يسلط توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أمر تنفيذي باعتماد اللغة الإنجليزية، لغة رسمية للولايات المتحدة، الضوء على قضية شهدت جدلا منذ تأسيس البلاد، قبل نحو 250 عاما، وفشلت فيها محاولات لفرض المسألة، رغم أن الإنجليزية تعتبر لغة وطنية كأمر واقع، لكنها لم تكتب بالدستور.

ويرى معارضو القرار، أن ترامب يسير بمزيد من الخطوات، نحو إقصاء مجتمعات المهاجرين واستهدافهم، وفرض اللغة على المجتمعات غير الناطقة بها، في ظل التنوع الهائل للثقافات والجذور للسكان، ومن ضمنها لغاتهم التي لا يزالون يحافظون عليها.



لماذا لم تعتمد الولايات المتحدة لغة رسمية سابقا؟

مع إعلان استقلال الولايات المتحدة، عام 1776، كانت الإنجليزية اللغة الأكثر شيوعا بين المستعمرين الجدد للبلاد، ورغم ذلك، لم يتمكنوا من وضعها اختيارها لغة رسمية وحيدة في الدستور، بفعل أن المستعمرين كانوا ينحدرون من دول أوروبية مثل ألمانيا وهولندا وفرنسا وإسبانيا وغيرها من اللغات



وكان من شأن فرض الإنجليزية لغة رسمية في الدستور، خلق تمييزات لغوية بين السكان ولذلك بقي الدستور الأمريكي، يحافظ على مسألة التعددية اللغوية، رغم أن لغة الأمر الواقع في البلاد والمعاملات والبيانات الرسمية تكتب بالإنجليزية.

ولايات تبنت اللغة الإنجليزية:

حتى ما قبل قرار ترامب، لم تفرض الإنجليزية فيدراليا كلغة رسمية، لكن 32 ولاية، من أصل 50 إضافة إلى 5 أقاليم وهي الجزر الواقعة خلال الحدود البرية للولايات المتحدة، من أصل 14 إقليما، أقرت الإنجليزية لغة رسمية ووحيدة لها، في كافة معاملاتها ومخاطباتها الرسمية، رغم وجود عرقيات متعددة فيها تحافظ كل منها على لغتها الأم.

تنوع لغوي واسع في الولايات المتحدة

تعتبر الولايات المتحدة، من أكثر دول العالم، تنوعا من الناحية اللغوية، ووفقا لموقع شارك أمريكا التابع للحكومة الأمريكية، يتحدث السكان ما بين 350-450 لغة وبحسب مكتب الإحصاء الأمريكي، فإن عدد المتحدثين بالإنجليزية من المواطنين الأمريكيين في المنزل، 78.4 بالمئة.

بينما يستخدم 21.6 بالمئة، من المواطنين، لغات أخرى، تأتي في المرتبة الثانية بعد الإنجليزية اللغة الإسبانية، والتي يتحدث بها 42 مليون شخصا في منازلهم، تليها الصينية 3.49 مليون شخص، والتاغالوغية، 1.7 مليون شخص، والعربية 1.2 مليون شخص.

محاولات تاريخية لفرض الإنجليزية:

جرت محاولات في القرن الثامن عشر لفرض الإنجليزية، كلغة رسمية في البلاد ضمن الدستور، من الشعبويين الأمريكيين المتعصبين لقوميتهم، وتصاعد الرفض لاستخدام لغات مثل الألمانية في بنسلفانيا والفرنسية في لويزيانا.

وخلال الحرب العالمية الأولى، جرت محاولات لحظر اللغات غير الإنجليزية، وخاصة اللغة الألمانية، بسبب العداوة في ذلك، لكن تلك المحاولات لم تلق طريقا للنجاح بسبب ضعف التأييد لهذه الأفكار.

الإنجليزية فقط:

استمرت المحاولات لفرض الإنجليزية لغة رسمية وحيدة لأمريكا، بعد ذلك، ففي القرن العشرين، عبر الرئيس ثيودور روزفلت، عن دعمه لفكرة "أمريكا لديها متسع للغة واحدة فقط"، لكنه لم يسع لصياغة قانون رسمي بذلك، وفشلت محاولة للجمهوريين عام 2021، لتمرار تشريع يعتمد الإنجليزية اللغة الرسمية لأمريكا، لكنه لم يحصل على الدعم الكافي.



احتجاج على قرار ترامب:

أثار قرار ترامب غضب الكثير من المكونات الأمريكية، غير الناطقة بالإنجليزية، وخاصة في جزيرة بورتوريكو، والتي تتحدث أغلبية سكانها اللغة الإسبانية، وقال عضو الكونغرس عن بورتوريكو، بابلو خوسيه هيرنانديز ريفيرا، إن القرار يتعارض مع هوية المنطقة ويقصي جزءا كبيرا من المواطنين الأمريكيين.

ما تأثير القرار على الأمريكيين؟:

يؤدي اعتماد الإنجليزية لغة رسمية وحيدة في أمريكا، بحسب معارضي القرار، إلى تعقيد الإجراءات الحكومية على الملايين من غير الناطقين بها، وغير متقنيها، ويصعب عليهم الحصول على الخدمات الحكومية، كما أنه انحياز لقومية وهوية معينة وهم البيض المسيحيون، متجاهلا التنوع الثقافي واللغوي الواسع الذي يتشكل منه نسيج الولايات المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الإنجليزية اللغات امريكا لغات الإنجليزية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإنجلیزیة لغة رسمیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب ينفي سعيه لقمة مع الرئيس الصيني ويؤكد: لا زيارة دون دعوة رسمية

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، أنه لا يخطط لعقد قمة مع نظيره الصيني شي جين بينغ في الوقت الراهن، لكنه لم يستبعد إمكانية زيارة الصين إذا تلقى دعوة رسمية من بكين.

وكتب ترامب عبر منصته الخاصة “تروث سوشيال”: “قد أذهب إلى الصين، لكن لن يكون ذلك إلا بناءً على دعوة من الرئيس شي.. وإلا فلن أهتم”.

وأضاف: “تفيد تقارير إخبارية كاذبة بأنني أسعى لعقد قمة مع الرئيس الصيني. هذا كذب، لا أسعى لشيء!”.

وتأتي تصريحات ترامب في وقت سبق أن أعلن فيه في يونيو الماضي قبوله دعوة من الرئيس الصيني لزيارة الصين ووعد بإجراء الزيارة “في وقت ما”.

كما أجرى مكالمة هاتفية مع شي جين بينغ استمرت حوالي 90 دقيقة ناقشا خلالها بعض تعقيدات الاتفاقية التجارية بين البلدين، مشيرًا إلى أن المكالمة انتهت بنتيجة إيجابية للطرفين.

يذكر أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تصاعدت منذ أبريل 2025، حين فرض ترامب رسوماً جمركية إضافية على عدد من شركاء أمريكا التجاريين، ومن بينهم الصين، التي ردت باتخاذ إجراءات مماثلة وفرضت قيودًا على تصدير العناصر الأرضية النادرة التي تعد المصدر الرئيسي العالمي لهذه المواد الحيوية.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تفرض رسومًا 50% على الواردات من النحاس
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على أكثر من 100 شخص وشركة مرتبطة بإيران
  • ترامب: سأسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة حتى انتهاء الحرب
  • وزير الخارجية الصيني: مستعدون لتعزيز الاتصالات مع أمريكا وتجنب سوء التقدير
  • تايوان تنفي منع رئيسها من زيارة الولايات المتحدة الأميركية
  • رغم التصعيد التجاري.. ترامب: الرئيس الصيني سيزور الولايات المتحدة قريباً
  • لتخفيف التوترات بشأن الرسوم التجارية.. استئناف اليوم الثاني من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين
  • ترامب ينفي سعيه لقمة مع الرئيس الصيني ويؤكد: لا زيارة دون دعوة رسمية
  • ترامب يُكذّب الأنباء عن قمة مع الرئيس الصيني ويشترط دعوة رسمية لزيارة بكين
  • بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية