قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن القدس ليست مجرد مدينة بل رمز لهويتنا وقضيتنا، مضيفًَا أن انعقاد القمة العربية الطارئة بالقاهرة استجابة للنداء الفلسطيني، مشيرًا إلى أن المنطقة تواجه تحديات جسيمة تعصف بالأمن والاستقرار.

وأضاف الرئيس السيسي، في كلمته أمام القمة العربية الطارئة، نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، أننا نحذر من مغبة استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن القدس ليست مجرد مدينة بل رمزا لهويتنا وقضيتنا.

وأكد الرئيس السيسي، أنه يجب إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، متابعًا: «نأمل إطلاق مسار سياسي يفضي لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية».

جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي، خلال افتتاح أعمال القمة العربية غير العادية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور عدد من قادة وزعماء الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المجلس الأوروبي ورئيس الاتحاد الأفريقي.

نص كلمة الرئيس السيسي:

وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة أمام القمة العربية غير العادية جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي جلالة الملك/ حمد بن عيسى آل خليفة..

ملك مملكة البحرين، رئيس الدورة العادية الثالثة والثلاثين

لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة،

الأشقاء أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..

ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية الشقيقة،

معالى السيد/ أحمد أبو الغيط..

الأمين العام لجامعة الدول العربية،

أخى فخامة الرئيس/ جواو لورنزو..

رئيس جمهورية أنجولا، رئيس الاتحاد الإفريقى،

معالى السيد/ أنطونيو جوتيريش.. سكرتير عام الأمم المتحدة،

معالى السيد/ أنطونيو كوستا.. رئيس المجلس الأوروبى،

السيد/ حسين إبراهيم طه.. أمين عام منظمة التعاون الإسلامى،

السيد/ جاسم محمد البديوي … الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي

السيدات والسادة.. رؤساء المنظمات الدولية والإقليمية،

«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»

أتوجه بداية، بخالص التحية وجزيل الشكر، لأخي جلالة الملك «حمد بن عيسى آل خليفة»، عاهل مملكة البحرين الشقيقة.. على جهوده المقدرة، طوال فترة رئاسته لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى القمة.

ويطيب لى، أن أهنئكم جميعا، وشعوبنا العربية والإسلامية، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

كما يسعدنى أن أرحب بكم، فى بلدكم الثانى "مصر"، أرض الكنانة، التى تقف دوما مع الحق والعدل.. مهما اشتدت الخطوب، وعظمت الكروب.

إن مشاركتكم اليوم، فى هذه القمة غير العادية، فى خضم أزمة إقليمية بالغة التعقيد.. واستجابة لنداء فلسطين الشقيقة، تؤكد التزامكم الذى لا يتزعزع، تجاه قضايا أمتنا المشروعة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

يجمعنا اليوم، واقع مؤلم، فى ظل ما تواجهه منطقتنا من تحديات جسام، تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليميين، وتبدد ما تبقى من مرتكزات الأمن القومى العربى، وتهدد دولا عربية مستقرة، وتنتزع أراضى عربية من أصحابها.. دون سند من قانون أو شرع.

إن ذاكرة الإنسانية ستتوقف طويلا، أمام ما حدث فى غزة، لتسجل كيف خسرت الإنسانية قاطبة، وكيف خلف العدوان على غزة، وصمة عار فى تاريخ البشرية، عنوانها: "نشر الكراهية وانعدام الإنسانية، وغياب العدالة".

إن أطفال ونساء غزة، الذين فقدوا ذويهم، وقتل ويتم منهم عشرات الآلاف، ينظرون إليكم اليوم بعيون راجية، لاستعادة الأمل فى السلام العادل والدائم.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن الحرب الضروس على قطاع غزة، استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة، وسعت بقوة السلاح، إلى تفريغ القطاع من سكانه، وكأنها تخير أهل غزة، بين الفناء المحقق.. أو التهجير المفروض.. وهو الوضع الذى تتصدى له مصر، انطلاقا من موقفها التاريخى، الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى على أرضه، وبقائه عليها عزيزا كريما.. حتى نرفع الظلم عنه، ولا نشارك فيه.

لقد أوهنت الممارسات اللاإنسانية، التى تعرض لها أهلنا فى فلسطين عزائم البعض.. إلا أننى كنت دائما، على يقين بثبات وبسالة الشعب الفلسطينى الأبى، الذى ضرب مثالا فى الصمود والتمسك بالأرض.. ستقف عنده الشعوب الحرة، بالتقدير والإعجاب.

وأقول لكم وبكل الصدق: "إن عزيمة الشعب الفلسطينى، وتمسكه بأرضه.. هو مثل فى الصمود، من أجل استعادة الحقوق".

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إننى أستذكر معكم، فى هذا الظرف الدقيق، أن مصر التى دشنت السلام، منذ ما يناهز خمسة عقود فى منطقتنا، وحرصت عليه، وصانت عهودها حياله.. لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل، الذى يحمى المقدرات، ويصـون الأرض ويحفــظ السـيادة..

ولعل هذا ما ورد - بشكل لا يقبل التأويل - فى معاهدة السلام التى أبرمتها مصر عام ١٩٧٩.. وألزمت كل طرف، باحترام سيادة الآخر وسلامة أراضيه..

وبما يفرض التزاما قانونيا، بعدم خلق واقع طارد للسكان خارج أراضيهم، كونه يمثل انتهاكا.. للالتزام باحترام قدسية الحدود الآمنة.

ومن منطلق حرصها، على الأمن والاستقرار الإقليميين، سعت مصر منذ اليوم الأول للحرب على غزة، إلى التوصل لوقف لإطلاق النار، بالتعاون مع الأشقاء فى قطر، والأصدقاء فى الولايات المتحدة..

وما كان ذلك ليتحقق، من دون الجهود المقدرة للرئيس "دونالد ترامب" وإدارته.. والتى نأمل أن تستمر وتتواصل، بهدف تحقيق استدامة وقف إطلاق النار فى غزة، واستمرار التهدئة بين الجانبين، وبعث الأمل للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، من أجل سلام دائم فى المنطقة بين جميع الشعوب.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

عملت مصر كذلك، بالتعاون مع الأشقاء فى فلسطين، على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين، توكل إليها إدارة قطاع غزة، انطلاقا من خبرات أعضائها.. بحيث تكون تلك اللجنة، مسئولة عن الإشراف على عملية الإغاثة، وإدارة شئون القطاع لفترة مؤقتة، وذلك تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.

كما تعكف مصر، على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية، التى يتعين أن تتولى مهام حفظ الأمن داخل القطاع، خلال المرحلة المقبلة.

وعملت مصر، بالتعاون مع دولة فلسطين الشقيقة والمؤسسات الدولية، على بلورة خطة شاملة متكاملة، لإعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير للفلسطينيين.. تبدأ بعمليات الإغاثة العاجلة والتعافى المبكر، وصولا لعملية إعادة بناء القطاع.

وتدعو مصر، إلى اعتماد هذه الخطة فى قمتنا اليوم، وحشد الدعم الإقليمى والدولى لها.. فهى خطة، تحفظ للشعب الفلسطينى، حقه فى إعادة بناء وطنه، وتضمن بقاءه على أرضه.

وأؤكد أن هذه الخطة، يجب أن تشهد على التوازى، مسار خطة للسلام من الناحيتين السياسية والأمنية، تشارك فيها دول المنطقة، وبدعم من المجتمع الدولى، وتهدف إلى تسوية عادلة وشاملة ومستدامة للقضية الفلسطينية.

ومن هذا المنبر، أدعو كافة الدول الحرة والصديقة، للإسهام فى هذا المسار، والمشاركة بفاعلية، فى مؤتمر إعادة الإعمار، الذى سوف تستضيفه مصر الشهر القادم.

فلنجعل جميعا من توجيه الدعم، إلى الصندوق المزمع إنشاؤه لهذا الغرض، غاية سامية.. وواجبا إنسانيا.. وحقا لكل طفل فلسطينى، ولكل عائلة فلسطينية، فى العيش فى بيئة آمنة حضارية، مثل باقى شعوب العالم.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

فى خضم الأحداث المتلاحقة، يتعين علينا جميعا، إعلاء رفضنا القاطع، وإدانتنا للاعتداءات والانتهاكات، التى يتعرض لها شعبنا الفلسطينى، فى الضفة الغربية المحتلة.. بما فى ذلك الاقتحامات العسكرية، لمدن ومخيمات الضفة المحتلة، والأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضى.

وفى هذا السياق، نرفض مجددا وبشدة ونحذر من مغبة استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، والانتهاك المتعمد لحرمته، والمساس بالوضع القائم به.

ونقولها بكل وضوح: "إن القدس ليست مجرد مدينة.. بل هى رمز لهويتنا وقضيتنا".

وإن الحديث عن التوصل إلى السلام فى الشرق الأوسط، دون تسوية الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.. هو لغو غير قابل للتحقق.

فلن يكون هناك سلام حقيقى، دون إقامة الدولة الفلسطينية.. ودعونى أؤكد: "أن السلام لن يتأتى بالقوة.. ولا يمكن فرضه عنوة".

لابد من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.. مع توفير كافة الضمانات اللازمة فى الوقت ذاته، لحفظ أمن اسرائيل.

ما نشهده من تكرار لحلقات العنف المفرغة، واستمرار لمعاناة الشعب الفلسطينى على مدار أكثر من سبعة عقود.. يوجب علينا النظر بعين موضوعية، نحو الواقع والتعاطى مع الحقائق.. ويحتم علينا أن نتحد جميعا، للتوصل إلى السلام الدائم المنشود، وبالتالى الاستقرار والرخاء الاقتصادى، والتعايش الطبيعى، فيما بين شعوب المنطقة.

ولننظر إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التى تم التوصل إليها بوساطة أمريكية عام ١٩٧٩، كنموذج يحتذى به، لتحويل حالة العداء والحرب والرغبة فى الانتقام.. إلى سلام دائم، وعلاقات دبلوماسية متبادلة.

لقد آن الأوان لتبنى إطلاق مسار سياسى جاد وفعال.. يفضى إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.. ولدى يقين بأن الرئيس "ترامب".. قادر على القيام بذلك، فى ظل رغبتنا الصادقة، فى وضع نهاية للتوترات والعداءات فى منطقتنا.

أشكركم لحسن الاستماع..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يعلن عن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة في القمة العربية الطارئة

الرئيس العراقي: نرفض أي محاولات لإيجاد مكان بديل للفلسطينيين خارج أراضيهم

«رئيس جيبوتي»: لن نقبل بظلم الفلسطينيين وندعم إقامة دولتهم المستقلة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين قطاع غزة الرئيس عبد الفتاح السيسي الضفة الغربية غزة إعمار قطاع غزة وقف إطلاق النار في غزة المساعدات الإنسانية إلى غزة القمة العربية الطارئة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وقف إطلاق النار بغزة إعادة إعمار قطاع غزة فعاليات القمة العربية الطارئة القمة العربیة الطارئة الشعب الفلسطینى الرئیس السیسی الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

مستقبل وطن: الرئيس السيسي بعث برسائل حاسمة بشأن العدوان على إيران وحريص على تجنيب المنطقة مزيداً من الفوضى

أدان المهندس ميشيل الجمل، القيادي بحزب مستقبل وطن، الضربات العسكرية الأمريكية الأخيرة، معتبرًا إياها انتهاك وتصعيدًا مرفوضًا يُفاقم من حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، مشددًا على أن لغة القوة لا تُنتج حلولًا حقيقية، بل تعمّق الأزمات وتزيد من معاناة الشعوب.


وأشاد الجمل في بيان له اليوم، بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية، والذي عبّر بوضوح عن رفض مصر الكامل لأي انتهاك لسيادة الدول أو خرق لميثاق الأمم المتحدة، مؤكدًا أن  القاهرة لديها قلق بالغ تجاه التصعيد المتسارع في إيران، وتحذيرها من تداعياته على الأمن الإقليمي والدولي، مع إعادة التأكيد على أن المسار السياسي والحوار هو الطريق الوحيد لتسوية الأزمات المتفاقمة.

طريقة عمل بسكويت جوز الهند بالكاكاولأولياء أمور الثانوية العامة.. دليلك الكامل لدعم ابنك من القلق إلى النجاحالقسام: مقتل 3 جنود إسرائيليين شرقي جباليا من مسافة صفر


وأوضح الجمل، أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الإيراني "مسعود بزشكيان" جاء محمّلًا برسائل حاسمة، في مقدمتها رفض مصر القاطع للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران، لما يمثله من تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن موقف مصر ينبع من حرصها المستمر على تجنيب المنطقة مزيدًا من الانفجار والفوضى.


وأضاف القيادي بحزب مستقبل وطن ، أن الرئيس شدد خلال الاتصال على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وتهيئة مناخ مناسب لاستئناف المسار التفاوضي، مع التأكيد على أهمية تفادي اتساع دائرة العنف، ورفض مصر الكامل لأي حلول عسكرية قد تؤدي إلى مزيد من تعقيد المشهد.


واختتم ميشيل الجمل بالإشارة إلى أن الرئيس السيسي أكد لنظيره الإيراني أن استقرار الشرق الأوسط يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتحقيق تسوية عادلة ونهائية للقضية الفلسطينية، تقوم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية، وهو ما لقي ترحيبًا من الجانب الإيراني الذي أعرب عن تقديره لمواقف مصر المتزنة وسعيها الدائم لتغليب صوت العقل وحقن الدماء.

طباعة شارك مستقبل وطن مصر غزة إيران فلسطين

مقالات مشابهة

  • المتحدث باسم وزارة الداخلية: الوزارة حريصة على أن تجد العدالة طريقها، وأن يشعر الناس بالأمن والاستقرار، كما أن تنظيم “داعش” تعرض لضربة أمنية قاصمة في العاصمة دمشق ومحيطها
  • الرئاسة الفلسطينية: وقف إطلاق النار خطوة مهمة لتحقيق الأمن والاستقرار
  • وزارة الخارجية: المملكة ترحب بإعلان الرئيس الأمريكي التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي التصعيد في المنطقة
  • المملكة ترحب بإعلان الرئيس الأمريكي التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار
  • المملكة ترحب بإعلان الرئيس الأمريكي التوصل لصيغة اتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي التصعيد في المنطقة
  • المملكة ترحب بإعلان الرئيس الأمريكي التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي التصعيد في المنطقة
  • الرئيس السيسي: نؤكد أهمية أداء الأمم المتحدة لدور محوري لتحقيق السلام
  • الرئيس السيسي: لا بديل عن إصلاح الأمم المتحدة في ظل التحديات بالمنطقة
  • مستقبل وطن: الرئيس السيسي بعث برسائل حاسمة بشأن العدوان على إيران وحريص على تجنيب المنطقة مزيداً من الفوضى
  • برئاسة المملكة.. انعقاد اجتماع المكتب التنفيذي للشؤون الطارئة لاتحاد إذاعات الدول العربية