التسامح في رمضان.. تراث أصيل عند اليمنيين
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
يعتبر شهر رمضان المبارك شهر الصفح والعفو وبالتسامح يتحقق السلام الداخلي والمجتمعي وعلى مر الزمان ارتبط شهر رمضان المبارك بالتسامح والتعايش بين أبناء المجتمع بمختلف توجهاتهم
تقرير /زهور عبدالله
التسامح في العرف القبلي
في بلد قبلي مثل بلادنا ما كان ليستقر أو يشهد نشوء حضارات إنسانية ذائعة الصيت عبر تاريخه العريق ما لم يكن أبناؤه يؤمنون بمبدأ التسامح والتعايش ويُعلون من شأن هذا المبدأ الإنساني العظيم في حياتهم وشئونهم العامة والخاصة
لقد ارتبط التسامح بشهر رمضان المبارك حيث لا يحل هذا الشهر الكريم في كثير من القرى إلا وقد تسامح الخصوم وكانت اليمن ولاتزال إلى يومنا هذا من أكثر الدول العربية من حيث نفوذ القبيلة التقليدي ويقدَر باحثون ومهتمون نسبة اليمنيين الذين ينتمون مباشرة لإحدى القبائل بأكثر من 85 % من إجمالي عدد السكان فيما يشير الباحثون الاجتماعيون إلى أن أعداد القبائل اليمنية تبلغ نحو خمسمائة قبيلة ومنها ينحدر معظم أبناء البلاد وكلهم يحتكمون لأعراف وتقاليد القبيلة وطقوسها الخاصة والتي تنطوي في معظمها على قيم العفو والتسامح والتسامي فوق الجراحات والآلام.
وللقبيلة اليمنية وأعرافها الأصيلة حيث يجعلون من شهر رمضان شهرا للتسامح والعفو والتي تعد بمثابة القوانين غير المكتوبة حضورا واسعا في الوقت الراهن كما كان في الماضي البعيد على صعيد إرساء السلام وتعزيز الأمن والسكينة العامة بين القبائل وأفرادها والتغلب على كثير من التحديات والصعوبات الناجمة عن الصراعات والثارات وغير ذلك من الظواهر الاجتماعية السلبية التي عادة ما تكون من أعظم العوائق والعقبات أمام استقرار وتقدم الأمم والشعوب.
وظل ذلك الحضور الإيجابي بالتسامح في شهر رمضان -كما يقول الدكتور محمد السعيدي أخصائي علم النفس التربوي- موجودا ومازال في كل المناطق.
ويضيف الدكتور السعيدي بأن التسامح والعفو قبل شهر رمضان في العرف القبلي ظل على الدوام الرديف والداعم الفعلي للاستقرار على صعيد إصلاح ذات البين وإنهاء الخلافات بين أبناء المجتمع وصيام شهر رمضان ببدن خال من الأحقاد.
ويلجأ معظم اليمنيين إلى العرف القبلي وأحكامه السريعة والحاسمة لحل خلافاتهم وخصوماتهم نظرا لما يوفره هذا القانون غير المكتوب من معالجات عاجلة ومرضية لكل الأطراف مع تغليب قاعدة التسامح وجبر الضرر ونزع البغضاء وتصفية القلوب قبل الصيام
هذه الأعراف القبلية لا يقتصر وجودها وسريان مفعولها على أبناء القبائل وشيوخ العشائر وإنما تمثل ثقافة مجتمعية واسعة، ويقول الشيخ/ حميد الضاوي -وهو احد مشايخ منطقة الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء- إن أي مسؤول في القضاء أو الأمن لا يمكن أن يباشر النظر في أي قضية خصومة إلا بعد أن يعرض على المتخاصمين الصلح والاحتكام إلى العرف القبلي كونه اكثر نجاعة في الحسم والفصل وهذا العرض بمثابة النصيحة الثمينة للفرقاء لتوفير كثير من الجهد والمال، ويشير الشيخ الضاوي إلى أن غالبية قضايا الخصومات يتم حلها قبليا بعد وصولها مباشرة إلى الأقسام والمحاكم بسبب ما يحققه العرف القبلي من حلول وسطية تعلو فيها قيم ومبادئ التسامح الإنساني وذلك بقناعة وتراض من قبل جميع الأطراف وعادة لا يحل شهر رمضان إلا وقد انتهت العديد من القضايا.
الضرورة الغائبة
وعلى كل مناحي الحياة العامة والخاصة يجب أن يكون التسامح هو المبدأ الإنساني الذي نستقبل به شهر رمضان المبارك وجعل هذا الشهر الكريم تذكيرا للتسامح وجعله واقعا معاشا في حياة الناس ليعم السلام والاستقرار كل ربوع البلاد التي عُرفت على مدى العصور بأنها بلاد العربية السعيدة
ويؤكد المختصون الاجتماعيون أن اليمن في الوقت الحالي في حاجة ماسة وأكثر من أي وقت مضى إلى التمسك بثقافة التسامح في جميع المجالات وبالتالي توحيد الجهود للعمل في سبيل نشر وإشاعة ثقافة التسامح مشيرين إلى أنه لا يمكن فهم ثقافة التسامح بمعزل عن إطار الحياة العامة والمجتمعية والفكرية باعتبار أن التسامح يؤدي إلى السلام وإنهاء النزاع والخلاف بين الناس وإزالة البغضاء وليكون الجميع يدا واحدة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن الذي يتطلب تكاتف جهود جميع أبناء اليمن الشرفاء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليونسكو تدرج 26 موقع تراث ثقافي وطبيعي يمني على القائمة التمهيدية للتراث العالمي
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) 26 موقع تراث ثقافي وطبيعي على القائمة التمهيدية للتراث العالمي، ليرتفع العدد من تسعة مواقع إلى خمسة وثلاثين موقعاً، مع تحديث بيانات خمسة مواقع أدرجت من قبل على القائمة التمهيدية.
وقال سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، إن البعثة الدائمة للجمهورية اليمنية قدمت في وقت سابق ملفات المواقع المدرجة إلى إدارة مركز التراث العالمي في المنظمة، لإدراجها ضمن القائمة التمهيدية.
وحسب جميح فقد تم إعداد الملفات بالتنسيق بين مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، ومندوبية الجمهورية اليمنية لدى اليونسكو.
وأضاف "عمل فريق من الخبراء اليمنيين الذين تم تدريبهم على إعداد ملفات التراث العالمي في اليمن بشقيه الثقافي والطبيعي، عمل على إعداد ملفات 31 موقعاً تراثياً وطبيعياً لتقديمها لقائمة التراث العالمي التمهيدية، منها 26 موقعاً جديداً، مع تحديث بيانات خمسة مواقع مدرجة على القائمة من قبل".
وأكد جميح أنه مع إدراج المواقع الجديدة يصبح لدى اليمن 35 موقعاً للتراث الثقافي والطبيعي على القائمة التمهيدية، من ضمنها أربعة مواقع مدرجة من قبل، وخمسة مواقع تم تحديث بياناتها، بالإضافة إلى المواقع الستة وعشرين المدرجة حديثاً.
وقد نشرت المنظمة على موقعها الرسمي أسماء المواقع الثقافية والطبيعية المدرجة على القائمة التمهيدية، وهي كالتالي:
مدن ومعالم مملكة معين القديمة - الجوف
المدرسة العامرية - رداع
آثار وأنظمة إدارة المياه في مملكة حمير في ظفار
شبام كوكبان
محمية جبل إرف الطبيعية
حيد الجزيل ووادي دوعن - حضرموت
مدينة القارة - يافع
مدينة تريم - حضرموت
مدينة المكلا التاريخية - حضرموت
قصر سيئون - حضرموت
مواقع المشهد الثقافي ومعالم التراث في صنعاء
المواقع الأثرية لمملكة حضرموت في شبوة
المواقع الأثرية لمملكة قتبان في بيحان
محمية الأراضي الرطبة الطبيعية في عدن
مدينة عدن التاريخية
مدينة حبان في شبوة
مدينة الحوطة (حوطة الفقيه علي) في شبوة
محمية بلحاف/بروم الطبيعية
طرق تجارة البخور القديمة
مدينة جبلة في إب
التحصينات التاريخية في الحديدة
مدينة الحديدة القديمة
مدينة شهارة وجسرها
محمية شرما-جثمون
مواقع التنوع البيولوجي في حضرموت
معالم مدينة تعز
مدينة المخا
مدينة صعدة التاريخية
دار الحجر
موقع مدينة براقش الأثري في الجوف
المدرجات الزراعية في اليمن
مدينة ثلا التاريخية
جبل حراز
جبل برع
محمية حوف في المهرة
أكرر الشكر لمكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة، وللمركز العربي للتراث العالمي في البحرين، وللخبير العالمي في مجال التراث الدكتور حسام مهدي (مدرب الفريق ومشرف المشروع).
والشكر لأعضاء الفريق، وهم، حسب الترتيب الألفبائي:
حسن عيديد
حسين أبو بكر العيدروس
جميل محمد شمسان
خيران الزبيدي
رشاد المقطري
رمزي عبدالله
سامي شرف
لنا سعيد محمد عبدالله
محمد أحمد السدلة
محمد علي الحاج
مختار عبد السلام الإبراهيم
عبدالرحمن الإرياني
علي ميارك طعيمان
عقيل صالح نصاري
علي قاسم علي الحاج
عمر محمد زين بن شهاب
ناصر عبدالرزاق مقبل
هناء عبدالرحمن صالح علي
مبارك لبلادنا هذه الخطوة التي تمت على يد ثلة من خيرة أبنائها الذين قاموا بعمل رائع رغم صعوبة الظروف وشحة الإمكانيات.
والحمد لله أولاً وأخيراً