عودة كاسر العظام.. قصة إنقاذ النسر الملتحي المهدد بالانقراض في أوروبا
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
ملاحظة المحرر: "نداء الأرض" عبارة عن سلسلة تحريرية من CNN تلتزم بتقديم التقارير حول التحديات البيئية التي تواجه كوكبنا، والحلول لمواجهتها. أبرمت رولكس عبر مبادرة "الكوكب الدائم" شراكة مع CNN لزيادة الوعي والمعرفة حول قضايا الاستدامة الرئيسية وإلهام العمل الإيجابي.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في كل عام، مع ذوبان الثلوج والجليد على قمم جبال الألب، تنطلق صغار النسور الملتحية بأولى رحلاتها الجوية.
تعتمد هذه النسور على نفسها لأول مرة، باحثةً عن الطعام في جثث الماعز البري والوعول التي نفقت خلال الشتاء وبقيت محفوظة في الجليد، لا على الفرائس الحية.
ومع طول فصل الصيف وكبر حجم الطيور الصغيرة، يتحول تركيزها إلى مصدر غذائي مختلف، أي العظام. وتعد النسور الملتحية الوحيدة بين الحيوانات التي تتغذى بشكل شبه كامل على العظام.
لكن قبل قرن من الزمن، اختفت هذه النسور على طول سلسلة الجبال الأوروبية. إذ انقرضت بعدما خُصّصت مكافآت لمن يصطادها، بسبب اعتقاد الناس أنها تخطف وتحصد الحملان وحتى الأطفال الصغار.
وقد قتل آخر نسر ملتحي بري في جبال الألب برصاصة، في وادي أوستا بإيطاليا، العام 1913.
وبفضل مشروع إعادة التوطين الذي تقوده مؤسسة حماية النسور، بدأت أعدادها تتعافى الآن. ففي العام 1986، بدأت المؤسسة بإطلاق النسور التي تربّت في الأسر إلى البرية، ومنذ ذلك الحين أطلقت 264 طائرًا في جبال الألب.
ويعتبر عدد النسور في الألب الآن بحالة اكتفاء ذاتي، حيث وُلد 522 صغيراً بريًا منذ العام 1997. وقد أعلن الاتحاد الأوروبي هذه الطيور بين الأنواع المحمية في العام 2009، وفي فرنسا يُعاقب صيد النسر الملتحي بأقصى غرامة قدرها 150 ألف يورو (206 ألف دولار) وبالسجن لمدة ثلاث سنوات.
اليوم، تقدّر مؤسسة حماية النسور وجود نحو 460 نسرًا ملتحيًا في جبال الألب، مع ولادة 61 طائرًا بريًا في العام 2024. حيث كان المزارعون في السابق يصطادون النسر الملتحي، والآن يرفع المتنزهون أعينهم نحو السماء على أمل رؤية هذه النسور التي عادت من حافة الانقراض.
حيوانات مهددة بالانقراضنشر الأربعاء، 13 اغسطس / آب 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: حيوانات مهددة بالانقراض جبال الألب فی جبال
إقرأ أيضاً:
الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُمانية
في تجمّع أقيم في صلالة في جنوب سلطنة عمان، يردد رجال بلباسهم التقليدي قصائد قديمة باللغة الجبّالية الشحرية التي لا يفهمها إلا 2% من سكان البلاد ويتمسكون بتوارثها وحمايتها من الاندثار.
من أعالي جبال ظفار، المحافظة التي تضم صلالة، انبثقت هذه اللغة. ويقول الباحث في التراث الشعبي علي بن سهيل المعشني لوكالة فرانس برس إن عدد الذين يتكلمون اليوم الجبّالية الشحرية "لا يتجاوز 120 ألفا"، مضيفا "إنها لغة مهددة"، ومشيرا إلى مخاوف من انقراضها بحكم أنها لم تدوّن جيّدا ولم تدرج في المناهج الدراسية.
وتعود أصول الجبّالية الشحرية إلى اللغات السامية، وتفرّعت عنها السامية العربية الجنوبية ثم لغات قديمة عاشت في ظفار، من بينها الشحرية، وأخرى باتت شبه منقرضة اليوم مثل البطحرية التي "يتحدثها 3 أو 4 أشخاص فقط"، وفق المعشني.
ويختلف أهلها على تسميتها بين من يصرّ على "الجبّالية" فقط ومن لا يمانع باسم "الشحرية". ويقول المعشني إنه اختار موقف الوسط بعبارة "الجبّالية الشحرية"، مضيفا أنها "لغة متكاملة الأركان" تضم قواعد صرف ونحو كاملة، واستخدمت عبر التاريخ في الأشعار والأمثال والأساطير، لكنها بقيت "لغة خام لم تُهذّب".
وضعت الجغرافيا الجبلية المميزة لظفار هذه اللغة في بيئة شبه مغلقة، ينشأ فيها الأطفال على لسان الأجداد، ويكبرون على أنغام الفنون الشعبية والقصائد المتوارثة التي تحفظ في طيّاتها كلمات عتيقة اندثرت من الحياة اليومية.
ويقول المعشني إن الجبالية الشحرية "لغة تاريخية قديمة جدا موغلة في عمق التاريخ (…)، حمتها العزلة في ظفار".
الجبّالية وتحديات العصر الرقميلكن العزلة اليوم لم تعد كافية لحماية هذا الموروث اللغوي أمام الزخم الهائل للتكنولوجيا.
فبرغم تمسّك القبائل بعاداتها وتقاليدها ولغتها، فإن معظم أفرادها يملكون هواتف ذكية ويتفاعلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما انتقل كثير من أبناء الجبال الى المدن أو خارج ظفار، مما أفقد بعضهم القدرة على تحدث اللغة بطلاقة.
إعلانومع ذلك، أكّد جميع من حاورتهم فرانس برس إصرارهم على الحفاظ على هذه اللغة ومخاطبة أطفالهم بها دائما.
ويوضح سعيد شماس، وهو ناشط على منصات التواصل الاجتماعي من ظفار، لفرانس برس أن تعلّم اللغة يبدأ من نشأة الطفل في البيت فهو "يجد أن من في بيئته يتكلمون الجبّالية، من الأب والجد والأم، فيفهم مباشرة أنها اللهجة أو اللغة التي سيتكلمها".
وقال طفل في الخامسة وآخر في الثامنة إنهما "يفضّلان التحدث بالجبّالية على العربية"، وإن العربية تبقى بالنسبة لهما لغة المدرسة.
ويتمسّك أهل ظفّار بتوريث لغتهم عبر الفنون الشعبية للحفاظ عليها، في حين يتجه اليوم باحثون إلى صونها بمبادرات توثيقية.
في خيمة في مدينة صلالة في محافظة ظفار، يقول الشاعر والفنان الظفاري خالد أحمد الكثيري (41 عاما)، بعد أن أنهى إنشاد قصيدة بالجبالية الشحرية خلال فعالية ثقافية، "القصيدة الجبّالية وسيلة نحافظ بها على هذه اللغة ونعلّم من خلالها الأجيال الجديدة".
وانضم له شماس البالغ من العمر 35 عاما قائلا "نحافظ على الموروث وعلى الكلمات القديمة أيضا من خلال فنون النانا والدبرارت (الاسمان باللغة الجبالية لهذه القصائد) التي تستخدم كلمات لا تُستخدم في الحوارات اليومية".
وتتكثف الجهود في محافظة ظفار لحماية اللغة ومحاولة تدوينها وتوثيقها.
ويؤكد المعشني وجود "جهود حثيثة من المهتمين والباحثين والجهات الحكومية" لذلك "ضمن خطة عُمان 2040" التي تنص على "التركيز على مثل هذه اللغات والموروثات الشعبية".
ويقود المعشني فريقا لإنجاز أول معجم شامل لهذه اللغة، يضم نحو 125 ألف مفردة مترجمة إلى العربية والإنجليزية.
ومن المتوقع أن تكون للمعجم نسخة إلكترونية تضم خاصية النطق الصوتي لحفظ مخارج الحروف والأصوات المميزة في الجبّالية الشحرية.