مأرب برس:
2025-06-14@02:06:41 GMT

يهود دمشق يوجهون صفعة مهينة لاسرائيل

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

يهود دمشق يوجهون صفعة مهينة لاسرائيل

 

يأمل آخر من تبقى في سوريا من أفراد الطائفة الموسوية (اليهودية)، التي تشتت أفرادها على يد نظام البعث المخلوع، في لمّ شملهم مع عائلاتهم في العاصمة دمشق، كما كانوا في السابق، مؤكّدين انتماءهم الوطني لسوريا ورفضهم لأي احتلال إسرائيلي لأراض من بلدهم.

   

وعبر التاريخ، احتضنت سوريا العديد من الحضارات، وعاش فيها عدد كبير من اليهود.

إلا أن أعدادهم بدأت بالتراجع في عهد الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، واضطر معظمهم إلى مغادرة البلاد عام 1992، فيما صودرت ممتلكات بعضهم.

   

قبل 30 إلى 35 عامًا، كان عدد اليهود في سوريا يُقدّر بحوالي 5 آلاف نسمة، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى أقل من 10 أفراد، معظمهم يقطنون الأحياء القديمة في دمشق.

   

وبعد سقوط نظام البعث في 8 ديسمبر/ كانون الثاني 2024، يتطلع العديد من اليهود السوريون لزيارة وطنهم بعد عقود من الغياب، تمامًا كما فعل الحاخام يوسف حمرا، الذي عاد إلى دمشق في 18 فبراير/ شباط الماضي، بعد 33 عامًا من إجباره على مغادرة بلاده عام 1992.

   

* "جزء من الشعب السوري"

   

فريق الأناضول التقى بعض اليهود السوريين الذين لا يزالون يعيشون في العاصمة دمشق، حيث أكدوا على أنهم جزء من النسيج الوطني السوري.

   

وقال زعيم الطائفة الموسوية (اليهودية) في سوريا، بحور شمطوب، إن أفراد عائلته هاجروا إلى الولايات المتحدة وإسرائيل عام 1992، ومنذ ذلك الحين يعيش بمفرده في دمشق.

   

وأضاف: "هذا المكان قضيت فيه طفولتي. أحب دمشق وسوريا، نحن نعيش معًا هنا دون أي تفرقة دينية. الحمد لله، الأمور جيدة، لا أواجه أي مشكلات مع أي أقلية أو طائفة، أنا جزء من الشعب السوري، والحمد لله الجميع يحبني كثيرًا، لهذا السبب لم أغادر".

   

* التحرر من ضغوط البعث

   

وعن الفترة التي عاشها في ظل نظام البعث، قال شمطوب: "في السبعينيات، خلال حكم حافظ الأسد، كانت هناك قيود شديدة على اليهود. لم يكن يُسمح لنا بالسفر أو امتلاك العقارات. في ذلك الوقت، كان يُمنع أي شخص من التحدث مع اليهود، وكانت بطاقات هويتنا تحمل كلمة ’موسوي’ بحروف حمراء كبيرة".

   

وفق شمطوب، "خلال الثمانينيات، "مُنع اليهود من مغادرة البلاد، أما في التسعينيات، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع حافظ الأسد، سُمح بموجبه لليهود الذين يرغبون في مغادرة سوريا بالخروج".

   

واستطرد: "كنا مثل الطيور المحبوسة في قفص، وبمجرد فتح الباب، طار الجميع. لقد غادر العديد من اليهود تاركين منازلهم وأعمالهم، بينما تمكن آخرون من بيع ممتلكاتهم قبل الرحيل".

   

شمطوب أوضح أنه "بعد الهجرة الجماعية قبل 33 عامًا، بقي في سوريا حوالي 30 يهوديًا، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى 7 فقط، بينهم 3 نساء".

   

وعن الضغوط التي تعرضوا لها خلال حكم البعث، قال: "في شبابي، إذا تحدثت إلى فتاة، كانت تُستدعى للتحقيق في فرع الأمن المسمى فلسطين".

   

وأضاف: "قبل 4 سنوات، اعتُقل 3 من أصدقائي (غير اليهود) لمدة 3 أشهر، فقط لأنهم تحدثوا إلينا. كان التحدث إلى الأجانب ممنوعًا، لكن الآن يمكننا التحدث إلى من نشاء. خلال عهد النظام (البعث)، كنا نعيش تحت الضغوط، ولهذا السبب غادر شبّاننا البلاد".

   

وأشار شمطوب إلى أن سقوط نظام البعث غيّر حياة الجميع، بما في ذلك حياته، وقال: "لدينا الآن حرية أكبر. يمكننا التحدث بصراحة. لم يعد هناك حواجز أمنية تعترض طريقنا، ولم يعد هناك من يراقبنا من أجهزة المخابرات. باختصار، أشعر أنني أصبحت حرًا. الأمور الآن أفضل مما كانت عليه سابقًا".

   

* حنين إلى الماضي

   

شمطوب، الذي يعرفه الجميع في حي باب توما، أحد الأحياء القديمة في العاصمة السورية، قال إن الحزن يملأ منزله، وإنه ينتظر عودة أفراد العائلة إلى دمشق في أقرب وقت ممكن.

   

واستدرك: "لكن كيف سيعودون؟ المنازل تحتاج إلى ترميم، ولا يمكنهم ترك الولايات المتحدة والعودة إلى دمشق حيث لا يوجد ماء أو كهرباء".

   

وأوضح أنه بعد تركه المدرسة، عمل في مجال الخياطة، ثم افتتح متجرًا، كما عمل لاحقًا في تجارة المجوهرات والعقارات.

   

وتابع: "في الماضي، كنا عائلة واحدة، نعيش معًا، نتبادل الأحاديث ونُعدّ الطعام. أما الآن فأنا وحدي، أطبخ لنفسي، وأغسل الصحون بنفسي، لقد اعتدت على هذه الحياة".

   

* إسرائيل لا تمثلنا

   

وعن احتلال إسرائيل لأراضٍ سورية حدودية عقب سقوط نظام البعث، قال شمطوب: "(إسرائيل) ستنسحب في النهاية، ما يفعلونه خطأ. لكنهم لا يستمعون لأحد، لأن الولايات المتحدة وأوروبا تدعمهم".

   

ولدى سؤاله عمّا إذا كان يعتبر إسرائيل جهةً ممثلة له، أجاب: "لا، إطلاقًا، هم شيء، ونحن شيء آخر. هم إسرائيليون، ونحن سوريون".

   

* توقعات بزيارة عائلات يهودية

   

من جانبه، قال التاجر اليهودي الدمشقي سليم دبدوب، الذي يمتلك متجرًا للقطع الأثرية في سوق الحميدية بدمشق، إنه انفصل عن عائلته عام 1992 لدى هجرتهم.

   

وقال دبدوب، المولود في دمشق عام 1970: "بقيت هنا لإدارة أعمالي. أسافر باستمرار بسبب العمل، وهذا يسمح لي أيضًا برؤية عائلتي في الولايات المتحدة. الحمد لله، أمورنا جيدة. لا يوجد تمييز هنا، الجميع يحب بعضهم البعض".

   

وأشار دبدوب إلى أن التوقعات تزايدت بزيارة العديد من العائلات اليهودية سوريا بعد سقوط النظام، وقال: "قبل عام 1992، كان هناك حوالي 4 آلاف يهودي في دمشق. كان لدينا حاخام، وكان التجار هنا، الجميع كان هنا، لكن الجميع هاجر في ذلك العام".

   

وأردف: "بعض ممتلكات اليهود الذين غادروا لا تزال قائمة، لكن بعضها الآخر تم الاستيلاء عليه بطرق غير مشروعة. بعض المتورطين في الاستيلاء كانوا على صلة بالنظام، حيث زوّروا الوثائق للاستيلاء على الممتلكات".

   

- "أفتقد مجتمعي"

   

التاجر دبدوب أعرب عن أمله في إعادة فتح أماكن العبادة اليهودية، قائلاً: "لدينا كنيس هنا، وأحيانًا يأتي رئيس الطائفة ويفتحه، فيجتمع 2-3 أشخاص، لكن لا تُقام الصلوات فيه بشكل مستمر. أفتقد مجتمعي وعائلتي وإخوتي".

   

وأكد دبدوب أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع جميع فئات المجتمع، مضيفًا: "الحمد لله، لا نشعر بالغربة هنا، نحن جميعًا إخوة".

   

وأشار إلى أن بعض الزوار يبدون دهشتهم عندما يعلمون أنه يهودي، موضحًا: "في الماضي، كنا نواجه صعوبات أمنية، فقد كنا تحت المراقبة المستمرة من قبل قوات الأمن، وكان هناك خوف دائم. الحمد لله، لم يعد هناك خوف اليوم. إن شاء الله سيكون المستقبل أفضل، وسيعمّ السلام بين الشعوب".

   

كما أعرب دبدوب عن أمله في مستقبل مزدهر للتجارة، وقال: "هذا المتجر (متجر التحف) مملوك لعائلتي منذ عام 1980، وبعد هجرتهم أصبحت أنا من يديره".

   

وفيما يتعلق باليهود الدمشقيين الذين غادروا البلاد، ختم حديثه بالقول: "هم الآن سعداء للغاية (لانتهاء عهد التضييق)، ويتطلعون إلى زيارة دمشق واستعادة ذكرياتهم القديمة. كان مجتمعنا يقدّر الحياة الأسرية كثيرًا، وكنا نذهب إلى أماكن العبادة يوميًا".

   

ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث احتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974.

   

وبسطت فصائل سوريا سيطرتها على دمشق، في 8 ديسمبر 2024، منهيةً 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.

   

وتعكس تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن سوريا غضبا من تولي الإدارة الجديدة لزمام الأمور فيها، بعد إسقاط نظام الأسد التي تشير تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين إلى أن إسرائيل لم ترغب يوما بسقوطه و"كانت ترى فيه لاعبا مفيدا".

   

وما عزز هذا الاعتقاد بحالة "التعايش والتناغم" بين نظام الأسد وإسرائيل، إقدام الأخيرة، فور سقوط النظام، على قصف عشرات الأهداف ومخزونات الأسلحة الاستراتيجية التابعة للجيش السوري السابق خشية وصولها لقوات الإدارة الجديدة

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

هذه الحكومة الإسرائيلية خطر على اليهود في كل مكان

على إسرائيل ويهود الشتات وأصدقاء إسرائيل أينما هم أن يفهموا أن الطريقة التي تخوض بها إسرائيل حرب غزة اليوم ترسي أسس تغيير جذري للصورة المستقبلية لإسرائيل واليهود في العالم كله.

ولن تكون الصورة جيدة. فسيارات الشرطة والأمن الخاص عند المعابد والمؤسسات اليهودية ستصبح هي العرف السائد، وبدلا من أن يرى اليهود في إسرائيل ملاذا آمنا من معاداة السامية، فإنها ستبدو لهم المحرك الجديد الذي يولدها، وسوف يصطف اليهود العقلاء صفوفا للهجرة إلى أستراليا وأمريكا بدلا من أن يدعوا إخوانهم اليهود للمجيء إلى إسرائيل. وهذا المستقبل الدستوبي لم يتحقق بعد، ولكنكم إن كنتم لا ترون ملامحه العامة تتشكل فإنكم تضللون أنفسكم.

من حسن الحظ، أن المزيد والمزيد من الطيارين المتقاعدين أو الاحتياطيين في القوات الجوية الإسرائيلية، وكذلك المتقاعدين من ضباط الجيش والأمن يرون هذه العاصفة التي تتكون ويعلنون أنهم لن يصمتوا أو يتواطؤوا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في سياسته القبيحة العدمية المتبعة في غزة. ولقد بدأوا يحثون اليهود في أمريكا وغيرها على رفع أصواتهم بنداء الاستغاثة: أنقذوا سفينتنا، قبل أن يصبح عار حملة الجيش الإسرائيلي في غزة وصمة لا تمحى.

أولا، القصة الخلفية: استطاعت إسرائيل قبل شهور تحطيم خطر حماس العسكري الوجودي. وفي ضوء ذلك كان على حكومة نتنياهو أن تنبئ إدارة ترامب والوسطاء العرب بأنها مستعدة للانسحاب من غزة على نحو مرحلي لتحل محلها قوة حفظ سلام دولية/عربية/فلسطينية، بشرط أن توافق قيادة حماس على إرجاع جميع الرهائن الموتى والأحياء والخروج من القطاع.

لكن إذا ما مضت إسرائيل بدلا من ذلك قدما مع عهد نتنياهو بإدامة هذه الحرب إلى الأبد في محاولة لتحقيق «نصر كامل» على كل عضو في حماس، بجانب وهم إخلاء غزة من الفلسطينيين الذي يخايل اليمين المتطرف وتوطين إسرائيليين بدلا منهم، فخير ليهود العالم أن يعدوا أنفسهم وأبناءهم بل وأحفادهم لواقع لم يعلموا به قط، هو واقع أن يكونوا يهودا في عالم تصبح الدولة اليهودية فيه دولة منبوذة ومصدر عار لا مصدر عزة.

ذلك أنه يوما ما سوف يتاح للمصورين والصحفيين أن يدخلوا غزة بغير رفقة من الجيش الإسرائيلي. وحينما يحدث ذلك، ويصبح الهول والدمار الرهيبان واضحين للعيان، فسوف يكون رد الفعل على إسرائيل واليهود في كل مكان عميقين.

وإياكم أن تروا في تحذيري هذا لإسرائيل أي نزر من التفهم لما فعلته حماس في السابع من أكتوبر سنة 2023. فحماس هي التي تسببت في الرد الإسرائيلي بقتلها الجماعي لآباء إسرائيليين أمام أبنائهم، وأبناء أمام آبائهم، واختطاف جدّات وقتل أطفال ممن اختطفتهم. فأي مجتمع في الدنيا ذلك الذي لا يقسو قلبه أمام هذه الوحشية؟

لكنني بوصفي يهوديا يؤمن بحق الشعب اليهودي في دولة آمنة في وطنه التوراتي ـ بجانب دولة فلسطينية آمنة ـ فإنني أركز الآن على قبيلتي. ولو أن قبيلتي لا تقاوم لامبالاة الحكومة الإسرائيلية السافرة بعدد المدنيين الصرعى اليوم في غزة ـ فضلا عن سعيها إلى الميل بإسرائيل إلى الاستبداد من خلال التحرك لإقالة المدعى العام، فسوف يدفع اليهود أينما هم الثمن غاليا.

ولا تكتفوا بتحذيري أنا. في الأسبوع الماضي نشر طياران مرموقان سابقان في القوات الجوية الإسرائيلية هما العميد عساف أجمون والعقيد أوري أراد (الذي كان أسير حرب في مصر خلال حرب أكتوبر 1973) رسالة مفتوحة مكتوبة باللغة العبرية في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، موجهة إلى زملائهما العاملين الآن في القوات الجوية. والرجلان عضوان في منتدى (555 باتريوتس)، وهي مجموعة مؤثرة من نحو ألف وسبعمائة طيار إسرائيلي مقاتل، منهم المتقاعدون ومنهم الذين لا يزالون في الخدمة ضمن قوات الاحتياط، وقد تشكلت في الأساس لمقاومة جهود نتنياهو لتقويض الديمقراطية الإسرائيلية بانقلاب قضائي.

أرسل لي أحد قادة منتدى 555، وهو طيار المروحيات المتقاعد في القوات الجوية الإسرائيلية، جاي بوران، رسالة أجمون وأراد لأرى إن كان بإمكاني نشرها ضمن مقالات الضيوف في صفحة الرأي بنيويورك تايمز. فقلت لهما إنني أحب أن أنشر منها مقتطفا في عمودي. كتبا: «إننا لا نسعى إلى التهوين من بشاعة المذبحة التي ارتكبتها حماس في ذلك السبت اللعين. ونؤمن أن الحرب كانت مبررة تماما...

غير أنه مع استمرار الحرب في غزة، تبين أنها فقدت أهدافها الاستراتيجية والأمنية، وبدلا من ذلك باتت تخدم في المقام الأول مصالح الحكومة السياسية والشخصية. وبذلك فقد أصبحت حربا غير أخلاقية بلا لبس، وبدت بشكل متزايد وكأنها حرب ثأرية.

وقد أصبحت القوات الجوية أداة في أيدي أفراد في الحكومة وحتى في الجيش يقولون إنه لا أبرياء في غزة. .. بل لقد تباهى أحد أعضاء الكنيست أخيرا بأن من إنجازات الحكومة الحالية قدرتها على قتل مائة شخص في غزة كل يوم فلا يكون هذا صدمة لأحد.

وردا على هذه الأقوال، نقول: مهما بلغت بشاعة مذبحة السابع من أكتوبر، فإنها لا تبرر الاستخفاف التام بالاعتبارات الأخلاقية أو الاستخدام غير المتناسب للقوة المميتة. فنحن لا نريد أن نماثل أسوأ أعدائنا.

ولقد بلغت الأمور ذروتها في ليلة الثامن عشر من مارس، مع استئناف الحرب بعد أن تعمدت الحكومة الإسرائيلية انتهاك اتفاق إعادة الرهائن. ففي غارة جوية قاتلة استهدفت قتل العديد من قادة حماس (تختلف التقارير حول عددهم أكان بالعشرات أم أقل)، وتحقق رقم قياسي جديد. إذ أسفرت الذخائر التي أسقطها طيارو القوات الجوية على الهدف عن مقتل ما يقرب من ثلاثمائة شخص، بينهم العديد من الأطفال. ولم يظهر حتى الآن أي تفسير مقنع لتلك النتيجة المروعة للهجوم.

منذ ذلك الحين واصلت القوات الجوية غاراتها المستمرة على غزة... فتعرضت للقصف بنايات كاملة بمن فيها من أطفال ونساء ومدنيين، وذلك ظاهريا للقضاء على إرهابيين أو لتدمير بنية أساسية إرهابية. وحتى لو أن من الأهداف ما هو مشروع، فلا يمكن إنكار الضرر غير المتناسب الذي لحق بالمدنيين غير المتورطين.

نحن الآن في لحظة حساب. لم يفت الأوان بعد. وإننا ننادي زملاءنا الطيارين الذين لا يزالون في الخدمة الفعلية: لا تستمروا في تجنب طرح الأسئلة. ... لأنكم الذين سوف تتحملون العواقب الأخلاقية لأفعالكم لبقية حياتكم. سيكون عليكم أن تواجهوا أبناءكم وأحفادكم وتفسروا لهم سبب حدوث كل هذا الدمار الهائل في غزة، وكيف هلك كل هذا العدد الهائل من الأطفال الأبرياء بفعل آلة القتل المميتة التي حملتموها في طائراتكم».

بعد سويعات قليلة من وصول هذه الرسالة إليّ، أرسل لي نمرود نوفيك، كبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، رسالة مفتوحة أخرى بتاريخ الثامن من يونيو. وكانت هذه الرسالة موجهة من منظمة «قادة من أجل أمن إسرائيل»، تحث يهود الشتات على رفع أصواتهم ضد جنون غزة قبل أن يأتي عليهم هذا الجنون نفسه. ومما جاء في الرسالة:

«بصفتنا جماعة (قادة من أجل أمن إسرائيل)، وهي حركة تضم أكثر من خمسمائة وخمسين مسؤولا كبيرا متقاعدا من أجهزة الدفاع والأمن والدبلوماسية الإسرائيلية، كانت مهمتنا مدى الحياة هي ضمان مستقبل إسرائيل وطنا قويا وديمقراطيا للشعب اليهودي. ... وقد أدت الأحداث الأخيرة إلى نقاشات محتدمة، ومؤلمة في بعض الأحيان، في أوساط يهود العالم، وبخاصة في ما يتعلق بالوضع في غزة. أعرب كثير في الشتات عن مخاوفهم علنا. فواجه بعضهم انتقادات لاذعة من جراء ذلك. وتلقوا اتهامات بإضعاف إسرائيل أو خيانة علاقتهم بالدولة اليهودية، وقيل لهم إن من يعيشون في الخارج أو لا يخدمون في الجيش الإسرائيلي يجب عليهم التزام الصمت. وإننا نرفض رفضا قاطعا القول بوجوب التزام يهود الشتات الصمت بشأن ما يتعلق بإسرائيل. ... ولمن يخشون أن يقوض النقد العلني إسرائيل، نقول: إن الحوار المفتوح والصادق لا يؤدي إلا إلى تعزيز ديمقراطيتنا وأمننا».

وعندي ثلاثة ردود على هاتين الرسالتين المفتوحتين:

أولا، أؤمِّن على ما فيهما.

ثانيا، هذا هو المعنى الحقيقي لمناصرة إسرائيل.

وثالثا، حان الوقت لحركة مماثلة تدين تجاوزات حماس البغيضة، بقيادة من يؤيدون الدولة الفلسطينية والحل السلمي في غزة. فلا ينبغي أن يقبل أحد إدامة حماس لهذه الحرب من أجل البقاء في السلطة. ولن يرغم شيء حماس على قبول وقف إطلاق النار أكثر من التنديد بها عالميا، في الجامعات، وفي المظاهرات المرموقة التي ينظمها من يدعمون هذه المنظمة القائمة على الكراهية ويبررون شتى أفعالها. وهذا هو المعنى الحقيقي لمناصرة الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • سوريا: استشهاد مدنى واعتقال 7 آخرين خلال اقتحام إسرائيلى بلدة بريف دمشق
  • سوريا تدين التوغل الإسرائيلي في بيت جن بريف دمشق وتدعو المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية
  • “لازاريني”: آلية المساعدات الأميركية في غزة “مهينة ومذلة”
  • سوريا.. هل يتبخّر حلم انتعاش السياحة أمام الفوضى الأمنية والقيود على الحريات؟
  • سوريا.. قتيل خلال اقتحامات إسرائيلية بريف دمشق وتل أبيب تزعم اختطاف عناصر فلسطينية
  • حراك أبناء سوق الجمعة: الجمعة لن تكون مجرد مظاهرة بل صفعة في وجه الفساد
  • سوريا.. العثور على مقبرة جماعية في بلدة علوية من مخلفات نظام الأسد
  • هذه الحكومة الإسرائيلية خطر على اليهود في كل مكان
  • مفوضية الانتخابات تستفسر عن إدراج خميس الخنجر في “اجتثاث البعث”
  • اليونيسف: ما حدث من تغيرات إيجابية منذ سقوط نظام الأسد يسهم في تجدد الأمل لأطفال سوريا