ميناء غزة.. من طموح فلسطيني إلى أنقاض بسبب الاحتلال
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
الثورة /
في جريمة جديدة تُضاف إلى سجلّ الاعتداءات الوحشية، دمّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي ميناء غزة البحري بالكامل خلال عدوانها على القطاع، في إطار حرب إبادة ممنهجة تستهدف البشر والحجر على حدّ سواء.
منذ الأيام الأولى للحرب، تعرّض ميناء غزة لقصف مكثّف من الطيران الحربي الإسرائيلي، الذي استهدف البنية التحتية بشكل مباشر، مخلّفًا دمارًا هائلًا في أرصفته ومرافقه الحيوية.
الميناء، الذي كان يُشكّل شريان حياة لمئات الصيادين الغزيين، أصبح الآن حطامًا متناثرًا، بعدما مزّقت الصواريخ أرصفته وقواربه، وجعلت منه ساحة رمادٍ وسكون.
يقول الصياد محمد الكُحلوت، وهو ينظر بحسرة إلى قاربه المحطّم وسط الركام: “لم يتركوا لنا أي شيء، هذه ليست حربًا على المقاومة، بل حرب على كل فلسطيني في غزة، كانوا يعلمون أن هذا الميناء مصدر رزق لعائلاتنا، ومع ذلك دمّروه بالكامل”.
استهداف ممنهج للبنية التحتية
لم يكن استهداف الميناء حدثًا منفصلًا، بل يأتي ضمن استراتيجية الاحتلال لتدمير كل مقوّمات الحياة في غزة، فإلى جانب الميناء، طالت الغارات الأسواق والمصانع والمزارع، ما يعمّق من الأزمة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين منذ سنوات طويلة.
يؤكد الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب أن “تدمير ميناء غزة له تداعيات خطيرة، فهو لم يكن مجرد نقطة انطلاق للصيادين، بل نافذة اقتصادية محدودة كان يمكن أن تُسهم في تقليل آثار الحصار، هذه الضربة تزيد من عزلة القطاع وتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية”.
كارثة بيئية وإنسانية
إضافة إلى الخسائر الاقتصادية، يُنذر تدمير الميناء بكارثة بيئية، إذ أن بقايا القوارب المحترقة وتسرب الوقود في المياه تهدد البيئة البحرية، ما ينعكس سلبًا على الثروة السمكية ومستقبل الصيد في غزة.
بدوره، يقول الناشط البيئي محمود الحاج: “ما جرى ليس فقط تدميرًا للميناء، بل جريمة بيئية تهدد البحر والكائنات البحرية، الاحتلال لم يكتفِ بقتل البشر، بل يقتل حتى البحر!”.
غزة ستنهض من جديد
رغم الدمار الهائل، يتمسّك الفلسطينيون في غزة بالأمل، في مشهد مؤثّر، حيث شوهد عدد من الصيادين وهم يحاولون إصلاح ما تبقّى من قواربهم، في رسالة تحدٍّ واضحة بأن غزة لن تموت، وستعيد بناء ميناءها مهما حاول الاحتلال محو ملامح الحياة فيها.
يختم الحاج حسن، وهو أحد أقدم الصيادين في غزة، حديثه بحزم: “اليوم دمّروا الميناء، لكن غدًا سنعيد بناءه، غزة لم تسقط ولن تسقط، ستنهض من تحت الرماد كما تفعل دائمًا”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يستهدف مطاري مهر آباد وبوشهر في إيران بهدف تدمير مقاتلات جوية
كشفت "القناة 12" الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يجرى حاليا هجمات على مطاري مهر آباد وبوشهر حيث تتمركز مقاتلات إيرانية، إضافة إلى استهداف عشرات المنصات ومواقع تخزين تابعة لمنظومة الصواريخ الإيرانية أرض–أرض.
وقال جيش الاحتلال في بيان له الجمعة: "في الساعات الأخيرة، شنت طائرات سلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق سلسلة غارات استهدفت منظومة الصواريخ أرض-أرض التابعة للنظام الإيراني".
وادعى "تدمير عشرات منصات الاطلاق، ومواقع تخزين صواريخ أرض-أرض ومواقع عسكرية أخرى، وأحد المواقع التي تم استهدافها غربي إيران، تم إنشاء آلية إطلاق فريدة من نوعها تم تثبيتها داخل حاويات".
وأضاف أنه "طوال فترة الحرب، أطلق النظام الإيراني مئات الصواريخ باتجاه أراضي دولة إسرائيل"، قائلا إن ترسانة الصواريخ الإيرانية "تحتوي على صواريخ يصل مداها إلى آلاف الكيلومترات".
وزعم البيان، أن "إبقاء هذه الصواريخ بيد النظام الإيراني يمثل خطرًا على المنطقة والعالم بأسره".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على إيران منذ ساعات فجر اليوم، ضمن عملية عسكرية وُصفت بأنها الأوسع ضد طهران.
وفجر الجمعة، أطلقت "إسرائيل" هجوما واسعا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين.
وقال جيش الاحتلال إنه "أطلق وبتوجيهات من المستوى السياسي هجوما استباقيا دقيقا ومتكاملا لضرب البرنامج النووي الإيراني".
وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية، إن 78 شخصا قتلوا وأصيب 329 آخرين جراء العدوان الإسرائيلي على البلاد.
بدوره، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن "هدف العملية غير المسبوقة هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ البالستية، والعديد من القدرات العسكرية".
بالمقابل، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في رسالة وجهها إلى شعبه، إسرائيل، بـ"عقاب صارم"، ردا على الهجمات.
ومن ناحية أخرى، أعلن جيش الاحتلال اعتراض مسيرة إيرانية في أجواء شمال البلاد، في أول حادثة من نوعها منذ بدء عدوان تل أبيب على طهران فجراً.
وقال الجيش في بيان: "في أعقاب الإنذارات التي تم تفعيلها قبل قليل في شمال البلاد، اعترض سلاح الجو طائرة مسيرة أطلقت من إيران".
ودوت صفارات الإنذار في مدينة كريات شمونة القريبة من الحدود اللبنانية، بينما أفادت القناة 12 الإسرائيلية باندلاع نيران في أحد المواقع بهضبة الجولان نتيجة سقوط شظايا صاروخ اعتراضي.