إيكونوميست: ما أثر الحملة الإسرائيلية في الضفة الغربية على استقرار الأردن؟
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، تقريرا، تساءلت فيه إن كان الأردن سيشهد اضطرابا سياسيا، مشيرة إلى أنّ: "صعود الإسلاميين في الضفة الغربية يعتبر تهديدا على العرش الأردني".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "الأردنيين خرجوا بعشرات الألاف من أجل الترحيب بملكهم وعودته الظافرة كبطل"، مبرزة أنه: "في 13 شباط/ فبراير بثّ التلفزيون الأردني ترحيب الجماهير بالملك عبد الله الثاني حين عاد من زيارة لواشنطن، إذ قاوم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية لقبول خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من أجل تهجير سكان غزة وترحيلهم إلى الأردن".
وتابع التقرير: "صرخوا: "الأردن هو الأردن وليس فلسطين"، إلاّ أنّ الحافلات التي اصطفت على الطريق كذبت المزاعم بأنّ حشود المرحبين كانت عفوية، ففي المؤتمر الصحافي الذي عقده الملك مع الرئيس دونالد ترامب، لم يكن مرتاحا عندما سأله الرئيس الأمريكي عن تهجير الفلسطينيين، ورمش بشدة".
وأردف: "قال معلّق أردني إن المؤتمر "كان كارثة" وانتشرت تعليقات ساخرة على منصات التواصل الإجتماعي"، مردفا: "تقول المجلة إن سوريا ولبنان شهدا مخاضا سياسيا وتغيرات في الأشهر الأخيرة، وتساءل الأردنيون إن كان بلدهم سيواجه نفس المخاض".
"يخشى الأردن من تداعيات تقدّم الدبابات في الضفة الغربية المحتلة، فقد شردت الحملة الإسرائيلية المستمرة منذ شهرين، أكثر من 40,000 فلسطينيا. ويخشى الأردن من أن تؤدّي الإضطرابات إلى عملية خروج، فهناك مئات الآلاف من سكان الضفة الفلسطينيين البالغ عددهم 3 ملايين نسمة يحملون الجواز الأردني" بحسب التقرير نفسه.
وتابع: "أنعش شراؤهم للبيوت في الأردن (في حالة الطوارئ) مجال الإعمار. فيما يخشى الشرق أردنيون من أن يؤدي تدفق الفلسطينيين إلى تحويل الأردن إلى فلسطين في النهاية. وحتى لو صمد الفلسطينيون في الضفة الغربية، فالحرب المستمرة في غزة منذ 17 شهرا تركت أثرها على السياسة في المملكة".
واسترسل: "حماس التي تعرضت لضربة في غزة لا تزال تؤثر على الشارع الأردني. وفاجأت جماعة الإخوان المسلمين، الكثيرين بفوزها الساحق على الأحزاب المؤيدة للحكومة في الانتخابات التي جرت في أيلول/ سبتمبر الماضي".
وأكّد: "لم تستعرض الجماعة قوتها في الآونة الأخيرة. ويقول الدبلوماسيون إن اعتقال مثيري الشغب يبقيها بعيدة. ولكن آخرين يشتبهون في أنها لا تفعل أكثر من انتظار الفرصة المناسبة"، وتقول المجلة إنّ: "تغيير النظام في الجارة سوريا زاد من آمال الإسلاميين، فبعد عقد من التهميش، أعادت الإطاحة ببشار الأسد، الإسلاميين إلى السلطة في العالم العربي".
ومضى بالقول: "يتذكّر الأردنيون أنه عندما كان أحمد الشرع، الرئيس السوري الجديد، زعيما لتنظيم موال للقاعدة، كانت صفوفه تتألف إلى حد كبير من المقاتلين الأجانب، وكثير منهم من الأردن".
ويقول الخبير في شؤون الإسلاميين، حسن أبو هنية: "يتساءل الإسلاميون في مختلف أنحاء الأردن: إن كان بوسعهم الإستيلاء على السلطة، فلماذا لا نستطيع أن نفعل ذلك؟".
إلى ذلك، تقول الصحيفة إنّ: "زيارة أحمد الشرع في 26 شباط/ فبراير للأردن لم تكن حافلة، وأبقيت على مستوى منخفض"، وتزعم المجلة أن تهريب السلاح والمقاتلين عبر الحدود مع دولة الاحتلال الإسرائيلي قد زادت. وفي السعودية، سرق ولي العهد محمد بن سلمان الأضواء وبات زعيما مؤثرا في المنطقة.
وتابعت: "عندما زار وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ماركو روبيو، المنطقة، لم يكن الأردن ضمن محطاته. وربما كان الأردن قادرا على تجنب رياح التغيير بالمنطقة لو كان اقتصاده قويا. فمنذ الربيع العربي عام 2011، تجمد دخل الفرد بدون تغيير، ويعاني معظم الأردنيين من الديون".
وأضافت: "ربما أنعشت إعادة الإعمار في سوريا سوق العمل في الأردن والطلب على فائض الإسمنت الأردني، بل وفتح طرق التجارة مع أوروبا. وربما أدى السلام الإقليمي لثمار، مثل الحصول على المياه المحلاة من إسرائيل وتدفق السياح وبناء خط سكة حديدية يربط الخليج بالبحر الأبيض المتوسط".
وفي المقابل، ختم التقرير بالقول: "يخشى المتشائمون من أن يؤدي رفض الأردن لمطالب ترامب إلى قطع المساعدات الأمريكية المباشرة والدعم العسكري. وفي الماضي كان يلقي اللوم على رئيس الوزراء أو رؤساء الأجهزة الأمنية، لكن هذا لم يعد على ما يبدو كافيا، في ظل تجمع الكثير من العوامل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الضفة الغربية ترامب سوريا سوريا الاردن الضفة الغربية ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟
جنين- انتهى الفلسطيني شريف فتحي أحمد (30 عاما) من نقل أثاثه في بلدة بروقين غربي مدينة سلفيت، بعد تلقيه أمس الثلاثاء إخطارا من جيش الاحتلال بهدم منزله المكوّن من طابقين خلال 48 ساعة.
وفي البلدة الواقعة شمال الضفة الغربية، والتي يفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي عليها حصارا مشددا منذ 8 أيام وحظرا للتجول ويدهم منازل المواطنين فيها، أعطي شريف مهلة لمدة ساعة واحدة لإخلاء المنزل بالكامل، تمهيدًا لهدمه.
يقول شريف للجزيرة نت إنه استطاع مع أهل البلدة الذين هبّوا لمساعدته أن يفرغ منزله الذي قضى 9 سنوات في بنائه وتجهيزه. وقال "60 دقيقة فقط نقلت فيها تعب عمري، وجهدي وغُرف أطفالي وملابسهم.. كنت أكافح طوال هذه السنوات كي أؤسس لأولادي مأوى يعيشون فيه، تحمّلت الديْن والقروض البنكية، وكل ذلك انتهى في 60 دقيقة".
ويصف للجزيرة نت بصوت مخنوق وحسرة كبيرة حال أطفاله الأربعة الذين صُدموا من قرار الهدم "لم أتمكن من إجابتهم عن سؤال لماذا بيتنا؟ كانت دموعهم تسبق أسئلتهم. ولولا وقوف عائلتي بجانبي ومحاولاتهم إبعاد الأطفال، حتى لا يروا المشهد لما استطعت التحمل. حلم العمر راح، تعب السنين وشقاؤها، كلفني المنزل نصف مليون شيكل".
منزل شريف واحد من 3 منازل هدمها الاحتلال في بلدة بروقين منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية فيها وفي بلدة كفر الديك المجاورة بمحافظة سلفيت، عقب عملية إطلاق نار استهدفت سيارة إسرائيلية بالقرب من مستوطنة "أرائيل" شمال الضفة.
إعلانوبحسب بلدية بروقين، يسعى الاحتلال لتوسيع عمليات الاستيطان في المحافظة من خلال وضع اليد على مزيد من أراضي البلدات والقرى فيها، ومن بينها بروقين وكفر الديك، حيث صادر منذ اليوم الأول للعملية العسكرية في البلدة موقعين بمساحة تقدر بـ245 دونما (الدونم ألف متر مربع) وتجري جرافات الاحتلال عمليات تجريف فيها، في حين أقام المستوطنون 3 خيم في المناطق المصادرة تمهيدا لبناء بؤر استيطانية جديدة.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال رئيس بلدية بروقين فائد صبره إن الاحتلال يسعى لإقامة أمر واقع، مستغلا حجّة البحث عن منفذي عملية إطلاق النار. وأضاف "محافظة سلفيت من أكثر محافظات الضفة الغربية التي تحيط بها المستوطنات. إسرائيل تستغل كل ما يحدث لزيادة ضم الأراضي ومصادرتها، كل ذلك في ظل فرض عقوبات على الفلسطينيين وإجبارهم على العيش في ظروف صعبة وغير إنسانية".
ومع استمرار فرض حظر التجول في بروقين، دهمت قوات الاحتلال قرابة 23 منزلا في البلدة وحطّمت محتوياتها، وأجبرت أصحابها على إخلائها ثم حولتها إلى ثكنات عسكرية، بينما يمنع جنود الاحتلال الأهالي من الصلاة في المساجد ورفع الأذان، وهو ما يحدث أيضا في بلدة كفر الديك غربي سلفيت.
ويعيش في بروقين 8 آلاف نسمة. ومنذ بدء الحملة العسكرية فيها يمنع الاحتلال حتى مرضى الكلى من الوصول إلى المستشفى.
ويجثم على أراضي محافظة سلفيت 28 مستوطنة، في حين تتوسع مستوطنات "بروخين" و"أرائيل" ومستوطنة "بركان" الصناعية حول بلدة بروقين من جهاتها الشمالية والشرقية والغربية.
استهداف متكررفي ناحية أخرى، وبعد مرور شهر كامل على آخر عملية عسكرية إسرائيلية في بلدة قباطية جنوبي جنين، والتي كان هدفها اغتيال المطارد محمد زكارنة، المنفذ الثالث لعملية إطلاق النار في قرية الفندق بالقرب مدينة قلقيلية مطلع العام، عادت جرافات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته العسكرية لاقتحام البلدة منتصف ليل أمس الثلاثاء.
إعلانووسط عمليات تجريف وتدمير للشوارع والبنية التحتية، كان جنود الاحتلال الإسرائيلي يقتحمون المنازل في البلدة ويحولونها إلى ثكنات عسكرية، ويشنون حملات احتجاز واستجواب ميداني لسكانها.
ويذكّر هذا الاقتحام بالاقتحامات المتكررة التي شهدتها قباطية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية المسماة "السور الحديدي" في مدينة ومخيم جنين، والتي بدأتها أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال رئيس بلدية قباطية أحمد زكارنة، للجزيرة نت، إن قوات الاحتلال نفذت منذ نهاية العام الماضي 4 عمليات اقتحام واسعة للبلدة دمرت فيها البنية التحتية وممتلكات المواطنين، كان آخرها وأكبرها في فبراير/شباط الماضي حيث وصلت الخسائر إلى 8 ملايين شيكل (أكثر من مليوني دولار)، وفق زكارنة.
وأضاف أن عدد الشهداء في البلدة وصل إلى 38 شهيدا منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبحسب زكارنة، فإن استهداف البلدات والقرى الفلسطينية بشكل عام وقباطية بشكل خاص هو عقاب جماعي لكل الفلسطينيين، "خاصة أن الوضع في البلدة هادئ، ولا وجود لمقاومين بعد اغتيال عدد كبير منهم وملاحقة أجهزة السلطة الفلسطينية لعدد كبير من أعضاء كتيبة جنين وتدمير مخيم جنين".
يرى محللون أن تكرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتوسّعها في مدن الضفة وقراها بحجة ملاحقة المقاومة هو محاولة لتبرير ما يحدث من تهجير وتدمير في مخيمات الشمال، وهو غطاء للسلوك الإسرائيلي المستمر فيها.
ويرى المحلل السياسي سليمان بشارات أن إسرائيل تعتقد أن الظروف الحالية هي الأمثل للإسرائيليين لتصفية القضية الفلسطينية من خلال الاعتقالات وهدم المنازل وتهجير الناس، وتصفية المخيمات، وفرض السيطرة الإسرائيلية على أرض الواقع.
إعلانهذا كما يقول بشارات للجزيرة نت، بالإضافة إلى سعيها لتطويع الجانب النفسي والاجتماعي لدى المجتمع الفلسطيني لتقبل الوجود الإسرائيلي بشكل مستمر في الحياة العادية الفلسطينية.
ويضيف أن اسرائيل تريد إبقاء الإنسان الفلسطيني تحت الصدمة لأي عمل تقوم به في الضفة الغربية، وحتى صدمة ما يحدث من جرائم في غزة لأطول مدة ممكنة، لأنها ترى أن هذه الصدمة هي ما سيمنع الفلسطينيين من العودة للمقاومة بحسب ظنها، وهذا ما يفسر أن عمليات الاقتحام اليومية للمنازل يستخدم فيها جنود الاحتلال أسلوب الترهيب نفسه من تدمير وتكسير وحرق، سواء كان المنزل لأحد المطلوبين أو لا.
ويرجح بشارات ذلك لأن إسرائيل ترى أن حاجز المواجهة بينها وبين الفلسطيني انكسر منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ويرى المحللون أن هدم المنازل سواء في المخيمات والقرى هو استكمال لفرض السيطرة الإسرائيلية على الأرض بالكامل وتعزيز الوجود الاستيطاني وتحويل السيادة إلى إسرائيل، سواء بمنع تراخيص البناء الفلسطيني، أو تقييد التنقل والحركة بين المدن.
وبرأي بشارات، إذا استمرت إسرائيل بهذا النهج فهذا يعني إعادة الحكم العسكري الإسرائيلي في الضفة، ليس بالشكل الذي كان موجودا قبل اتفاقية أوسلو، لكن بوجود إسرائيلي كامل في الضفة، من دون تحمّل ثمن هذا الوجود من ناحية تقديم الخدمات للسكان.
فإسرائيل، كما يقول المحلل، لا تريد أن تكون مسؤولة عن الصحة والتعليم والغذاء للمواطن الفلسطيني، لذا تسعى لفرض السيطرة بطريقة لا تكلفها ثمن هذه المسؤولية.