مستعدّة للتفاوض المباشر مع أمريكا لكن بشروط.. أوروبا تلوّح بالعقوبات وإيران ترد!
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
أفادت صحيفة فاينانشال تايمز بأن فرنسا وألمانيا وبريطانيا أبلغت الأمم المتحدة باستعدادها لإعادة فرض العقوبات على إيران في حال لم تعد إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي قبل نهاية أغسطس 2025.
وجاء في رسالة وزراء خارجية الدول الثلاث، التي أُرسلت إلى الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، تحذير واضح مفاده: “إذا لم تكن إيران مستعدة للتوصل إلى حل دبلوماسي قبل نهاية أغسطس، أو لم تستغل فرصة تمديد المحادثات، فإن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث مستعدة لتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات”.
ويأتي هذا التحذير بعد محادثات “جادة وصريحة ومفصلة” عُقدت في إسطنبول الشهر الماضي، والتي كانت أول اجتماع مباشر منذ الضربات الإسرائيلية والأمريكية على المواقع النووية الإيرانية.
رداً على ذلك، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أن تفعيل “آلية الزناد” سيضر بأوروبا، مشددة على استمرار الجهود مع الدول الأوروبية لمنع تفعيلها، واصفة هذه التهديدات بأنها حرب نفسية أكثر منها اقتصادية.
في سياق متصل، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى تصنيف العقوبات الغربية، التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها، كجريمة ضد الإنسانية. وذكر عراقجي، في منشور على منصة “إكس”، أن العقوبات تسببت في وفاة أكثر من 500 ألف شخص سنويًا منذ السبعينيات، مشيرًا إلى دراسة نُشرت في مجلة “The Lancet” الطبية تؤكد أن العقوبات الأحادية يمكن أن تكون مميتة مثل الحروب.
وأضاف أن الوقت قد حان للاعتراف بهذه العقوبات اللاإنسانية كجريمة ضد الإنسانية، داعيًا الدول المتضررة إلى التنسيق والرد الجماعي على هذه السياسة.
وكان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني للشؤون القانونية، علي شمخاني، قد طالب في العام الماضي الولايات المتحدة بتعويض إيران بمبلغ تريليون دولار عن العقوبات المفروضة عليها.
إيران مستعدة لمفاوضات مباشرة مع أمريكا لكن بشروط!
أعلن محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني، أن طهران مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، شريطة توفر الظروف الملائمة واستيفاء الشروط التي حددتها إيران.
ووصف عارف الدعوات الأمريكية لوقف تخصيب اليورانيوم بشكل نهائي بأنها “مزحة كبيرة”.
وأكد عارف استمرار التواصل مع الدول الوسيطة في المفاوضات لمتابعة آخر التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، في وقت تتواصل فيه المشاورات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الملف نفسه.
وكانت إيران نفت، صحة التقارير التي تحدثت عن استضافة النرويج للجولة المقبلة من المفاوضات النووية غير المباشرة مع واشنطن، مؤكدة أن هذا الأمر غير مؤكد.
في السياق نفسه، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بشأن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، واصفاً إياها بـ”سخيفة ومضحكة”، مؤكداً أن أمريكا شاركت بشكل مباشر في العدوان العسكري على إيران عبر دفع إسرائيل للتحرك بالوكالة.
وبينت طهران أن المفاوضات السابقة، التي عُقدت خمس جولات منها بوساطة عمانية، لا تزال تواجه خلافات جوهرية حول قضيتي تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات، وتؤكد إيران أن التخصيب حق مكفول لها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتشترط رفع جميع العقوبات قبل التوصل لأي اتفاق، مع التأكيد على الطابع السلمي لبرنامجها النووي وضرورة حصولها على ضمانات جدية لالتزام واشنطن بأي اتفاق مستقبلي.
ويأتي ذلك بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي عام 2018 وإعادة فرض العقوبات على إيران، ما دفع الأخيرة للتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أوروبا إيران إيران وأمريكا إيران وأوروبا إيران وإسرائيل العقوبات الاقتصادية العقوبات على إيران
إقرأ أيضاً:
صراع طهران وتل أبيب يتصاعد.. النووي الإيراني يعود لصدارة المشهد الإقليمي
في وقت بالغ الحساسية يشهده الشرق الأوسط، تتسارع الأحداث بين طهران وتل أبيب وسط مؤشرات متزايدة على دخول المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، بعد عودة الملف النووي الإيراني إلى الواجهة الدولية من جديد.
فبين تهديدات متبادلة وضربات محدودة تنسب لهذا الطرف أو ذاك، أصبحت الأوضاع تنذر باحتمال تحول الحرب الباردة بين الجانبين إلى مواجهة مفتوحة، تتجاوز حدود الوكلاء وتصل إلى صدام مباشر بين قوى إقليمية ودولية، في وقت يشهد فيه النظام العالمي اضطرابات عميقة وتغيرًا في التحالفات.
وتأتي هذه التطورات في ظل عجز المسارات الدبلوماسية عن تحقيق أي اختراق حقيقي في الملف النووي الإيراني، وتزايد القلق من أن تمضي طهران في استكمال مشروعها الذي ترى فيه بعض العواصم الغربية تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي، بينما تعتبره إيران حقًا سياديًا لتطوير قدراتها العلمية والدفاعية.
أحمد فؤاد أنور: الحديث عن إحياء النووي الإيراني يكشف فشل الضربات الأمريكية والإسرائيليةقال أحمد فؤاد أنور في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الحديث عن إكمال المشروع النووي الإيراني يختلف تمامًا عن مجرد السعي أو محاولات الإحياء، وأضاف أن تحول البرنامج إلى قدرة نووية مكتملة يمنح طهران «حصانة» ورافدًا من الردع يصعب على أي طرف توجيه ضربة حاسمة ضدها.
أوضح أنور أن استمرار قدرة إيران على التحرك في هذا الملف يشير إلى أن الضربات التي نسبت للولايات المتحدة أو لإسرائيل لم تكن فعالة بما يكفي لوقف تطور القدرات الإيرانية، مضيفًا أن مجرد النقاش الحالي عن إحياء البرنامج دليل على محدودية أثر هذه العمليات.
نوه إلى أن المواجهة شملت ضربات متبادلة استهدفت مراكز وأهدافًا حساسة في الطرفين من عمليات اغتيال لعلماء إلى هجمات على منشآت استراتيجية ما يعكس منطق الردع المتبادل وتصاعد وتيرته في المنطقة.
لفت إلى أن عملية استهداف أهداف داخل إيران أو وصول ضربات من اليمن رغم بساطة وسائلها أثارت تساؤلات عن فعالية منظومات الدفاع الجوي المتفوّق عليها إعلاميًا، بما في ذلك منظومات متقدمة لطالما تم الترويج لقدراتها.
شدد أنور على أن توجيه ضربات واسعة لإيران لن يكون ممكنًا من دون موافقة أو مشاركة أميركية فعلية، وأن ذلك يزيد من تعقيد أي مسار عسكري محتمل ويجعل الخيارات السياسية والدبلوماسية أكثر أهمية.
وأكد أنور أن التعاون التقني والاقتصادي والاستخباراتي بين إيران وقوى كبرى قد يغير موازين القوة ويطيل أمد المواجهة إلى حرب استنزاف، وهو ما قد لا يخدم مصالح تل أبيب في سيناريو تصعيد طويل الأمد.
ختامًا قال أحمد فؤاد أنور إن المشهد الراهن يؤكد أن المنطقة أمام لعبة معقدة من الردع المتبادل والتحالفات المتعددة الأبعاد، وأن الحلول القصيرة النافذة العسكرية وحدها لن تكون كافية لاحتواء الأزمة.