البلاد – وكالات
تعمل أوكرانيا على تجاوز الخلافات مع الولايات المتحدة مدعومة بتحركات أوروبية في هذا المسار، فيما تشدد روسيا مواقفها مستفيدة من الوضع الراهن، خاصة والرئيس ترامب يرفع مستوى الضغوط على كييف، لإنهاء الحرب، وربما الحصول على صفقة المعادن أيضًا.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين أنه يعمل مع حلفائه الأوروبيين على “مواقف مشتركة” لمحاولة إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأخذ مصالحهم في الاعتبار بمواجهة روسيا.


يأتي ذلك بعد قمة أوروبية استضافتها لندن تهدف إلى بحث آليات دعم أوكرانيا وتعزيز الأمن الأوروبي في وقت تواجه الدول الغربية تحديات معقدة تتعلق بمدى قدرتها على الاستمرار في تقديم الدعم لكييف دون الانزلاق في مواجهة مباشرة مع موسكو.
وقال زيلينسكي على تليجرام “سنحدد مواقفنا المشتركة، ما نريد تحقيقه وما هو غير قابل للتفاوض، وستُعرض هذه المواقف على شركائنا الأمريكيين، وشدد على أن الأولوية تتمثل في التوصل إلى “سلام متين ودائم وإلى اتفاق جيد يتعلق بنهاية الحرب”.
وتوافق الرئيس الأوكراني مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وزعماء غربيين آخرين في لندن، على ضرورة إعادة رأب الصدع بين أوكرانيا والولايات المتحدة الاميركية. وسط تأكيدات على أن زيلينسكي مستعد للذهاب مجددًا لمحاورة الرئيس الأمريكي. كما أعلن الرئيس الأوكراني عن استعداده لتوقيع الاتفاق المتعلق بالمعادن النادرة.
في المقابل، شددت روسيا مواقفها وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن التعهدات التي قطعها الزعماء الأوروبيون في قمة لندن بشأن أوكرانيا بزيادة التمويل لكييف لن تساعد في التوصل إلى حل سلمي للصراع.
وأضاف بيسكوف ان تعهدات التمويل من الزعماء الأوروبيين، ومنها صفقة صواريخ دفاع جوي بقيمة ملياري دولار من بريطانيا، ستتسبب في استمرار الحرب، مؤكدًا أن “أي مبادرات بناءة (من أجل السلام) ستكون مطلوبة الآن. من المهم للغاية أن يجبر شخص ما زيلينسكي على تغيير موقفه. إنه لا يريد السلام. يجب على شخص ما أن يجعل زيلينسكي يريد السلام”.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن مصادرها أن الرئيس ترامب يعتزم لقاء كبار مستشاريه للأمن القومي بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث لبحث الإجراءات الممكن اتخاذها تجاه أوكرانيا”، ووفقًا للمصادر، فإن ذلك يشمل تعليق أو إنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وخاصة إمدادات الأسلحة التي تمت الموافقة عليها خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
إلى ذلك، ردّ الرئيس ترامب على الانتقادات التي يواجهها على خلفية تقاربه المتزايد مع موسكو حيال ملف أوكرانيا، قائلًا إن على الولايات المتحدة تخفيف شعورها بالقلق حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال”: “علينا تمضية وقت أقل ونحن نشعر بالقلق من بوتين وأن نمضي المزيد من الوقت في القلق من عصابات المهاجرين التي تضم مغتصبين وتجار مخدرات وقتلة وأشخاصًا من مصحات عقلية يدخلون إلى بلدنا (حتى لا ينتهي الأمر بنا مثل أوروبا)”.ـ

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

بريطانيا وكندا تؤكدان على ضرورة عدم فرض السلام على أوكرانيا

 أعلنت رئيس حكومة بريطانيا، كير ستارمر، ورئيس وزراء كندا، مارك كارني، تأكيدًا مشتركًا على أن السلام في أوكرانيا يجب أن يُبنى بالاتفاق مع كييف وليس من خلال فرضه عليها.

 وجاء هذا التصريح بمثابة رد فعل على الجهود الدبلوماسية المستمرة، خصوصًا بوساطة الولايات المتحدة، لبلورة اتفاق ينهي الحرب القائمة 

صرّح المتحدث باسم مكتب داونينغ ستريت أن الزعيمين رحّبا بالمساعي الدولية، التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإحلال السلام، لكنهما شدّدا على ضرورة أن يكون ذلك متفقًا مع تطلعات وأولويات الشعب الأوكراني. وأضاف البيان أن مستقبل أوكرانيا يجب أن يرتكز على الحرية والسيادة وحقها في تقرير مصيرها 

ترامب يعتزم الاعتماد على الحرس الوطني لمكافحة السرقة في واشنطن.. فيديوترامب: حماس لن تفرج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة

هذا الموقف المشترك يعكس التزامًا واضحًا من لندن وكانادا بدعم أوكرانيا ليس فقط في مواجهتها العسكرية، بل في صياغة أي تسوية سياسية. فالمبدأ الأساسي هو تمكين كييف من المشاركة الفاعلة في تحديد شروط السلام، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.

ظهور هذا التصريح قبل اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين في ألاسكا يضيف بُعدًا استراتيجيًا للرسالة: فالتحذير من فرض سلام يعكس تحفظًا واضحًا من قادة الحلفاء الغربيين على أن أي التزام دولي لا يراعي إرادة أوكرانيا قد يؤدي إلى إضعاف مصداقيته أو حتى عودته إلى الدائرة الأمنية الضبابية لاحقًا.

وفي إطار التحليل، يمكن اعتبار هذا الاتفاق الإعلامي جزءًا من شبكة الدعم الغربي المعاصر لأوكرانيا، التي تهدف ليس فقط إلى تأمين المعونات العسكرية، بل إلى ضمان أن تكون الوفاقية السياسية ذات جذور محليّة وغير مشوَّهة بمصالح القوى الكبرى. إذ إن تمكين كييف في صناعة السلام يعزز من شرعيته ويزيد من احتمال استمراره وضمانه على المدى الطويل.

باختصار، تؤكد بريطانيا وكندا، من خلال هذا الموقف، أن السلام الحقيقي يُبنى، لا يُفرض. ففي عصر تتداخل فيه مصالح القوى العالمية، تصبح إرادة المستهدف – هنا أوكرانيا – المحور الأساسي لأي تسوية مقبولة ومستدامة.

طباعة شارك أوكرانيا رئيس حكومة بريطانيا كير ستارمر رئيس وزراء كندا مارك كارني دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • بريطانيا وكندا تؤكدان على ضرورة عدم فرض السلام على أوكرانيا
  • ولي العهد يبحث تطورات الأزمة الأوكرانية مع زيلينسكي
  • عاجل: ولي العهد يبحث مع زيلينسكي تطورات الأزمة الأوكرانية
  • الرئيس الأوكراني يشكر ولي العهد السعودي على جهوده من أجل السلام
  • بشأن أوكرانيا.. ماذا تريد أوروبا من الاتفاق المنتظر بين أمريكا وروسيا؟
  • دول أوروبية تطالب بإنهاء أزمة أوكرانيا
  • قادة أوروبا يؤكدون: دبلوماسية فعالة ودعم عسكري فقط لإنهاء حرب أوكرانيا وروسيا
  • زيلينسكي يرفض التخلي عن أي أرضٍ أوكرانية قبل قمة ترامب وبوتين
  • قال رئيس مكتب زيلينسكي أندريه يرماك، مساء السبت، إنه عقد اجتماعات مهمة مع مستشاري الأمن الأوروبيين، ووزير الخارجية البريطاني، ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس. رئيس مكتب زيلينسكي: عقدت اجتماعات مهمة مع مستشاري الأمن الأوروبيين ووزير خارجية بريطانيا وجي دي
  • زيلينسكي: أوكرانيا لن تتنازل عن أراضيها وحدودنا ثابتة في دستورنا