سواليف:
2025-12-14@18:50:38 GMT

نور على نور

تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT

#نور_على_نور

د. #هاشم_غرايبة

من ضمن ما كرم الله به البشر وميزهم عن سائر المخلوقات، جملة من العواطف، توجه السلوكات جنبا الى جنب مع العقل، وجعل الضابط لكليهما الفطرة التي فطر الناس عليها، والتي يدعوها غير المؤمنين بالضمير.
من أسمى تلك العواطف الحب، ويأتي سموه لأنه ينتج العطاء والإيثار والتقدير فيعاكس الأنانية التي تدفع باتجاه الأخذ والاستئثار والطمع، وهنا يرتقي الإنسان عن الحيوان، ليكون ذلك دليلا آخر من مئات الأدلة التي تبين أن الإنسان مخلوق من طينة خاصة، ولا يمكن أن يكون أصله حيوانيا.


الحب عاطفة بشرية، لكنه صفة إلهية اصلا، ولحب الله البشر وضع منها ومن كثير من صفاته المثلى (أسمائه الحسنى) في النفس البشرية، ولأنه أحبهم جعلهم في أحسن تقويم وأجمل صورة، وأجرى عليهم نعمه وأفضاله التي هي أكثر من أن تحصى وأعظم من أن توصف.
لأجل هذا الإنسان خلق الله الدنيا ونعيمها، وخصص كل ما في الأرض لنفعه، وأجرى لهم أرزاقا غير مقطوعة ولا ممنونة، تكفي احتياجات كل البشر الى يوم الدين، ولم يحرم منها انسانا عصاه ولا كافراً جحد به.
وأحب الله الناس أن يحبوا بعضهم، ويرتقوا فوق الأطماع والمكاسب الدنيوية الزائلة، فهداهم الى الإيمان به ليكون التقوى رافعا لنفوسهم من اتباع الشهوات التي تدنيهم من الطبيعة الحيوانية، الى ما يرفعهم الى المراتب العليا التي أرادها لهم، فجعل للمتقين حياة أخرى دائمة، فيها نعيم خالص، لا يذوقون فيها شيئا من منغصات الحياة الدنيا التي جعلها ابتلاءات لتمييز المستجيبين من الجاحدين .
إن الله لا يكره أحدا من البشر، لكنه يكره أفعالهم السيئة، لذلك لا تجد في كتابه الكريم عبارة: (ان الله يكره)، ولكنه يقول (ان الله لا يحب)، ولو تأملنا في الأمر لوجدنا أن عبارة (الله يحب) قد جاءت في ست عشرة آية في ذكر: المحسنين، والتوابين، والمتطهرين، والمتقين، والصابرين، والمقسطين، والذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص.
فيما جاءت (لا يحب) في ست عشرة آية أيضا، وفي ذكر: المعتدين، الفساد، الكافرين، الظالمين، المفسدين، المعتدين، الخائنين، والفرحين، ومن كان خوانا أثيما، وكل كفار أثيم، وكل خوان فخور، ومن كان مختالا فخورا.
لذلك تجد الصفات السبع التي يحب الله من يتصف بها من الناس، متوفرة في المؤمنين، جُلّها إن لم تكن كلها، وتجدهم يتسابقون في استكمال ما ينقصهم منها، ويحرصون على تمثلها جميعا
المحسنون هم وصلوا بإيمانهم الى أعلى الدرجات، فهو يرون الله أمامهم في كل تصرفاتهم، لذلك لا يفعلون إلا ما يحبه.
والتوابون: هم بشر يخطئون، لكنهم لا يلبثون أن يتذكروا موقفهم من الله، فيتوبوا عن فعلتهم ويستغفرونه.
والمتطهرون: يعلمون أنهم ليسوا طاهرين، لكنهم يحرصون على التطهر من نجاسة البدن والفكر.
والمتقون: يضعون مخافة الله أمام ناظريهم طوال الوقت، فلا يفعلون ما لا يرضيه.
والصابرون: هم يصبرون على مغالبة الشهوات وعلى دوام الطاعات، وعلى الابتلاء.
والمقسطون هم من يتوخون العدل والإنصاف ولو كان على أنفسهم
وأما الصنف السابع فهم الذين يجاهدون بأنفسهم في سبيل الله، ويصمدون أمام عدو الله عند القتال مهما كانت الظروف.
كثيرون يفرحون إذا ما أحبهم المسؤول عنهم في العمل، ويعتبرون ذلك مفتاح التوفيق والفلاح، وكلما كان المسؤول أرفع درجة كلما عظُم فرحه، فكيف بمن أحبه مالك الملك، ومن بيده مقاليد كل الأمور؟.
لقد أرادنا أن يبين لنا ما يحبه وما لا يحبه، لتستقيم سلوكاتنا، وتصلح أعمالنا، ففي خضم حياة الناس اليومية، تطغى النفعية على تعاملات الناس، وتحجب المصالح المبادئ، وكلما كان ذلك نمطا سائدا في مجتمع، كلما غلبت عليه النزعات الأنانية واختفت القيم السامية، ويترافق ذلك دائما مع غياب العدالة واستشراء الفساد.
لقد دلت التجارب البشرية على أن تحقق صورة المجتمع الفاضل، بناء على اختيار الناس، واتباع القيم العليا طواعية أوعن قناعات بعقائد مادية زائغة، أمر لا يمكن الوصول اليه، فلا يتحقق ذلك بغير ضوابط الثواب والعقاب.
ولذلك أنزل الله الهدى للبشر لكي يعرفوه فيعبدوه، وعندها يتبعوا ما يحبه طمعا في نيل ثوابه، وينتهوا عما لا يحبه خوفا من عقابه.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نور على نور لا یحب

إقرأ أيضاً:

نقطة تحول في تاريخ البشرية.. اكتشاف أقدم دليل على استخدام البشر القدماء للنار في هذا الموقع

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كَشَف حقل في مقاطعة سوفولك شرق إنجلترا أدلةً حول أقدم حالة معروفة لقيام البشر بإشعال النار والتحكم فيها. ويعتقد علماء الآثار أنّه اكتشاف مهم يُسلّط الضوء على نقطة تحوّل حاسمة في تاريخ البشرية.

يشير اكتشاف طين محروق شكّل موقدًا في منطقة بارنهام، إضافةً لفؤوس حجرية متصدعة بفعل الحرارة، وشظيتين من حجر البيريت الذي يُستخدم لتوليد شرارات، إلى أن البشر الأوائل (إنسان النياندرتال على الأرجح) كانوا قادرين على إشعال النيران والحفاظ عليها.

قطعة من حجر البيريت اكتُشِفت في منطقة بارنهام في إنجلترا لأول مرة في عام 2017.Credit: Jordan Mansfield

وقال أمين مجموعات العصر الحجري القديم في المتحف البريطاني، نيك أشتون، خلال مؤتمرٍ صحفي: "هذا موقع يعود تاريخه إلى 400 ألف عام يوجد فيه أقدم دليل على إشعال النار، ليس في بريطانيا أو أوروبا فحسب، بل في أي مكان آخر من العالم".

وأكّد أشتون، المؤلف الرئيسي لدراسة حول موقع بارنهام نُشرت في مجلة "Nature"، الأربعاء: "هذا هو الاكتشاف الأكثر إثارة في مسيرتي المهنية التي امتدت 40 عامًا".

رسمة تخيلية تُظهر كيفية إشعال البشر القدماء للنيران.تصوير: By Craig Williams © The Trustees of the British Museum Craig Williams/The Trustees of the British Museum

لطالما كان تحديد الوقت والمكان الذي بدأ البشر في إشعال النار وطهي الطعام عمدًا، بين الأسئلة التي حيّرت الباحثين في مجال أصول الإنسان لفترةٍ طويلة.

فهذه القدرة على إشعال النار ستسمح للبشر الذين عاشوا في بارنهام بتدفئة أنفسهم، وردع الحيوانات البرية، وطهي طعامهم بانتظام، بشكلٍ كان سيجعله مغذّ أكثر.

وكان من الممكن أن يجلب القدرة على التحكم بالنيران فوائد عملية، مثل تطوير المواد اللاصقة، وتقنيات أخرى، وتعزيز التفاعل الاجتماعي عبر سرد القصص مثلاً.

تُعد القطع الأثرية المكتشفة في هذا الموقع أقدم بـ350 ألف عام من الأدلة السابقة المعروفة عن إشعال النار في السجل الأثري، والتي عُثِر عليها في شمال فرنسا.

ومع ذلك، يرى أشتون أنّه من غير المرجح أن تكون القدرة على إشعال النار قد ظهرت لأول مرة في بارنهام.

وأوضح: "أعتقد أن الكثير منّا تمتع بحدس بشأن استخدام النيران بشكلٍ منتظم في أوروبا منذ حوالي 400 ألف عام. لكننا لا نملك دليلًا على ذلك".

موقع الحفريات في إنجلترا.Credit: Jordan Mansfield

يُعد تحديد وقت تعلُّم البشر إتقان إشعال النار لأول مرة وكيفية ذلك أمرًا صعبًا بالنسبة لعلماء الآثار.

السبب يعود إلى ندرة بقاء الأدلة التي تشير إلى اشتعال النيران، فيمكن أن يتطاير الرماد والفحم بسهولة، ويمكن أن تتعرّض الرواسب المحروقة للتآكل. 

يصعب أيضًا التمييز بين الحرائق الطبيعية وتلك التي أشعلها الإنسان.

ويُرجح أنّ البشر الأوائل بدأوا في استغلال النيران الناجمة عن الصواعق أو عوامل طبيعية أخرى، ربما عن طريق الحفاظ على الجمرات لفترةٍ من الزمن، ولكنها كانت ستظل موردًا غير منتظم، وفقًا للدراسة.

ومع ذلك، تشير الاكتشافات في بارنهام إلى أنّ السكان القدماء استطاعوا إشعال النار واستخدامها بشكلٍ روتيني ومتعمد.

الدليل القاطع

حلّل الفريق الرواسب المُحمرّة من بارنهام، ووجد أنّ خصائصها الكيميائية تختلف عن تلك الناتجة عن الحرائق الطبيعية.

أشارت بصمة الهيدروكربونات على سبيل المثال، إلى درجات حرارة أعلى ناتجة عن حرق الخشب بشكلٍ مركز، بدلاً من الحرائق واسعة النطاق.

كما أشار التغير المعدني في الرواسب إلى تكرّر الاشتعال  في الموقع ذاته.

لكن الدليل القاطع تجسّد عبر قطعتين من حجر البيريت الحديدي، الذي يُشار إليه أحيانًا بـ"ذهب الحمقى".

ويمكن استخدامه لضرب حجر الصوان، بشكلٍ يُنتج شرارات كافية لإشعال مواد قابلة للاشتعال مثل الفطر الجاف.

لم يكن هذا المعدن الطبيعي متوفرًا في البيئة المحيطة مباشرةً، ويدل ذلك على أنّ السكان القدماء كانوا على دراية بخصائصه في إشعال النار، وسعوا للحصول عليه، كما أفاد الباحثون في الدراسة.

ويرى أستاذ علم آثار العصر الحجري القديم بمركز آثار أصول الإنسان في جامعة ساوثهامبتون البريطانية، جون ماكناب، غير المشارك في الدراسة، أنّ ما يثير الإعجاب في هذا البحث هو النطاق الواسع من أساليب التحليل المستخدمة لحل اللغز.

مقالات مشابهة

  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة.. «فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً»
  • علماء للجزيرة نت: أصول القطط المنزلية ترجع إلى شمال أفريقيا
  • حوار الوفد مع الدكتور مبروك عطية عن ما لايذكرمن السيرة المطهرة وسبب ذلك
  • طالما بأكلك ملكيش حاجة.. مليونير يحرم زوجته الثانية من ميراثها الشرعي
  • الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل
  • نقطة تحول في تاريخ البشرية.. اكتشاف أقدم دليل على استخدام البشر القدماء للنار في هذا الموقع
  • حسنة ملقاة على الطريق تدخلك الجنة.. لا تستهين بها أو تضيعها
  • دراسة تكشف: أسلاف البشر يصنعون أدوات عظمية قبل مليون ونصف!
  • "العمو"… مقتل مهرب البشر الليبي المطلوب دوليا
  • أحمديات: مملكة النمل تتحدث عن البشر