الثورة نت:
2025-08-02@18:51:32 GMT

العرب بعد قمة القاهرة.. إلى أين؟

تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT

 

وأخيراً اجتمع العرب في القاهرة على نية فلسطين وسورية، واحتفوا بضيفين جديدين يحضران للمرة الأولى على مائدة مؤتمرات الخطابة العربية، الأول الرئيس اللبناني العماد جوزف عون القائد السابق للجيش الذي حمل معه وعود الاستقلال والنضال من أجل تحرير آخر شبر من البلاد على صهوة القرارات الدولية، مكرّساً العودة الفاعلة إلى الخيمة العربية التي كان لبنان من أوائل زارعي أوتادها وناسجي صيغتها، والثاني الرئيس السوري الانتقالي أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) القائد السابق لجيش «تحرير الشام» الذي أوغلت بعض جماعاته بسفك دماء اللبنانيين وجنود الجيش اللبناني وضباطه، ولكنه اليوم حضر مرتدياً بذلة «السموكينغ» الفاخرة معلناً انضمامه وبلاده إلى منظومة العرب بعد أن فعل «الخريف العربي» فعله في إعادة تشكيلها وفق المعايير الغربية.


حضرت فلسطين في خطابات القمة ومشاوراتها وفي بنود بيانها الختامي، وأجمع الحاضرون كلّهم على محورية القضية ولكن في موقعها المستجدّ تأسيساً على قمة بيروت ومقرراتها في العام 2002، عبر المطالبة بتطبيق مشروع «حل الدولتين» وتقسيم القدس الشريف إلى عاصمتين: شرقية فلسطينية وغربية «إسرائيلية»، والإضافة البارزة كانت «ضمان التعايش السلمي بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي»، وبالطبع غابت «المواقف العنترية» حول الصراع العربي – الإسرائيلي، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حقوقه واستعادة حريته واستقلاله، وتقزّمت القضية إلى حدود خطة مصر التي تضع إطاراً زمنياً مدته خمس سنوات لعملية إعادة إعمار قطاع غزة «بأيدٍ فلسطينية» على مرحلتين بكلفة 53 مليار دولار، وضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم، هذا فضلاً عن تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع، وإناطة مصر والسعودية مسؤولية متابعة تطبيق الخطة «الإنسانية».
اجتهد العرب لعقد قمتهم في القاهرة بعد «لقاء أخوي ودّي» جرى في الرياض في 21 شباط الفائت دعا إليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكان عنوانه المعلن بحث الموقف من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمصادرة قطاع غزة وتحويله إلى «ريفييرا الشرق» وتشريد سكانه، واللافت أن من حضر اللقاء هم قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر فيما غاب عنه أصحاب القضية وممثلوها.. الهدف إذن لم يكن إنقاذ فلسطين ولا تحرير القدس والمسجد الأقصى، بل التداول بشأن مصير الأردن ومصر في ظل ابتزاز ترامب لرئيسيها الملك عبد الله وعبد الفتاح السيسي وإلزامهما باستقبال الفلسطينيين المرحّلين من القطاع.
بالعودة إلى القاهرة وقمتها ذات الخطاب الوجداني العالي النبرة، فقد عاد الجميع إلى استحضار قرارات القمم السابقة للعرب حول رؤيتهم للتسوية الشاملة و»السلام في الشرق الأوسط» دون أن يظهر أي برنامج عملي لتحقيق ذلك في حدّها الأدنى، وفيما غابت شعارات «من البحر إلى النهر» و»القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين» جاء «العنفوان» العربي مرهوناً بتطبيق القرارات الدولية التي لطالما كانت مسوّغاً لاستمرار «إسرائيل» في توسيع رقعة عدوانها وهيمنتها على فلسطين وبلاد العرب، فكيف وهي الآن تمتد باحتلالها إلى الأراضي السورية وتتعنّت في إبقاء احتلالها لأراضٍ لبنانية وترفض الانصياع لتطبيق القرار الدولي 1701!؟.
ذهب بعض التحليلات إلى القول: «يبدو أن العرب قرروا مواجهة ترامب وبنيامين نتنياهو» برفضهم مشروعه الإبراهيمي انطلاقاً من قطاع غزة وتبنّي الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، ولكن سرعان ما أعلن البيت الأبيض رفضه هذه الخطة والتزام ترامب بخطة «ريفييرا غزة» بذريعة أن المشروع المصري «لا يعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حالياً»، أما «تل أبيب» فقد وصفت مقررات قمة القاهرة بأنها «وجهات نظر عفا عليها الزمن».. إنه الزمن الذي يعود بالقضية إلى مدينة فاس المغربية في 25 تشرين الثاني العام 1981 حيث عقد العرب قمة غابت عنها مصر، ولم تدُم سوى خمس ساعات نتيجة رفض سورية لخطة الملك السعودي فهد لحل أزمة الصراع العربي – «الإسرائيلي».
آنذاك كان وزير الخارجية الأمريكي ألكسندر هيغ قد دعا إلى «قيام شرق أوسط جديد» قائم على التعاون بين العرب و»إسرائيل» لمواجهة التهديدات الإقليمية و»لردع أي تدخل سوفييتي والدول العاملة لحسابه»، فقابله الملك فهد بمبادرة «المبادئ الثمانية» التي مهّدت لمشروع «حل الدولتين» على أرض فلسطين تحت عنوان «تأكيد حق دول المنطقة في العيش بسلام»، وعلى الرغم من ذلك فقد رفضت مصر المبادرة معلنة تمسّكها باتفاقية «كامب دايفيد»، كما رفضها مناحيم بيغن للسبب نفسه متّهماً الرياض بالسعي إلى «تدمير دولة إسرائيل على مراحل».
عاد العرب للاجتماع استثنائياً في مدينة فاس أيضاً في 6 أيلول العام 1982 بغياب مصر وليبيا، ولكن بعد أن قامت «إسرائيل» باجتياح لبنان في حزيران من العام نفسه، واعترفت القمة ضمنياً بالكيان الصهيوني، وأقرّت ما أسمته «مشروع السلام العربي مع إسرائيل» دون أن تسقط في بيانها المواقف الكلاسيكية المعتادة حول الشأنين اللبناني والفلسطيني من إدانات ومطالبات سقطت وتقلّصت بتواتر القمم، ولكنها أسست لنهج عربي جديد تبلور بشكل متنامٍ في القمم اللاحقة وهي الإجماع على معاداة إيران، حيث أكّدت قمة العرب يومذاك بخصوص الحرب العراقية – الإيرانية أن «أي اعتداء على أي قطر عربي اعتداء يعدّ على البلاد العربية جميعاً»، أما ياسر عرفات فاكتفى بالإسرار لأحد مساعديه بالقول: «استعدوا للضربة، ولقد أديتم بضغطكم هذا إلى موقف سيؤدي إلى رفع الغطاء العربي عنا، واللهم اشهد أني بلغت».
رفضُ العرب مشروع التسوية السعودي في مؤتمر فاس الأول العام 1982 دفع الملك فهد إلى سحبها «حرصاً على الإجماع العربي»، فقامت «إسرائيل» بغزو لبنان في حزيران 1982 برعاية وحماية ودعم أمريكي مطلق، وكان من نتائج الغزو القضاء على بندقية المقاومة الفلسطينية وترحيل قياداتها ومقاتليها إلى عدد من الدول العربية، فعاد العرب إلى فاس مرة أخرى بعد أشهر وأقرّوا المشروع، فرفضته «إسرائيل» اعتماداً على الواقع الجديد الذي تمثّل بالمنطقة العازلة (الشريط الحدودي المحتل) في جنوب لبنان، وعادت لتؤسس لحروب جديدة بعد بروز المقاومة في لبنان وفلسطين وصولاً إلى عدوان أيلول العام 2024م، وتأسيساً على نتائج هذا العدوان وفق التقييم الأمريكي – «الإسرائيلي» استأنف ترامب تسويق مشروع «الشرق الأوسط الجديد» تحت عنوان «السلام الإبراهيمي» فيما يتبجح نتنياهو بأنه ماضٍ في «تغيير الشرق الأوسط» مع غياب أي تهديد من الشرق أو الغرب وتواطؤ شبه كامل من العرب.
لم تكن قمة العرب في القاهرة إلا اجتماع المستسلمين أمام التغوّل الصهيوني والخائفين من تسونامي ترامب الذي يزرع الفوضى في العالم كلّه، وهم في الأساس لا يملكون جرأة المبادرة إلا من بيانات تفتقد لأي فعل ميداني، بل إنهم ببيانهم الهزيل يمهّدون لتنفيذ المشروع الأمريكي – «الإسرائيلي» بقرار عربي صريح، وهم في الحقيقة يحاولون النأي بأنفسهم عن التورّط بأشلاء القضية الفلسطينية وما يمكن أن تعكسه هجرة الفلسطينيين إلى مصر والأردن من واقع «ديمغرافي» و»جيوسياسي» جديد، ويتّجهون إلى التسليم للمجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة حرصاً على «إسرائيل» ومصالحهما المشتركة، والحال هذه فإن التاريخ سيكرّر نفسه ولكن هذه المرة سوف تدور الدوائر على العرب والهدف القادم إسقاط أنظمتهم وإلحاقها بالمنظومة الأمريكية – «الإسرائيلية»، وهذا هو ثمن إلقائهم السلاح وتخلّيهم عن خيار المقاومة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ترامب: لا أعلم ما الذي كان يفعله إبستين مع الفتيات اللواتي أخذهن من منتجعي في مار إيه لاغو (فيديو)

#سواليف

نفى الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب في تصريح صحفي مساء الخميس، علمه بما كان يفعله #جيفري إبستين مع الفتيات اللواتي أخذهن من منتجعه في #مارالاغو بولاية #فلوريدا.

وردا على سؤال طرحته صحفية خلال مؤتمر صحفي قالت فيه: ” قلت إن جيفري إبستين سرق أشخاصا من مارالاغو في ذلك الوقت، هل كنت تعلم لماذا كان يأخذ هؤلاء الشابات ومنهن فرجينيا جوفري؟”، قال ترامب: “كنت أعتقد فعلا أن نشرة أخبار ABC الكاذبة ستطرح بالذات هذا السؤال وهو من أسوأ الأسئلة”.

وأضاف الرئيس الأمريكي: “لا، لم أكن أعرف.. لا أعرف السبب حقا.. لكنني قلت إذا كان قد أخذ أي شخص من مارالاغو، فهو أو أي كان ما يفعله بهم لم يكن ليعجبني.. طردناه وقلنا له لا نريدك في هذا المكان”.

مقالات ذات صلة صحة غزة: أطفال غزة أبرز ضحايا التجويع 2025/08/01

وصرح بأن هذه قصة معروفة منذ سنوات عديدة، مردفا بالقول: “آه.. لا يعجبني ما كان يفعله”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح بأنه أنهى صداقته مع المتحرش بالأطفال جيفري إبستين لأنه “سرق” الضحية القاصر فرجينيا جوفري من منتجعه في مار لاغو بولاية فلوريدا.

وفي حديثه على متن الطائرة الرئاسية في أثناء عودته من عطلته التي استمرت خمسة أيام في اسكتلندا، سُئل ترامب عن التعليقات التي أدلى بها خلال عطلة نهاية الأسبوع والتي أفاد فيها بأنه منع رجل الأعمال من دخول ناديه في بالم بيتش بسبب توظيفه أشخاصا يعملون لديه.

وأكد أن إبستين “أخذ منه الأشخاص الذين كانوا يعملون معه”، وأنه فعل ذلك مرة أخرى على الرغم من تحذير ترامب له من استقطاب عمال مار إيه لاغو.

وعندما سئل ترامب أكثر حول ما إذا كان العمال الذين استدرجهم إبستين يشملون فرجينيا لويز جوفري وهي عاملة حمام سباحة في مار إيه لاغو تم تجنيدها وإعدادها من قبل غيسلين ماكسويل مساعدة إبستين، واغتصبها الأخير في مناسبات عديدة بعد أن تم تعيينها ظاهريا كـ “مدلكة”، أكد ترامب أن الموظفين الذين كانوا عاملين في خلال النزاع الذي أدى إلى نهاية صداقته مع إبستين شملوا شابات.

وصرح الرئيس الأمريكي: “قلت له اسمع.. لا نريدك أن تأخذ موظفينا.. سواء كانوا في منتجع صحي أم لا.. لا أريدك أن تأخذهم.. بعد ذلك بوقت قصير كرر فعلته.. وقلت له ارحل من هنا”، مشيرا إلى أن إبستين “سرق” عمال منتجعه الصحي.

وألح الصحفيون المرافقون على ترامب بالسؤال عن جيوفري التي انتحرت في وقت سابق من هذا العام والتي يقال إن إبستين استدرجها إليه، فأجاب: “أعتقد أنها كانت تعمل في المنتجع.. أعتقد ذلك.. أعتقد أنها كانت واحدة من بينهن.. نعم، لقد سرقها”.

وأضاف ترامب أن جيوفري التي اتهمت أيضا رجالا أقوياء آخرين باغتصابها خلال الفترة التي ارتبطت فيها بإبستين، “لم تكن لديها أي شكاوى بشأنه”.

مقالات مشابهة

  • وزير النقل يتفقد المركز الحدودي الطالب العربي في الوادي
  • ماذا يمكن أن يفعل المرشح الذي عينه ترامب في بنك الاحتياطي الفيدرالي؟
  • هل من صحوة؟.. مفتي سلطنة عُمان يهاجم سعي بعض العرب للتطبيع مع إسرائيل
  • ترامب: لا أعلم ما الذي كان يفعله إبستين مع الفتيات اللواتي أخذهن من منتجعي في مار إيه لاغو (فيديو)
  • على هامش مشاركتها بملتقى السرد بالأردن.. د. هدى النعيمي لـ العرب: الثقافة القطرية حاضرة في المشهد الإبداعي العربي
  • نائب العربي للدراسات: إقامة دولة فلسطينية رغماً عن إسرائيل وأمريكا أمر مستبعد
  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
  • ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟
  • ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟
  • لقاء شعري لكتاب حمص تستلهم قصائده من النصر وآلام التهجير