برمة لن يختفي بهدوء أو يقبل عزله من رئاسة حزب الأمة . و سيقدّم حلفاؤه سيلاً غير منتهٍ من الاعتراضات اللائحية و القانونية لإبقاء السيولة الكافية التي لا تسمح لحزب الأمة بإصلاح إتجاهه و إبقاء حالة “الربكة التنظيمية” التي تلبسته منذ بداية الحرب كما سمّتها د. مريم الصادق نائبة رئيس الحزب في لقائها بالأمس في قناة الجزيرة.

حيث ألمحت أن اللواء م برمة شرٌق بالحزب و غرّب غير آبه بالحدود التنظيمية و أنه تقلّد سيف الرئيس المنتخب الذي لا يعزله إلا المؤتمر العام بينما هو رئيس مكلف و طاريء. و قالت أنهم كلما جلسوا معه و تعهد لهم بالعودة للأجهزة الشورية أعطاهم وعداً يستحيل أن يحفظه بل يخرقه في اليوم التالي إذا تعلّق الأمر بالدخول في تحالفات المليشيا و المشاركة في مؤتمراتها ، فلا “تقدم” و “لا صمود” و لا حتى التوقيع مع حميدتي بعيد سقوط مدني؛ ممّا شاور فيه الحزب ، فضلاً عن تحالف “تأسيس” العلني و الأوضح مع مليشيا الدعم السريع في نيروبي.

و اعترفت د. مريم أنه لا يفعل ذلك وحده بل بمشاركة العديد من أفراد الحزب و قياداته. و ذكرت أنها رأت عدداً من ناشطي المكتب السياسي في نيروبي من ضمن الحضور و المحتفلين. و ألمحت أن الحزب يعاني بشدة و أنه يحتاج إلى إجراءات أخف من السيف اللائحي أو المحاسبي القاطع الذي قد يعرّضه للإنشقاق. الحزب في سردية د. مريم هو ضحية للحرب و ليس مهيئاً بالطبع بالمشاركة في إيقافها بأي وسيلة.

قوة اللواء م برمة التي جعلت أجهزة الحزب الرسمية تمد في حبال الصبر بحيث تعمّقت سفينة الحزب بعيداً في بحور المليشيا حتى اشتبكت مصالح الحزب و المليشيا في بعض المناطق و اتحدت مصائرهما ؛ إذ تنبع قوة اللواء معاش و مريدوه داخل قيادات الحزب من المال السياسي الذي يملك منه الكثير ، فالحزب فقير من دون آل المهدي و قادته معدمون و متعرضون بشدة للتأثر بهذا المال. و نجح برمة في تكوين طبقة من القياديين الذين اشترى كلمتهم و رأيهم بماله و صار عصيّاً على المحاسبة و الإلزام بأي خط أو مسار تنظيمي محدد إلا الذي يشترطه المال السياسي الذي يدفعه برمه لحلفائه داخل الحزب و تسدد فواتيره مليشيا الدعم السريع دون حساب. و ما لم يبدأ الحزب في إغناء قياداته بالوسائل الشرعية ، فلن يكون قادراً على إلجام برمة . إلا أن هناك قوة دافعة أكبر لبرمة. و هو من المسكوت عنه خارج الحزب إلا أنه واضح و متداول داخل أروقته. فبرمة يرى نفسه قائداً لثورة “عطاوية” داخلية و “مادبو” آخر في ركب المهدية . فقد نال فعاليته و تأثيره من تمثيله لمصالح “الغرابة ضد سطوة البحارة”. و لعلّ المراقب البعيد عن تاريخ الحزب و دينامياته قد يغفل عن هذه الحرب الأهلية العنيفة داخل الحزب و التي تحاول د. مريم “الترفع” عن ذكرها و الظهور كحزب عصري حديث لا يمكن لمثل هذه الصراعات أن تجد طريقها إلى عقل قياداته. حزب الأمة هو إمتداد للحركة المهدية التي لم تستطع صهر التنوع داخلها منذ أكثر من قرن و لم تصمت بنادق الصراعات الداخلية التي بدأت في اليوم التالي لوفاة الإمام المهدي. و بينما تعرض أهل المهدي للإيذاء الشديد بعد وفاته ، فقد سيطرت على الدولة المهدية “حكم بقارة” ساهم بشدة في إنكسارها و إنفضاض القبائل التي وحدها المهدي في حياته. برمة يفهم ذلك و يفهم أن آل المهدي لن يكونوا قادرين على محاسبته و طرده طالما هم حريصين على الصوت العطاوي الضروري لإبقاء سلطتهم المستقبلية على مجتمعات غرب البلاد و امتدادتها في وسطه. يسخّر برمة اسم الحزب و تاريخه لأغراض حكم “العطاوة” كما فعل الخليفة التعايشي. و بإستحقاقية كبيرة رأت قبائل البقارة أنها التي تسببت في إنتصار المهدي في دارفور تحت قيادة “مجاهدات” “مادبو الأول”. و قد عانت قيادات الحزب تاريخياً من التركة الثقيلة الناتجة عن دفع “إستحقاق مادبو” عبر العقود و هذا يظهر ـ في جزء منها ـ في إستثار آل بابو نمر و آل مادبو و أخيراً برمة بوزارات الدفاع و قيادة أركان الجيش في كل حكومات الحزب.

الخوف من إنشقاق الحزب الذي ذكرته د.مريم ، يوضح ضعف موقف الحزب من أي صراع مناطقي و إثارة إنفجار قبلي لا يخشاه “العطاوي الثري” الذي لا يرى مستقبلاً للبلاد و الحزب دون إنتصار ثورته الخاصة ، دولة العطاوة، و يستعد لجعلها إرثه السياسي و ربط إسمه مع عظماء “البقارة و العطاوة” في مثلثٍ خالد : برمة ، التعايشي و مادبو.

طبعا من سخريات التاريخ أن مادبو نفسه قُتل بسيف المهدية. فقد طعنه القائد حمدان أبو عنجة و هو مقيّد في بارا ، بينما الأوامر كانت بنقله للإمتثال لمحكمة الخليفة الذي أراحه تكفل “أبو عنجة” بحل “القضية الشائكة” و لم ينكر عليه. و هذا ربما ما عناه رجل أنصاريّ على السليقة بإشارته أمام الفريق م عبد الرحمن الصادق ب “أن يلجم الحرمة و يكسر البرمة”. دعونا نراقب و نرى كيف ستسير محاولات كسر البرمة على الأقل.

عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بالأبيض والأسود.. مريم الجندي تخطف الأنظار في جلسة تصوير.. شاهد

شاركت الفنانة الشابة مريم الجندي جمهورها ومتابعيها أحدث جلسة تصوير خضعت لها،حيث ظهرت بإطلالة أنيقة بالأبيض والأسود خطفت أنظار جمهورها ومحبيها.

اقرأ أيضًا:مريم الجندي: أتمنى أن يرى الجمهور “مريم” كإنسانة مش كاملة.. خاص

 

ونشرت مريم الجندي مجموعة من الصور عبر حسابها على تطبيق إنستجرام، نالت إعجاب وتفاعل عدد كبير من المتابعين، كما علق عدد من الفنانين على الصور، من بينهم ملك زاهر وهنادي مهنا، اللتان أبدتا إعجابهما بإطلالتها اللافتة.

وجاءت جلسة التصوير بطابع بسيط وأنيق، أبرز ملامحها الطبيعية وجمالها الهادئ، في إطار حرصها الدائم على مشاركة جمهورها بلقطات من أحدث ظهور لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مريم الجندي مريم الجندي مريم الجندي 

وكانت قد أعربت الفنانة مريم الجندي عن سعادتها بالمشاركة في حكاية “فلاش باك”، ضمن مسلسل ما تراه، ليس كما يبدو، مؤكدة أن العمل يحمل طابعًا إنسانيًا خاصًا ويعكس كثيرًا من تفاصيل الحياة اليومية.

وفي حوار خاص لـ”الوفد”، تحدثت مريم عن كواليس اختيارها للعمل، وكيفية تحضيرها لشخصية “مريم”، وتجربتها مع الفنان أحمد خالد صالح، ورؤيتها لاختلاف الدراما القصيرة عن المطولة.

في البداية.. كيف جاء ترشيحك للمشاركة في حكاية “فلاش باك”؟

جاء الترشيح من خلال المخرج جمال خزيم، الذي كنت أتمنى التعاون معه منذ فترة، وعندما عرض علي المشروع وقرأت فكرته وعنوانه، شعرت فورًا أن العمل مختلف للغاية، مجرد اسم ما تراه ليس كما يبدو كان كافيًا ليشدني، لأنني مؤمنة جدًا بهذه الجملة وأراها انعكاسًا حقيقيًا لحياتنا اليومية، إذ لا شيء يبدو دائمًا على حقيقته، كانت تلك أول إشارة بالنسبة لي أن هذا العمل يستحق المشاركة.

ما الذي جذبك في شخصية “مريم” تحديدًا؟

شخصية “مريم” شديدة الثراء ومليئة بالتناقضات، فهي راقصة ورسامة وزوجة في الوقت نفسه، تجمع بين الرقة والشغف والقوة والانكسار، وتحمل حالة من الاضطراب الداخلي الممزوج بالجمال، التحدي الأكبر كان في كيفية التعبير بجسدها كراقصة، وفي الوقت ذاته تجسيد حساسيتها كفنانة تشكيلية، بينما تخوض حياة عاطفية مليئة بالتعقيدات.

مشهد واحد في النص كان كافيًا لإقناعي بقبول الدور، إذ شعرت أنه سيفتح أمامي آفاقًا جديدة أكتشفها في داخلي، كممثلة وكإنسانة.

كيف استعددتي للشخصية؟ وهل خضعتِ لتدريبات خاصة؟

بالتأكيد كانت أول خطوة أن أفهم عالم “مريم”: من هي؟ ما الذي يحركها؟ لماذا ترقص؟ ولماذا ترسم؟ فكل تفصيلة لها دافع وسبب.

عملت مع مدربة حركة لضبط لغة الجسد، لأن الرقص في الحكاية ليس مجرد أداء جسدي، بل تعبير داخلي عن الفرح أو الألم أو الحيرة.

كما قضيت وقتًا مع رسامين لأفهم علاقتهم بالألوان واللوحات وكيفية تفريغ المشاعر على الورق أو القماش. “

مريم” تتحدث إلى نفسها من خلال رسوماتها، وكان عليّ أن أصل إلى هذه الحالة بصدق.


يجمعك العمل لأول مرة بالفنان أحمد خالد صالح.. كيف تصفين هذه التجربة؟

أنا سعيدة جدًا بالعمل مع أحمد خالد صالح، فهو ممثل موهوب وملتزم ويحترم المهنة إلى أقصى درجة، خلال التصوير شعرت بالطمأنينة في وجوده، وكنا نتبادل الأفكار ونشتغل على المشاهد معًا ونبحث عن تفاصيل تضيف لها، كانت بيننا مشاهد مؤثرة للغاية، ووجوده أمامي ساعدني على إخراج أفضل ما لدي.

كما يمتلك أحمد طاقة فنية خاصة تجعل الممثل الذي أمامه يتفاعل بشكل أعمق، وأنا ممتنة أن أول تعاون بيننا جاء في عمل بهذه الحساسية.


المسلسل قائم على فكرة الحكايات القصيرة.. كيف ترين هذه التجربة مقارنة بالدراما المطولة؟

الدراما القصيرة تجربة مختلفة تمامًا، وهي ملائمة جدًا لإيقاع الزمن الذي نعيشه، الجمهور الآن لديه استعداد لمتابعة أعمال مكثفة ومدروسة أكثر من متابعة 30 حلقة متكررة، 
هذا النوع من الدراما يتطلب تركيزًا عاليًا، حيث لا مجال للحشو، وكل مشهد له ضرورة وكل تفصيلة تخدم بناء الحبكة، وهذا يحمل الممثلين مسؤولية أكبر، لأن الوقت أقل بينما المطلوب أكثر.

أما “فلاش باك” فقد كانت تجربة ثرية جدًا، اعتمدت على السرد غير الخطي، وعلى مشاعر تتراكم بهدوء ثم تنفجر فجأة، عملنا طويلًا على البناء الدرامي لإيصال هذا الإحساس للمشاهد.

كيف كانت أجواء التصوير؟.. وهل واجهتم تحديات؟

كانت من أفضل أماكن التصوير التي عملت فيها من حيث الروح، الشركة المنتجة وفرت كل ما نحتاجه سواء على مستوى الإمكانيات التقنية أو الدعم المعنوي.

كنا نعمل بروح الفريق، دون أن نسمع كلمة “لا يمكن”.

أما التحدي الأكبر فكان ضيق الوقت، فكل حكاية تتكون من خمس حلقات فقط، وكان علينا إنجازها بشكل مكثف دون فقدان الجودة، لكن بفضل التنسيق الجيد تجاوزنا هذا التحدي.

ما رأيك في تنوع الحكايات داخل المسلسل؟ وهل شعرتي بالمنافسة؟

أرى أن التنوع داخل العمل ثري للغاية، فوجود سبع حكايات بفِرق مختلفة يخلق تنوعًا بصريًا ودراميًا كبيرًا، ويمنح المشاهد فرصة للتنقل بين عوالم متعددة دون أن يشعر بالملل.

لم أشعر بالمنافسة مطلقًا، فكل حكاية مستقلة بذاتها، وكل فريق يقدم ما لديه، شخصيًا، أنا متحمسة لمشاهدة باقي الحكايات وكأنها أعمال منفصلة.


أخيرًا.. ما الذي تتمنينه من الجمهور بعد عرض الحكاية؟

أتمنى أن يروا شخصية “مريم” كما رأيتها أنا، إنسانة غير كاملة لكنها تحاول. تحب، وتخطئ، وتتألم.

إذا شعر المشاهد بها أو وجد نفسه في تفاصيلها، فسأعتبر أنني نجحت كممثلة.

كما أتمنى أن تظل فكرة المسلسل معهم، وهي أن ما نراه على السطح ليس دائمًا الحقيقة، فالحياة مليئة بالطبقات، وقلوب الناس تحمل حكايات لا تبدو واضحة دائمًا.

 

مقالات مشابهة

  • كلما أتوب أعود للذنب مرة أخرى.. فهل يقبل الله توبتي وماذا أفعل؟
  • نوبات غضب الأطفال أثناء الواجبات المدرسية.. أسبابها وحلول فعالة للتعامل معها بهدوء
  • أرشيف الصحفي صلاح الجعفراوي على الإنترنت يختفي بعد استشهاده في غزة
  • جمعت بين الثروة والتأثير السياسي.. من تكون ميريام أدلسون التي أشاد بها ترامب أمام الكنيست؟
  • مادبو مدافع قطر: مواجهة الإمارات من أهم المباريات في تاريخ العنابي
  • سعفان الصغير: المهدي سليمان حارس مميز وباب المنتخب مفتوح أمامه
  • بالأبيض والأسود.. مريم الجندي تخطف الأنظار في جلسة تصوير.. شاهد
  • مريم الجندي تلفت الأنظار بأحدث جلسة تصوير
  • عاصم مادبو نجم منتخبنا: مونديال 2026 حلم.. وسنقاتل لتحقيقه
  • كيف يقبل الله عملك؟.. انتبه فهذا الأمر يصعد به للسماء السابعة