اللحظات الحرجة في ليلة الفجيعة
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
جرت الطبيعة على أن يكون في حياة البشرية لحظات دقيقة وحرجة يكون فيها تصادم الأقدار واقعاً، واحتمالات المستقبل مظلمة، في حين الحاضر معقد يصعب فيه التقدير.
لست أدري ما الذي حدث تماماً، لا هو بالحدث العابر ، ولا هو خارج عن المألوف، كان فاجعة حقيقية ، وفي ذات الوقت درس في البطولة .
رغم حالتي النفسية السيئة، وحزني الكبير على فقدان اصدقاء اعزاء ، بيننا الكثير من اللحظات الرائعة والصعبة، اذ أن جعبتي معبأة بالمواقف والذكريات برفقة الشهداء في عمق قتالنا جميعاً في ميادين مختلفة ضد العدو ومشروع استعمار بلادنا ، ولكن من الأفضل أن أروي كنوع من أنواع الفَرَج النفسي.
صبيحة الثلاثاء/٢٥/فبراير، كنت على متن طائرة الانتنوف ناقلة الجنود الحربية متجهة إلى أم درمان لغرض ما ، فالطيران الحربي بجانب إنه يقاتل العدو، ولولا تضحيات ضباطه وقيادته منذ اللحظة الاولى لعملية الغدر ، عندما قصف البطل اللواء طيار “طلال علي الريح” المقر الرئيسي لقيادة قوات حميدتي ، ودمر شبكة الاتصالات، تلك المهمة التي غيرت موازين المعركة، مروراً بمئات الطلعات الجوية من أجل إسقاط المؤن للمواطنين المحاصرين في الفاشر حالياً، ومسبقاً ولايات (النيل الابيض، الازرق، كردفان) ، وليس انتهاءً بتوظيف الطائرات الحربية في نقل المواطنين من والى ولايات السودان بسبب انقطاع الطرق البرية ، حيث استمر عدد محدود من الطائرات ، وعدد محدود ايضاً من الطيارين والأطقم المساعدة في تنفيذ الآلاف من الطلعات الجوية خلال عامين من أجل إن ينتصر الشعب السوداني في المعركة.
تلك الطائرة في طريق عودتها إلى قاعدة “دقنة” ببورتسودان، بعد أن نفذت خلال ذلك اليوم فقط ثلاثة رحلات، توقف محركها الأيمن عن العمل ، حاول قائدها الشهيد البطل الرائد طيار “ايمن الخطيب” العودة بها مسرعاً إلى مطار قاعدة “وادي سيدنا” حتى يتفادى سقوطها على منازل المواطنين ، ولكن شاءت الأقدار أن يتوقف المحرك الأيسر عن العمل وهي تنحرف نحو المطار ، وسقطت وعلى متنها ابطال ، انقذوا السودان في لحظات التداعي ، الشهداء الرائد طيار “كمال سيد فريد” ، الرائد طيار “شمس الدين” ، الرائد طيار “ايمن الخطيب” ، المقدم “معتز الغامدي” ، اللواء ركن “بحر أحمد بحر”، ورفاقهم الميامين.
ما جرى منذ كارثة الطائرة الحربية وضع السودانيين في لحظة اختبار، لإنهم يومها تيقنوا أن الجيش السوداني يقاتل وينتصر في ظل المستحيل وبامكانيات شحيحة بسبب الحصار والتآمر الداخلي والخارجي .
ليلة الفاجعة ، تأكد للسودانيين أن سلاح الجو السوداني يحرك جبالاً بمعاول فقط ، وعن سابق إصرارٍ وتصور ينوي تحرير كل شبر من الوطن و تدمير المشروع الانتهازي .
التحية للرفاق الشهداء الأبطال من ضباط سلاح الجو السوداني .تقبل الله دفاعهم عن أرضهم وعرضهم.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
فى ذكراه.. وجدي الحكيم ترك الحربية بعد 40 يوما ليصبح رائدا بالإذاعة
يوافق اليوم ذكرى ميلاد الإعلامي الراحل وجدي الحكيم الذي ولد في 23 يونيو 1934 كواحد من رواد الإعلام في مصر والوطن العربي، ورئيس لجنة التراث باتحاد الإذاعة والتليفزيون سابقاً.
ويُعد أحد المهتمين بالموسيقى والغناء وأحد رعاته في مصر، هو العملاق حبيب المشاهير والمصريين والعاشقين للفن الملقب بـ "صاحب خزائن أسرار الفنانين".
بهذه المناسبة يستعرض موقع" صدي البلد" لمحة عن حياة الإعلامي الراحل وجدي الحكيم في السطور التالية:
ولد الإعلامي وجدي الحكيم عام 1934، في حي فقير من أحياء منطقة ملوي التي كانت تابعة في ذلك الحين لمحافظة أسيوط، قبل أن تنضم لمحافظة المنيا، كان والده مدرسًا بإحدى المدارس الحكومية بالمنطقة، وعلق آماله على أن يصبح ابنه مثله، حيث اختلف عن والدته التي تمنت أن يكون ضابط شرطة، وبالفعل نفذ أمنية أمه والتحق بالكلية الحربية التي تركها بعد 40 يومًا فقط، ومن ثم الشرطة ولكنه تركها أيضًا.
لينتهي مسيرته التعليمية بكلية الآداب قسم الاجتماع جامعة القاهرة، ومن هنا بدأ طريقه للإذاعة والإعلام المصري.
أعمال وجدي الحكيم في الإذاعة والتليفزيونترجع بداية وجدي الحكيم الفنية إلى العديد من البرامج الإذاعية والأدبية داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، حيث قضى أكثر من 60 عامًا خلف الميكرفون، لم يظهر على الشاشة الصغيرة إلا قليلًا، وكان يمتلك استديو باسمه لتسجيل الموسيقى والأغاني، وقدم عددًا من البرامج التي تعتبر بمثابة تاريخه الإذاعي منها (أغنية اليوم، إفتح قلبك، ليالي الشرق، أشهر التسجيلات، بنك المعلومات، ليالي الصهبجية).
وقدّم وجدي الحكيم برنامجه الشهير "منتهى الصراحة" الذي عرض فيه الرأي والرأي الآخر دون تجريح لشخصية الضيف، وتعامل مع معظم النجوم مثل سيدة الغناء العربي "أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفاتن حمامة وسعاد حسني وعبدالحليم حافظ" حيث سجل وجدي الحكيم أغانيهم وأخرج لهم عدداً من مسلسلاتهم.
وفي مجال البرامج السياسية قدم (أسماء في الأخبار)، وأخرج 5 مسلسلات، لم يكتف الحكيم بتقديم البرامج الإذاعية فقط، لكنه اشتهر بدقته في تنظيم الحفلات الغنائية لكثير من الفنانين، نظرًا لعلاقته الطيبة بكل الفنانين، أحدثت حفلاته نجاحًا كبيرًا، مثل حفلات "ليالي الشرق، الليالي المحمدية، أضواء المدينة".
مكتشف المطربينكما عرف وجدي الحكيم أيضًا بقدرته على اكتشاف الأصوات الغنائية المميزة حيث اكتشف عددًا من المطربين من بينهم المطربة المصرية شيرين وجدي الذي قدّمها للإذاعة وأعطاها اسمه، فى وسائل الإعلام المصرية.