نظّمت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، بالتعاون مع دار الكتب والوثائق القومية، ندوة ثقافية متميزة بعنوان «عادات وتقاليد الاحتفال برمضان» تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وذلك ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب.
 

شهدت الندوة مشاركة نخبة من المتخصصين في التراث والمعتقدات الشعبية، من بينهم الدكتور عبد الحكيم خليل، أستاذ ورئيس قسم المعتقدات والمعارف الشعبية بأكاديمية الفنون، والدكتورة نيفين خليل، أستاذ ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي، والدكتورة عزة محمود، استشاري الإدارة العامة بالمراكز العلمية بمركز تحقيق التراث، وأدارت الندوة الدكتورة سحر حسن، الباحثة بمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب.


 

استعرضت الندوة التطور التاريخي لعادات وتقاليد الاحتفال برمضان في مصر، بدايةً من العصر الفاطمي وحتى اليوم، مشيرة إلى الأهمية الثقافية والاجتماعية لهذا الشهر الكريم، حيث لا يقتصر على كونه شهرًا للعبادة، بل يعد موسمًا اجتماعيًا وثقافيًا يعكس روح التلاحم بين المصريين.
 

وأشارت الدكتورة سحر حسن إلى أن رمضان ليس مجرد أيام للصيام والعبادة، بل هو لوحة فنية تنبض بالحياة، حيث تزين الشوارع بالمصابيح والفوانيس، وتجتمع العائلات في أجواء من الألفة والمودة، مما يعكس خصوصية الاحتفال بهذا الشهر في مصر.
 

وأكدت الدكتورة عزة محمود، استشاري الإدارة العامة بالمراكز العلمية بمركز تحقيق التراث، أن شهر رمضان حظي بمكانة خاصة في كتب التراث الإسلامي، حيث وثّقت صفحاته فضائل هذا الشهر وما شهده من أحداث دينية وتاريخية مهمة، إلى جانب العادات والتقاليد التي تناقلتها الأجيال عبر الزمن.
 

وأوضحت أن المسلمين استقبلوا رمضان عبر العصور بفرحة واستعداد خاص، تجلى في تزيين المنازل والشوارع، وإقامة موائد الإفطار للفقراء والمحتاجين، وهو ما يعكس روح التكافل والإحسان التي تميز الشهر الكريم.
وأشارت إلى أن مظاهر الاحتفال برمضان شهدت تطورات كبيرة عبر العصور، منذ العهد النبوي والخلفاء الراشدين، مرورًا بالعصور الأموية والعباسية والفاطمية، حيث حرص الحكام على رعاية الفقراء ونُظمت المواكب الرمضانية الفخمة، كما انتشرت أسمطة الطعام في المساجد والميادين. كذلك برزت عادات خاصة بالسحور وصلاة التراويح، التي وإن اختلفت من بلد لآخر، إلا أنها اجتمعت على تعظيم الشهر الفضيل.
 

وشددت على أن رمضان، رغم تغير الأزمنة، يظل شهر الرحمة والمغفرة، حيث يحرص المسلمون على تكثيف العبادة، وإخراج الزكاة والصدقات، تحقيقًا لمقاصد الإسلام، وترقبًا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. 
 

وأوضحت الدكتورة نيفين خليل، أستاذ ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي، أن الفانوس الرمضاني يعد أحد أبرز الرموز البصرية المرتبطة بشهر رمضان، حيث يجمع بين الجمال الفني والدلالة التاريخية.

وأشارت إلى أن ظهور الفانوس في مصر يعود إلى العصر الفاطمي، وتحديدًا إلى عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي (953-975م).
وأضافت أن هناك عدة روايات حول بداية استخدام الفانوس في رمضان، أشهرها أن المصريين خرجوا لاستقبال الخليفة المعز عند دخوله القاهرة ليلًا، وهم يحملون الفوانيس المضاءة بالشموع، ومنذ ذلك الحين أصبح الفانوس رمزًا ملازمًا للشهر الكريم. كما استخدمت الفوانيس لاحقًا لإنارة الشوارع خلال رمضان، حيث كان الجنود الفاطميون يطلبون من أصحاب المتاجر والمنازل تعليقها خارج بيوتهم لإنارة الطرقات.
 

وأشارت إلى أن الأطفال كانوا يحملون الفوانيس أثناء تجولهم مع المسحراتي وقت السحور، مرددين الأغاني الرمضانية، وهي عادة لا تزال مستمرة حتى اليوم. ومع مرور الزمن، لم يعد الفانوس مجرد أداة للإضاءة، بل تحول إلى رمز احتفالي يصنع بأشكال وألوان متنوعة، ليزين البيوت والشوارع، خاصة في مصر والدول العربية، مما يعكس أهمية الفن الشعبي في التعبير عن الهوية الثقافية والتراثية للمجتمع.
 

وتابعت: زينة رمضان تعد واحدة من أبرز العادات الاحتفالية التي تعكس روح الشهر الكريم، وقد تطورت عبر العصور، بدءًا من العصر الفاطمي، حين كانت الشوارع تُضاء بالفوانيس الملونة احتفالًا بقدوم رمضان. ومع مرور الزمن، بدأ الناس في تعليق الأقمشة المزخرفة والمشغولات اليدوية ذات الطابع الإسلامي على جدران المساجد والمنازل. في العصر العثماني، ازدادت مظاهر الزينة، حيث كانت الساحات تزين بالمشاعل والأنوار، وبدأت العائلات تستخدم النقوش العربية والفوانيس المصنوعة يدويًا. أما في العصر الحديث، فقد أصبحت الزينة أكثر تنوعًا، حيث انتشرت الأنوار الكهربائية، والفوانيس الملونة بأشكالها المختلفة، والزينات الورقية التي تملأ الشوارع، مما يضفي أجواءً احتفالية مميزة تعكس فرحة المسلمين بحلول الشهر الفضيل.
 

أكد الدكتور عبد الحكيم خليل، أستاذ ورئيس قسم المعتقدات والمعارف الشعبية بأكاديمية الفنون، أن شهر رمضان يحمل بُعدين أساسيين: روحي ومادي، حيث تمتزج فيه العبادات بالقيم الأخلاقية، مما يجعله موسمًا روحانيًا واجتماعيًا مميزًا.
 

وأوضح أن الاستعداد لرمضان لا يقتصر على الصيام فقط، بل يمتد إلى تهذيب النفس، مشيرًا إلى أن صيام يومي الإثنين والخميس قبل الشهر الفضيل يعد وسيلة روحانية لتهيئة النفس، إلى جانب أهمية تصفية القلوب من الضغائن والحسد واستحضار النية الصادقة لاستقبال هذا الشهر المبارك.
أما على المستوى الاجتماعي، فقد أشار إلى أن رمضان يرتبط بعادات مميزة، سواء من خلال الأطعمة التقليدية أو الأجواء الاحتفالية، لافتًا إلى ظاهرة «الطبق الدوّار» الذي يرمز إلى روح المشاركة بين العائلات والجيران، إلى جانب الألعاب والرموز الرمضانية مثل الفانوس، التي تضفي بهجة خاصة على ليالي الشهر الكريم.
جاءت هذه الندوة في إطار الفعاليات الثقافية للمعرض، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث المصري الأصيل وعاداته المتوارثة في شهر رمضان الكريم، من خلال نقاشات علمية متخصصة تلقي الضوء على الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بهذا الشهر الفضيل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين المزيد الاحتفال برمضان أستاذ ورئیس قسم الشهر الکریم الشهر الفضیل شهر رمضان فی مصر ا یعکس إلى أن

إقرأ أيضاً:

أزهري يوضح آداب للاستماع إلى القرآن الكريم

كتب- حسن مرسي:

قال الشيخ أحمد منصور، عضو لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، إن الاستماع للقرآن الكريم عبادة يجب أن تؤدى بآدابها، موضحًا أن الانشغال أثناء التلاوة يضيع الأجر.

وأكد أن الله أمر بالإنصات عند سماع القرآن، لقوله تعالى: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".

وفي لقاء له عبر قناة الناس، أشار الشيخ أحمد منصور إلى أن فتح القرآن في السيارات أو الأماكن العامة ثم الانشغال بالأحاديث أو الضوضاء أمر غير لائق، لأن كلام الله أعظم من أن يُجعل خلفية صوتية.

وأضاف أن الاستماع عبادة مثل التلاوة، وينبغي حضور القلب فيها، لأن المقصود هو الفهم والتدبر، مؤكدًا أن من آداب الاستماع عدم مقاطعة القارئ إلا لضرورة، والجلوس بوقار، وخفض الصوت، وحضور نية التعلم والعمل.

ودعا الشيخ أحمد منصور، عضو لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، إلى تعظيم شعائر الله في قلوبهم، قائلًا: "القرآن ليس مجرد صوت جميل، بل رسالة حياة يجب أن نعيش بها".

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الشيخ أحمد منصور لجنة مراجعة المصحف الشريف الأزهر شعائر الله القرآن الكريم قناة الناس

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة متي تكون فواكه الصيف منعشة ومتى تتحول إلى خطر؟.. استشاري تغذية يوضح أخبار يمامة: لا علاقة لحزب الوفد بالقرآن الكريم وكنت أقصد اللفظ أخبار نشرة التوك شو| الصحة تعلق على واقعة "أطفال المنيا" وعبد السند يمامة يثير أخبار عبد السند يمامة: حزب الوفد مذكور في القرآن أخبار

إعلان

أخبار

المزيد شئون عربية و دولية "أسطول سيلفي".. أمريكا تهاجم سفينة المساعدات المتجهة إلى غزة أخبار مصر باحثة سياسية: قرار الكنيست بضم الضفة انتهاك صارخ للقوانين الدولية شئون عربية و دولية توقيف 78 سوريًّا داخل الأراضي اللبنانية أخبار مصر متحدث الوزراء يكشف موعد دخول أول مفاعل بالضبعة للخدمة مقالات مصراوي الوجوه المستعارة: من عروش طيبة إلى خوارزميات وادي السيليكون (1)

الثانوية العامة

المزيد مدارس التعليم تخطر المديريات بقائمة كتب اللغة الإنجليزية للمستوى الرفيع المعتمدة مدارس حلم محمد تحقق في سن 42 .. أكبر طالب ثانوية عامة بالإسكندرية يروي حكايته الأزهر خطوات التسجيل لاختبارات القدرات بجامعة الأزهر 2025 جامعات ومعاهد إنجاز بحثي لـ"قصر العيني".. تقنية جديدة لتشخيص فشل عضلة القلب لدى الأطفال جامعات ومعاهد موقع التنسيق الإلكتروني.. رابط إعلان نتيجة اختبارات القدرات 2025

إعلان

أخبار

أزهري يوضح آداب للاستماع إلى القرآن الكريم

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

رأس علم الروم.. ماذا نعرف عن مشروع قطر الضخم في الساحل؟ الدولار يستعيد عافيته عالميا بعد الصفقة الكبرى بين أمريكا واليابان إكسون موبيل ترفع أسعار زيوت السيارات.. قائمة رسمية تحليل رقمي.. كيف زاد عدد متابعي وسام أبو علي مليونا رغم حملة إلغاء متابعته؟ للإعلان كامل للإعلان كامل 41

القاهرة - مصر

41 29 الرطوبة: 18% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • سد النهضة.. إثيوبيا تستعد للاحتفال وسط اتهامات مصرية سودانية
  • حلمي كلية الطب.. «محمد عطية» ابن الشرقية الثالث على الثانوية الأزهرية: القرآن الكريم سر تفوقي
  • 7 عادات صباحية تسرع فقدان الوزن.. التعرض للشمس الأبرز
  • فعاليات المصلبة وشارع الأعمدة في جرش تجذب الزوار وتُحيي التراث
  • "محمد مصطفى شردي" يستعيد ذكريات العمر في معرض بورسعيد للكتاب
  • 7 عادات صباحية تسرّع فقدان الوزن
  • تواصل فعاليات الدورة الثامنة لمعرض بورسعيد للكتاب وسط حضور جماهيري لافت
  • «زايد للكتاب» تحتفي بمسيرة حافلة على مدار عقدين
  • أزهري يوضح آداب للاستماع إلى القرآن الكريم
  • هيئة الأدب والنشر والترجمة تستعد لتنظيم النسخة الرابعة من معرض «المدينة المنورة للكتاب»