استخدام تقنيات المكافحة الحيوية من أجل التقليل من استخدام الكيماويات، بالإضافة إلى تنفيذ برامج دعم الابتكار بالشراكة مع القطاع الخاص، من خلال تشجيع الشركات على إنشاء مزارع ذكية تجريبية، وتمويل مشروعات تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية لتعزيز الري المستدام.

وفيما يتصل بالتعاون مع القطاع الخاص أكّدت الوزارة على تشجيع الشراكات بين المؤسسات البحثية والشركات الزراعية لتطوير الحلول المبتكرة التي تلبي احتياجات السوق وتسهم في تحقيق الأمن الغذائي، عبر طرح العديد من الفرص الاستثمارية، عن طريق منصة تطوير التي تؤكد ضرورة أن تستخدم المشروعات المبتكرة التقنيات الحديثة، كما قامت الوزارة بتدشين نافذة (اقترح مشروعك) بمنصة تطوير التي تهدف إلى جذب المستثمرين الراغبين في إقامة المشروعات المميزة والمبتكرة وفق الشروط والمعايير الموضوعة في الخدمة، من أهمها (الزراعة العضوية، والمشروعات البحثية، ومشروعات الصناعات التحويلية والقيمة المضافة).

وفي تواصل لوكالة الأنباء العُمانية مع عدد من أصحاب المشروعات الابتكارية الطلابية، أظهرت دراسة بحثية أجراها فريق من جامعة السُّلطان قابوس عن الفاعلية العالية لنبات الحرمل في مكافحة الفطريات الزراعية المسببة لأمراض المحاصيل، مما يبرز إمكاناته في دعم جهود الأمن الغذائي وتعزيز الزراعة المستدامة في سلطنة عُمان.

وكشفت نتائج الدراسة التي أشرفت عليها الباحثتان بثينة بنت حارث البوسعيدية وضياء بنت إبراهيم الراشدية، أنّ المستخلصات النباتية لنبات الحرمل لديها قدرة فعالة على تثبيط نمو فطريات خطيرة من بينها / solani Rhizoctonia / أحد أبرز مسببات تعّفن الجذور في المحاصيل الزراعية، خاصة الخضروات والبقوليات.

وأكّد الفريق البحثي أنّ المركبات الفعالة في الحرمل، مثل "Harmine Harmaline" تتمتع بخصائص مضادة للفطريات والبكتيريا، مما يقلّل من الحاجة لاستخدام المبيدات الكيميائية ويجعل من الحرمل خيارًا بيئيًّا آمنًا وفّعالًا في مكافحة الأمراض النباتية.

وأفاد الفريق بأنّ البحث يعد خطوة واعدة نحو توظيف النباتات المحلية في دعم الأمن الغذائي الوطني، وتوفير حلول طبيعية ومستدامة للمزارعين العُمانيين، دون التأثير سلبًا على البيئة أو سلامة الغذاء، مشيرة إلى أنه يعد خطوة متقدمة نحو توظيف النباتات الطبية المحلية في تطوير حلول بيئية مستدامة، تدعم الاقتصاد الأخضر وتعزز من كفاءة الإنتاج الزراعي دون الإضرار بالتربة أو صحة الإنسان.

وفي إطار التطبيق العملي للبحث، قامت الباحثتان بإنتاج محلول فعال مستخلص من نبات الحرمل، أظهر كفاءة عالية في التجارب العملية في تثبيط نمو الفطريات الممرضة، ليفتح آفاقًا جديدة للتعاون البحثي والصناعي في مجال المكافحة الحيوية، والتشجيع على الاستفادة من الابتكارات المحلية ذات القيمة المضافة، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والبيئي المستدام على المدى الطويل.

وأشارت إلى أنّ الجهات البحثية المختصّة بالتعاون مع جامعة السُّلطان قابوس تدرس إمكانية تطوير منتجات زراعية طبيعية مشتقة من الحرمل لدعم الاستراتيجيات الوطنية في المجال الزراعي والبيئي.

من جانبها أفادت المبتكرة حورية بنت راشد العمرانية من جامعة الشرقية أنّ "AZDARA" هي شركة مبتكرة تعمل في مجال المبيدات والأسمدة العضوية، تقدم منتجًا يجمع بين المبيد العضوي والسماد في عبوة تربة ذكية قابلة للتحلل، مصنوعة بالكامل من مواد طبيعية، تغرس العبوة أسفل النبات بعد نفاد المبيد العضوي الذي تحتويه، فتتحلل تدريجيًّا لتغذي التربة، ما يجعلها حلاً بيئيًا دائريًا وفعّالاً للزراعة المستدامة.

وقالت إنّ الشركة تعمل على إنتاج منتج مشتق من شامبو عضوي للحيوانات يعمل كمبيد آمن وفعّال للحشرات الضارة، وفي الوقت ذاته يحسن صحة جلد الحيوان دون أضرار للبيئة.

وأضافت أنّ منتجات "AZDARA" تُسهم في دعم منظومة الأمن الغذائي من خلال تقليل الاعتماد على المواد الكيميائية الضارة التي تلوث التربة والمياه، كما تعمل على تحسين جودة المحاصيل من خلال تغذية التربة بطرق طبيعية، وتسهم في استدامة الإنتاج الزراعي المحلي عبر حلول عضوية سهلة الاستخدام، بالإضافة إلى دعم صحة الحيوانات التي تُعد جزءًا من سلسلة الغذاء.

وأفادت بأن رؤية الشركة تأتي منسجمة مع رؤية عُمان 2040 في المحور المتعلق بالأولوية الوطنية للأمن الغذائي والمائي: من خلال تقديم حلول زراعية مستدامة تعزز جودة الغذاء وتحافظ على الموارد، والمحور المعني بالبيئة والموارد الطبيعية عبر المنتجات التي تُعزز الممارسات الزراعية الخضراء وتقلل من التلوث.

وفيما يتعلق بمحور الاقتصاد والتنمية عبر تحفيز الابتكار المحلي وتوفير منتجات عضوية قابلة للتصدير، والمحور الأخير المتعلق بالصحة وجودة الحياة عبر توفير حلول طبيعية تقلل من التعرض للمواد الكيميائية في الغذاء أو البيئة.

ويقدم المبتكر عمر بن فاضل الدرعي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بعبري ابتكار الحراثة الذكية (SAG 1)، يحتوي على أجهزة استشعار تقوم بتحليل التربة أثناء الحركة، كما يعمل على قياس مستوى الرطوبة والحموضة (pH)، ودرجة الحرارة، والمغذيات.

وأفاد بأنّ الابتكار يعرض في حالة اكتشاف مشكلة (مثل ملوحة أو نقص عناصر) تنبيهات على شاشة صغيرة أو عبر تطبيق.

وأشار إلى أنّ الجهاز يحتوي على أسنان حراثة ميكانيكية تقوم بحرث الأرض، وهي مرتبطة بنظام حزام ناقل ذكي، يعمل على سحب الحصى أو الأعشاب الضارة أو البلاستيك من الأرض ويرسلها إلى الحوض الخلفي، حيث يعمل أوتوماتيكيًا عند وجود شوائب، ويتميز بتطبيق يعرض نتائج تحليل التربة مباشرة ونظام تنبيهي صوتي أو ضوئي عند وجود مشكلة في التربة.

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أشجار الجنة التي نعيش فيها)
  • إيرادات السينما المصرية أمس| صراع الشاطر وروكي الغلابة على القمة
  • افتتاح فعاليات معرض رأس البر للكتاب بمشاركة قطاعات وزارة الثقافة
  • بعنوان «تغيرات المناخ».. افتتاح الدورة 33 لنيبالي القاهرة الدولي لفنون الطفل غدا
  • اعتراف دوليّ وريادة عالمية تتويجًا لجهود المملكة في حماية الطيور المهاجرة
  • تركيا.. القبض على زعيم “عصابة صيد الطيور” للأثرياء العرب
  • الأمير فهد بن جلوي يشهد افتتاح دورة الألعاب الرياضية للأمريكتين للشباب
  • البنك الأهلي يعلن تشكيله لمواجهة غزل المحلة في افتتاح الدوري المصري
  • الابتكارات الزراعية وإسهامها في تحسين الإنتاجية وتعزيز الاستدامة البيئية في سلطنة عُمان
  • مؤسسة مناخنا… نموذج تشاركي لتعزيز الاستدامة البيئية في سوريا