بيروت - بحث الرئيس اللبناني جوزاف عون مع ولي العهد السعودي في الرياض الإثنين3مارس2025،  سبل تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك خلال أول رحلة خارجية منذ انتخابه قبل نحو شهرين بدعم من دول عدة على رأسها الولايات المتحدة والمملكة، على أمل أنّ تؤدي الزيارة لإنعاش اقتصاد بلاده المنهار.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة الخليجية الثرية، "ورئيس الجمهورية اللبنانية يعقدان جلسة مباحثات رسمية"، في قصر اليمامة في الرياض.

وأظهرت مقاطع مصوّرة بثتها قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية الأمير محمد وهو يستقبل عون قبل أنّ يستعرضا حرس الشرف.

من جهتها، قالت الرئاسة اللبنانية في بيان إنّ الزعيمين عقدا "مباحثات موسعة".

وأضافت أنّ "هذه المحادثات تصبّ في إطار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والتمهيد لتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة في خلال زيارة لاحقة سيقوم بها الرئيس عون قريباً إلى المملكة".

وفي وقت سابق الإثنين، نقلت الرئاسة اللبنانية على منصة إكس  عن عون قوله "أتطلع بكثير من الأمل إلى المحادثات التي سأجريها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء اليوم، والتي سوف تمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين".

واعتبر عون زيارته للسعودية "فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية السعودية" ومناسبة أيضا للإعراب عن "تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه".

ويرافق عون وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي.

وقالت الخبيرة في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية في القاهرة رابحة سيف علام إنّ الزيارة "تعتبر إعادة افتتاح للعلاقات الثنائية بعد فترات توتر خلال السنوات الماضية".

وعادت السعودية مؤخرا إلى المشهد السياسي في لبنان بعدما انكفأت طويلا بسبب رفضها تحكّم حزب الله المدعوم من إيران بالقرار اللبناني.

وكان عون أعلن بعد يومين على انتخابه أن السعودية ستشكل وجهته الخارجية الأولى، إثر تلقيه دعوة لزيارتها خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد، انطلاقا من دورها "التاريخي" في دعم لبنان وتأكيدا "لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الاقليمي".

وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تتخذ في لندن مقرا، نوّه عون الجمعة بـ"العلاقة القديمة" بين البلدين.

وقال "آمل وأنتظر من السعودية وخصوصا ولي العهد.. أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين، ونزيل كل العوائق التي كانت في الماضي القريب، حتى نبني العلاقات الاقتصادية والطبيعية بيننا، ويعود السعوديون إلى بلدهم الثاني لبنان".

- "مفتاح انعاش الاقتصاد اللبناني" -

وشهدت العلاقات بين لبنان والسعودية توترا في السنوات الأخيرة، بلغ ذروته في العام 2021 حين استدعت دول الخليج بما فيها السعودية دبلوماسييها من بيروت بسبب انتقاد وزير لبناني للتدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.

وأعلنت الرياض قبل ذلك في العام 2016، أنها أوقفت برنامجا بقيمة 3 مليارات دولار لإمدادات عسكرية إلى لبنان.

وفي شباط/فبراير 2016، حثت السعودية مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان والموجودين فيه على مغادرته، قبل أن ترفع الحظر بعد ثلاث سنوات.

وعادت الرياض وفرضت في أيار/مايو 2021 حظرا على سفر مواطنيها إلى لبنان لا يزال ساريا.

وأشارت الخبيرة سيف علام إلى أنّ عون يعوّل على الزيارة "لتكون مفتاح إنعاش الاقتصاد اللبناني عبر البوابة السعودية".

وأضافت "إذا بدأ الدعم السعودي من المتوقع ان يعقبه الدعم الخليجي كله ثم تزداد ثقة الداعمين الغربيين فيما بعد وتتوالى المساعدات التي ينتظرها لبنان".

ويأمل لبنان كذلك أنّ تؤدي الزيارة إلى رفع حظر السعودية لسفر مواطنيها للبنان وحظر استيراد المنتجات اللبنانية.

وتابعت سيف علام "يعوّل اللبنانيون على استئناف الصادرات اللبنانية للسعودية بعد حظرها لفترة طويلة بسبب تورط بعض المصدرين في تهريب المخدرات إلي المملكة".

- تغييرات إقليمية مؤثرة -

وأتاح تراجع نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة انتخاب عون رئيسا.

وفي كانون الثاني/يناير وبعد انتخاب عون وتكليف نواف سلام تشكيل حكومة جديدة، زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بيروت وأعرب عن "الثقة" بقيادة لبنان الجديدة للقيام بإصلاحات.

وحظي انتخاب عون رئيسا بدعم خمس دول تعاونت في حلّ الأزمة الرئاسية اللبنانية، بينها السعودية التي شكلت خلال عقود داعما رئيسيا للبنان قبل أن يتراجع تباعا اهتمامها بالملف اللبناني على وقع توترات إقليمية مع طهران، داعمة حزب الله.

وجاء انتخاب عون رئيسا للبلاد في 9 كانون الثاني/يناير، على وقع تغيّر موازين القوى في الداخل، إذ خرج حزب الله من مواجهته الأخيرة مع إسرائيل، أضعف في الداخل بعدما كان القوة السياسية والعسكرية الأبرز التي تحكمت بمفاصل الحياة السياسية، وبعد سقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.

ويعوّل لبنان على دول الخليج، خصوصا السعودية، لدعمه في التعافي من انهيار اقتصادي غير مسبوق يعصف بالبلاد منذ خريف 2019، وللحصول على مساعدات لتمويل مرحلة إعادة الإعمار، بعدما خلفت الحرب الاسرائيلية دمارا واسعا في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.

 

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يهنئ رئيس موزمبيق بذكرى الاستقلال.. وتأكيد مشترك على تعزيز العلاقات الثنائية

نقل السفير إيهاب عوض، مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيره الموزمبيقي دانيال شابو، بمناسبة احتفال جمهورية موزمبيق بالذكرى الخمسين لاستقلالها، وذلك خلال لقائه مع وزيرة خارجية موزمبيق ماريا لوكاس، ضمن فعاليات مشاركة مصر الرسمية في مراسم الاحتفال بالعاصمة الموزمبيقية.

وأعرب مساعد وزير الخارجية، ممثلًا للحكومة المصرية، عن خالص تهاني القيادة السياسية بهذه المناسبة الوطنية المهمة، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وموزمبيق، وتطلع القاهرة إلى مزيد من التعاون المثمر بين البلدين في مختلف المجالات.

الرئيس السيسي يهنئ الأمة الإسلامية بالعام الهجري الجديد: الهجرة النبوية نبراس نهتدي به لبناء وطن ينعم بالسلام السيسي يؤكد لنظيره الإيراني رفض مصر القاطع للهجوم الصاروخي الذي استهدف قطر

وأشار السفير إيهاب عوض خلال اللقاء إلى تطلع السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لاستقبال الرئيس دانيال شابو في زيارة رسمية مرتقبة إلى القاهرة، وذلك بمناسبة مرور خمسين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشددًا على أهمية هذه الزيارة في دفع مسيرة التعاون المشترك، وتعزيز آفاق التنسيق على المستويات كافة.

كما تم خلال اللقاء الاتفاق على الإعداد لعقد جولة مشاورات سياسية على المستوى الوزاري تسبق الزيارة الرئاسية، وذلك في إطار حرص الجانبين على تكثيف التواصل السياسي وتعميق الشراكة بين الدولتين، بما يتناسب مع حجم العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة بينهما.

من جانبها، أعربت وزيرة خارجية موزمبيق ماريا لوكاس عن بالغ امتنانها لمستوى المشاركة المصرية في احتفالات الذكرى الخمسين للاستقلال، مؤكدة تقدير بلادها للدور المصري في دعم استقرار وتنمية القارة الإفريقية.

وأكدت لوكاس حرص موزمبيق على تطوير علاقاتها مع مصر في شتى المجالات، والاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في مجالات متعددة، من بينها مكافحة الإرهاب، والتنمية الاقتصادية، والتحديث الزراعي، وإدارة الموارد المائية، والتنمية العمرانية، بالإضافة إلى مجالات الصحة العامة، مشيرة إلى ما تمثله مصر من نموذج يُحتذى به في هذه القطاعات على مستوى القارة.

مقالات مشابهة

  • سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاقات بين البلدين
  • فرنسا تحتجز سفينة جزائرية مستأجرة وسط توتر في العلاقات بين البلدين
  • مباحثات سورية بولندية لتعزيز العلاقات الاقتصادية
  • وزير الخارجية ونظيره البولندي يعربان عن تطلعهما لترفيع مستوى العلاقات بين البلدين
  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس موزمبيق بذكرى الاستقلال.. وتأكيد مشترك على تعزيز العلاقات الثنائية
  • العراق وفرنسا يؤكدان على تعزيز العلاقات بين البلدين
  • الرئيس اللبناني: نأمل التمديد لقوات اليونيفيل للمساهمة في استقرار جنوب البلاد
  • أول تعليق من الرئيس اللبناني على تمديد مهام اليونيفيل
  • مباحثات هاتفية لولي عهد السعودية مع رئيسي وزراء باكستان والعراق
  • عبد المسيح التقى الرئيس عون: لضرورة الاستمرار في سياسة الحياد التي حمت لبنان