لجريدة عمان:
2025-12-02@04:06:38 GMT

أبو جابر محمد بن جعفر الأزكوي

تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT

أبو جابر محمد بن جعفر الأزكوي

ولد محمد بن جعفر في بداية القرن الثالث الهجري، في محلة اليمن بإزكي. كان محمد بن جعفر أصما ولا يعرف على وجه الدقة المرحلة العمرية من حياته التي أصيب بها بالصمم، وكان الأصم لقبا يُعرف به، ويبدو أنه أصيب بالصمم في أواخر حياته.

تواصل مع علماء عصره كمحمد بن محبوب، وسعيد بن مَحرِز، وسليمان بن الحكم والوضاح بن عقبة، وأبو صفرة.

عينه الإمام الصلت بن مالك الخروصي ( حكم 237- 372هـ/ 851- 886م) واليا على صحار، إلا أنه لم يستمر طويلا، حيث اعتزل بعد شهرين فقط من عمله.

ومما يحكى عنه أن والده أوصاه أن يؤدي عنه دينا لرجل في البصرة، فسافر محمد بن جعفر إلى البصرة ولم يجد الرجل، وسأل عنه فقيل له: إنه بمدينة واسط، وفي طريقه إلى واسط، استشار أبا صفرة فيما يفعل في حالة لم يجد صاحب الدين بواسط، فقال له: تنادي باسمه بأعلى صوتك في سوق واسط، فإن لم يخرج شخص يعرفه، وزع المبلغ على فقراء والمساكين.

بلغ محمد بن جعفر شهرة علمية واسعة في عمان وكان مما يروى عن الناس أنهم يقولون: «رجعت عمان في ذلك العصر إلى أصم وأعمى وأعرج، الأصم محمد بن جعفر، أما الأعمى فالصلت بن خميس الخروصي، والأعرج نبهان بن عثمان».

شهد محمد بن جعفر وولده الأزهر مسألة عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي، والأحداث الدامية التي رافقت قرار العزل والفوضى التي اجتاحت عمان خلال تلك الفترة، وانقسام العمانيين والتدخل العباسي الذي أسفرت عنه سيطرة الدولة العباسية على عمان، وكان لمحمد بن جعفر ولابنه الأزهر موقف من هذه الفتنة، حيث ناصرا موسى بن موسى الإزكوي وراشد بن النظر الخروصي في قضية عزل للإمام الصلت بن مالك الخروصي، إلا أن الأزهر قرر أن يلغي تأييده وأن يقف عن الموضوع، وبذلك أسس توجها سياسيا وفكريا مختلفا عما كان سائدا.

لمحمد بن جعفر عدد من المؤلفات منها سيرة تنسب إليه، ومجموعة من القصائد الشعرية كتبها في أبواب الفقه، مثل قصيدته التي كتبها في الحج، وقصيدة أخرى كتبها في ضحايا الإبل، وله قصائد أخرى في الوصايا. ويكثر التأليف الشعري في المسائل الفقهية وذلك لسهولة حفظ طلاب العلم لها، وسهولة فهم عامة الناس للشعر وحفظهم له، وتداول الشعر في مجالس الرجال ومجالس النساء، وبالتالي فإن الكتابات الشعرية الفقهية كانت في ذلك الوقت وسيلة لتثقيف الناس وتعليمهم أمور الدين، ونشر الوعي بينهم حول ما يجهلونه في أمور الدنيا والدين.

عُد ابن جعفر من أهم علماء الإباضية في القرنين الثاني والثالث الهجريين، ومن أهم مؤلفاته التي لاقت اهتماما كبيرا من جميع العلماء وعبر مختلف العصور كتابه «الجامع»، وهو كتاب في أصول الشريعة ويقع في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول في الأديان، والثاني في الأحكام، والثالث في الديات والكفارات، وهو من أقدم التآليف في الفقه الإباضي بعُمان، وكل من جاء بعده من الإباضية اعتمد عليه وأخذ منه واستفاد منه، وابن جعفر مثّل من خلال كتابه الجامع نمطًا فقهيًا كان هو السائد في عُمان في تلك الحقبة، وهو الاعتماد على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة باعتبارهما أصل التشريع الإسلامي، ولا يعتد كثيرا بالمرويات الفقهية أو بالأخذ عمن سبقه كثيرا.

اعتنى طلاب العلم والعلماء بكتاب «الجامع» وكانوا يطلقون عليه «قرآن الأثر». لاشتماله على كافة أصول الفقه، وتميز بسهولة الطرح والعرض، وسهولة الألفاظ ووضوح المعاني، وقوة الاستدلال والاستقصاء التي تدل على غزارة علمه، وتبحره في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية.

واهتم العلماء بشرح الجامع وأضافوا عليه إضافات وشروحات حتى تعذر مع هذه الإضافات معرفة أصل الكتاب. واعتنى عدد منهم بتأليف مؤلفات في شرح «الجامع»، ومن العلماء الذين ألفوا مؤلفات في شرح جامع ابن جعفر، محمد بن عبدالله بن بركة البهلوي، وكتب أبو سعيد محمد بن سعيد الكُدمي كتاب «المعتبر لجامع ابن جعفر» الذي كتبه في تسعة أجزاء ولم يصلنا منه إلا جزءان، وكتب أحمد بن النظر «كتاب الدعائم»، وكتب الشيخ مهنا بن خلفان البوسعيدي كتاب «تهذيب الأثر في تلخيص جامع الشيخ محمد بن جعفر». وقام أصحاب هذه المؤلفات بشرح الكتاب «الجامع» ففصلوا المجمل، وأوضحوا المشكلات وحللوا المسائل.

قال عنه الشيخ مهنا بن خلفان البوسعيدي عن كتاب الجامع:« كتاب شريف جليل القدر، محتوٍ على معان جليلة في الأثر، ويعد من المصادر الأساسية في الفقه».

اعتنت وزارة التراث والثقافة سابقا( حاليا وزارة التراث والسياحة) بجامع ابن جعفر، فأعادت طباعته بطريقة جديدة وأخرجته بحلة جديدة في عشرة أجزاء، وعرض لأول مرة في معرض مسقط الدولي للكتاب عام 2018م، وتم الاحتفاء بالكتاب والإعلان عنه والترويج له عند الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي في سلطنة عمان وخارجها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ابن جعفر

إقرأ أيضاً:

افتتاح جامع النور بولاية الخابورة

"عمان": افتتح بولابة الخابورة جامع النور على مساحة 1960 مترا مربعا، ومساحة بناء تقارب 960 مترا مربعا.

رعى الافتتاح الشيخ عامر بن شوين الحوسني .

يتضمن الجامع مبنى رئيسيا، حيث تكون الجامع من قاعة رئيسية للصلاة تتسع لأكثر من 900 مصل، بالإضافة إلى قاعة لصلاة النساء وتتسع لـ200 مصلية.

وتوجد بالجامع منارة واحدة يبلغ طولها ما يقارب 30 مترا، كما يضم الجامع مجموعة من الخدمات كالغرف وقاعة للمحاضرات وغرف التحكم مزودة بأحدث الأجهزة وغرفة خاصة لغسيل الموتى ومخزن وأماكن للوضوء (داخلية) وخارجية و6 محال تجارية ومواقف للسيارات بمساحة شاسعة .

مقالات مشابهة

  • محمد السيد الشاذلي: معركة الهوية أهم المعارك التي تخوضها الأمم
  • رئيس الوزراء جعفر حسّان يبحث مع مؤسس “ماج القابضة” فرص توسيع الاستثمارات
  • شقيق الراحلة "دولت" مشجعة الزمالك: حضرت جميع المباريات من الملعب ولم تترك الفريق
  • بتكلفة 1.7 مليون ريال.. افتتاح مدرسة الشيخ جاعد بن خميس الخروصي بجنوب الباطنة
  • قصور الثقافة تحتفل باليوبيل الذهبي لنقابة اتحاد كتاب مصر
  • افتتاح جامع النور بولاية الخابورة
  • انضمام كريم العراقي وميدو جابر لمعسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب
  • مجالس الفقه بالبحر الأحمر تناقش مكانة كبار السن وواجب برّهم في الشريعة الإسلامية
  • علي جمعة: تغيّر الموضوعات والمصالح يحدّد حكم الفتوى في الفقه الإسلامي
  • كيف أسهم الجدل الديني في تونس الحديثة في بناء وعي إصلاحي؟ قراءة في كتاب