كشف الدكتور هشام عبد العزيز، أحد علماء وزارة الأوقاف، عن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة عندما طلب مرافقة الرسول في الجنة، مشيرا إلى أن أفضل الأعمال لن يحققها العبد إلا بعلو الهمة والسعي.  

وأكد الدكتور هشام عبد العزيز، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، على أهمية علو الهمة والسعي الدؤوب لتحقيق الأهداف السامية، مشيرًا إلى أن الدنيا ليست الغاية بل الهدف الحقيقي هو الفوز بالجنة.

 

وأوضح "عبد العزيز"، أن القرآن الكريم حثَّ على المبادرة والمنافسة في فعل الخيرات، مستشهدًا بقوله تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين"، وقوله تعالى: "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين". 

وأضاف العالم بوزارة الأوقاف، أن النبي ﷺ كان نموذجًا في علو الهمة، سواء في دعوته أو عبادته، حيث رُوي عن ربيعة بن كعب الأسلمي أنه طلب مرافقة النبي في الجنة، فأوصاه النبي ﷺ بكثرة السجود، موضحا أن تقدم الأمم وازدهارها لا يكون إلا بهمّة عالية وسعي مستمر نحو الإبداع والتطوير. 

وأشار أحد علماء وزارة الأوقاف، إلى أن رحلة الإسراء والمعراج جسدت مثالًا رائعًا لعلو همة النبي ﷺ، حيث لم تتوقف همته عند حدود الأرض، بل كان شوقه إلى لقاء الله عز وجل هو الغاية العظمى. 

ودعا أحد علماء وزارة الأوقاف، إلى استلهام هذه القيم في حياتنا اليومية، والسعي لبلوغ أعلى المراتب في العمل والعلم والعبادة، لأن الله سبحانه يحب أصحاب العزائم القوية، ويبغض الكسل والخمول.

متى وقت السحور في رمضان 2025؟.. الرسول حدد موعده بهذه الساعةفضل الصلاة على النبي وكيفية محبة الرسول.. تعرف عليهاعلي جمعة يكشف كيفية شفاعة الرسول لنا يوم القيامةأحمد عمر هاشم: هذا هو ما رآه رسول الله في رحلة الإسراء والمعراج

وصية الرسول لتربية الأبناء

في سياق آخر، قال أحمد المشد، عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، إن الطفل يكتسب سلوكياته عن طريق أمه لذلك أوصي رسول الله صلي الله عليه وسلم بحسن الاختيار، وأن اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح أمر مطلوب؛ مستشهداً بقول النبي صلي الله عليه وسلم " تخيروا لنطفكم"، أي تخيروا من النساء ذوات الدين والصلاح.

وتابع أحمد المشد، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم حدث النساء على حسن اختيار الزوج في قوله "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

وأكد عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، على حقوق الأبناء على الآباء، قائلاً جاء رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب يشكو له عقوق ولده، فأرسل عمر إلى الولد وسأله على هذا العقوق فقال يا أمير المؤمنين ما حق أحدنا على أبيه قال أن يحسن اختيار أمه، وأن يحسن اسمه، وأن يعلمه القرآن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وصية الرسول الرسول الصحابة أحد علماء وزارة الأوقاف الأوقاف الدكتور هشام عبد العزيز المزيد الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

موضوع خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف.. «فضائلُ عشرِ ذِي الحجةِ»

أعلنت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادم 30 مايو 2025، الموافق 3 من ذي الحجة 1446 هـ، وهي بعنوان: «فضائل العشر من ذي الحجة».

وأشارت الوزارة، إلى أن الهدف من هذه الخطبة هو التوعية بفضيلة ومنزلة العشر الأوائل من ذي الحجة، وضرورة اغتنام مواسم الخيرات.

وإلى نص الخطبة:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ: {والفجرِ* وليالٍ عشرٍ}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.

مِن فضلِ اللهِ تعالى على عبادهِ أنْ جعلَ لهم مواسمَ للطاعاتِ، يستكثرونَ فيها مِن العملِ الصالحِ، ويتنافسُون فيها فيما يقربُهُم إلى ربِّهم، والسعيدُ مَن اغتنمَ تلك المواسمَ، ومِن هذه المواسمِ الفاضلةِ أيامُ العشرِ مِن ذي الحجةِ، وهي أيامٌ شهدَ لها الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم بأنَّها أفضلُ أيامِ الدنيا، وحثَّ على العملِ الصالحِ فيها، بل إنَّ اللهَ تعالى أقسمَ بها، وهذا وحدَهُ يكفيهَا شرفًا وفضلًا، إذ العظيمُ لا يقسمُ إلَّا بعظيمٍ وهذا يستدعِي مِن العبدِ أنْ يجتهدَ فيها، ويكثرَ مِن الأعمالِ الصالحةِ، وأنْ يحسنَ استقبالَهَا واغتنامَهَا، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:

«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ »(رواه أحمد)، وَأَعْلَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمْرَهَا وَأَظْهَرَهُ، وَحَثَّ الْأُمَّةَ عَلَى الْإِكْثَارِ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ فَصَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: « مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ »، يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ»، قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ، قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).

1- أنَّ اللهَ تعالى أقسمَ بها: وإذا أقسمَ اللهُ بشيءٍ دلَّ هذا على عِظمِ مكانتهِ وفضلهِ، إذ العظيمُ لا يقسمُ إلَّا بالعظيمِ، قالً تعالى (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ) (الفجر:1ـ 2). والليالي العشرُ هي عشرُ ذي الحجةِ، وهذا ما عليهِ جمهورُ المفسرين والخلفِ، وقال ابنُ كثيرٍ في تفسيرهِ: وهو الصحيحُ.

2- ومِن فضائلِ العشرِ مِن ذي الحجةِ أنَّها الأيامُ المعلوماتُ التي شُرِعَ فيها ذكرهُ: قال تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) [الحج:28]، وجمهورُ العلماءِ على أنَّ الأيامَ المعلوماتِ هي عشرُ ذي الحجةِ، منهم ابنُ عمرَ وابنُ عباسٍ.

3- ومِن فضائلِ العشرِ مِن ذي الحجةِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم شهدَ لهَا بأنَّها أفضلُ الأيامِ، ففي مسندِ أحمد (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ «مَا عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنْهُ في هَذِه الأَيَّامِ». يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالَ فَقِيلَ وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ «وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ بشيء مِنْ ذَلِكَ).

4- ومِن فضائلِ العشرِ مِن ذي الحجةِ أنَّ فيها يومَ عرفة: ويومُ عرفةَ يومُ الحجِّ الأكبرِ، ويومُ مغفرةِ الذنوبِ، ويومُ العتقِ مِن النيرانِ، ولو لم يكنْ في عشرِ ذي الحجةِ إلَّا يومُ عرفةَ لكفاهَا ذلك فضلًا.

5- ومِن فضائلِ العشرِ مِن ذي الحجةِ أنَّ فيهَا يومَ النحرِ.

فحريٌّ بالمسلمِ أنْ يستقبلَ مواسمَ الطاعاتِ عامةً، ومنها عشرُ ذي الحجةِ بأمورٍ:

1- التوبةُ الصادقةُ: فعلى المسلمِ أنْ يستقبلَ مواسمَ الطاعاتِ عامةً بالتوبةِ الصادقةِ والعزمِ الأكيدِ على الرجوعِ إلى اللهِ، ففي التوبةِ فلاحٌ للعبدِ في الدنيَا والآخرةِ، يقولُ تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31].

2- ونستقبلُ الأيامَ العشرَ مِن ذي الحجةِ بالعزمِ الجادِّ على اغتنامِ هذه الأيامِ: فينبغِي على المسلمِ أنْ يحرصَ حرصًا شديدًا على عمارةِ هذه الأيامِ بالأعمالِ والأقوالِ الصالحةِ، وأنْ نستقبلَ الأيامَ العشرَ مِن ذي الحجةِ بالبعدِ عن المعاصِي، فكما أنَّ الطاعاتَ أسبابٌ للقربِ مِن اللهِ تعالى، فالمعاصِي أسبابٌ للبعدِ عن اللهِ والطردِ مِن رحمتهِ.

يَنْبَغِي للْمُسْلِمِ أَنْ يَسْتَفْتِحَ هَذِهِ الْعَشْرَ الْمُبَارَكَةَ بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَأَنْ يُكْثِرَ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَمِنْ أَهَمِّ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَأَفْضَلِهَا فِي الْعَشْرِ وَفِي غَيْرِ الْعَشْرِ:

أَوَّلًا: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، وَالتَّبْكِيرُ لَهَا، وَالْإِكْثَارُ مِنَ النَّوَافِلِ، فَإِنَّهَا مِنْ أَفْضَلِ الْقُرُبَاتِ، رَوَى ثَوْبَانُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ إِلَيْهِ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

ثَانِيًا: يُسْتَحَبُّ لِلْعَبْدِ الصِّيَامُ وَالْإِكْثَارُ مِنْهُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَثَّ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ، وَالصِّيَامُ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، وهو يدخلُ في جنسِ الأعمالِ الصالحةِ، بل هو مِن أفضلِهَا، وقد أضافهُ اللهُ إلى نفسهِ لعظمِ شأنهِ وعلوِّ قدرِهِ، فإنَّ (أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى اللهُ عنه - يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلم - «قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ) [متفق عليه]. وقد خصَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم صيامَ يومِ عرفةَ مِن بينِ أيامِ عشرِ ذي الحجةِ بمزيدِ عنايةٍ، وبيَّنَ فضلَ صيامهِ، فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلم:

(صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» [رواه مسلم]. وعليه فيسنُّ للمسلمِ أنْ يصومَ تسعَ ذي الحجةِ، لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم حثَّ على العملِ الصالحِ فيها. وقد ذهبَ إلى استحبابِ صيامِ العشرِ الإمامُ النوويُّ وقال: صيامُهَا مستحبٌ استحبابًا شديدًا.

وَالْجَهْرُ بِالتَّكْبِيرِ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْمَنَازِلِ وَالطُّرُقَاتِ للرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ. قال الله تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 28]. وقد أجمع الجمهور على أن “الأيام المعلومات” هي أيام العشر، استنادًا إلى ما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: “الأيام المعلومات: أيام العشر”. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ».

رابعًا: أداءُ مناسكِ الحجِّ والعمرةِ. وهما أفضلُ ما يُعملُ في عشرِ ذي الحجةِ، ومَن يسرَ اللهُ لهُ حجَّ بيتهِ أو أداءَ العمرةِ على الوجهِ المطلوبِ فجزاؤُه الجنة، لقولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ». [متفق عليه]. والحجُّ المبرورُ هو الحجُّ الموافقُ لهديِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم، الذي لم يخالطْهُ إثمٌ مِن رياءٍ، أو سمعةٍ، أو رفثٍ، أو فسوقٍ، المحفوفُ بالصالحاتِ والخيراتِ.

خامسًا: الصدقةُ: وهي مِن جملةِ الأعمالِ الصالحةِ التي يُستحبُّ للمسلمِ الإكثارُ منها في هذه الأيامِ، وقد حثَّ اللهُ عليها، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة:254]، وقال رَسُولِ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- قَالَ «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ) (رواه مسلم)

الخطبة الثانية

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ علي خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ (صلي الله عليه وسلم)، وعلي آلهِ وصحبِه أجمعين.

الأضحيةُ مشروعةٌ بالكتابِ، والسنةِ، وإجماعِ الأمةِ، فأمَّا الكتابُ فلقولِ اللهِ -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر: 2]، وأمَّا السنةُ فلحديثِ أنسٍ رضي اللهُ عنه قال: “ضحىَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- بكبشينِ، أملحينِ أقرنينِ، ذبحهمَا بيدهِ، وسمَّىَ وكبَّرَ، ووضعَ رجلَهُ على صفاحهمَا“(متفق عليه)، وأمَّا الإجماعُ: فأجمعَ المسلمونَ على مشروعيةِ الأضحيةِ.

فمِن أعمالِ عشرِ ذي الحجةِ: الأضحيةُ، فهي قربةٌ لربِّنَا (عزَّ وجلَّ)، وسنةُ نبيِّنَا صلي الله عليه وسلم وإحياءٌ لسنةِ أبِينَا إبراهيمَ (عليه السلامُ)، فعن زيدِ بنِ أرقم - رضي اللهُ عنه - قال قال أصحابُ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلم -: يا رسولَ اللهِ، ما هذه الأضاحِي؟ قال: سنةُ أبيِكُم إبراهيم - صلَّى اللهُ عليه وسلم - قالوا: فما لنَا فيهَا يا رسولَ اللهِ؟ قال: بكلِّ شعرةٍ حسنة. فقالوا: فالصوفُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: بكلِّ شعرةٍ مِن الصوفِ حسنة) (رواه أحمد).

وفي الأضحيةِ مِن معانِي التكافلِ والتراحمِ ما يؤكدُ دورهَا الاجتماعِي في تقويةِ أواصرِ التقاربِ والتآلفِ بينَ أفرادِ المجتمعِ، بصلةِ الأرحامِ، وإطعامِ الفقراءِ وإغنائِهِم عن السؤالِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في وصفِ الأبرارِ: {ويطعمُونَ الطعامَ على حُبهِ مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا} (الإنسان:8)، ويقولُ صلي الله عليه وسلم: (خيارُكُم مَن أطعمَ الطعامَ)، ويقولُ (عليه الصلاةُ والسلامُ): (أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سرورٌ تُدخلُهُ على مُسلمٍ، أو تكشفُ عنهُ كُربةً، أو تطردُ عنهُ جُوعًا، أو تقضِي عنهُ دينًا) (رواه الطبراني)، ومِن أحكامِ هذه العشرِ أنَّ مَن أرادَ الأضحيةَ في هذه العشرِ فإنَّه لا يأخذُ مِن شعرهِ ولا أظفارهِ شيئًا، لا شعرَ رأسِكَ ولا مِن شعرٍ آخرَ في الجسدِ، لا يأخذُ مِن شعرهِ ولا مِن أظفارهِ شيئًا.

اقرأ أيضاًموضوع خطبة الجمعة القادم 30 مايو.. «فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة»

«كيف نواجه الشبهات الفكرية بالقرآن؟».. نص خطبة الجمعة اليوم 9 مايو 2025

مقالات مشابهة

  • دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة كما ورد عن النبي.. ردده الآن واغتنم الثواب
  • دعاء الرسول لسعة الرزق.. ردده يوميا تُفتح لك أبواب السماء
  • دعاء النبي يوم عرفة مستجاب.. اغتنمه بـ 4 كلمات في يوم الكرم الإلهي
  • عجائب الصلاة على النبي فى أول جمعة فى العشر من ذي الحجة.. لا حصر لها
  • الطلحي: النبي ﷺ نهانا عن هذه الأفعال المحرمة في أرض المدينة المنورة
  • موضوع خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف.. «فضائلُ عشرِ ذِي الحجةِ»
  • الإفتاء توضح الدليل على مشروعية الأضحية من الكتاب والسنة
  • الأضحية.. تعرف على فضلها دينيا وإنسانيا واجتماعيا
  • هل صام النبي العشر الأوائل من ذي الحجة؟.. الإفتاء تجيب
  • دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة .. 3 كلمات تدخلك الجنة وأفضل 110 أدعية مستجابة