الراعي في عيد القديس يوسف: لنلتمس منه تواضع القلب والبساطة
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، اليوم، قداسا احتفاليا، لمناسبة عيد القديس يوسف من على مذبح مدرسة مار يوسف عينطوره، يرافقه المطران بولس الصياح، حضره النواب انطوان حبشي، فريد هيكل الخازن ونعمة جورج افرام، الوزيران السابقان زياد بارود ويوسف سلامة، إضافة إلى رئيس اتحاد بلديات كسروان والفتوح جوان حبيش، رئيس بلدية ذوق مكايل الياس البعينو ورئيس بلدية فاريا ميشال سلامة، وعدد من رؤساء وأعضاء بلديات المنطقة.
وبعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة قال فيها:
"صنع يوسف كما أمره ملاك الربّ. فأخذ مريم امرأته" (متى 1: 24).
- أطاع يوسف صوت الملاك في الحلم، ففهم دوره في تدبير سرّ الخلاص، وانجلى له سرُّ حبل مريم، وسرُّ الطفل الإلهيّ الذي في حشاها. "فلمّا قام من النوم، صنع كما أمره ملاك الربّ، فأخذ مريم امرأته" (متى 1: 24)، متعهّدًا حراسة أثمن كنوز الله الآب أي: الكلمة المتجسّد وأمّه الفائقة القداسة. أخذها مع سرّ أمومتها كلّه، أخذها مع الابن الموشك أن يأتي إلى العالم بفعل الروح القدس.
- يسعدني أن أحافظ على تقليد البطاركة الموارنة بمشاركة الآباء اللعازريّين الأحبّاء في إحياء عيد القدّيس يوسف شفيع هذا الصرح التربويّ الزاهر في بلدة عينطورا. فأقدّم التهاني لحضرة الأب رمزي جريج الرئيس الإقليميّ ولحضرة الأب عبده عيد رئيس المعهد وجمهور الآباء، والهيئة التعليميّة والأسرة التربويّة المؤلّفة من الإدارة والأهل والمعلّمين والطلّاب. ونصلّي معًا، إلى القدّيس يوسف، ملتمسين منه، بحقّ رباط المحبّة الذي وحّد بينه وبين العذراء مريم، وبحقّ الحبّ الأبويّ الذي احتضن به الطفل يسوع، أن ينظر إلينا ويحمينا ويحمي هذا الصرح التربويّ والقيّمين عليه، والعاملين فيه، والأجيال التي تستقي منه العلم والتربية والثقافة بشكل مميّز. ويسعدني أن أشارك آباء جمعية الرسالة في الإحتفال بمرور أربعماية سنة على تأسيسها (1625 – 2025) على يد القديس منصور دي بول، الذي ارادها لخدمة الفقراء. وتأتي نعمة هذا اليوبيل متزامنة مع نعمة اليوبيل الكبير والسنة المقدسة 2025، فأتمنى وأصلي، بشفاعة القديس مار منصور دي بول، من أجل تقديس أبناء الجمعية، وازدهارها ونموها، لمجد الله وخير الكنيسة ونجاح رسالة المحبة بحسب روح المؤسس.
إنّ الآباء لا يولدون آباء، بل يصبحون آباء. ولا يصبح المرء أبًا لمجرّد أنّه وُلد له إبن، بل لأنّه يعتني به بمسؤوليّة. وكلّ مرّة يتحمّل شخصٌ ما مسؤوليّة حياة شخص آخر، فإنّه بطريقة ما يمارس الأبوّة تجاهه. هذا شأن كلّ من يتولّى إدارة أو تعليمًا أو أيّة مسؤوليّة في هذا الصرح التربويّ، فينطبق عليه سرُّ الأبوّة هذا. "أبوّتكم" لطلّابكم لا تعني امتلاكهم، بل جعلهم قادرين على الاختيار والحريّة والانطلاق. يضيف التقليد إلى يوسف صفة "العفيف". هذا ليس مجرّد مؤشّر عاطفيّ، إنّما ملخّصُ تصرّف يعبّر عن عدم الإمتلاك. العفّة هي التحرّر من التملّك في جميع مجالات الحياة. وحده الحبّ العفيف هو الحبّ الحقيقيّ. لأنّ الحبّ الذي يريد امتلاك الآخر يصبح دومًا خطرًا في النهاية، ويسجن الآخر، ويخنقه، ويجعله غير سعيد. إنّ الله أحبّ الإنسان حبًّا عفيفًا، وتركه حتى في ارتكاب الأخطاء. إنّ منطق الحبّ هو دائمًا منطق حريّة، وقد عرف يوسف كيف يحبّ بطريقة حرّة تفوق المألوف. لم يضع أبدًا ذاته محورًا، بل وضع يسوع ومريم محور حياته (راجع البابا فرنسيس: رسالته بقلب أبويّ Pater Cordes).
في ترائي الملاك ليوسف في النوم، إنجلى دوره في سرّ التدبير الإلهيّ، وهو اشتراكه في سرِّ التجسّد أكثر من أيّ إنسان آخر، باستثناء مريم، أمّ الكلمة المتجسّد. لقد اشترك وإيّاها مندفعًا في واقع ذات الحدث الخلاصيّ، واؤتمن على ذات الحبّ الذي بدافعه سبق الآب الأزليّ فقّدر لنا أن يتبنّانا بيسوع المسيح (أفسس 1: 5). زواج مريم هو المرتكز القانونيّ لأبوّة يوسف. فالله إنّما اصطفاه زوجًا لمريم ليضمن ليسوع حضورًا أبويًّا. وينجم عن ذلك أنّ أبوّة يوسف تمرّ عبر زواجه من مريم، أي عبر الأسرة. في زواج يوسف ومريم، تحقّقت جميع خيور الزواج: الولد والأمانة والسرّ. أمّا الولد فهو الربّ يسوع نفسه، وأمّا الأمانة فهي الوحدة الزوجيّة النقيّة بين يوسف البتول ومريم العذراء، وأمّا السرّ فلأنّ بينهما رباط لم ينفصم. ألا حافظ الأزواج على هذه الخيور الثلاثة التي تقدّسهم في حياتهم الزوجيّة مع حلوها ومرّها.
منذ القرون الأولى، بيّن آباء الكنيسة بوضوح أنّ القدّيس يوسف، كما تعهّد مريم بعناية ودودة، وانقطع بفرح لتربية يسوع المسيح، كذلك هو أيضًا حارس وحامي جسده السرّي أي الكنيسة، التي العذراء صورتها ومثالها. وقد أعلنه الطوباويّ بيّوس التاسع "شفيعًا للكنيسة الكاثوليكيّة" في 8 كانون الأوّل 1870.
في حمايته يضع جميع المراتب أنفسهم. ففيه يجد أربابُ العائلاتِ مثالًا رفيعًا لبُعدِ النظر والاهتمامِ الأبويّ. وفيه يجدُ الأزواج صورةً كاملةً للحبِّ والوفاء الزوجيّ. والذين نذروا البتوليّة يستطيعون أن يعتبروهُ، في الوقت نفسه، مِثالهم وحارسَ بتوليّتهم. وإذا تأمّل عظماءُ هذه الدنيا في القدّيس يوسفَ استطاعوا أن يتعلّموا كيف يحافظون على مقامهِم في أصعبِ الظروف. ويفهم الأغنياءُ ما هي الكنوزُ التي يجبُ عليهم قبلَ كلِّ شيءٍ أن يبحثوا عنها ويجمعوها بحرارةٍ، في حين يجبُ على الفقراءِ والعمّال والمحرومينَ أن يذهبوا إليه بحقًّ، ويتعلّموا الإقتداءَ به. كان يوسف زوجَ أعظمِ النِساءِ وأقدسَهنَّ، وكان "أبًا" لابن اللهِ، ومع ذلك، أمضى حياتَهُ في العمل، وبفضلِ يديهِ ومهارتِه، أنتجَ ما كان ضروريًّا لأعضاءِ العائلةِ.
جاء الربّ يسوع يحمل إلى العالم الخلاص الشامل الذي يطال الإنسان وجميع الشعوب في واقع الاقتصاد والعمل، وفي التقنيّات والإتصالات، وفي المجتمع والسياسة، وفي العائلات بين الثقافات والشعوب. والكنيسة تقدّم مساهمة أساسيّة لا بديل عنها، من أجل تقديس العمل، وأنسنة عائلة الشعوب والتاريخ، واكتشاف الإنسان دعوته الشاملة والنهائيّة، وإعطاء العمل البشريّ مفهومه الأعمق.
إنّ المجتمع، مع كلّ ما ينتج في داخله، يعني الإنسان. وهو مجتمع البشر الذين هم الطريق الأوّل والأساسيّ للكنيسة. وعليه إنّ المجتمع، والسياسة، والإقتصاد، والعمل، والحقوق، والثقافة، لا يشكّلون محيطًا، مجرّد مدنيّ ودنيويّ، وبالتالي هامشيّ وغريب عن نداء الإنجيل وتدبير الخلاص.
تشكّل عقيدة الكنيسة الإجتماعيّة قيمة أداة لإعلان الإنجيل. ويتّسع هذا التعليم في اللقاء المتجدّد بين رسالة الإنجيل والتاريخ البشريّ. ويشكّل طريقًا لممارسة خدمة الكلمة ووظيفة الكنيسة النبويّة. فتعليم العقيدة الإجتماعيّة ونشرها إنّما يختصّ بالرسالة الإنجيليّة، ويشكّل جزءًا أساسيًّا في الرسالة المسيحيّة، وفي نضالها من أجل العدالة في شهادتها للمسيح المخلّص.
لنصّلِ، أيّها الإخوة والأخوات: أيّها القدّيس المجيد البار والمتواضع، مار يوسف، أيّها العامل في الناصرة، ساعدنا في أشغالنا اليوميّة على أنواعها، ولا سيما في عملنا التربويّ والإداريّ والوظيفيّ. ساعدنا أن نجد في عملنا السبل الفعّالة إلى تمجيد ربّنا يسوع المسيح، وأن نُفيد مجتمعنا الذي نعيش فيه. إلتمس لنا من الله تواضع القلب والبساطة وحبّ العمل، وإتمام مشيئة الله في حياتنا اليوميّة بحلوها ومرّها، ونرفع نشيد المجد والشكران للثالوث القدّوس الآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين. مواضيع ذات صلة مشهد جامع لأركان الدولة في عيد القديس مارون.. الراعي: الحياد يعزز الثقة Lebanon 24 مشهد جامع لأركان الدولة في عيد القديس مارون.. الراعي: الحياد يعزز الثقة 18/03/2025 21:31:38 18/03/2025 21:31:38 Lebanon 24 Lebanon 24 بري استقبل وفد جامعة القديس يوسف وسفير التشيك Lebanon 24 بري استقبل وفد جامعة القديس يوسف وسفير التشيك
18/03/2025 21:31:38 18/03/2025 21:31:38 Lebanon 24 Lebanon 24 بنك لبنان والمهجر يتعاون مع اتحاد جمعيات خريجي جامعة القديس يوسف وشركة أروب للتأمين Lebanon 24 بنك لبنان والمهجر يتعاون مع اتحاد جمعيات خريجي جامعة القديس يوسف وشركة أروب للتأمين
18/03/2025 21:31:38 18/03/2025 21:31:38 Lebanon 24 Lebanon 24 الرابطة المارونية أحيت عيد القديس مارون في عنايا Lebanon 24 الرابطة المارونية أحيت عيد القديس مارون في عنايا
18/03/2025 21:31:38 18/03/2025 21:31:38 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
موجة سرقات جديدة؟
Lebanon 24 موجة سرقات جديدة؟
15:25 | 2025-03-18 18/03/2025 03:25:33 Lebanon 24 Lebanon 24 داخل سوريا.. هذا ما يفعله لبنانيون
Lebanon 24 داخل سوريا.. هذا ما يفعله لبنانيون
14:55 | 2025-03-18 18/03/2025 02:55:54 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد توقيف قاضٍ سابق متهم بالفساد.. هكذا علّق عدوان
Lebanon 24 بعد توقيف قاضٍ سابق متهم بالفساد.. هكذا علّق عدوان
14:37 | 2025-03-18 18/03/2025 02:37:39 Lebanon 24 Lebanon 24 اللجنة المكلفة درس اقتراحات قوانين متعلقة بالقضاء الإداري أقرت مواد معدلة
Lebanon 24 اللجنة المكلفة درس اقتراحات قوانين متعلقة بالقضاء الإداري أقرت مواد معدلة
14:33 | 2025-03-18 18/03/2025 02:33:46 Lebanon 24 Lebanon 24 بلدية خربة سلم توضح حقيقة إلقاء القبض على "خلية سورية"
Lebanon 24 بلدية خربة سلم توضح حقيقة إلقاء القبض على "خلية سورية"
14:29 | 2025-03-18 18/03/2025 02:29:08 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
توقيف شاحنات في طرابلس.. وهذا ما تبين بعد تفتيش حمولتها
Lebanon 24 توقيف شاحنات في طرابلس.. وهذا ما تبين بعد تفتيش حمولتها
00:34 | 2025-03-18 18/03/2025 12:34:27 Lebanon 24 Lebanon 24 أحمد العوضي يتزوج من جديد.. وهذه عروسته
Lebanon 24 أحمد العوضي يتزوج من جديد.. وهذه عروسته
00:00 | 2025-03-18 18/03/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 دانييلا رحمة ستُصبح أماً.. قريبا!
Lebanon 24 دانييلا رحمة ستُصبح أماً.. قريبا!
05:46 | 2025-03-18 18/03/2025 05:46:10 Lebanon 24 Lebanon 24 في منزله... وفاة أحد أبرز الفنانين (صورة)
Lebanon 24 في منزله... وفاة أحد أبرز الفنانين (صورة)
11:03 | 2025-03-18 18/03/2025 11:03:21 Lebanon 24 Lebanon 24 مذكرة بإقفال كلّ الادارات العامة بمناسبة عيد البشارة
Lebanon 24 مذكرة بإقفال كلّ الادارات العامة بمناسبة عيد البشارة
10:41 | 2025-03-18 18/03/2025 10:41:23 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
15:25 | 2025-03-18 موجة سرقات جديدة؟ 14:55 | 2025-03-18 داخل سوريا.. هذا ما يفعله لبنانيون 14:37 | 2025-03-18 بعد توقيف قاضٍ سابق متهم بالفساد.. هكذا علّق عدوان 14:33 | 2025-03-18 اللجنة المكلفة درس اقتراحات قوانين متعلقة بالقضاء الإداري أقرت مواد معدلة 14:29 | 2025-03-18 بلدية خربة سلم توضح حقيقة إلقاء القبض على "خلية سورية" 14:20 | 2025-03-18 للبنانيين.. احذروا شراء الذهب فيديو فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو)
Lebanon 24 فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو)
04:42 | 2025-03-16 18/03/2025 21:31:38 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير
Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير
02:31 | 2025-03-16 18/03/2025 21:31:38 Lebanon 24 Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو)
Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو)
00:27 | 2025-03-16 18/03/2025 21:31:38 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حزب الله بربطة عنق؟
لم يكن ينقص رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" الحاج محمد رعد، الذي زار في أقل من أسبوع القصر الجمهوري والسراي الحكومي، على رأس وفد من الكتلة، سوى أن يعقد ربطة عنق. وحتى من دون هذه الربطة بدت لغته عقب اجتماعه مع كل من رئيسي الجمهورية والحكومة مختلفة عن لغته السابقة، شكلًا ومضمونًا. كان في كلامه رجلًا ديبلوماسيًا إلى أقصى الحدود. وهذا لم يعهده أحد به من قبل. دخل إلى السراي مبتسمًا. وخرج منها أكثر ابتسامًا. وإذا أراد الباحثون في لغة الجسد وتعابير الوجوه إجراء مقارنة بين لقاء رئيس الحكومة مع رئيس مجلس النواب ولقائه مع وفد كتلة "الوفاء" لخلصوا إلى أكثر من استنتاج.
ومن بين هذه الاستنتاجات أن لقاء "عين التينة" سبقته جدلية ثنائية بين الرئاستين الثانية والثالثة على خلفية المواقف، التي لم يترك رئيس الحكومة أي مناسبة، سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية، إلاّ وكان يتطرق فيها إلى ملف سلاح "حزب الله". وقد قوبلت هذه المواقف بردود فعل متفاوتة من قِبل "الثنائي الشيعي". وهذه الحدّة في المقاربات المتباعدة بين رئيس الحكومة وكل من كتلتي "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" دفعت رئيس الجمهورية إلى التدخّل شخصيًا في محاولة منه لتبريد الجو بعدما بلغ درجة مرتفعة من الحماوة. ولعل كلام الرئيس بري "بتسخّن منسخّن. بتبرّد منبرّد" أكبر دليل على ما كانت قد وصلت إليه هذه المواقف من حدّة متفاوتة في طريقة التعبير.
ولكي لا تذهب مساعي الرئيس عون الهادفة إلى معالجة موضوع سلاح "حزب الله" بهدوء وروية سدىً، نشطت الاتصالات بين بعبدا والسراي الحكومي بهدف التوصّل إلى ما يُعرف باللغة اللبنانية بمقولة "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم"، خصوصًا بعدما بلغت هذه المساعي مرحلة متقدمة إذا ما صحّت المعلومات الصحافية، التي تتحدّث عن بعض الإيجابيات، ولكن غير الواضحة حتى الآن في انتظار إنضاج الظروف المحلية والدولية والإقليمية الملائمة لمقاربة هذا الملف بما يؤدّي إلى نتائج عملية.
وعليه، فقد زار رئيس الحطومة "عين التينة"، واستقبل في السراي الحكومي وفدًا من "حزب الله". وعلى رغم أن اللقاء الأول كان متشنجًا، وهذا ما عكسته عدسات المصورين، حيث بدا رئيس الحكومة متجهمًا وعبوسًا، فإن أجواء اللقاء الثاني كان على عكس الأول، وإن ظاهريًا، حيث تبادل الطرفان الابتسامات الإيحائية.
فليس بالعبوس والتجهم ولا بالابتسامات العريضة، كما تراها أوساط سياسية متابعة، يمكن التوصّل إلى حلول ممكنة في ما خصّ ملف السلاح، وهو ملف شائك ومعقّد، وله خلفيات إقليمية أكثر مما له أبعاد محلية.
فـ "حزب الله" لا يبدو حتى الساعة على استعداد لتقديم أي تنازل إضافي في هذا الملف ما لم يضمن ما يمكن أن تحقّقه الديبلوماسية اللبنانية في شأن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كل شبر من الأراضي اللبنانية المحتلة، وبالتالي وقف اعتداءاتها المستمرّة على ما تعتبره تل أبيب "أهدافًا عدائية".
وجوابًا عن سؤال "حزب الله" عن الضمانات الممكنة، التي يمكن أن تقدّمها الدولة اللبنانية إليه في مقابل تسليمه سلاحه يُعاد ما قيل لغيره قبل سنوات بعيدة عندما سألوا عن الضمانات مقابل تسليم السلاح. فجاء الجواب يومها بصيغة سؤال عن الضمانات في حال بقي السلاح في أيدي الميليشيات. هذا الجواب – السؤال يُعاد طرحه على "حزب الله" اليوم، الذي يؤخذ عليه بأن سلاحه لم "يحمِ لا لبنان ولا بيئته من ردع إسرائيل عن القيام بما قامت به من مجازر وتدمير وتهجير".
وإلى أن تقتنع القيادتان السياسية والعسكرية والأمنية في "حزب الله" بأن سلاح الجيش هو وحده الذي يحمي لبنان وجميع اللبنانيين وغير اللبنانيين الموجودين على الأراضي اللبنانية، وأن أي سلاح آخر، سواء أكانت هويته لبنانية أو فلسطينية أو سورية، ليس سوى حجة إضافية تُعطى لإسرائيل لكي تستمرّ في عدوانها المتعدّد الأوجه والأهداف، وإن كانت لا تحتاج إلى أي ذريعة لكي تقوم بما تقوم به من اعتداءات موصوفة.
وعلى رغم أن بعض المعلومات تحدّث عن أن لقاء السراي لم يتطرّق إلى موضوع السلاح لا من قريب ولا من بعيد، وإن كانت "ملائكته" كانت حاضرة، فإن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أنه لم يكن حاضرًا في خلفية المواضيع الأخرى، التي طرحها وفد "حزب الله"، ومن بينها بالطبع موضوع إعادة إعمار ما دمرّته إسرائيل.
ولكن مقاربة هذا الموضوع، في رأي الأوساط السياسية نفسها، مرتبط حكمًا بما ستؤول إليه الاتصالات، التي تقوم بها الديبلوماسية اللبنانية مع الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول المؤثرّة للضغط على إسرائيل لكي تسحب جيشها من التلال الخمس وتوقف اعتداءاتها المتواصلة منذ اليوم الأول لاتفاق وقف إطلاق النار، وتوازيًا لإقناع "الحزب" بتسليم سلاحه، وخلع بزّته المرقّطة واستبدالها بـ "ربطة عنق".
هي حلقة مفرغة على ما يبدو. فهل ينجح الرئيس عون في ملء فراغات هذه الحلقة؟ المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة هل ستشهد ربطة الخبز زيادة في السعر؟ Lebanon 24 هل ستشهد ربطة الخبز زيادة في السعر؟ 06/06/2025 09:01:44 06/06/2025 09:01:44 Lebanon 24 Lebanon 24 مُفاجأة.. خطط لربط جونية بقبرص فما القصة؟ Lebanon 24 مُفاجأة.. خطط لربط جونية بقبرص فما القصة؟ 06/06/2025 09:01:44 06/06/2025 09:01:44 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد المحروقات... هل ستشهد ربطة الخبز زيادة في السعر؟ Lebanon 24 بعد المحروقات... هل ستشهد ربطة الخبز زيادة في السعر؟ 06/06/2025 09:01:44 06/06/2025 09:01:44 Lebanon 24 Lebanon 24 متابعة لبنانية "لرسالة" ترامب وبن سلمان ورهان على عودة النازحين الى سوريا ربطا برفع العقوبات Lebanon 24 متابعة لبنانية "لرسالة" ترامب وبن سلمان ورهان على عودة النازحين الى سوريا ربطا برفع العقوبات 06/06/2025 09:01:44 06/06/2025 09:01:44 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً وزير الدفاع الإسرائيلي يُهدد: لا نظام ولا استقرار في لبنان من دون أمن لإسرائيل Lebanon 24 وزير الدفاع الإسرائيلي يُهدد: لا نظام ولا استقرار في لبنان من دون أمن لإسرائيل 01:46 | 2025-06-06 06/06/2025 01:46:59 Lebanon 24 Lebanon 24 الطعن بانتخابات اتحاد بلديات المتن Lebanon 24 الطعن بانتخابات اتحاد بلديات المتن 01:45 | 2025-06-06 06/06/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي امام: نقول لمن بأيديهم السلاح ان نسارع لايجاد حل له Lebanon 24 المفتي امام: نقول لمن بأيديهم السلاح ان نسارع لايجاد حل له 01:31 | 2025-06-06 06/06/2025 01:31:27 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" لا يبالي Lebanon 24 "حزب الله" لا يبالي 01:30 | 2025-06-06 06/06/2025 01:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بيان له دلالاته Lebanon 24 بيان له دلالاته 01:15 | 2025-06-06 06/06/2025 01:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة نجم "ستار أكاديمي" يحتفل بزفافه.. وعروسه الإماراتية تلفت الأنظار (فيديو) Lebanon 24 نجم "ستار أكاديمي" يحتفل بزفافه.. وعروسه الإماراتية تلفت الأنظار (فيديو) 02:09 | 2025-06-05 05/06/2025 02:09:44 Lebanon 24 Lebanon 24 توفي قبل ساعات من إحياء حفله.. فنان لبناني يُوارى الثرى اليوم وهذه تفاصيل الدفن (فيديو) Lebanon 24 توفي قبل ساعات من إحياء حفله.. فنان لبناني يُوارى الثرى اليوم وهذه تفاصيل الدفن (فيديو) 04:24 | 2025-06-05 05/06/2025 04:24:56 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد إعلان طلاقهما قبل أسبوعين.. فنانة شهيرة تُفاجئ الجميع بظهورها برفقة طليقها (صور) Lebanon 24 بعد إعلان طلاقهما قبل أسبوعين.. فنانة شهيرة تُفاجئ الجميع بظهورها برفقة طليقها (صور) 04:39 | 2025-06-05 05/06/2025 04:39:45 Lebanon 24 Lebanon 24 عن وفيق صفا.. ماذا قال تقرير إسرائيلي؟ Lebanon 24 عن وفيق صفا.. ماذا قال تقرير إسرائيلي؟ 14:00 | 2025-06-05 05/06/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إجتماع في لبنان "أغضب إسرائيل".. تقرير يسرد التفاصيل Lebanon 24 إجتماع في لبنان "أغضب إسرائيل".. تقرير يسرد التفاصيل 15:00 | 2025-06-05 05/06/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب اندريه قصاص Andre Kassas أيضاً في لبنان 01:46 | 2025-06-06 وزير الدفاع الإسرائيلي يُهدد: لا نظام ولا استقرار في لبنان من دون أمن لإسرائيل 01:45 | 2025-06-06 الطعن بانتخابات اتحاد بلديات المتن 01:31 | 2025-06-06 المفتي امام: نقول لمن بأيديهم السلاح ان نسارع لايجاد حل له 01:30 | 2025-06-06 "حزب الله" لا يبالي 01:15 | 2025-06-06 بيان له دلالاته 01:00 | 2025-06-06 ليلة مروّعة في الضاحية الجنوبية: غارات اسرائيلية عنيفة تعكّر صفو الأضحى فيديو "ما بعرف شو حس".. هكذا علّقت فنانة لبنانية على اقتحام أحد المعجبين حفلها واحتضانها أمام زوجته (فيديو) Lebanon 24 "ما بعرف شو حس".. هكذا علّقت فنانة لبنانية على اقتحام أحد المعجبين حفلها واحتضانها أمام زوجته (فيديو) 02:56 | 2025-06-05 06/06/2025 09:01:44 Lebanon 24 Lebanon 24 خلال طقس عاصف.. رافعة تنهي حياة عاملين Lebanon 24 خلال طقس عاصف.. رافعة تنهي حياة عاملين 01:47 | 2025-06-05 06/06/2025 09:01:44 Lebanon 24 Lebanon 24 سرقة.. مع رقصة خاصة (فيديو) Lebanon 24 سرقة.. مع رقصة خاصة (فيديو) 00:44 | 2025-06-05 06/06/2025 09:01:44 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24