تهجير مخيمات الضفة في إطار الحرب
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
منذ بدأ الحديث عن احتمالات إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة في غزة ظهرت المساومة الكبرى داخل حكومة نتنياهو بين اليمين واليمين المتطرف.
فمقابل مرونة ما باتجاه شروط وقف النار في غزة، طولب بتعويض كبير في الضفة الغربية، على نمط تكريس وتبديد، فتخفيف أوجه وشدة القتال في غزة، وترافق ذلك مع إطلاق يد الجيش وبحث كبير في الضفة الغربية وخصوصا في مخيماتها التي مثلت رأس حربة المقاومة خلال الحرب مثل مخيم جنين ومخيمي طولكرم ونور شمس.
تزامن ذلك أيضا مع أوسع حملة استيطانية منذ عقود في الضفة الغربية، ركزت على إنشاء وتوسيع ما بات يعرف بـ"البؤر الاستيطانية غير الشرعية". وقد حاول وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذي يخدم أيضا وزيرا في وزارة الحرب، تلخيص أهدافه بقوله "سندمر هناك أكثر مما يبنون".
وهكذا في ظل الحرب الدائرة على قطاع غزة شنت إسرائيل حربا موازية لا تقل أهمية وإن كانت أقل صخبا في الضفة الغربية. وفضلا عن المصادرات العديدة لمساحات كبيرة من أراضي قرى وبلدات الضفة الغربية، أنشئت خلال عام 2024 وحده 60 بؤرة استيطانية جديدة. ويعتبر هذا العدد من البؤر الاستيطانية الأكبر في تاريخ الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية منذ احتلالها العام 1967.
إعلانوعلى سبيل المثال، منذ العام 1997 حتى العام 2023 أنشئت 284 بؤرة استيطانية، وفي العام 2024 فقط أنشئت 60 بؤرة. وحسب ما نشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية فإنه تحت رعاية الوزير سموتريتش، الملقب بوزير الأبارتهايد، صار بوسع المستوطنين فعل كل ما يحلو لهم فعله في الضفة الغربية، ليس فقط بناء بؤر استيطانية وإنما أيضا إحراق أشجار ومزارع وبيوت وتسميم قطعان ماشية وسرقتها ومطاردة القرويين الفلسطينيين في أرزاقهم، ومحاولة تحويل حياتهم إلى جحيم.
وكشفت العديد من التقارير والشهادات من جانب فلسطينيين وناشطين يساريين وصحفيين إسرائيليين، بل حتى من مستوطنين، أن العديد من البؤر الاستيطانية الجديدة أقيمت على أراض زراعية ورعوية لفلسطينيين، بالسيطرة على أراضيهم بالقوة، واقتلاع أشجارهم، وإغلاق الطرق التي يستخدمونها، وإقامة الأسوار التي تمنع الوصول إلى حقولهم.
كما أقيمت بعض البؤر الاستيطانية هذا العام، لأول مرة، في المنطقة "ب"، وهي منطقة في الأراضي الفلسطينية تقع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، ولكن تحت السيطرة المدنية للسلطة الفلسطينية. وتوفرت شهادات تظهر أنه في العام الماضي طرأت زيادة حادة في أعمال العنف التي ارتكبها العديد من المستوطنين ضد الفلسطينيين. وفي بعض الحالات، قام المستوطنون بطرد الفلسطينيين من منازلهم لإقامة بؤر استيطانية.
وبموازاة ذلك وبحسب ما نشر في "يديعوت أحرونوت"، تم تشديد إجراءات إنفاذ القانون ضد الفلسطينيين الذين يقومون بالبناء في الضفة الغربية دون الحصول على تراخيص من السلطات الإسرائيلية بشكل كبير، وتم توسيع نطاق عمليات الإخلاء والهدم ضدهم. وكشف موقع "يديعوت أحرونوت" أن الإدارة المدنية الإسرائيلية التابعة لوزارة الدفاع والخاضعة لإمرة سموتريتش أصدرت في العام 2024، 642 أمر هدم لمنشآت الفلسطينيين في المنطقتين ج وب.
إعلانوبعد كل عملية للمقاومة في الضفة تنشط قطعان المستوطنين بدعم وتشجيع من جهات حكومية وعسكرية لتنفيذ غارات على القرى ثأرا من المنفذين ومحاولة إذاقة الفلسطينيين في الضفة بعضا مما شاهدوه يفعل في قطاع غزة.
ولم تكتف حكومة نتنياهو، كما سلف، بأفعال المستوطنين بل وجهت الجيش "لشن حرب" حقيقية في الضفة حيث باتت تعمل هناك 24 كتيبة من الجيش، تهاجم يوميا عدة قرى وأحياء ومخيمات في جميع مناطق الضفة الغربية. ومع ذلك جرى التركيز بشكل واضح على مخيمي جنين ونور شمس بسبب اشتداد المقاومة فيهما ضد الاحتلال ومنعا لتحول المخيمات إلى نماذج عامة في الضفة المحتلة.
مزيج من نهجينوفي سياق التباري مع سموتريتش عمد وزير الحرب الليكودي، يسرائيل كاتس، إلى الإعلان عن عملية "السور الحديدي" العسكرية وتوسيعها. وبموجب هذه العملية التي بدأت منذ شهور تواصل قوات الجيش الإسرائيلي والشاباك وحرس الحدود عملياتها في الضفة الغربية بزعم "إحباط الإرهاب" هناك. ويتضح أن الأسلوب الذي تعمل وفقه هذه القوات في الضفة هو مزيج بين نهجين استخدما في قطاع غزة منذ السبعينيات وحتى اليوم.
ففي السبعينيات وتحت قيادة أرييل شارون كقائد للجبهة الجنوبية وفي مواجهة ظاهرة الفدائيين عمد إلى احتلال المخيمات وتخفيف كثافة سكانها بإنشاء شوارع عريضة تهدف أولا إلى هدم أكبر عدد من بيوت المخيم وتسهيل سيطرة الجيش على مربعاته.
وفي الحرب الأخيرة على غزة اتبع الاحتلال أسلوب تهجير السكان وهدم بيوتهم في محاولة للقضاء على المخيمات ولمنع استمرار وجودها كعنوان لقضية اللاجئين. وبدا واضحا في غزة، كما في الضفة الغربية، أن الأمر مرتبط أيضا بحملة الاحتلال الشعواء ضد وكالة الغوث (الأونروا) بوصفها عنوانا لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي طردوا منها عام النكبة.
وبحسب آخر ما نشر من أنباء عن الحملة العسكرية في الضفة وخصوصا على مخيمات اللاجئين فيها، أنه وللمرة الأولى منذ احتلال الضفة عام 1967 ترسل إسرائيل دبابات إلى مخيم جنين في إشارة إلى نيتها "سحق المقاومة". وطبيعي أن استخدام الدبابات بعد الطائرات الحربية والمسيرات والوحدات الخاصة يعطي الانطباع للجميع أن إسرائيل تخوض حربا شاملة هناك.
إعلانوكان وزير الحرب يسرائيل كاتس أعلن عن توسيع العملية العسكرية في الضفة، موحيا أنها جزء من حرب عالمية ضد الإرهاب. وقال: "نحن في حرب ضد الإرهاب الإسلامي في الضفة الغربية. لقد أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للبقاء لفترة أطول في المخيمات التي تم إخلاؤها خلال العام المقبل، وعدم السماح للسكان بالعودة ونمو الإرهاب مرة أخرى".
وأضاف، في نوع من التفاخر الدال على هدفه الحقيقي، أن 40 ألف فلسطيني نزحوا حتى الآن من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وأن هذه المخيمات أصبحت خالية من السكان، كما تم تعليق أنشطة وكالة الغوث فيها.
وأشار كاتس إلى أن "الجيش الإسرائيلي، في عملياته الهجومية، يطهر أوكار الإرهابيين ويدمر البنية التحتية والمنشآت الإرهابية والأسلحة على نطاق واسع. لن نعود إلى الواقع الذي كان موجودا في الماضي".
وتابع "سنواصل تطهير مخيمات اللاجئين وغيرها من بؤر الإرهاب من أجل تفكيك الكتائب والبنى التحتية الإرهابية للإسلام المتطرف التي تم بناؤها وتسليحها وتمويلها وتدريبها من قبل المحور الشرير الإيراني، في محاولة لإقامة جبهة إرهابية شرقية ضد المستوطنات في السامرة وخط التماس والمراكز السكانية الكبرى في إسرائيل. سنواصل نشاطاتنا حتى القضاء على الإرهاب".
مرحلة ثانيةوكشف موقع "والا" الإخباري النقاب عن أن وزير الحرب أمر بتطوير خطة لتكون بمثابة المرحلة الثانية من عملية "السور الحديدي"، وفي إطارها ستتم دراسة إنشاء مواقع ثابتة "لمنع عودة الإرهابيين الهاربين". كما أصدرت القيادة السياسية تعليماتها لقوات الجيش الإسرائيلي بالبقاء في مخيمات اللاجئين ومواصلة العمل في المنطقة، إذ هناك مخاوف في المؤسسة الأمنية من عودة الأسرى الفلسطينيين المحررين إلى النشاط العسكري.
ومن الوجهة السياسية، فإن عملية "السور الحديدي" العسكرية هي أقرب إلى نوع من إعلان فشل الاعتماد على أجهزة الأمن الفلسطينية في المنطقة "أ" تحديدا، حيث تجري أغلب عمليات الجيش الإسرائيلي. كما أن الإعلان عن اعتزام الجيش الإسرائيلي الاحتفاظ بوجود دائم هناك، من أجل منع خلق فراغ أقرب إلى رسالة موجهة أيضا إلى الرأي العام الفلسطيني، حتى يتمكن من ممارسة الضغط الداخلي على السلطة الفلسطينية لزيادة جهودها لإحباط عمليات المقاومة.
إعلانفي كل حال لا يمكن فصل الإجراءات العسكرية وتهجير السكان من مخيمات الضفة عن مساعي إسرائيل وأميركا لشطب قضية اللاجئين عموما وتجريم عنوانها الدولي ممثلا بوكالة الغوث، وما الإجراءات الجارية هناك حاليا إلا خطوة تصعيدية جديدة في هذا السياق تتمثل بإخلاء مخيمات اللاجئين في شمال الضفة وفرض قيود على الأونروا، في مسعى واضح لإنهاء دور المخيمات كرمز لحق العودة الفلسطيني.
ومنذ بدء العملية العسكرية في شمال الضفة الغربية، بالتوازي مع وقف إطلاق النار في غزة، جرى التركيز على إخلاء 4 مخيمات رئيسية: مخيم جنين ومخيم طولكرم ومخيم نور شمس ومخيم الفارعة قرب نابلس، ولم تكن مصادفة في هذا السياق مبادرة نتنياهو نفسه لالتقاط صور له في بيت تم احتلاله في مخيم طولكرم وإشارته شخصيا إلى توسيع العملية العسكرية لتشمل أيضا مخيم الفارعة بالاسم.
غير صالحةوكانت وكالة "الأونروا" قد حذرت في تقرير لها من أن المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية تقترب من أن تكون شبه غير صالحة للسكن بعد أسابيع من الدمار المستمر، الذي أجبر عشرات الآلاف من سكانها على النزوح منها.
وأوضحت الوكالة أن العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين منذ 21 يناير/كانون الثاني 2025 تُعد الأطول منذ الانتفاضة الثانية، مما أدى إلى تشريد الآلاف من سكان المخيمات، خاصة في جنين ونور شمس وطولكرم والفارعة.
وأشارت إلى أن التصعيد الإسرائيلي لم يقتصر على استهداف السكان والمنازل، بل امتد ليشمل مرافق "الأونروا" نفسها حيث اقتحمت قوات الاحتلال مراكز صحية واستخدمتها مراكز احتجاز وتحقيق.
وقد حذر المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي من أن إجراءات العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين في مخيمات الضفة سوف ترتد بأضرار على إسرائيل نفسها، وأن هذه هي خلاصة ما تم فعله في الماضي في قطاع غزة.
ويرى بن يشاي أن "المشكلة هي أن جرعة العقاب الجماعي التي لا تؤثر على الإرهابيين فحسب، بل أيضا على أولئك غير المتورطين في الإرهاب، كبيرة للغاية وقد ترتد على إسرائيل وتلحق بها ضررا كبيرا".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البؤر الاستیطانیة الجیش الإسرائیلی العملیة العسکریة فی الضفة الغربیة مخیمات اللاجئین الفلسطینیین فی السور الحدیدی مخیم جنین ونور شمس قطاع غزة فی مخیم فی غزة
إقرأ أيضاً:
الكونتينر حاجز إسرائيلي يعزل جنوب الضفة الغربية
الكونتينر حاجز عسكري إسرائيلي يفصل مدن جنوب الضفة الغربية عن مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية، ويقع على أراضي بلدة السواحرة في الجنوب الشرقي لمدينة القدس المحتلة.
وتتفنن إسرائيل في تعذيب الفلسطينيين المارين عبر هذا الحاجز، فضلا عن إغلاقه في أحيان كثيرة، مما يعزل -عن العالم- نحو مليون و100 ألف فلسطيني يقطنون في مدينتي الخليل وبيت لحم.
الموقعيجثم حاجز الكونتينر على أراضي بلدة السواحرة التي تقع في الجنوب الشرقي لمدينة القدس المحتلة، وتتبع محافظة القدس وتبعد عنها حوالي 3 كيلومترات، وتديره سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ويقع الحاجز تحديدا في نهاية طريق وادي النار الذي يربط بيت لحم جنوبا والسواحرة شمالا، وهو طريق صعب وخطر يصل بين قمتي جبلين.
وكغيره من الحواجز الإسرائيلية، يساهم حاجز الكونتينر في تفتيت الضفة وتحويل قراها ومدنها إلى تجمعات معزولة عن بعضها البعض، مما يسهل على الاحتلال السيطرة عليها، والتنكيل بالفلسطينيين ومنعهم من التواصل فيما بينهم.
وقد بدأ تشغيل حاجز الكونتينر عام 2002 إبان عملية "السور الواقي" التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على الضفة، وقد بات من ضمن منشآت عسكرية أقامها الجيش الإسرائيلي على أراض صادرها من بلدة السواحرة.
وبداية عمله كان "الكونتينر" عبارة عن حاجز تفتيش، لكن بعد فترة وجيزة حوله جيش الاحتلال إلى نقطة عسكرية ثابتة، ولم يكن يسمح للفلسطينيين باجتيازه إلا مشيا.
إعلانوعام 2003، سمح جيش الاحتلال بمرور الشاحنات والسيارات العمومية عبر هذا الحاجز. وعام 2007، سمح بمرور السيارات الخاصة.
التسميةيُعزى سبب تسمية الحاجز إلى وجود حاوية شحن (كونتينر) قربه تعود لأحد السكان الفلسطينيين، وكان يستخدمها مقصفا صغيرا لبيع المشروبات والوجبات الخفيفة للمسافرين الذين يتنقلون عبر طريق وادي النار في تلك المنطقة.
وبعد سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة أزالت الحاوية وأقامت حاجزا عسكريا في المكان، وأطلقت عليه اسم "معبر كدرون" لكن الفلسطينيين احتفظوا للحاجز باسم "الكونتينر".
إجراءات أمنية
يتمركز على هذا الحاجز يوميا نحو 6 جنود إسرائيليين يتحكمون في حركة آلاف الفلسطينيين وسياراتهم، وهو الطريق الوحيد أمام السكان الفلسطينيين المتجهين من مدن وبلدات جنوب الضفة إلى مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية.
وهذا الحاجز محاط بأسلاك شائكة وحواجز إلكترونية، إضافة إلى بوابات حديدية يمكن إغلاقها في أي وقت، فضلا عن كاميرات دقيقة ترصد أي شخص يمر من الحاجز.
وتضع قوات الاحتلال متاريس للسيارات في حاجز الكونتينر إضافة إلى نقطة عسكرية ثابتة، وتحظر على الفلسطينيين المشاة المرور عبر الحاجز إلا بأمر منها، وأي فلسطيني يحاول اجتياز الحاجز راجلا قد يطلق عليه جنود الاحتلال الرصاص الحي.
تنكيل واسعيمزق حاجز الكونتينر أوصال الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ يفصل قرى ومدن جنوب الضفة عن مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية.
ويتعين على كل فلسطيني يرغب في التوجه إلى مدينتي الخليل وبيت لحم -أو القدوم منهما- المرور بهذا الحاجز، ويخضع للتفتيش الدقيق، ويستغرق عبوره ساعات طويلة.
وتخضع طوابير السيارات -ومنها سيارات الإسعاف- التي تجتاز هذا الحاجز للتفتيش الدقيق حسب مزاج الجنود الذين يتفننون في تعذيب المرضى والشيوخ والأطفال والنساء من خلال إجبارهم على الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة ساعات طويلة، أو إعاقة مرور مركباتهم من خلال التدقيق الطويل والبطيء في الهويات.
إعلانولم يسلم الطلبة من هذه الانتهاكات، فجيش الاحتلال يعيق وصولهم إلى جامعاتهم في الوقت المناسب، من خلال توقيفهم وتسليمهم أوامر لمراجعة المخابرات.
وتغلق قوات الاحتلال هذا الحاجز في بعض الأحيان أياما طويلة، خاصة في حال وقوع عملية فدائية في إحدى المستوطنات أو القرى القريبة منه.
وتضطر هذه العراقيل الفلسطينيين لتسلق الجبال العالية والحادة إلى بلدة السواحرة من أسفل الوادي لتجاوز الحاجز، مما يعرضهم لمخاطر عدة أبرزها إطلاق النار من قبل دوريات جيش الاحتلال المتحركة.
أحداث شهدها الحاجزيشهد حاجز الكونتينر اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية خطيرة بحق الفلسطينيين، كإطلاق النار عليهم، وفي بعض الأحيان اقتيادهم إلى معسكرات الاعتقال والتحقيق.
ففي يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، توفيت الطفلة نور عفانة (14 عاما) من بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة، وكانت من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعدما أعاق جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز تحرك المركبة التي تقلها لمستشفى بيت جالا الحكومي لتلقى العلاج.
كما أعدم جنود الاحتلال عددا من الفلسطينيين على حاجز الكونتينر، ففي يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 استشهد الشاب أنس الأطرش بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال النار بدم بارد، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن في الحاجز.
ويوم 23 يونيو/حزيران 2020، استشهد الشاب أحمد عريقات بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال النار إثر انحراف سيارته عن مسارها بشكل بسيط، وزعموا أنه حاول تنفيذ عملية دهس.
تصاعد المعاناةتصاعدت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته على الفلسطينيين المارين عبر حاجز الكونتينر، بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ يتعمد الجنود إغلاقه بشكل يومي وساعات طويلة دون أي سبب.
ويضطر السكان إلى سلك طرق ترابية شديدة الوعورة، تستهلك من وقتهم ساعات طويلة ممزوجة بالتعب والخوف، حتى يتمكنوا من الوصول إلى أعمالهم.
إعلانكما زاد الاحتلال من اعتداءاته على الفلسطينيين أثناء مرورهم عبر هذا الحاجز واعتقالهم، واحتجاز هوياتهم وتفتيش أمتعتهم وإلقائها على الأرض.