مذنب مكتشف حديثا يصبح مرئيا للعين المجردة في غضون أيام قليلة قبل أن يغادر نظامنا الشمسي إلى الأبد
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أفاد علماء بأن مذنبا تم اكتشافه حديثا، يمكن أن يصبح في أقل من أسبوعين مرئيا بالعين المجردة، أوائل سبتمبر.
واكتشف المذنب C/2023 P1 (نيشيمورا) وهو يسقط باتجاه قلب النظام الشمسي من قبل المصور الفلكي الهاوي هيديو نيشيمورا في اليابان باستخدام تعريض ضوئي لمدة 30 ثانية على كاميرا رقمية في 11 أغسطس.
إقرأ المزيدونشأ المذنب من خارج نظامنا الشمسي، ومن المحتمل أن يتم قذفه مرة أخرى إلى الفضاء البينجمي بعد إجراء مساعدة جاذبية (مقلاع جاذبي) شديدة حول الشمس.
وتشير ملاحظات المتابعة إلى أن الجسم، الملقب بالمذنب نيشيمورا، له مدار زائدي، وفقا لموقع Spaceweather.com. والمدار الزائدي هو عندما يدور جسم ما حول جسم أكثر ضخامة، مثل الشمس، ما يمنح الجسم الأصغر طاقة كافية للهروب من جاذبية الجسم الأكبر.
ويعني مدار المذنب نيشيمورا أن هذه هي على الأرجح رحلته الأولى والأخيرة عبر النظام الشمسي الداخلي. ومن المحتمل أن يكون المذنب نشأ خارج نظامنا النجمي، ما يجعله ثالث جسم معروف بينجمي يتم اكتشافه على الإطلاق، بعد أومواموا - الذي اقترح بعض علماء الفلك أنه مركبة فضائية غريبة، والمذنب 2I/بوريسوف.
ومع ذلك، فمن الممكن أيضا أن يكون المذنب نشأ من الأطراف الخارجية لسحابة أورت - وهي خزان من المذنبات والأجسام الجليدية خارج مدار نبتون، وظل يطفو على حافة النظام الشمسي لآلاف السنين قبل أن يقع في قبضة جاذبية الشمس.
Here is the path of the comet Nishimura through the Solar System in August-September 2023 ☄️????
Credit: Star Walk pic.twitter.com/UyoAmXoPGE
وسيصل المذنب نيشيمورا إلى أقرب نقطة من الأرض في 13 سبتمبر، وسيصل إلى أقرب نقطة من الشمس في 18 سبتمبر.
وفي 13 سبتمبر، سيمر المذنب على بعد 0.85 وحدة فلكية (AU) أو 127 مليون كيلومتر (79 مليون ميل) من الأرض، ويصل إلى الحضيض الشمسي على بعد 0.22 وحدة فلكية (33 مليون كيلومتر أو 20.5 مليون ميل) من الشمس في 18 سبتمبر.
إقرأ المزيدوومع اقترابه من الشمس، سيصبح أكثر سطوعا، مع قدر ظاهري (مقياس السطوع بالنسبة لنجم فيغا Vega، وهو أحد ألمع النجوم المرئية من نصف الكرة الشمالي. وكلما انخفض الرقم، كان الجسم أكثر سطوعا بحيث يتراوح بين 5 و3 في سماء الليل، وفقا لموقع Spaceweather.com.
ويبلغ القدر الظاهري للمذنب حاليا نحو 8، ما يجعله مرئيا بوضوح من خلال التلسكوب.
وخلال منتصف شهر سبتمبر، سيكون أفضل وقت لمشاهدة المذنب نيشيمورا قبل شروق الشمس بفترة قصيرة أو بعد غروب الشمس بفترة قصيرة، وذلك بسبب موقع المذنب بالنسبة إلى الأرض، وفقا لوكالة ناسا.
ولا يعرف علماء الفلك متى سيغادر الدخيل المحتمل البينجمي النظام الشمسي. ومع ذلك، فمن الممكن أيضا أن تؤدي القوة الشديدة للمقلاع الجاذبي الشمسي للمذنب إلى تمزيق نواته الصلبة، بحسب وكالة ناسا.
وكشفت الصور الملتقطة مؤخرا للمذنب نيشيمورا أن ذؤابة المذنب، وهي سحابة الغاز والغبار التي تحيط بالنواة، تعطي توهجا أخضر. وينتج اللون غير المعتاد عن جزيئات الديكربونات (مركب ثنائي الكربونات) التي تتحلل بفعل ضوء الشمس، وفقا لمجلة Science.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الفضاء النظام الشمسي فيزياء معلومات علمية النظام الشمسی
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. علماء يحولون الرصاص إلى ذهب لحظيًا
لطالما حَلَم الناس قديمًا -وربما في أيامنا الحالية أيضًا- بتحويل المعادن إلى ذهب، وهو الحلم الذي سعى "الخيميائيون" القدامى إلى تحقيقه، لكن محاولاتهم لم تكلل بالنجاح مطلقا.
وانتقالًا من القرن الثاني عشر إلى القرن الحالي، تحديدا 7 مايو/أيار 2025، تمكن مجموعة من الباحثين في مختبر فيزياء الجسيمات "سيرن" بسويسرا من إنتاج عدد ضئيل من جزيئات الذهب باستخدام الرصاص، باستخدام "مصادم الهدرونات الكبير"، الأكبر في العالم.
وتعد هذه التجربة الأولى من نوعها التي ترصد إنتاج الذهب وتحلله معمليًا، بحسب الدراسة التي نشرت في دورية "فيزيكال ريفيو سي".
يُصَرِّح الدكتور مصطفى بهران -الأستاذ الزائر في قسم الفيزياء بجامعة كارلتون الكندية- للجزيرة نت: "الهدف الرئيس من هذا العمل دراسة أنماط انبعاث البروتونات في هذه التصادمات من أجل تعزيز فهم الفيزياء الأساسية، ما قد يساعد في تطوير النظريات المتعلقة بالتفاعلات النووية وإنتاج الجسيمات".
ويضيف بهران "البحث تقني تمامًا ولا توجد له تطبيقات مباشرة خارج المعرفة الفيزيائية، ولا يرتبط البحث كذلك بهدف إنتاج الذهب".
جدير بالذكر أن الرصاص يحتوي على 82 بروتونًا، بينما يضم الذهب 79 بروتونًا، ومن أجل أن يتحول الرصاص إلى ذهب، ينبغي أن يفقد الرصاص 3 بروتونات، الأمر الذي يحتاج إلى طاقة شديدة القوة، وهو الدور الذي مارسه "مصادم الهدرونات الكبير".
إعلان تصادمات من نوع مُخْتَلِفتعتمد طريقة عمل مصادم الهدرونات الكبير على توجيه أشعة تحوي الهدرونات (جسيمات تحت ذرية غالبًا ما تتكون من البروتونات أو النيوترونات التي تمتلك قدرًا هائلًا من الطاقة) بسرعة مقاربة لسرعة الضوء، وهو سبب تسمية هذه الآلة باسم "مسارع الجزيئات".
ويُطلِق الجهاز حزمتي أشعة من هذا النوع حيث يعمل الباحثون على توجيههما -أي حزمتي الأشعة- باستخدام المجالات المغناطيسية إلى أن يكونا في اتجاه معاكس، الأمر الذي يؤدي إلى تصادم الجزيئات.
يوضح بهران أن التصادم الحادث في هذه الدراسة "تصادمات طرفية، بمعنى أن النوى (جمع نواة) لا تصطدم مباشرة ببعضها بعضًا، وبدلًا من ذلك تتفاعل من خلال القوى الكهرومغناطيسية دون أن تتلامس، إن صح التعبير".
ومرور هذه الأيونات بعضها بالقرب من بعض يُطلق قدرًا من الطاقة في صورة فوتونات، وتسبب هذه الفوتونات عالية الطاقة فقدان نواة ذرات الرصاص -المستخدمة في التجربة- لثلاثة بروتونات، مما يعني التَحَوّل إلى ذرات من الذهب.
ما بين العامين 2015 و2018 رصد الباحثون كمية ذرات الذهب المتكونة جراء هذه التصادمات الطرفية، فقدروها بنحو 86 مليار ذرة من الذهب، أو ما يساوي نحو 29 تريليون من الغرام الواحد (1/29 تريليون غرام).
واتسمت هذه الذرات بانعدام استقرارها، فقد رصد الباحثون بقاء ذرات الذهب مدة ميكروثانية واحدة قُبيل اصطدامها بمكونات مصادم الهدرونات، أو تكسرها إلى جزيئات أخرى.
تتميز هذه الدراسة بأنها الأولى التي استطاعت رصد إنتاج ذرات الذهب وتحليلها معمليًا، نظرًا لوجود جهاز مخصص للكشف عن هذه الذرات ضئيلة الكم، بحسب بوليانا دمتريفا عالمة الفيزياء النووية الروسية.
ويرى بهران هذه التجربة تمثل خطوة جديدة نحو فهم عالمنا بصورة أفضل من خلال الكشف عن مزيد من خبايا علم الفيزياء.
إعلانويضيف "استنادًا إلى هذا البحث يمكن استكشاف عدة اتجاهات محتملة مستقبلًا، منها تحسين النماذج النظرية لفهم انبعاث البروتون في هذه التصادمات، سواء بالأعمال النظرية الأساسية أو المحاكاة".
ويوضح بهران أنه "يُمكن أيضًا إجراء مزيد من التجارب التي تتضمن تصادمات مماثلة باستخدام طاقات مختلفة أو أنواع مختلفة من النوى، لمعرفة كيفية تَغَيُر أنماط انبعاث البروتون، وقد يسهم البحث في تطور فهمنا للفيزياء الفلكية".
الاستكشافات العلمية الكبرى تبدأ بأحلامبدأت محاولات تحويل المعادن مثل الرصاص والنحاس قديمًا، مارسها من أُطْلِق عليهم آنذاك الخيميائيون، والخيمياء تمثل نوعًا من العلوم الأولية التي اعتمدت على المزج بين التجريب والفلسفة، وظهرت هذه الممارسات مبكرًا في مصر القديمة واليونان، ثم الدولة الإسلامية، إلى أن وصلت إلى أوروبا وذاع صيتها في القرن الثاني عشر.
وحاول الخيميائيون تحويل المعادن إلى ذهب عبر مزج عدد من المواد وتسخينها فيما يُشبه العمليات الكيميائية المتعارف عليها، مما يجعل الخيمياء تمثل خطوة أولى نحو علم الكيمياء.
وحلَم الخيميائيون -إلى جوار إنتاج الذهب- بالوصول إلى حجر المعرفة (حجر الفيلسوف) الذي اعتقدوا أنه سيساعدهم في الكشف عن سر الشباب والصحة الأبديَّتيْن، وهو بالطبع ما لم يتمكنوا من تحقيقه.