برمجية خبيثة تجبر صناع المحتوى على يوتيوب على نشر برامج مهكرة
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت كاسبرسكي عن حملة سيبرانية تستهدف صناع المحتوى على يوتيوب، حيث يستخدم المهاجمون شكاوى احتيالية تتعلق بانتهاك حقوق النشر لابتزازهم وإجبارهم على نشر برمجيات خبيثة متنكرة في هيئة أدوات لتخطي القيود المفروضة على الإنترنت.
ووفقًا لفريق البحث والتحليل العالمي (GReAT) لدى كاسبرسكي، يقوم المهاجمون بتقديم شكاوى احتيالية متكررة ضد صناع المحتوى، مهددينهم بإنذار ثالث يؤدي إلى حذف قنواتهم؛ ما يدفع الضحايا دون علمهم إلى مشاركة روابط ضارة مع متابعيهم لإنقاذ قنواتهم.
وأظهرت التحليلات أن أكثر من 2,000 مستخدم أصيبوا بالبرمجيات الخبيثة بعد تنزيل الأداة، مع احتمال أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير. وقد استُخدمت قناة يوتيوب تضم 60 ألف مشترك لنشر هذه الروابط، ما أدى إلى تحقيق مقاطع الفيديو التي تحتوي عليها أكثر من 400 ألف مشاهدة، فيما تم تنزيل الأرشيف المصاب أكثر من 40 ألف مرة عبر موقع احتيالي.
البرمجية الخبيثة المستخدمة تُعرف باسم SilentCryptoMiner، وتستغل الطلب المتزايد على أدوات تجاوز القيود المفروضة على الإنترنت لخداع المستخدمين.
وكشفت بيانات كاسبرسكي عن زيادة كبيرة في استخدام برامج تشغيل Windows Packet Divert، حيث ارتفع عدد الحالات من 280 ألفًا في أغسطس إلى 500 ألف في يناير، ليصل الإجمالي إلى أكثر من 2.4 مليون حالة خلال ستة أشهر.
وقام المهاجمون بتعديل أداة مشروعة على GitHub لتجاوز فحص الحزم العميق (DPI)، مع الاحتفاظ بوظائفها الأصلية لتجنب إثارة الشكوك، بينما تقوم سرًا بتثبيت SilentCryptoMiner، الذي يستغل موارد الحوسبة لتعدين العملات المشفرة دون علم المستخدمين، ما يؤدي إلى تراجع أداء الأجهزة وارتفاع استهلاك الطاقة.
وأشار الباحث الأمني في كاسبرسكي، ليونيد بيزفيرشينكو، إلى أن هذا الأسلوب يمثل تطورًا خطيرًا في عمليات نشر البرمجيات الخبيثة، حيث يستغل المهاجمون ثقة المتابعين في صناع المحتوى الموثوقين، مما يعزز من خطورة هذه الحملة وإمكانية انتشارها عالميًا.
ولحماية المستخدمين من هذا النوع من التهديدات، توصي كاسبرسكي بعدم تعطيل برامج الحماية عند طلب ذلك، والانتباه إلى أي تغيرات غير طبيعية في أداء الجهاز، واستخدام حلول أمنية متقدمة، مع ضرورة تحديث النظام والبرامج بانتظام والتحقق من موثوقية التطبيقات والمصادر قبل تثبيتها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البرمجيات الخبيثة العملات المشفرة صناع المحتوى أکثر من
إقرأ أيضاً:
جمع بين الموهبة والعلم.. ذكرى رحيل سمير سيف أحد أبرز صناع السينما المصرية
تحل اليوم الخميس، ذكرى رحيل المخرج الكبير الدكتور سمير سيف، أحد أبرز صناع السينما المصرية، وصاحب البصمة العميقة في تاريخ الفن السابع خلال الربع الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، والذي جمع بين الموهبة المبكرة، والتكوين العلمي، والخبرة الممتدة، ليحفر اسمه كواحد من أهم مخرجي السينما وصانعَي أفلام الحركة والأكشن، إضافة إلى تميّزه ككاتب للقصة والسيناريو والحوار.
وُلِد سمير فخري سيف في 23 أكتوبر 1947 بشارع مسرة بحي شبرا بالقاهرة، لأسرة متوسطة جذورها من صعيد مصر بمحافظة أسيوط، حيث تلقّى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس شبرا، وفي تلك المرحلة بدأت علاقته الأولى مع السينما عبر جده المحب للفن، الذي كان يصطحبه إلى دار سينما «شبرا بالاس»، فيما كان يزور أيضاً سينما «مسرة» مع أصدقاء طفولته، لتتشكل لديه البذرة الأولى لشغف أصبح مع الوقت مسار حياته.
وبعد حصوله على الثانوية العامة من مدرسة التوفيقية الثانوية، اتجه في البداية إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قبل أن يحسم قراره بسحب أوراقه والالتحاق بمعهد السينما، مدفوعاً بشغفه الذي طغى على كل تطلعاته.
اجتاز اختبارات القبول، وبدأ رحلة التكوين السينمائي، حاضراً عروض المراكز الثقافية الأجنبية، ومتابعاً كلاسيكيات السينما العالمية، إلى جانب علاقته المتينة بالمخرج حلمي حليم الذي اعتبره أستاذاً وموجّهاً.
وخلال دراسته، التحق مبكراً بالعمل، فعمل عـاملاً للكلاكيت مع شادي عبد السلام في «الفلاح الفصيح» و«المومياء»، كما عمل مساعداً ليوسف شاهين في «الناس والنيل»، قبل أن يحصل عام 1969 على بكالوريوس الإخراج بتقدير امتياز، ويُعيّن معيداً في المعهد العالي للسينما.
نال د.سيف درجة الماجستير عام 1991 عن بحث «أفلام الحركة في السينما المصرية 1951 - 1975» بتقدير ممتاز، ثم الدكتوراة عام 1999 عن «الأسس الجمالية والحرفية لإخراج أفلام الحركة والأكشن» بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، والتي صدرت لاحقاً في كتاب عن هيئة قصور الثقافة.
وبدأ مشواره الفني ناقداً سينمائياً، قبل أن يعمل مساعداً لكبار المخرجين، من بينهم شادي عبد السلام، يوسف شاهين، حسن الإمام، كما شارك في جولات ودراسات بالجامعات والاستديوهات الأمريكية، وعمل مساعداً في تصوير مشاهد فيلم «مالكوم إكس» بالقاهرة عام 1992، وعمل خلال السنوات الأخيرة أستاذاً للإخراج في الجامعات الأجنبية بمصر، مكتفياً بالتدريس بعد مشوار طويل في الإخراج السينمائي.
وفي عام 1976 قدّم أول أفلامه الطويلة «دائرة الانتقام» بطولة نور الشريف، ثم توالت أعماله السينمائية التي جمعت بين النجاح الفني والجماهيري، من بينها «المشبوه»، «شمس الزناتي»، «النمر والأنثى»، «الهلفوت»، «آخر الرجال المحترمين»، «المولد»، «الراقصة والسياسي»، «الشيطانة التي أحبتني»، «احترس من الخط»، «غريب في بيتي»، «قطة على نار»، «إبليس في المدينة»، و«المتوحشة»، إلى جانب تأليفه لعدد من الأعمال البارزة مثل «المشبوه»، «عيش الغراب»، «المطارد»، «لهيب الانتقام».
وأسس شركة «بوب آرت» التي قدمت ثلاثة أفلام هي «شمس الزناتي»، و«الإرهابي»، و«عيش الغراب».
وفي الدراما التلفزيونية، قدم ما يقارب 12 مسلسلاً من أبرزها «البشاير»، «ألف ليلة وليلة: معروف الإسكافي»، «أوان الورد»، «الدم والنار»، «السندريلا»، «نسيم الروح»، «نور الصباح»، و«بالشمع الأحمر»، و«ابن موت». كما قدم عدداً من الأفلام الدينية المسيحية التي تُعد علامات بارزة، من بينها «القديس برسوم العريان»، «القديس مار مرقس الرسول»، «القديسة دميانة»، و«الأنبا شنودة رئيس المتوحدين».
أما آخر أعماله السينمائية فكان فيلم «أوغسطينوس: ابن دموعها» ذو الإنتاج التونسي الفرنسي، والذي شارك في مهرجانات دولية عديدة.
وقد تعاون المخرج الراحل مع نخبة من كبار نجوم السينما، بينهم نور الشريف، عادل إمام، سعاد حسني، أحمد زكي، محمود عبد العزيز، نبيلة عبيد، يسرا، ليلى علوي، إلهام شاهين، ومحمود مرسي، وكان للنجمين نور الشريف وعادل إمام النصيب الأكبر من أعماله، حيث شكّلا معه محطات أساسية في تاريخ السينما المصرية.
ابتعد سيف عن العمل خلال فترة انتشار «سينما المقاولات»، مفضلاً عدم تقديم تنازلات، ثم عاد بقوة عبر أفلام الحركة التي رأى أنها ضرورة افتقدتها السينما المصرية.
شغل مواقع مهمة في لجان التحكيم، منها رئاسته للمهرجان القومي للسينما، وترؤسه لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1993، وعضويته في لجنة تحكيم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية عام 2019، إلى جانب كونه مقرراً للجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، كما أخرج حفلي افتتاح وختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعدة دورات.
وعُرف المخرج الراحل بولعه العميق بفن المونتاج، الذي شكّل أحد أعمدة رؤيته الإخراجية، مستفيداً من علاقته المهنية بالأستاذ سعيد الشيخ، ومن تحليلاته الدقيقة للأفلام الأجنبية، خاصة أعمال المخرج الفرنسي جان بيير ميلفيل التي ألهمته فهم بناء أفلام الحركة وإيقاعها، ليصبح - كما وصف نفسه - "مخرجاً موجهاً بالمونتاج".
وإلى جانب إبداعه الفني، روى سيف في أحد نصوصه التي كتبها بنفسه مسيرته منذ تخرجه عام 1969، وعلاقته بأساتذته وزملائه، وتجربته في معايشة بدايات الموجة الجديدة في السينما العالمية، وكيف ساهم هذا كله في تكوينه كأحد أبرز مخرجي جيله.
رحل د.سمير سيف تاركاً إرثاً فنياً ضخماً، يمتد عبر السينما والتلفزيون والمسرح والدراما الدينية، وإسهامات أكاديمية شكلت أجيالاً من المخرجين، ليبقى اسمه واحداً من أهم أعلام الإخراج في مصر والعالم العربي، وصاحب تجربة إنسانية وفنية فريدة ما تزال حاضرة بقوة في الذاكرة الثقافية.
اقرأ أيضاًمهرجان القاهرة السينمائي يكشف عن أفضل 25 فيلمًا مصريًا في الربع الأول من القرن الـ21
عرض فيلم «أوغسطينوس بن دموعها» بالمركز القومي للسينما.. الأربعاء
قصة صورة غيرت مسار الحياة الفنية للزعيم عادل إمام | فيديو