صالح جريبيع الزهراني
مخرجو المسلسلات والأفلام والأعمال الدرامية المشاهدة بمختلف مسمياتها يغشُّون الناس في رمضان.
المسألة ليست في التفاهة وضعف المواضيع والسيناريوهات البدائية التي تذكرني بالمسرح المدرسي في المرحلة الابتدائية .. فتلك أمور مفروغ منها.
أخبار قد تهمك مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 250 سلة غذائية في مدينتي روجاي وبيلو بولة بجمهورية الجبل الأسود 15 مارس 2025 - 6:40 مساءً “البيئة”: وفرة في إنتاج العنب المحلي تتجاوز 122 ألف طن سنويًا واكتفاء ذاتي يصل إلى 66% 15 مارس 2025 - 6:18 مساءًلا .
من المعلوم أن التمثيل التلفزيوني والسينمائي أداء حركي وانفعالات يتم التعبير عنها بالصوت وحركات الجسد وخاصة الوجه الذي يظهر من خلال حركته الغضب والحزن والانبساط والإحباط والضحكة والسعادة والألم والدهشة وكل المشاعر الممكنة .. وظهور الأسنان وحدها مثلاً لا يكفي للتعبير عن الضحك والسعادة .. والدموع وحدها ليست تعبيراً عن الحزن .. فقد تكون دموع فرح وغبطة واشتياق .. وقد تكون الضحكة تعبيراً عن الألم أو الحسرة أو من باب شر البلية.
ومن شرِّ البلية على الفنِّ عموماً أننا أصبحنا نرى مجموعة مومياءات من الممثلات .. لهن وجوه يابسة لا تعبر عن أي انفعال ولا تتمازج ولا تتناغم مع ما يخرج من أفواههن من أصوات ألم وحزن أو فرح وشوق .. ولهن شفايف أشبه ما تكون بفم السمكة .. ولم ولن يستطيع أي إنسان أن يدرك تعابير فم السمكة وهل هي تضحك أم تبكي .. ولهن عيون مشدودة إلى جباههن وكأنها عيون جرادة أو مرايا سيارات خارجة عن حدود جماجمهن .. ولو تطرقنا للأمور الأخرى لشعرنا بالغثاء من هذا الجسد البلاستيكي المتحرك الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة ويخرج منه الدود.
إن المخرجين والمصورين والمنتجين جميعهم يدركون هذه الحقيقة .. ويدركون أن وجوه المومياء لا تصلح للظهور في التمثيل .. وقد ينفعن في الإذاعة لأنها تعتمد على نغمة الصوت فقط .. أما أن يكن أمام الكاميرات فهذا غشٌّ مقصود وعدم اهتمام بالمشاهد ( وتمشية حال ) لملء ساعات البث .. وربما أن بعض ( النجمات المومياءات ) مفروضات على المخرجين من المنتجين الذين يريدون بيع اسم الفنانة وليس عملها الفني .. فيضطرون للقبول رغم معرفتهم بأن هذا هراء وسقوط فني .. أما بعضهم الآخر فقد ساقته الصدفة للإخراج ولا يعرف كوعه من بوعه ويقبل أي مشهد سامج وأي أداء ماسخ .. المهم ماذا سيقبض من أموال .. وهؤلاء هم الأغلبية للأسف.
وفي كل الحالات فإن هذا غشٌ وخداع للمشاهد ( الغلبان ) الذي فوق شعوره بالغثاء من ضعف العمل وضعف السيناريو وضعف الأداء فإنه ابتلي أيضاً بمشاهدة مومياءات وأجساد بلاستيكية متحركة ووجوه شاحبة جامدة متشابهة ( وبراطم ) منفوخة وعيون مشدودة .. فأصبح يشعر بالربكة .. فهو لا يدري ماذا يشاهد .. صوت يبكي .. ووجه وبراطم تضحك .. وعيون جاحظة مفتوحة .. وكلها في آن واحد ولحظة واحدة وصورة واحدة .. فيزداد همه وغبنه وربكته وشعوره بالغثاء.
إنني أدعو المعلنين والمنتجين وأصحاب رؤوس الأموال الذين يفكرون في الإنتاج الفني إلى إدراك هذه الحقيقة .. فمهما كانت القصة عظيمة .. ومهما كان السيناريو خارقاً .. ومهما كان المخرج بارعاً .. فإن وجوه المومياء التي لا تعبر عن شيء حتماً ولابد وقولاً واحداً ستفسد العمل .. وسيشعر المشاهد بالغثاء والمغص فينصرف عنه.
كاتب سعودي
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 15 مارس 2025 - 6:43 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد15 مارس 2025 - 6:16 مساءًمركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 450 سلة غذائية في مدينة جوهانسبرغ بجمهورية جنوب أفريقيا أبرز المواد15 مارس 2025 - 6:15 مساءًاليوم العالمي لحقوق المستهلك.. توعية بالممارسات التجارية العادلة والأخلاقية أبرز المواد15 مارس 2025 - 6:13 مساءًالأمين العام لمجلس التعاون يرحب بإتمام المفاوضات بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا أبرز المواد15 مارس 2025 - 5:57 مساءًحرس الحدود بالمنطقة الشرقية يقدم المساعدة لمواطن تعطلت مركبته بالكثبان الرملية أبرز المواد15 مارس 2025 - 5:54 مساءًسوق “الجردة” الشعبي.. تجربة مميزة للتسوق في رمضان15 مارس 2025 - 6:16 مساءًمركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 450 سلة غذائية في مدينة جوهانسبرغ بجمهورية جنوب أفريقيا15 مارس 2025 - 6:15 مساءًاليوم العالمي لحقوق المستهلك.. توعية بالممارسات التجارية العادلة والأخلاقية15 مارس 2025 - 6:13 مساءًالأمين العام لمجلس التعاون يرحب بإتمام المفاوضات بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا15 مارس 2025 - 5:57 مساءًحرس الحدود بالمنطقة الشرقية يقدم المساعدة لمواطن تعطلت مركبته بالكثبان الرملية15 مارس 2025 - 5:54 مساءًسوق “الجردة” الشعبي.. تجربة مميزة للتسوق في رمضان مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 250 سلة غذائية في مدينتي روجاي وبيلو بولة بجمهورية الجبل الأسود مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 250 سلة غذائية في مدينتي روجاي وبيلو بولة بجمهورية الجبل الأسود تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عنالمصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: مرکز الملک سلمان للإغاثة یوز ع أبرز المواد15 مارس 2025 سلة غذائیة فی
إقرأ أيضاً:
للإبادة وجوه كثيرة .. التجويع سلاح حرب فعال في إثيوبيا وغزة
في عالم يشهد تكرار الأزمات الإنسانية وسط صمت دولي مطبق، يبرز استخدام "التجويع كسلاح حرب" كواحد من أبشع الأدوات التي تستهدف المدنيين ببطء، دون قنابل أو صواريخ. هذا السلاح القديم المتجدد، الذي أودى بحياة مئات الآلاف في إثيوبيا، يعاود الظهور اليوم في قطاع غزة، ليحاصر سكانه وسط دمار الحرب وغياب الغذاء والدواء.
مجاعة إثيوبيا: جريمة متكررة بصيغة رسميةفي ثمانينيات القرن الماضي، كانت مأساة تيجراي في شمال إثيوبيا عنوانًا لمأساة إنسانية رسمت ملامحها يد الدولة لا قسوة الطبيعة.
فكما تشير الكاتبة "جيل واردن" في مقالها المنشور في صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، فإن الحكومة الإثيوبية آنذاك تعمدت حجب المساعدات الغذائية عن إقليم تيجراي لإخضاعه بالقوة، في واحدة من أبشع الجرائم السياسية التي قدمت على أنها "كارثة طبيعية".
كانت الحكومة الإمبراطورية في عهد هيلا سيلاسي سباقة في هذا النهج القمعي؛ حيث لم تكتف بمنع الغذاء، بل أقنعت حليفتها بريطانيا بشن غارات جوية على تيجراي عام 1943 لقمع التمرد، في مشهد يعكس كيف يمكن للتحالفات الدولية أن تسهم في تجويع الشعوب بدلًا من إنقاذهم.
ومع توقيع اتفاق بريتوريا في 2022 لإنهاء حرب دموية راح ضحيتها أكثر من 600,000 تيجرايي، ظن كثيرون أن السلام قد حل. لكن الواقع يؤكد أن التجويع لا يزال مستمرًا، والنازحون غير قادرين على العودة إلى منازلهم في ظل احتلال أراضٍ تيجراوية من قبل قوات إثيوبية وأخرى إريترية.
غزة: كارثة إنسانية بلا صواريخفي عام 2025، باتت غزة نموذجًا حيا آخر على استخدام التجويع كسلاحٍ سياسي وعسكري. لكن، وكما كتبت "جابي هينسليف": "هذه المرة، لا توجد كارثة طبيعية. ما يحدث هو حصار مقصود، مدروس، وممنهج".
تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول الغذاء والوقود إلى القطاع، وتقيد عمل وكالات الإغاثة، بل وتتهم باستخدام نقاط التفتيش والمعابر كأداة عقاب جماعي، وسط سكوت دولي مطبق. حتى المساعدات المحدودة التي تدخل عبر مؤسسات دولية، تواجه أحيانًا بعرقلة أو إعادة توجيه لا تضمن وصولها إلى المستحقين.
ولا تختلف هذه الأساليب كثيرًا عما حدث في تيجراي، حيث تستخدم أدوات الدولة والمنظمات الموالية لها في صناعة المجاعة لا مواجهتها. أطفال غزة يموتون اليوم ليس فقط تحت القصف، بل من الجوع ونقص الماء وتلوث الهواء، في مشهد يعيد للأذهان صور المجاعات التاريخية في إفريقيا والبلقان، ولكن هذه المرة تحت سمع وبصر العالم المتحضر.
سلاح بلا ضجيج.. لكنه أشد فتكًاتكمن خطورة "التجويع كسلاح" في أنه لا يحدث فجأة، ولا يترك وراءه حطامًا ماديًا يسهل توثيقه. بل هو موت بطيء، يومي، يتسلل إلى البيوت عبر بطون فارغة وأطفال يعانون من الهزال وسوء التغذية.
وهو سلاح يستخدم دون إعلان، ولا يدان دوليًا بالقدر الكافي، رغم كونه مجرمًا بموجب القانون الدولي، ووفقًا للبروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، الذي يحظر "تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب".
ورغم هذا، لا تزال سياسات الحصار والمجاعة تستخدم دون مساءلة، سواء في غزة أو في تيجراي، مما يكشف فشل النظام الدولي في حماية المدنيين وتطبيق القانون الإنساني.