أكد خبراء ومحللون سياسيون أردنيون أن مخرجات القمة العربية غير العادية بالعاصمة الإدارية الجديدة التي عقدت بالقاهرة أمس الثلاثاء، واعتمادها الخطة التي أعدتها مصر بالتعاون مع فلسطين لإعادة إعمار قطاع غزة، وأصبحت بعد اعتمادها من القمة، خطة عربية مؤيدة بالكامل من جميع الدول العربية والمجتمعات العربية والأمة العربية، تأكيد لموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الداعم والمساند لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال الخبراء الأردنيون، في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن القمة العربية غير العادية انحازت إلى صوت العقل والسلام والأمن والاستقرار الذي دعت إليه قيادتا مصر والأردن منذ اللحظة الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وهو رفض التهجير وضرورة التعمير، مشيرين إلى أن الدعم العربي والدولي لخطة الإعمار المصرية لقطاع غزة تمثل انتصارا حقيقيا للإنسانية وللموقف المصري الأردني الراسخ.

وقالت ليندا الكركي الإعلامية الأردنية عضو الاتحاد العربي للعمل التطوع، إن القمة العربية غير العادية جاءت في لحظة مفصلية حيث أكدت الوحدة العربية في مواجهة مخططات تهجير الفلسطينيين ورفض أي حلول تنتقص من حقهم في البقاء على أرضهم، مؤكدة أن الدعم العربي والدولي للخطة المصرية لإعادة الإعمار يؤكد دور مصر بقيادة الرئيس السيسي، كقوة رئيسية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، عبر طرح خطة شاملة لإعادة إعمار غزة تضمن لأهلها الحياة الكريمة دون تهجير أو تصفية للقضية الفلسطينية.

وأضافت الكركي أن القمة ومخرجاتها تؤكد تعزيز دور مصر ومكانتها كوسيط رئيسي في القضية الفلسطينية ليس فقط عربيا بل دوليا أيضا خاصة في ظل تصاعد الضغوط الدولية لوقف العدوان على غزة، مثمنة تأكيدات العاهل الأردني في كلمته على رفض التهجير واستمرار تقديم المساعدات والدعم للأشقاء الفلسطينيين باعتباره دورا أردنيا رياديا لا يقبل المساومة أو الضغوط.

ولفتت إلى أن القمة العربية غير العادية بالقاهرة لم تكن مجرد اجتماع دبلوماسي بل رسالة عربية واضحة بأن القضية الفلسطينية لا تزال في صدارة الأولويات وخصوصا لدى مصر والأردن قيادة وحكومة وشعبا، مشيرة إلى أن دعم القادة العرب للموقف المصري والأردني يمثل إدراكا متزايدا بأن الأمن والاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقهما إلا عبر إنهاء الاحتلال وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

بدوره، قال خالد القضاة عضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين، إن مخرجات القمة العربية غير العادية جاءت تتويجا للجهود المصرية الأردنية والتي امتدت لأكثر من 75 عاما، دعا فيها الدولتان إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، مؤكدا أن الممارسات الإسرائيلية بالتهويد والاستيطان وإنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم سيدخل المنطقة في صراعات مركبة، لا يمكن التكهن بنتائجها على دول المنطقة والعالم وهو أيضا ما أكدته القمة في بيانها الختامي.

ولفت القضاة إلى أن التنسيق الأردني المصري بعد أحداث 7 أكتوبر 2023 مثل قوة حقيقية في إفشال المخططات الإسرائيلية المتطرفة الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتصدير تداعيات العدوان الإسرائيلي لدول الجوار وخاصة إلى مصر والأردن، وتوج ذلك بمخرجات القمة العربية بالقاهرة، حيث أكد الملك عبد الله والرئيس السيسي بكل وضوح رفضهما المطلق والصريح للسياسات التهجريرية الإسرائيلية، والعمل في إطار عربي للتصدي لها وإفشالها.

وأكد أن التواجد العالمي في القمة العربية غير العادية بالقاهرة أعطى شرعية دولية لقرارات القمة وموقف قادتها الرافض للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، ووضع التعنت الإسرائيلي في مواجهة مع العالم، مشيرا إلى أن قرارات القمة ستشكل منعطفا جوهريا ضد تطرف حكومة الاحتلال وإجبارها على التخلي عن أحلامها التوسعية وتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول المنطقة.

من جانبه، أشار الباحث والمحلل السياسي الدكتور محمد بزبز الحياري، إن القمة العربية غير العادية تعد قمة استثنائية من ناحية التوقيت ومن ناحية المنعطف التاريخي الذي تمر به المنطقة، مؤكدا أن هذا الأمر يولد فرصة تاريخية لإعادة إحياء العمل العربي المشترك، خصوصا وأن الحاضنة الشعبية على امتداد كامل الوطن العربي تنظر بعين الأمل والترقب لموقف عربي موحد وصارم تجاه الكثير من القضايا وأهمها القضية الفلسطينية وهو ما أرسلته القمة بالقاهرة أمس.

وشدد على أن الخطة المصرية لإعمار غزة خطة متكاملة تخدم غزة وأهلها على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وإيجابية وواقعية مقابل الخطط والاقتراحات الإسرائيلية والأمريكية غير المنطقية وغير الواقعية والتي تواجه برفض قاطع من أهل غزة أولا ثم رفض عربي ودولي، داعيا الأطراف الفلسطينية إلى تجاوز الخلافات وتوحيد الجهود لتكون غزة تحت إدارة حكيمة وعقلانية خوفا أن تذهب جهود الإعمار بالنهاية سدى.

وتابع أن الموقف المصري الأردني المتماسك والقائم على التنسيق الحثيث والمتواصل بين القيادتين بدعم شعبي عارم، ساهم في حماية القضية الفلسطينية من التصفية، مؤكدا أن التنسيق المصري الأردني السعودي والقمة التشاورية بالرياض مؤخرا مثل نواة لموقف عربي شامل لحل الدولتين والحفاظ على الهوية الفلسطينية وإحلال السلام العادل بالمنطقة.

اقرأ أيضاًاللواء رضا فرحات: كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية عكست بوضوح موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية

الرئيس السيسي يلتقي نظيره العراقي ويؤكد دعم مصر للعراق وفلسطين

خلال لقائه محمود عباس.. الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الثابت لفلسطين

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي الملك عبدالله الثاني القمة العربية العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني موقف الرئيس السيسي القمة العربیة غیر العادیة القضیة الفلسطینیة الرئیس السیسی إلى أن

إقرأ أيضاً:

اللجنة الوزارية من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية تشدد على ضرورة الوقف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي على غزة

الرياض

أعربت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن التطورات في قطاع غزة التي تضم كل من المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية إندونيسيا، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية نيجيريا الاتحادية، ودولة فلسطين، ودولة قطر، وجمهورية تركيا، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى جمهورية بنغلاديش الشعبية، وجمهورية تشاد، وجمهورية جيبوتي، وجمهورية غامبيا، ودولة الكويت، ودولة ليبيا، وماليزيا، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وسلطنة عمان، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية الصومال الفيدرالية، وجمهورية السودان، والإمارات العربية المتحدة، والجمهورية اليمنية عن إدانتهم الشديدة ورفضهم القاطع لإعلان إسرائيل نيتها فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، معتبرة أن هذا الإعلان يشكل تصعيدًا خطيرًا ومرفوضًا، وانتهاكًا للقانون الدولي، ومحاولة لتكريس الاحتلال غير الشرعي وفرض أمر واقع بالقوة يتنافى مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأكدت اللجنة في بيان لها اليوم، أن هذا التوجه المعلن من جانب إسرائيل يأتي استمرارًا لانتهاكاتها الجسيمة القائمة على القتل والتجويع ومحاولات التهجير القسري وضم للأرض الفلسطينية وإرهاب المستوطنين وهي جرائم قد ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية، كما أنها تبدد أي فرصة لتحقيق السلام، وتقوّض الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للتهدئة وإنهاء الصراع، وتضاعف من الانتهاكات الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني، الذي يواجه على مدار 22 شهرًا، عدوانًا وحصارًا شاملًا طال كافة مناحي الحياة في قطاع غزة وانتهاكات خطيرة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقالت اللجنة الوزارية في بيانها: “وإزاء هذا التطور الخطير، نشدد على ما يلي:
– ضرورة الوقف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين والبنية التحتية في القطاع والضفة الغربية والقدس الشرقية.

– مطالبة إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالسماح العاجل وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يشمل الاحتياجات الكافية من الغذاء والدواء والوقود، وضمان حرية عمل وكالات الإغاثة والمنظمات الدولية الإنسانية وفقًا للقانون الإنساني الدولي ومعايير العمل الإنساني الدولية المعمول بها.

– دعم الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار، والتي تبذلها كل من جمهورية مصر العربية، ودولة قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والرهائن، باعتباره مدخلًا إنسانيًا أساسيًا لخفض التصعيد وتخفيف المعاناة وإنهاء العدوان الإسرائيلي.
– ضرورة العمل على البدء الفوري بتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة، والدعوة للمشاركة بفاعلية في مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده بالقاهرة قريبًا.
– رفض وإدانة أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بغزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، ونؤكد على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مع الاعتراف بالدور الأساسي الذي تضطلع به الوصاية الهاشمية في هذا الصدد.
– التأكيد على أن السلام العادل والدائم لا يمكن تحقيقه إلا عبر تنفيذ حل الدولتين، بما يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ونحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة والكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها قطاع غزة، وتدعو المجتمع الدولي، ولا سيما الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والتحرك العاجل لوقف السياسات العدوانية الإسرائيلية، التي تهدف إلى تقويض فرص تحقيق سلام عادل ودائم والقضاء على آفاق تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام العادل والشامل، والعمل على المحاسبة الفورية لجميع الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ضد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي بما فيها ما يرقى إلى جرائم الإبادة.

كما نؤكد على ضرورة العمل على تنفيذ مخرجات المؤتمر رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي انعقد في نيويورك برئاسة المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا، وما تضمنته الوثيقة الختامية من إجراءات تنفيذية عاجلة ضمن جدول زمني لإنهاء الحرب في غزة، والالتزام بمسار سياسي للتسوية السلمية الشاملة للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين.

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يستقبل اليوم رئيس أوغندا لبحث سبل دفع وتعزيز العلاقات الثنائية
  • حياة خطاب: الدولة المصرية تقف شامخة بفضل الله ثم بجهود الرئيس السيسي ورؤيته الإستراتيجية
  • بدء أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية للتصدي لقرار إسرائيل إعادة احتلال غزة
  • بدء أعمال الدورة غير العادية للجامعة العربية للتصدي لاحتلال غزة
  • القمة العربية الطارئة تبحث مواجهة الجرائم الإسرائيلية في غزة
  • اللجنة الوزارية من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية تشدد على ضرورة الوقف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي على غزة
  • اللجنة المكلفة من القمة العربية الإسلامية تدين نية الاحتلال اجتياح كامل قطاع غزة
  • اللجنة المكلفة من القمة العربية الإسلامية تدين نية إسرائيل اجتياح كامل قطاع غزة
  • بيان مشترك للجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بشأن التطورات في قطاع غزة
  • هاكان فيدان يلتقي الرئيس المصري السيسي في القاهرة