مدينة سورية تقع على الساحل الغربي لسوريا، وتتبع محافظة اللاذقية وتبعد نحو 30 كيلومترا إلى الشرق من مركزها، وهي مسقط رأس الرئيس المخلوع بشار الأسد، عانت المدينة من نقص كبير في الخدمات على مدار سنوات حكم آل الأسد، وبقيت مهملة كما هو الحال مع غالبية المدن والقرى السورية، في المقابل كان أفراد عائلة الأسد وأقاربهم يمتلكون المنازل الفاخرة، التي حُظر على السكان المحليين الاقتراب منها.

الموقع

تقع مدينة القرداحة في الساحل الغربي لسوريا، وتحديدا على هضبة من هضاب الجبال الساحلية، بارتفاع يُقدر بحوالي 400 متر عن سطح البحر.

تتبع المدينة إداريا محافظة اللاذقية، وتبعد نحو 30 كيلومترا إلى الشرق من مركزها، و20 كيلومترا من مدينة جبلة.

تتصل القرداحة بكل من مدينة اللاذقية ومدينة طرطوس ومدينة جبلة عبر طريق دولي، كما تربطها شبكة طرق أيضا بمدينة حماة وسهل الغاب.

الجغرافيا

تقع القرداحة في سلسلة جبال الساحل السوري، مما يجعلها حلقة وصل بين السهل الساحلي والمناطق الداخلية لسوريا، ما يعزز من أهميتها الإستراتيجية والتجارية.

يتميز موقعها بطبيعة فريدة إذ تحيط بها المرتفعات الجبلية والغابات والوديان من جميع الجهات، مما جعلها بيئة جبلية خلابة، وتشتهر القرداحة بأشجار الصنوبر الجبلية المحيطة بها.

كما تضم المدينة عددا من القرى الصغيرة والمزارع المحيطة بها مثل عين العروس وبحمرا وبستان الباشا ودباش ورويسة البساتنه والسفرقية والقبو وكلماخو وجوبة برغال وبكراما وبشلاما، ويساهم ذلك في تنوع طبيعتها الجغرافية.

(الجزيرة) التسمية

تشير كلمة قرداحة إلى مكان الحدادين أو المكان الذي يصنع فيه السلاح، وهو ما قد يعكس مقاومة المدينة للوجود العثماني والاحتلال الفرنسي.

إعلان

وأظهرت بعض الدراسات أن كلمة القرداحة بالآرامية تعني "القرية الأولى"، مما يسلط الضوء على أهمية المدينة كونها مستوطنة قديمة.

المناخ

تتميز مدينة القرداحة بمناخ متوسطي جبلي، إذ تتأثر بموقعها في جبال الساحل السوري، يكون الشتاء باردا مع هطول أمطار غزيرة، وتساقط الثلوج على المرتفعات الجبلية، بينما يكون الصيف معتدلا إلى حار نسبيا.

التقسيم الإداري

تنقسم القرداحة إلى أربع مناطق وهي:

مركز القرداحة: تضم هذه الناحية المدينة نفسها، إضافة إلى عدد من القرى والأحياء المحيطة بها، ومنها بني عيسى وبحواريا وبكراما وبشلاما وبشرية. جوبة غربال: مركزها جوبة غربال، وتضم قرى عدة منها عنانيب والأريزة والبلاط وفرزلا وخربة السنديانة. حرف المسيترة: بلغ عدد سكانها 6 آلاف و669 نسمة عام 2004، مركزها بلدة حرف المسيترة، وتشمل الأحياء التالية: العامود والعرقوب وعروسة الجبل وعين الحيات وفرشات. الفاخورة: مركزها بلدة الفاخورة. مسجد نسيمة في مدينة القرداحة (الفرنسية) مسقط رأس الأسد

القرداحة هي مسقط رأس عائلة الرئيس المخلوع بشار الأسد وفيها توجد قصور أفراد العائلة وكل من يمت لهم بصلة، وقد كان أهالي المدينة محظورين من الاقتراب منها.

كما تضم أيضا قبر الرئيس الراحل حافظ الأسد وابنه باسل، وكلاهما كانا يخضعان لحراسة أمنية مشددة.

وبينما كانت عائلة الأسد تنعم برفاهية مفرطة، كان معظم سكان القرداحة يعانون الفقر والإهمال، وكانوا يعتمدون على العمل اليدوي أو وظائف منخفضة الأجور لكسب لقمة العيش.

وكانوا يرسلون أبناءهم للخدمة في الجيش لأنهم لم يكن لديهم خيار آخر، ويضطرون للعمل في قصور عائلة الأسد مقابل مبالغ زهيدة.

كان منذر الأسد ابن عم الرئيس المخلوع هو صاحب السطوة الأكبر في المدينة، فقد كانت نوافذ قصره تطل على عشرات العائلات الفقيرة التي كان يستغلها ويجبرها على العمل بأجور زهيدة في خدمة عائلته.

إعلان

مارس نظام الأسد الرعب والظلم على أهالي القرداحة، إضافة إلى منعهم من دخول كثير من الأحياء في مدينتهم.

لكن بعد سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، دخل سكان المدينة قصور الأسد واكتشفوا حجم الثراء الفاحش الذي تمتعت به هذه الأسرة، في حين كانوا يعانون الفقر والحرمان، وأزالوا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في المدينة، وأحرقوا قبره.

بعد سقوط نظام الأسد

في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 سقط نظام الأسد، إثر عملية عسكرية شنتها المعارضة السورية أطلقت عليها اسم "ردع العدوان" وتمكنت في 12 يوما من السيطرة على معظم المدن السورية والوصول إلى العاصمة دمشق بالتوازي مع هروب بشار الأسد إلى خارج سوريا، مما شكل نقطة تحول في تاريخ المدينة.

وفي مارس/آذار 2025 شهدت قرداحة توترا أمنيا، إذ انتشرت مجموعات مسلحة وُصفت بأنها من "فلول نظام الأسد" في أحياء المدينة، وأطلقت النار بكثافة باتجاه مخفر الشرطة، على نحو أدى إلى تخريب الممتلكات والمحال التجارية، ورددت شعارات طائفية.

معالم

تضمّ المدينة عددا من المناطق التاريخية منها ما يلي: 

قلعة المهالبة

هي إحدى تحصينات الساحل السوري، تقع على قمة جبلية مطلة على جبل الأربعين، وترتفع نحو 750 مترا عن سطح البحر، بالقرب من قرية المهالبة في منطقة القرداحة، بنيت في بداية القرن الـ11 م في عهد بنو الأحمر، وقد تعاقبت على حكمها حضارات عدة منها البيزنطيين وبنو صليعة والفرنجة والأيوبيين والمماليك.

يحيط بالقلعة سور ضخم مبني من الحجر النحيت، وتشكل بعض أجزائه الصخرة الأم التي بنيت عليها القلعة.

تتميز القلعة بتصميم معماري فريد، إذ يتوزع حولها 12 برجا، خاصة في الجهة الشرقية الجنوبية، بنيت هذه الأبراج على شكل أنصاف دوائر، وتحتوي على فتحات طولانية مخصصة للمراقبة ورمي السهام.

وتحتوي القلعة على مستودعات وخزانات وأقبية ودهاليز وساحات، ويتميز بناؤها بأسلوب الأقواس التي تحمل السقوف، في حين أن الأبواب والمداخل على شكل حدوة الفرس مع فتحات مربعة على الأسطح لإيصال الضوء والمؤن.

إعلان

بدأ تاريخ القلعة عام 1031م عندما استولى البيزنطيون عليها، بعد ذلك انتقلت إلى قبيلة بني صليعة، وفي عام 1118م، احتلها الصليبيون ثم حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1188م. وفي 1194م حكمها الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين أمير حلب.

وفي عام 1269م، أعاد الملك الظاهر بيبرس ترميمها أثناء العصر المملوكي، وفي عام 1285م خضعت للسلطان قلاوون.

جبل الأربعين

يقع شمال غرب سوريا، وهو من أهم المناطق الطبيعية في المنطقة، يتميز بمناظره الخلابة وأجواء جمالية فريدة، إذ يشتهر بأشجاره الكثيفة وإطلالاته التي تعكس جمال الطبيعة الخضراء.

أُطلق عليه هذا الاسم بسبب بعض القصص التي تروي أن 40 قديسا لجؤوا إلى مغارة في الجبل هربا من بطش حاكم ظالم، وماتوا في تلك المغارة.

مقامات بني هاشم

تقع على القمم الجبلية المطلة على سهل الغاب شمال شرق القرداحة، وتشتهر بجبالها الشاهقة ذات الانحدار الحاد، وتتميز بكثرة الينابيع والشلالات، فضلا عن تنوع الحياة البرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان مدینة القرداحة نظام الأسد

إقرأ أيضاً:

غزة على أعتاب المرحلة الثانية من "اتفاق وقف الحرب".. وإسرائيل تواصل عرقلة جهود السلام

 

استئناف البحث عن جثة آخر أسير إسرائيلي بغزة لإغلاق الملف

رئيس أركان جيش الاحتلال يحاول إقرار واقع جديد لحدود غزة

إسرائيل تستبق مباحثات المرحلة الثانية من اتفاق غزة بإعلان شروطها

المرحلة الثانية تشمل انسحابا إسرائيليا إضافيا ونشر قوة دولية للاستقرار

ترقب لنتائج لقاء نتنياهو وترامب في 29 ديسمبر الجاري

توقعات بإعلان الرئيس الأمريكي الانتقال للمرحلة الثانية قبل عيد الميلاد

"حماس" تشترط وقف الخروقات الإسرائيلية قبل الانتقال للمرحلة الثانية

المقاومة تصرّ على تنفيذ كل بنود المرحلة الأولى قبل تنفيذ خطوات جديدة

الإعلام الحكومي بغزة: 738 خرقا للاحتلال بعد 60 يوما من الاتفاق

 

الرؤية- غرفة الأخبار

تتواصل جهود كتائب القسام وبالتنسيق مع الصليب الأحمر لإسدال الستار على ملف تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين، إذ تعمل الفرق على تكثيف البحث عن جثة آخر أسير في حي الزيتون بمدينة غزة وسط قطاع غزة.

وفي الوقت الذي نقلت فيه صحيفة "هآرتس" عن مصادر قولها إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدفع للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب بغزة وإلى انسحاب إسرائيلي آخر من القطاع، تستبق إسرائيل الجهود المبذولة من قبل الوسطاء بوضع شروط قد تكون عقبة في طريق الانتقال إلى المرحلة الثانية.

ولقد شكك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قدرة "قوة السلام الدولية" الخاصة بقطاع غزة على تنفيذ المهام الموكلة إليها وفق خطة ترامب لإنهاء الحرب على القطاع.

كما أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن الخط الأصفر في قطاع غزة هو خط حدودي جديد. وأضاف خلال جولة ميدانية وتقييم للوضع في قطاع غزة: "لن نسمح لحماس بإعادة التموضع. نحن نسيطر على مساحات واسعة من القطاع ونتمركز على خطوط السيطرة. الخط الأصفر هو خط حدودي جديد، خط دفاع متقدّم للبلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة وخط هجوم".

ومن المقرر أن يلتقي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 29 ديسمبر الجاري، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق ما ذكرته المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان في مؤتمر صحفي.

وبحسب تقارير أميركية سابقة يُفترض أن يُعلن ترامب انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلتها الثانية قبل عيد الميلاد، إذ تشمل المرحلة الثانية من الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً إضافياً من أجزاء من غزة، ونشر قوة دولية للاستقرار، وبدء العمل بهيكل الحكم الجديد الذي يتضمن «مجلس السلام» بقيادة ترامب.

وفي المقابل، أكد قيادي في حركة حماس أن الحركة تشترط وقف الخروقات الإسرائيلية قبل بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال عضو المكتب السياسي في حماس، حسام بدران، لوكالة الصحافة الفرنسية: "أي نقاش بشأن بدء المرحلة الثانية يجب أن يسبقه بشكل واضح ضغط من الوسطاء والضامنين؛ بما في ذلك الولايات المتحدة؛ لضمان التطبيق الكامل من الاحتلال لكل بنود المرحلة الأولى التي تنص على تبادل الرهائن والمعتقلين ووقف الأعمال القتالية ودخول المساعدات إلى قطاع غزة".

وأعلن مكتب الإعلام الحكومي بقطاع غزة أن الاحتلال ارتكب 738 خرقا بعد 60 يوما من اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفا أن الالتزام الإنساني بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لا يتجاوز 38%.

مقالات مشابهة

  • مصدر بالزمالك: أوشينج على أعتاب الرحيل في يناير
  • حكم إخراج الزكاة في تسقيف البيوت.. مفتي الجمهورية يوضح
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • قصور الثقافة تنظم أنشطة متنوعة بكفر تصفا ضمن برنامج "مدارسنا بالألوان"
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • الأزهر: التصدق بالأغطية والملابس وإصلاح الأسقف في الشتاء تكافل حثنا عليه الشرع
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • غزة على أعتاب المرحلة الثانية من "اتفاق وقف الحرب".. وإسرائيل تواصل عرقلة جهود السلام
  • سيمياء الخطاب الشعري.. كتاب جديد لأحمد الصغير عن هيئة قصور الثقافة
  • هيئة قصور الثقافة تصدر سيمياء الخطاب الشعري لأحمد الصغير ضمن سلسلة كتابات نقدية