بعد مرور 100 يوم على ولايتها الثانية.. فون دير لاين تستعرض التحديات واستراتيجيات أوروبا الجديدة
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
بعد مرور 100 يوم على ولايتها الثانية كرئيسة للمفوضية الأوروبية، عقدت أورسولا فون دير لاين مؤتمرًا صحافيًا استعرضت فيه التحديات التي واجهتها والتوجهات الاستراتيجية التي تسعى إلى ترسيخها في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة.
في كلمتها، رسمت صورة قاتمة لعالم تتلاشى فيه الثوابت وتزداد فيه التوترات، مشددة على أن الديمقراطية والحرية وسيادة القانون في أوروبا تواجه تهديدات متصاعدة.
خلال الشهرين الماضيين، تسببت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بإحداث اضطراب كبير في العلاقات الأوروبية الأمريكية. فمن التهديد بفرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية إلى محاولة استخدام القوة الاقتصادية والعسكرية لتحقيق أهدافه، أثار ترامب مخاوف عميقة في بروكسل.
لكن ما زاد من تعقيد المشهد هو موقفه من الحرب الروسية على أوكرانيا. فقد أطلق البيت الأبيض مفاوضات مع فلاديمير بوتين دون تنسيق مع أوروبا، وأوقف مؤقتًا المساعدات العسكرية لكييف، مما أثار مخاوف القادة الأوروبيين من احتمال توصل واشنطن وموسكو إلى اتفاق دون إشراكهم.
Relatedغياب المظلة الأمريكية... هل يكفي الردع النووي الفرنسي لحماية أوروبا؟مع تنامي مشاريع النقل في أوروبا.. كيف تخطط فنلندا لتعزيز اتصالها بالقارة؟زعماء أوروبا يسابقون الزمن لمناقشة مستقبل أوكرانيا قبل أن يباغتهم ترامب بعقد اتفاق سلام مع روسياورغم هذه التوترات، أكدت فون دير لاين أن الولايات المتحدة لا تزال شريكًا أساسيًا، لكنها دعت أوروبا إلى تحمل مسؤولية الدفاع عن نفسها دون الاعتماد المفرط على واشنطن. وقالت: "أن نكون حلفاء لا يعني أن هناك خللًا في تقاسم المسؤوليات". كما شددت على أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا تختلف جذريًا عن علاقاته مع الصين.
البحث عن شركاء جدد لتعزيز الاستقلالية الأوروبيةلم تتوقف فون دير لاين عند تأكيد تحالفها مع الولايات المتحدة، بل شددت على أهمية توسيع دائرة الشراكات الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي. ففي المجال الدفاعي، أشارت إلى المملكة المتحدة والنرويج كشريكين رئيسيين يمكنهما المساهمة في تعزيز الأمن الأوروبي.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد أشادت بالاتفاقيات التجارية الأخيرة مع كل من سويسرا والمكسيك ودول ميركوسور، إضافة إلى تقدم المفاوضات مع ماليزيا والهند ومنطقة البحر الكاريبي. واعتبرت أن بناء شراكات موثوقة هو السبيل الأمثل لحماية أوروبا من التبعية الاقتصادية والابتزاز الجيوسياسي.
تعزيز القدرات الدفاعيةطرحت فون دير لاين خلال الأسبوع الماضي خطة "إعادة إعمار أوروبا"، التي تهدف إلى تعبئة 800 مليار يورو لتعزيز القدرات الدفاعية. وتتضمن الخطة 150 مليار يورو في شكل قروض جديدة سيتم جمعها من الأسواق المالية ثم توزيعها على الدول الأعضاء.
وعلى الرغم من ترددها السابق بشأن فكرة إصدار "سندات أوروبية" للدفاع المشترك، فقد أبدت فون دير لاين الآن انفتاحًا على جميع الخيارات، مؤكدة أن لا شيء. لكنها أوضحت أن أي نقاش حول إصدار ديون مشتركة جديدة لا يزال مبكرًا في هذه المرحلة، حيث تركز جهودها على تأمين التمويل الأولي البالغ 150 مليار يورو.
سياسة "الشراء الأوروبي"مع تصاعد التهديدات الأمنية، بات السؤال المطروح داخل الاتحاد الأوروبي: كيف وأين يجب إنفاق هذه الميزانيات الدفاعية؟ في الوقت الحالي، يتم شراء 80% من المعدات الدفاعية الأوروبية من خارج التكتل، وخاصة من الولايات المتحدة.
وطالبت فرنسا بتطبيق سياسة "الشراء الأوروبي" لضمان تعزيز الصناعات الدفاعية المحلية. في المقابل، ترى بولندا ودول البلطيق أن الأولوية يجب أن تكون للسرعة في التسلح، بغض النظر عن مصدر الأسلحة.
فون دير لاين دعمت مبدئيًا التوجه نحو الاعتماد على الموردين الأوروبيين، لكنها شددت على ضرورة تحقيق التوازن بين الاستقلالية وسرعة تلبية الاحتياجات الدفاعية، خصوصًا في ظل الحاجة الملحة لتسليح أوكرانيا.
وفي خطوة جديدة، أعلنت فون دير لاين عن إنشاء "كلية الأمن"، وهي هيئة جديدة ستتيح لمفوضي الاتحاد الأوروبي الحصول على تحديثات دورية من أجهزة الاستخبارات حول التهديدات الأمنية. وستغطي هذه التحديثات قضايا تتعلق بالطاقة، الأمن السيبراني، التدخل الأجنبي، الهجرة، والتجارة، مما يضمن استعدادًا أكبر لمواجهة التحديات المستقبلية.
Relatedوزير الخارجية الفرنسي: خطر الحرب على أوروبا يبلغ مستوى غير مسبوق وخطة ماكرون ستختبر نوايا موسكوماكرون يحذر: السلام لا يكون بالاستسلام وروسيا تهدد أمن أوروبا هل تستطيع أوروبا أن تدعم أوكرانيا بمفردها؟تأكيد الالتزام بدعم أوكرانيا رغم الضغوط الأمريكيةعلى الرغم من أن مؤتمرها الصحفي ركز بشكل كبير على القضايا الدفاعية والعلاقات مع الولايات المتحدة، حرصت فون دير لاين على التأكيد أن دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا سيظل ثابتًا. وذكّرت بأن المساعدات العسكرية الأوروبية لكييف بلغت حتى الآن 52 مليار يورو، وهو مبلغ يقارب ما قدمته واشنطن.
ورغم تعليق إدارة ترامب للمساعدات العسكرية مؤقتًا، أكدت فون دير لاين أن أوروبا مستعدة لزيادة دعمها لأوكرانيا، مشيرة إلى أن خطة "إعادة إعمار أوروبا" ستتيح للدول الأعضاء شراء الأسلحة والذخيرة بسرعة أكبر.
كما شددت على أن "الضمانة الأمنية الأقوى لأوكرانيا هي امتلاك جيش قادر على الدفاع عن نفسه"، لكنها أقرت بأن انضمام كييف إلى الناتو في المستقبل القريب لا يزال مستبعدًا بسبب معارضة ترامب وبعض الدول الأوروبية مثل المجر وسلوفاكيا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسيا أورسولا فون دير لاين تضع إكليلا من الزهور على نصب المهاتما غاندي في نيودلهي بعد انسحاب ترامب.. أورسولا فون دير لاين من دافوس: اتفاقية باريس "أفضل أمل للبشرية" روسياأوكرانيادفاعالمفوضية الأوروبيةدونالد ترامبأورسولا فون دير لايينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل سوريا أبو محمد الجولاني طائفة بشار الأسد إسرائيل سوريا أبو محمد الجولاني طائفة بشار الأسد روسيا أوكرانيا دفاع المفوضية الأوروبية دونالد ترامب أورسولا فون دير لايين إسرائيل سوريا أبو محمد الجولاني طائفة شرطة بشار الأسد أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قوات عسكرية المسجد الأقصى نزوح أورسولا فون دیر لاین الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی یعرض الآنNext ملیار یورو شددت على
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تعيد بناء علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي
لندن (وكالات)
أخبار ذات صلةتوصلت بريطانيا، أمس، إلى تفاهم جديد لضبط العلاقات الدفاعية والتجارية مع الاتحاد الأوروبي، في فترة ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي «بريكست». وبعد ما يقرب من 9 سنوات من تصويتها على مغادرة الاتحاد الأوروبي، ستشارك بريطانيا، ثاني أكبر مُنفق على الدفاع في أوروبا، في مشروعات مشتريات مشتركة، إذ اتفق الجانبان على تسهيل وصول المواد الغذائية والزوار البريطانيين إلى الاتحاد الأوروبي، ووقعا اتفاقية صيد جديدة. واتفقت بريطانيا والاتحاد الأوروبي، على العمل من أجل التوصل إلى اتفاق يُسهّل على الشباب العيش والعمل في جميع أنحاء القارة، إذ يعد الاتفاق جزءاً من عملية إعادة ضبط أوسع للعلاقات بين الطرفين، في مرحلة ما بعد «بريكست».
وأكدت بريطانيا أن إعادة ضبط العلاقات مع أكبر شريك تجاري لها، من شأنها أن تُخفّض البيروقراطية المفروضة على مُنتجي الأغذية والزراعة، مما يُخفّض أسعار الغذاء، ويُحسّن أمن الطاقة، ويُضيف ما يقرب من 9 مليارات جنيه إسترليني (12.1 مليار دولار) إلى الاقتصاد بحلول عام 2040. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: إن اتفاق الدفاع والتجارة الجديد مع الاتحاد الأوروبي يمثل عهداً جديداً في علاقتهما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست». وأضاف في تصريحات صحافية: «هذه أول قمة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتُمثل عهداً جديداً في علاقتنا، وهذا الاتفاق مربح للطرفين، إذ يمنحنا وصولاً غير مسبوق إلى سوق الاتحاد الأوروبي».
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتفاقيات التي أُعلن عنها خلال قمة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تُرسل رسالة مفادها أن «دول أوروبا متحدة».
وقالت فون دير لاين: «الرسالة التي نوجهها للعالم اليوم هي أنه في ظل عدم الاستقرار العالمي، وبينما تواجه قارتنا أكبر تهديد تواجهه منذ أجيال، فإننا في أوروبا متحدون».
وأجبرت الرسوم الجمركية الأميركية، إلى جانب التحذيرات بضرورة بذل أوروبا المزيد من الجهد لحماية نفسها، الحكومات في جميع أنحاء العالم على إعادة التفكير في العلاقات التجارية والدفاعية والأمنية، مما قرب المسافات بين ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيره من القادة الأوروبيين.