لجريدة عمان:
2025-05-21@10:45:41 GMT

قطاع التعدين واستشراف المستقبل

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

يعد قطاع التعدين في سلطنة عُمان أحد القطاعات الاقتصادية المهمة، والمعوّل عليها كثيرًا في التوجه الوطني للتنويع الاقتصادي، وهو قطاع يحوي العديد من الفرص الاستثمارية التي بدورها تسهم في توليد فرص عمل بمختلف التخصصات؛ خاصة المرتبطة بالاستكشاف والإنتاج والأبحاث التعدينية، وتبذل سلطنة عُمان جهودًا كبيرة لرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لتحقيق التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية ضمن مؤشرات «رؤية عُمان 2040» عبر تطوير منظومة التشريعات والقوانين الداعمة لعمليات الاستكشاف والإنتاج، إضافة إلى تهيئة البنى الأساسية في المناطق التعدينية، حيث تتجاوز الاستثمارات التعدينية في سلطنة عُمان 100 مليون ريال عُماني بنهاية 2023م، من بينها مشروع تطوير منطقة شليم التعدينية للمعادن الصناعية، ومشروع منجم الواشحي، ومشروع منجم الغيزين، ومشروع نقاء للملح، ومشروع التنقيب والتعدين لخامي النحاس والذهب المصاحب لمربع 10 بولاية ينقل، ومشروع إعادة تطوير منجمي الأسيل والبيضاء للنحاس، إضافة إلى مشروع دراسة الجدوى الاقتصادية لخام الدولومايت كنوز (الشق السفلي).

ووفقا للتقرير السنوي لشركة تنمية معادن عُمان فإن الشركة حقّقت إيرادات بنحو 9 ملايين ريال عُماني عام 2023م بنسبة ارتفاع 191% مقارنة بنحو 3 ملايين ريال عماني عام 2022م، أيضا حقّقت الشركة نموًّا بنسبة 7% في أصول الاستكشاف لتصل إلى نحو 112 مليون ريال عماني بنهاية عام 2023 مقارنة بـ104.5 مليون ريال في عام 2022، هذه الاستثمارات ستحفّز مؤشرات الاقتصاد الكلي على النمو مما ستولّد فرص عمل للباحثين عن عمل، وستسهم في توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني وتسريع التنويع الاقتصادي في حال ارتفاع مساهمة القطاع التعديني في الناتج المحلي الإجمالي؛ خاصة مع بدء الإنتاج التجاري لمعدن النحاس عبر شركة مزون للنحاس عام 2027 الذي توقّف إنتاجه لأكثر من 10 سنوات، حيث من المتوقع أن ترتفع مساهمة القطاع التعديني في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان بأكثر من 3% من خلال ارتفاع وتيرة تصنيع مواد البناء كالإسمنت والجبس والرخام وأحجاز الزينة والجرانيت، والمعادن الأخرى المستخدمة في قطاع الإنشاءات والتعمير.

تتميز سلطنة عُمان عن غيرها من البلدان بوجود مساحات كبيرة جاذبة للاستثمار طويل المدى في القطاع التعديني، مما يشجّع المستثمرين على التنقيب عن المعادن والمنافسة على الحصول على فرص استثمارية بقطاع التعدين، ورغم التحديات التي تواجه عمليات استخراج المعادن ومعالجتها المتمثلة بالتكلفة الباهظة والاحتياج إلى الكادر البشري الممكن والمؤهل، إضافة إلى وجود المراكز البحثية والدراسات النوعية للاستقصاء عن المعادن وجدواها وبحث المعالجات الفاعلة والميسّرة لعمليات التنقيب والاستخراج والمعالجة والتصنيع، إلا أن وزارة الطاقة والمعادن وظّفت التقنية المتطورة في إطلاق منصة «طاقة» لتعزيز جلب الاستثمارات في مناطق الامتياز بمختلف المواقع في سلطنة عُمان، مشجّعة بذلك اتخاذ قرار الاستثمار في القطاع التعديني، وموظّفة التكنولوجيا الحديثة المساعدة في التعدين كالذكاء الاصطناعي في عمليات استكشاف المعادن والتنقيب عنها، واستخراجها ومعالجتها تمهيدا لتصديرها، إضافة إلى دور المنصة في تحسين سلسلة الإمداد وإدارة البيانات وتنظيم العمليات ورفع القدرة الإنتاجية للمعادن، ففاعلية التقنية لا تقتصر على تسهيل عمليات الإنتاج، أيضا تنافس العقل البشري في مستوى الذكاء والكفاءة والفعالية، مع تميّزها بمستوى عالٍ من الأمان في جوانب استكشاف المعادن والتنقيب عنها واستخراجها.

إن ما يميّز التوجّه نحو تعظيم الاستفادة من قطاع التعدين في سلطنة عُمان أن عمليات التنقيب عن المعادن تراعي الشواهد التاريخية والأثرية، وأن العمليات لا تقوم فقط على الاهتمام بالجانب المادي الربحي عبر المواءمة بين البعدين الاجتماعي والاقتصادي من خلال الحفاظ على الإرث والهوية الوطنية بالتنسيق بين كل من وزارة الطاقة والمعادن وهيئة البيئة؛ بهدف إيجاد تمازج وتوازن بين حماية التراث والثقافة وبين الأنشطة التعدينية المستدامة، حقيقة جهود كبيرة تُبذل لتعظيم الاستفادة من القطاع التعديني؛ خاصة بعد إعادة إنتاجه خلال الفترة الماضية، ويعد القطاع فرصة لتوظيف مخرجات بعض التخصصات المرتبطة بالاستكشاف والتنقيب عن المعادن، وكذلك إجراء مزيد من الدراسات والبحوث الداعمة لاتخاذ القرارات المرتبطة بالقطاع من حيث استدامة عمليات الإنتاج، حيث إن سلطنة عُمان تزخر بالعديد من المعادن التي تجعلها ميزة اقتصادية وتنافسية مقارنة بدول الجوار وعالميًا، وستساعدها في تحسّن مؤشرات قطاع التعدين مثل معدن الجبس الذي تتصدّر سلطنة عُمان الإنتاج عالميا بنحو 11 مليون طن سنويًا، ومعادن أخرى مثل: الحجر الجيري والجابرو، وأرى من الجيد التفكير في أساليب ومنهجيات مبتكرة للتسويق والترويج عن الفرص الاستثمارية التعدينية الواعدة في سلطنة عُمان عبر الاستفادة من الدبلوماسية الاقتصادية والمهرجانات الشتوية والفعاليات والمناشط التي تقام طيلة العام، أيضا أرى من المهم دراسة مقترح إقامة منتدى يستضيف كبار المستثمرين في القطاع عالميًا والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأفراد المجتمع المهتمين بالتعدين؛ بهدف التعريف أكثر بالفرص الاستثمارية في القطاع وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار في بعض العمليات التعدينية، كذلك للاستمتاع لبعض الآراء ووجهات النظر والتطلعات عن القطاع ودوره في تعزيز التنمية المستدامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القطاع التعدینی قطاع التعدین التنقیب عن عن المعادن إضافة إلى ریال ع

إقرأ أيضاً:

منذ انطلاق رؤية 2030.. 30,6 مليار ريال إجمالي تمويل المشاريع الزراعية

كشف صندوق التنمية الزراعية عن تحقيق قفزة في حجم مساهمته في دعم وتمويل المشاريع الزراعية على مستوى المملكة، وذلك منذ انطلاق رؤية المملكة 2030 الطموحة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأوضح الصندوق أن قيمة التمويل السنوي الموجه للقطاع ارتفعت بشكل ملحوظ من 455 مليون ريال في عام 2016م، لتصل إلى 7 مليارات و166 مليون ريال سعودي بنهاية عام 2024م، مما يعكس التزاماً متزايداً بدعم هذا القطاع الحيوي.
أخبار متعلقة للرجال والنساء.. فتح باب التطوع في الحرمين الشريفين خلال موسم الحج"بيئة رنية": خطط رقابية لضمان جاهزية المسالخ وأسواق النفع العاموأشار الصندوق إلى أن هذا النمو الكبير في مساهمته التمويلية تحقق بفضل تبني وتنفيذ استراتيجية طموحة تهدف إلى إحداث أثر إيجابي ملموس في القطاع الزراعي، وتعزيز منظومة الأمن الغذائي في المملكة، وضمان استدامة الموارد الطبيعية، وصولاً إلى تحقيق تنمية زراعية مستدامة وشاملة تتماشى مع الأهداف الوطنية الكبرى.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إجمالي تمويل المشاريع الزراعية وصل لـ 30,6 مليار ريالالمشاريع الزراعيةوبيّن الصندوق أن إجمالي مبالغ الدعم والتمويل التي تم تقديمها للمشاريع الزراعية المتنوعة خلال الفترة الممتدة من عام 2016م وحتى نهاية العام الماضي 2024م، قد بلغ 30 ألفاً و600 مليون ريال سعودي.
وشهدت هذه الفترة نمواً تدريجياً ومدروساً في حجم التمويل السنوي، حيث بدأ بمبلغ 455 مليون ريال في عام 2016، وواصل الارتفاع ليسجل 617 مليون ريال في العام الذي تلاه، ثم قفز ليتجاوز المليار ريال «1047 مليون ريال» في عام 2018.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إجمالي تمويل المشاريع الزراعية وصل لـ 30,6 مليار ريالتطوير القطاع الزراعيواستمر هذا المسار التصاعدي في السنوات اللاحقة، فسجل 1889 مليون ريال، ثم 3708 ملايين ريال، و2617 مليون ريال، ليعاود الارتفاع بقوة إلى 6637 مليون ريال، ثم 6464 مليون ريال، وصولاً إلى ذروته بمبلغ 7 مليارات و166 مليون ريال في عام 2024، مما يعكس التزام الصندوق الراسخ بدعم وتطوير القطاع الزراعي في المملكة.
وأكد صندوق التنمية الزراعية على أنه يواصل جهوده الحثيثة لتقديم أفضل الحلول التمويلية المستدامة للمستثمرين والعاملين في القطاع الزراعي، وذلك بهدف المساهمة الفعالة والمباشرة في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للزراعة، ودعم مسيرة التنمية الريفية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني بشكل عام.

مقالات مشابهة

  • "الصناعة" تعلن تأسيس جمعية "المرأة في التعدين" غير الربحية
  • أكدا على مكتسبات وفرص الرؤية..الخريف والإبراهيم: الاقتصاد السعودي يرتكز على الاستثمار وتقنيات المستقبل
  • وزارة الصناعة تُعلن تأسيس جمعية "المرأة في التعدين" غير الربحية
  • "الإسكان" توقع 46 عقد انتفاع بـ9 ملايين ريال عُماني 
  • وزير البترول: نستهدف تحويل مصر لمركز إقليمى للصناعات التعدينية
  • "منتدى الموارد البشرية لقطاع الطاقة" يبحث إعادة التأهيل المهني لمواكبة متطلبات المستقبل الرقمي
  • منذ انطلاق رؤية 2030.. 30,6 مليار ريال إجمالي تمويل المشاريع الزراعية
  • آفاق استثمارية واعدة بين سلطنة عُمان واليابان في قطاعات حيوية
  • 3 مليارات ريال إجمالي إيرادات "عمانتل" و"زين".. وأعداد المشتركين يصل إلى 54 مليون مشترك
  • هند تكشف عن وجود عدد من الشركات الروسية العاملة في قطاع التعدين بالسودان