تقرير: "خيبة أمل" في مؤتمر الحوار الوطني السوري
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
قدّم القادة الجدد لسوريا، مؤتمر "الحوار الوطني" الذي استغرق يومين في دمشق، على أنه سيكون بمثابة بداية عملية تتضمن تشكيل حكومة شاملة، ولكن بالنسبة لبعض المشاركين، فإن المؤتمر أخفق في الوفاء بهذا الوعد، وتالياً أصيب هؤلاء بخيبة أمل.
الجلسات هي مجرد بداية لعملية سياسية شاملة
وكتبت مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" في دمشق كريستينا غولدبوم، أن المؤتمر زاد فقط القلق حيال رغبة الحكام الإسلاميين الجدد للبلاد، في الانفتاح والتأسيس لعملية سياسية فعلية شاملة.
وقال أستاذ القانون في جامعة دمشق ابراهيم دراجي، الذي كان بين المئات من الذين حضروا المؤتمر: "لدينا الكثير من الاعتراضات حول ما حدث، لم تكن هناك شفافية. ولم تكن هناك معايير واضحة في ما يتعلق بالأشخاص الذين وجهت إليهم الدعوات للحضور". وأضاف: "أنا أستاذ في القانون منذ 22 عاماً، ويمكنني أن أقول لكم إن هذا ليس حواراً وطنياً فعلياً".
ومع افتتاح المؤتمر، الإثنين، كانت هناك آمال كبيرة لدى المشاركين الذين اجتمعوا في القصر الرئاسي بالعاصمة دمشق، بأنهم على وشك أن يكونوا جزءاً من حدث تاريخي، وأن يكون لهم يد في تشكيل الفصل السياسي الجديد في سوريا.
Talks on Syria’s Future Fall Short of Promises, Participants Say https://t.co/g5zyuVZ9Hh
— Aaron Y. Zelin (@azelin) February 26, 2025في وقت سابق، كانت الفصائل المسلحة التي استولت على السلطة بعد إطاحة بشار الأسد، قد تعهدت تأسيس حكومة تمثل جميع أطياف الشعب. وقالوا إن الخطوة الأولى ستكون عقد اجتماع تاريخي يضم شخصيات قيادية من أنحاء البلاد مع الفصائل المنتصرة، لوضع مسار مختلف لبلدهم المفتت.
الدعواتورغم هذه الأهداف السامية، نُظم المؤتمر على عجل. وأرسلت الدعوات قبل يوم واحد فقط. وبينما حضرت شخصيات مجتمعية وأكاديمية ودينية، فإن مجموعات أساسية مثل الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة التي تسيطر على شمال شرق سوريا، قد استثنيت من الدعوة.
وقال زعماء الفصائل المسلحة، إن التوصيات التي أصدرها المؤتمر مساء الثلثاء - بما في ذلك احترام الحريات الشخصية وحقوق المرأة - ليست ملزمة. ولم يكن من الواضح ما هو تأثيرها، إن وجد، على الحكومة التي ستشكل.
وتبحر سوريا في مرحلة انتقالية لم تكن متخيلة، بعد 50 عاماً من حكم عائلة الأسد. ويقود هذه المرحلة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، الذي قاد فصيله، "هيئة تحرير الشام"، الهجوم الذي أسقط بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول).
Observations from yesterday's National Dialogue conference in Damascus:
-General consensus was that it was rushed: attendees invited 1-2 days earlier, some facilitators were invited only 7 hrs earlier
-Many openly criticised lack of transparency in selection process pic.twitter.com/XsjhBmo4Ft
ويواجه الشرع موجة واسعة من التحديات الضخمة، في الوقت الذي يقود بلداً تفتت نسيجه الاجتماعي والاقتصادي، على مدى 14 عاماً من الحرب الأهلية.
ومن نواحٍ عدة، يعكس تنظيم المؤتمر على عجل الثلاثاء، الأولويات المتناقضة التي تطرح نفسها، بينما يكافح الشرع لتشكيل حكومة فاعلة.
ويقع الشرع تحت الضغط ليعمل بسرعة على تشكيل حكومة معترف بها دولياً، من أجل تعزيز جهوده خلال التفاوض للحصول على مساعدة مالية من المجتمع الدولي، تعتبر البلاد في حاجة ماسة إليها. واشترط العديد من القادة العرب والأجانب لإقامة علاقات كاملة مع الحكومة الجديدة- بما في ذلك رفع العقوبات الغربية التي دمرت الاقتصاد- الشروع في عملية سياسية شاملة تعكس التنوع الإتني والديني لسوريا.
واستقبل الكثيرون في سوريا سقوط عائلة الأسد بسعادة، على أمل أن يكون ذلك إيذاناً بعصر أكثر ديموقراطية. وفي حين أن التعبير عن المعارضة السياسية - والذي كان في السابق يتسبب بحكم الإعدام - بات الآن ممكناً، إلا أن توقعات الكثير من السوريين بالتغيير الجذري، قد تراجعت في الأسابيع الأخيرة، حيث ركز الشرع معظم السلطات الحكومية بين يديه أو بين أيدي حلفائه المقربين.
وقال أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة جورج واشنطن إبراهيم الأصيل الذي لم يشارك في الحوار: "يبدو الأمر كما لو أن هناك تراجعا عن وعودهم الأولية، في ما يتعلق بماهية العملية السياسية الجديدة وما سيؤدي إليه الحوار الوطني". وأضاف: "لم تكن توقعات عالية جداً، لكن ما حدث كان أكثر إحباطاً من التوقعات المتواضعة".
ومع ذلك، لا يزال بعض السوريين، الذين أرهقهم عقد من الحرب الأهلية والدمار الواسع النطاق، يقولون بإن أية عملية سياسية مهما كانت متواضعة، تعتبر تغييراً مرحباً به.
وقالت طبيبة العيون في دمشق دانا شباط (30 عاماً): " لم ننخرط في أية حياة سياسية منذ 50 عاماً...ولست متأكدة حيال ما كنت أتوقعه...لكن على الأقل الناس لديها فرصة-حتى ولو ضئيلة-لقول رأيها بالحكومة".
ورداً على الانتقادات التي وجهت إلى المؤتمر، صرح الناطق باسم اللجنة التحضيرية لهذا الحدث حسان الدغيم في مقابلة، أن جلسات الثلاثاء هي مجرد بداية لعملية سياسية شاملة "ستضم أطيافاً واسعة من الخبراء".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بشار الأسد سقوط الأسد لم تکن
إقرأ أيضاً:
وزير العمل يترأس وفد مصر المشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف غداً
يترأس وزير العمل محمد جبران، غدا الإثنين، وفد مصر الثلاثي، من ممثلي الحكومة وأصحاب الأعمال والعمال، المشارك في فعاليات الدورة الـ 113 لمؤتمر العمل الدولي والذي ينعقد سنويا في جنيف ، وتنظمه منظمة العمل الدولية، إحدى المنظمات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة،.
وزير العمل يلتقي عمال مصريين بصربيا ويفتح أسواق جديدة في مجالات التشييد والبناء والزراعة
وزير العمل: خطة للربط الإلكتروني بين مصر وصربيا لتسهيل تنقل الأيدي العاملة
وزير العمل يتوجه إلى صربيا لفتح أسواق عمل جديدة أمام الشباب المصري بالخارج
ويلقى الوزير خلال فعاليات المؤتمر ،كلمة مصر...وتتضمن مشاركة الوزير جبران المشاركة في فعالياتِ الاجتماعِ التنسيقى للمجموعةِ العربيةِ ، وكذلك في الملتقى السنوى التضامني مع عمال وشعب فلسطين والأراضى العربية المحتلة .. ويلتقي مع عدد من قيادات "المنظمة" ، ومع نظرائه من وزراء العمل الدوليين والعرب ، للتنسيق والتعاون في كافة المجالات المشتركة.
وفد مصر المشارك في مؤتمر العمل الدوليوخلال فعاليات المؤتمر يتناول مندوبون يمثلون الحكومات والعمال وأصحاب العمل من الدول الأعضاء الـ 187 في "المنظمة " بينهم وفد مصر المشارك في مؤتمر العمل الدولي مجموعة واسعة من القضايا ذات الأهمية ، ومنها الحماية من المخاطر البيولوجية في العمل، ومسألة العمل اللائق في اقتصاد المنصات، حيث ستجرى المناقشة الأولى لوضع المعايير، إضافة لموضوع النهج المبتكر لمعالجة القطاع غير الرسمي وتعزيز العمل الرسمي، كما سيشهد المؤتمر مساهمة الأطراف الثلاثة في مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية لعام 2025.. كما سيبحث المؤتمر الدولي، تعديلات اتفاقية العمل البحري من خلال بحث الموافقة على التعديلات التي اعتمدت في الاجتماع الخامس للجنة الثلاثية الخاصة في أبريل 2025...كما يشهد المؤتمر مناقشات بشأن تقرير المدير العام للمنظمة، والذي يأتي هذا العام بعنوان" الوظائف والحقوق والنمو: توطيد الصلة"، بما في ذلك تقريره عن وضع العمال في الأراضي العربية المحتلة..وكذلك مقترحات بشأن مشروع البرنامج والميزانية للفترة 2026 – 2027..كما يشهد انعقاد المنتدى السنوي الثاني للائتلاف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية، بحضور شركاء الائتلاف ووفود منظمة العمل الدولية الثلاثية المعتمدة لدى المؤتمر.