هآرتس: إسرائيل مثل متجر يوشك على الإفلاس لكنه يواصل التوسع
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
في مقال لاذع نشرته صحيفة هآرتس، شبّه الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل إسرائيل بسلسلة متاجر سوبرماركت تتهاوى بسبب الفساد الإداري، فيما تواصل التوسع وفتح المزيد من الفروع.
ويعكس هذا التشبيه، وفقا لبرئيل، المعضلة التي تعيشها إسرائيل في ظل الأزمة الداخلية المتفاقمة، في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة سياساتها التوسعية في الضفة الغربية، وتكثيف عملياتها العسكرية في غزة ولبنان وسوريا، كما لو أن الأوضاع مستقرة ولا تواجه الدولة تهديدا وجوديا من الداخل.
ويأتي هذا النقد في وقت تتواصل فيه التحقيقات حول فشل إسرائيل الأمني في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2003، والذي كشف عن أوجه قصور كبيرة في منظومة الأمن والاستخبارات، ما أدى إلى واحدة من أخطر الضربات التي تعرضت لها إسرائيل منذ قيامها، وأسفر عن مقتل وإصابة مئات الإسرائيليين وأسر العشرات من قبل المقاومة الفلسطينية.
إنكار الواقعوبرأي محلل الشؤون العربية والشرق أوسطية في الصحيفة، فإن إسرائيل تتصرف اليوم كما لو أن شيئا لم يتغير، رغم أن تداعيات الهجوم أثارت زلزالا داخليا هزّ ثقة الجمهور بالحكومة والمؤسسة الأمنية.
ورغم هذا الفشل، تواصل الحكومة الإسرائيلية تبني سياسات تصعيدية، سواء على المستوى الأمني أو السياسي، فتوسع من عملياتها العسكرية دون تقديم رؤية استراتيجية واضحة لإنهاء الحرب، بينما يتعمق الانقسام الداخلي وتتصاعد الاحتجاجات ضد أداء القيادة.
إعلانويرى الكاتب أن هذا النهج يعكس نمطا من الإنكار السياسي والإداري، حيث تركز الحكومة على تصدير الأزمات بدل معالجتها، تماما كما يفعل صاحب متجر مفلس يواصل فتح فروع جديدة بدلا من إصلاح المشاكل الأساسية التي أدت إلى انهياره.
ويقول برئيل إن "التحقيقات العسكرية الأخيرة كشفت عن عمق الإهمال والتهور الذي أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح، بما في ذلك مقتل وجرح آلاف المدنيين والجنود، فضلا عن استمرار معاناة المختطفين في أنفاق غزة. ومع ذلك، تُعامل هذه الخسائر من قبل الإدارة الحالية على أنها "أضرار عرضية" لا مفر منها في سبيل الدفاع عن الوطن".
ويضيف برئيل أن "الحكومة الإسرائيلية ترفض السماح للجان تحقيق مستقلة بفحص سلوكها، الذي تسبب في أضرار غير مسبوقة في تاريخ الدولة، وبدلا من ذلك تتباهى بـ"إنجازاتها الهائلة"، مثل اغتيال قيادات حزب الله وحركة حماس وكبار المسؤولين الإيرانيين، وكأن هذه الإنجازات قادرة على تعويض الخسائر التي تكبدتها، فيما هي تنتهك الاتفاقيات الدولية التي وقّعتها بنفسها.
الاستمرار في التوسعويشرح الكاتب الحالات التي توسعت فيها إسرائيل، في وقت لم تنجح أصلا في حل أزمتها الداخلية، فيبدأ بقطاع غزة، التي يقول إن إسرائيل تواجه بشأنها أزمة إنسانية وسياسية عميقة.
فبدلا من الانسحاب من القطاع كما تطالب حماس، تعرض إسرائيل صفقة الرهائن للخطر مقابل الاستمرار في السيطرة على غزة، فيما لا يزال يواجه مستوطني غلاف غزة صعوبات كبيرة في العودة إلى منازلهم.
ويصف برئيل هذا الوضع بالقول "وكما هي الحال مع الشركات التي تمنح مدينيها خصما سخيا بعد إفلاسها، فإن مواطني البلاد يُطلب منهم الآن أن يثقوا في المدين المتخلف عن السداد".
أما في لبنان، فوفقا لبرئيل، فإن "الوضع ليس أفضل حالا رغم أن إسرائيل حققت إنجازات كبيرة" على حد زعمه، إلا أنه يرى أن صيانة الاحتلال الإسرائيلي هناك تكلف الدولة مبالغ طائلة، فيما لا يزال آلاف المستوطنين في الشمال ينتظرون العودة إلى حياتهم الطبيعية، ويشعرون بأن الأمن الذي وُعدوا به لا يزال بعيد المنال.
إعلانوفي سوريا، يقول الكاتب إن "إسرائيل افتتحت الأسبوع الماضي فرعا جديدا، بحجة حماية الأقليات الدرزية من النظام الإرهابي الإسلامي المتطرف، بهدف تبرير الوجود العسكري الإسرائيلي في المناطق الجديدة التي احتلتها في سوريا".
ومع ذلك، فإنه يرى أن هذا التوسع يبدو وكأنه محاولة لتحويل الانتباه عن الأزمة الداخلية، بدلا من أن يكون استراتيجية أمنية مدروسة.
يختتم برئيل مقاله بالتأكيد على أن الإمبراطوريات الأكبر والأكثر قوة من إسرائيل قد تعلمت الدرس التاريخي المرير، وهو أن الوجود العسكري في المناطق المحتلة لا يشكل ضمانة للأمن، بل إن الحفاظ على الدولة الأم وقوتها واستقرارها هو الشرط الضروري لاستمرار وجودها.
ومع ذلك، يؤكد الكاتب أن الحكومة الإسرائيلية مصممة على إثبات خطأ هذا المنطق، بينما يدفع المواطنون التكلفة الهائلة لهذه التجربة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الخطوط الجوية الليبية تنفي شائعات الإفلاس وتؤكد استمرار العمل رغم التحديات
نفى المتحدث باسم شركة الخطوط الجوية الليبية، أحمد الطيرة، جميع الشائعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إعلان إفلاس الشركة.
وأوضح الطيرة في تصريح صحفي، أن الشركة مستمرة في تقديم خدماتها وتسعى جاهدة لتحسين أوضاعها التشغيلية والإدارية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها.
وأضاف أن إدارة الشركة تبذل قصارى جهدها لإعادة هيكلة الشركة والنهوض بها باستخدام كافة الوسائل المتاحة.
ودعا الطيرة الدولة الليبية والجهات المختصة إلى التدخل العاجل وتقديم الدعم اللازم لإنقاذ هذا المرفق الحيوي، الذي يعد من أهم مؤسسات النقل الجوي في البلاد.
وشدد على أن الشركة لم تتلقَ أي دعم حقيقي خلال السنوات الثلاث الماضية، خاصة بعد تعرض أسطولها للتدمير خلال الأحداث التي شهدتها العاصمة طرابلس.
وختم المتحدث الرسمي تصريحه بالتأكيد على أن الشركة تواصل عملها بفضل الله ثم بجهود الكوادر الوطنية المخلصة، التي ما زالت تعمل رغم الصعوبات، ساعية للحفاظ على استمرارية الرحلات وخدمة المواطنين.
الخطوط الجوية الليبية توضح واقع الشركة وتدعو لدعم العاملين في ظل الظروف الاستثنائية
أعلنت إدارة الخطوط الجوية الليبية Libyan Airlines شكرها العميق للعاملين بالشركة على تفهمهم الظروف الاستثنائية التي تمر بها الشركة، مؤكدة حرصها الدائم على تأمين حقوق الموظفين المادية والمعنوية ضمن الإمكانيات المتاحة والضوابط القانونية.
وأوضحت الإدارة أن الشركة تواجه أزمة غير مسبوقة نتيجة توقف غالبية طائراتها بعد تعرضها لأضرار جسيمة خلال الاشتباكات المسلحة في مطار طرابلس الدولي، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بمخازن قطع الغيار والورش الفنية، مما أجبر الشركة على تشغيل طائرة أو اثنتين فقط، مع تقليص نقاط تشغيلها من أكثر من 20 محطة عام 2010 إلى ثلاث وجهات فقط حالياً (تونس، مصر، تركيا).
وأشارت الإدارة إلى أن هذه الأزمة، إلى جانب تداعيات جائحة كورونا وتحديات مالية كبيرة، أثرت بشكل كبير على قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها، بما في ذلك صرف مرتبات العاملين وصيانة الطائرات، وسط ارتفاع تكاليف التشغيل وتدني الإيرادات.
وأكدت الإدارة أنها تبذل جهوداً كبيرة للموازنة بين تغطية المصاريف التشغيلية وجدولة الديون المستحقة بهدف الحفاظ على استمرار عمل الشركة ومنع إفلاسها، داعية الجميع إلى التحلي بروح التعاون والتفهم لمساندة الناقل الوطني في هذه المرحلة الصعبة.
وفي الختام، جددت الإدارة التزامها بالعمل على تجاوز الأزمة وتقديرها لصبر وتفهم الموظفين، مؤكدة مواصلة العمل لضمان حقوق الجميع ضمن الإمكانيات المتاحة.