جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-15@08:28:00 GMT

الاستدامة أم سباق ناطحات السحاب؟

تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT

الاستدامة أم سباق ناطحات السحاب؟

 

 

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

في السنوات الأخيرة، أصبحت ناطحات السحاب رمزًا للتطور في العديد من دول الخليج، حيث تتسابق المدن لامتلاك أطول الأبراج وأكثرها فخامة، لكن هل يعني ذلك أن على عُمان أن تحذو حذوها؟

شخصيًا، لا أرى أن هذا هو الطريق الصحيح لعُمان، فلكل دولة هويتها الخاصة، وطبيعتها المختلفة، واستراتيجيتها التنموية التي تناسبها.

وعُمان لديها طابع عمراني مختلف تمامًا، مستمد من تاريخها وطبيعتها الجغرافية. مدنها ليست صحاري مفتوحة يمكن أن تمتلئ بناطحات السحاب دون تفكير؛ بل هي أماكن ذات طابع مميز، تتماشى مع طبيعتها الجبلية والساحلية، الحفاظ على هذا الطابع لا يعني الجمود، بل يعني التنمية الذكية التي تحترم البيئة والثقافة المحلية، ولا تحاول نسخ تجارب الآخرين دون دراسة.

قرار عُمان بعدم الدخول في سباق ناطحات السحاب ليس مجرد اختيار؛ بل رؤية تنموية حظيت باحترام دولي؛ فالأمم المتحدة -وعبر برنامج المستوطنات البشرية (UN-Habitat)- أشادت بالنهج العُماني المُتوازِن، مشيرةً إلى أنه يُحافظ على الهوية البيئية والثقافية بدلًا من تحويل المدن إلى غابات خرسانية، والبنك الدولي بدوره أثنى على التخطيط العمراني في عُمان، الذي يركز على بناء مدن متكاملة بدلًا من التوسع العشوائي في الأبراج الشاهقة، حتى أن بعض دول الجوار التي سبقت عُمان في بناء ناطحات السحاب بدأت تعيد النظر في استراتيجياتها.

قطر، على سبيل المثال، واجهت تحديات كبيرة مع انخفاض معدلات الإشغال في بعض أبراجها بعد كأس العالم 2022، ودبي أيضًا عانت من أزمة عقارية عام 2008 بسبب تخمة السوق بالأبراج؛ ما أدى إلى انخفاض حاد في الأسعار وتباطؤ الاستثمارات. وفي السعودية، ورغم مشاريعها العمرانية الضخمة، بدأت تتحول إلى نهج أكثر استدامة، كما يظهر في مشروع "نيوم" الذي يركز على التكنولوجيا والطاقة المتجددة، بدلًا من مجرد السباق نحو الأعلى.

بناء ناطحات السحاب ليس مجرد استعراض معماري، بل استثمار طويل الأمد يتطلب تكاليف هائلة في البناء والصيانة والطاقة. وفي بلد مثل عُمان؛ حيث تسعى الحكومة إلى تنويع الاقتصاد والاستثمار في قطاعات مثل السياحة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا، فإن إنفاق الموارد على مشاريع كهذه قد لا يكون الخيار الأكثر ذكاءً. وبدلًا من ذلك، يمكن لعُمان أن تستثمر في مدن ذكية ومستدامة تستفيد من التكنولوجيا لتقليل استهلاك الطاقة، وتعزز من جودة الحياة دون المخاطرة بأزمات عقارية أو تكاليف صيانة باهظة.

عُمان لا تحتاج إلى ناطحات سحاب كي تُثبت تطورها، فهي تمتلك نموذجًا تنمويًا قائمًا على الاستدامة والتميز الثقافي، وبدلًا من تقليد الجيران، يمكنها أن ترسم طريقها الخاص نحو الحداثة، بطريقة تحترم بيئتها، وتحافظ على هويتها، وتحقق لها ازدهارًا اقتصاديًا حقيقيًا ومستدامًا، والأهم من ذلك، أن هذا النهج يحظى باحترام عالمي، لأنه يمثل نموذجًا متوازنًا وذكيًا في التخطيط العمراني، وهو ما يجعل عُمان فريدة ومتميزة في مسيرتها التنموية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الحارثي ثالث المنطلقين في سباق لومان الفرنسي 24 ساعة

"عمان": بعد تجارب تأهيلية أكثر من رائعة، سيدخل المتسابق الدولي العُماني أحمد الحارثي سباق الجولة الرابعة لبطولة العالم للتحمل بمعنويات عالية، عندما ينطلق هو وبمعية زميليه الإيطالي العالمي فالنتينو روسي، والجنوب إفريقي كيلفن فندرليند من المركز الثالث في سباق لومان الفرنسي 24 ساعة، وهو السباق الأشهر والأكثر متابعة على مستوى العالم ضمن سباقات الحلبات العالمية.

الثلاثي الحارثي وروسي وفندرليند كانوا على الموعد عندما انطلقت التجارب التأهيلية الرسمية للسباق على متن سيارة بي إم دبليو (إم 4) التي تحمل الرقم 46، حيث جلس الحارثي أولًا خلف المقود في التصفية التأهيلية الأولى، والتي ضمّت كل السيارات فئة "جي تي 3"، وتمكن الحارثي من تسجيل توقيت مثالي وأكثر من رائع جعله يتأهل إلى تصفيات "الهايبر بول" وهو في المركز الأول، بعدما سجل زمنًا بلغ 3 دقائق و56 ثانية و875 جزءًا من الألف من الثانية، في الحلبة البالغ طولها 8 أميال ونصف.

وفي تصفيات "الهايبر بول" الأولى، جلس الجنوب إفريقي فندرليند خلف مقود سيارة بي إم دبليو (إم 4) رافعًا شعار التحدي للدخول ضمن فرق الصدارة في هذه التصفيات، التي تشمل فقط 8 أسرع سيارات، وبالفعل كان الجنوب إفريقي سريعًا بما فيه الكفاية، وسجل الزمن الأسرع أيضًا، وبلغ 3 دقائق و54 ثانية و345 جزءًا من الألف من الثانية، متأهلًا في صدارة المجموعة، ليأتي الدور عقب ذلك على البطل الإيطالي روسي للبرهنة على قوة الفريق واستحقاقه كي يكون ضمن الأوائل في التصفيات التأهيلية.

الإيطالي روسي سجل أفضل توقيت له في تصفيات "الهايبر بول" الثانية بزمن 3 دقائق و54 ثانية و966 جزءًا من الألف، وهو ثالث أسرع توقيت مسجل في هذه التصفيات من قبل الفرق المشاركة، مما يعني أن فريق "دبليو آر تي" بقيادة الحارثي وزملائه سوف ينطلقون من الرواق الثالث في السباق النهائي، والذي من المنتظر أن يكون سريعًا منذ البدايات الأولى.

الحارثي، والمدعوم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ومجموعة أوكيو، وصحار الدولي، وعمانتل، واكتشف عمان، والشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، وبي إم دبليو عمان، أبدى سعادته بما آلت إليه نتيجة التجارب التأهيلية الرسمية لسباق لومان الفرنسي، منوهًا أن الجميع عمل بكل إخلاص من أجل الوصول إلى هذه النتيجة.

وقال: أنا سعيد في المقام الأول بما قدمته شخصيًا في التجارب التأهيلية الأولى؛ كنت سريعًا بما فيه الكفاية، وحققت الرقم الأسرع، وكذلك زميلي فندرليند، الذي حل أيضًا أولًا في تصفيات الهايبر بول الأولى، وأما روسي فقد سجل زمنًا جيدًا أيضًا، قدرنا أن نصل إلى المركز الثالث، وهو مركز انطلاق مناسب لنا جميعًا كفريق، وأشكرهم على التعاون والعمل الجماعي المميز.

مقالات مشابهة

  • سباق القوة بين طهران وتل أبيب.. من يتفوق عسكرياً؟
  • رئيس تنمية الثروة الحيوانية: صناعة الأمصال واللقاحات أحد الأعمدة الأساسية لتحقيق الاستدامة
  • الهلال يدخل سباق التعاقد مع إيدرسون
  • الحارثي ثالث المنطلقين في سباق لومان الفرنسي 24 ساعة
  • حمدان بن محمد: على خطى محمد بن راشد تمضي دبي بثبات في سباق تميز بلا خط نهاية (فيديو)
  • «جي إم جي» تتبنّى الاستدامة في منظومتها التشغيلية
  • العداء سجاتي يتألق في أوسلو ويتأهل إلى بطولة العالم في طوكيو
  • «المالية» تُخرّج كوادر مواطنة في الاستدامة المالية والمحاسبة الحكومية
  • تقرير الورقة البيضاء: كفاءة الطاقة الصناعية مفتاح خفض الانبعاثات وتحقيق الاستدامة
  • الأرقام القياسية تتهاوى أمام «السبّاحة الصغيرة»