في عصر التكنولوجيا، أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تسهّل التعلم، وتوفر الترفيه، وتربط العالم ببعضه. لكن عندما يتحول استخدامها من مجرد أداة تعليمية أو ترفيهية إلى هوس يسيطر على حياة الطفل ويؤثر على صحته الجسدية والنفسية، يصبح الأمر مثيرًا للقلق، فكيف يمكن للوالدين معرفة ما إذا كان طفلهم يعاني من إدمان الأجهزة الإلكترونية؟

وبحسب المستشار والباحث في المهارات أنس محمد الجعوان، هناك عدة مؤشرات واضحة قد تنذر بأن استخدام الطفل للأجهزة الذكية قد تحول إلى إدمان، وأولى هذه العلامات هي الانشغال الدائم بالأجهزة، حيث يمضي الطفل معظم وقته أمام الهاتف أو الجهاز اللوحي، حتى أثناء الوجبات العائلية أو قبل النوم، مما قد يعكس تعلقًا غير صحي بها.

يرافق ذلك نوبات من الغضب أو الانفعال الشديد عند منعه من استخدامها، حيث يصبح الطفل عصبيًا أو حتى عدوانيًا عند تقليل وقت الشاشة، مما يشير إلى فقدانه السيطرة على سلوكه عند الحرمان منها.

كما يظهر إهمال واضح للأنشطة الأخرى، إذ يصبح الطفل غير مهتم باللعب في الخارج أو ممارسة هواياته المفضلة أو حتى التفاعل مع أفراد العائلة، ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى تراجع الأداء الدراسي، حيث يبدأ الطفل بفقدان التركيز في دراسته، وتتراجع درجاته، ويهمل واجباته المدرسية بسبب انشغاله المستمر بالأجهزة الإلكترونية.

ومن العلامات التي لا يمكن تجاهلها اضطرابات النوم، إذ يفضل بعض الأطفال السهر لوقت متأخر بسبب استخدام الأجهزة، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم نتيجة التعرض المستمر للشاشات وتأثيرها على الدماغ، ويزداد الأمر سوءًا إذا كان الطفل يستخدم الأجهزة للهروب من الواقع، فيجد فيها ملاذًا لتجنب المشكلات العائلية أو الاجتماعية، أو للتخفيف من مشاعر القلق والتوتر بدلاً من مواجهتها وحلها.

ومن المؤشرات التي تدل على وعي داخلي لدى الطفل بأن استخدامه للأجهزة مفرط، الكذب بشأن وقت الشاشة، حيث يبدأ بإخفاء مدة استخدامه للأجهزة أو خداع والديه بشأن الوقت الذي يقضيه عليها، لكنه غير قادر على التوقف بمفرده.
كيف يمكن للوالدين التعامل مع هذه المشكلة؟

لحل هذه المشكلة، من المهم أن يضع الآباء قواعد واضحة لاستخدام الأجهزة، مثل تحديد أوقات معينة لاستخدامها ومنعها أثناء الوجبات أو قبل النوم، كما يجب تقديم بدائل ممتعة للطفل، مثل تشجيعه على ممارسة الرياضة، أو القراءة، أو اللعب مع الأصدقاء لتعويض الوقت الذي كان يقضيه أمام الشاشة.

ومن العوامل المهمة في الحد من الإدمان، أن يكون الآباء قدوة حسنة، فإذا كان الوالدان مدمنين على أجهزتهم، فمن الصعب إقناع الطفل بالتقليل من استخدامها؛ لذا، يجب تقليل استخدام الأجهزة أمام الأطفال لتعزيز السلوك الإيجابي لديهم.

كذلك، يمكن استخدام تطبيقات المراقبة الأبوية، لكن دون اللجوء إلى الأسلوب السلطوي الصارم، لأن ذلك قد يدفع الطفل للتمسك بالأجهزة أكثر بدلاً من التقليل منها، وفي الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري استشارة مختص في علم النفس أو التربية، إذا كان الإدمان يؤثر بشكل كبير على حياة الطفل وسلوكه.
التكنولوجيا ليست العدو.. لكن التوازن هو الحل!

في النهاية، لا يمكن اعتبار الأجهزة الإلكترونية مشكلة بحد ذاتها، بل أن الإفراط في استخدامها هو ما يؤدي إلى آثار سلبية على صحة الطفل النفسية والجسدية، ومن خلال الملاحظة الدقيقة والتدخل المبكر، يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على تحقيق توازن صحي بين التكنولوجيا والحياة الواقعية، مما يضمن لهم نمواً سليماً في بيئة متوازنة تجمع بين التعليم والترفيه والتفاعل الاجتماعي.

جريدة الرياض

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الأجهزة الإلکترونیة

إقرأ أيضاً:

مجلس إدارة "XRG" يعتمد خطة خمسية لتسريع نموها العالمي

اعتمد مجلس إدارة "XRG"، الشركة الدولية الرائدة للاستثمار النوعي في قطاع الطاقة التي أطلقتها "أدنوك" في نوفمبر 2024، اليوم خطة الشركة الخمسية للفترة من 2025 إلى 2030.

وتؤكد هذه الخطوة التزام الشركة بتسريع النمو وخلق وتعزيز القيمة على المدى الطويل.

وخلال الأشهر الستة الأولى منذ إطلاقها، تمكنت "XRG" من ترسيخ مكانتها كمستثمر دولي في مشروعات الطاقة النوعية، حيث بلغت قيمتها المؤسسية أكثر من 290 مليار درهم (80 مليار دولار).

واعتمد المجلس خطة الشركة لتوسيع أعمال منصاتها العالمية الثلاث التي تشمل الغاز، والكيماويات، وحلول الطاقة.

وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ "أدنوك" ومجموعة شركاتها، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة "XRG": "بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، رسخت دولة الإمارات مكانتها كمركز عالمي للتكنولوجيا المتقدمة، بالتزامن مع دخول العالم مرحلة جديدة ترسم ملامحها أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية الرقمية، والنمو الصناعي، وهو ما يتطلب تحقيق نقلة نوعية في أنظمة الطاقة من حيث التطور التقني والحجم، لذا، تستثمر ’XRG‘ في أنظمة الطاقة المستقبلية وفق منهجية متكاملة ومرنة وأكثر قدرة على تلبية الطلب العالمي المتزايد. وبعد موافقة مجلس الإدارة على الخطة الخمسية، تعمل ’XRG‘على توسيع نطاق منصاتها في مجالات الغاز والكيماويات وحلول الطاقة لخلق وتعزيز القيمة على المدى البعيد وضمان استمرار مساهمة الطاقة في دفع عجلة النمو والتنمية المستدامة".

ووجَّه مجلس الإدارة "XRG" بتعزيز نمو أعمالها الدولية المتكاملة لتصبح ضمن أكبر خمس شركات عالمية في مجالَي الغاز والغاز الطبيعي المسال، والوصول إلى سعة إنتاجية تتراوح بين 20 إلى 25 مليون طن سنوياً بحلول 2035.

كما أعرب المجلس عن دعمه لدراسة فرص الاندماج والاستحواذ في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج في قطاع الغاز والتوسّع في استثمارات الغاز الطبيعي المسال لتعزيز حضور الشركة في سوق الغاز بأمريكا الشمالية.

وتأتي هذه الخطوة بعد عمليات الاستحواذ والشراكات الأخيرة التي نفذتها الشركة، بما في ذلك مشروع "ريو غراندي" للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة الأمريكية، وامتياز "المنطقة 4" الواقعة ضمن حوض "روفوما" العملاق للغاز في موزمبيق، وشركة "أركيوس للطاقة"، وحقل غاز "أبشيرون" في أذربيجان، و"المنطقة 1" البحرية في تركمانستان، مما يمكّن الشركة من المساهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على حلول الطاقة المرنة ومنخفضة الكربون.

كما أقرّ المجلس هدف "XRG" الطموح بتأسيس منصة دولية للكيماويات، لتصبح ضمن أكبر ثلاث شركات عالمية في هذا المجال الحيوي.

وبعد الحصول على الموافقات التنظيمية المطلوبة، من المتوقع أن يساهم التأسيس المقترح لـ "مجموعة بروج الدولية" والاستحواذ المقترح على شركة "كوفيسترو" في بناء محفظة أعمال رائدة لـ "XRG" في مجالات البولي أوليفينات، والمواد عالية الأداء، والقطاعات التخصصية المستقبلية.

وفي ضوء النمو الكبير في الطلب على الطاقة المرتبط بالذكاء الاصطناعي، خاصةً في الولايات المتحدة، وجَّه مجلس إدارة "XRG"، بتوسيع نطاق استثمارات الشركة عبر منصتها لحلول الطاقة على امتداد سلسلة القيمة للقطاع، بالتزامن مع الاستمرار في تطوير الفرص النوعية في مجالَي التقاط الكربون وتخزينه، والوقود منخفض الكربون مثل الوقود الحيوي والهيدروجين منخفض الكربون، بما يساهم في تحقيق عوائد استثمارية جذابة.

وستبدأ "XRG" في تنفيذ خطة العمل 2025-2030 بشكل فوري، مع استمرار تركيزها على التخصيص الفعّال لرأس المال، وتعزيز تكامل عمليات الشركة، وتوسيع نطاق سلسلة القيمة للمساهمة في دعم النمو الصناعي العالمي ومواكبة التطورات الرقمية الجارية.

مقالات مشابهة

  • يحدد نوعها وصلاحية استخدامها.. ما دلالات الأختام على لحوم الأضاحي؟
  • براعة مذهلة.. كيف يتقن الأطفال أدوارهم في السينما؟
  • مجلس إدارة "XRG" يعتمد خطة خمسية لتسريع نموها العالمي
  • السجن المشدد 5 سنوات عقوبة الاتجار غير المشروع في الأطفال بالقانون
  • فوائد تناول العرقسوس.. و5 حالات ممنوعة منه
  • استشاري طب نفسي تحذر من مخاطر إدمان الإنترنت والموبايل بين الأطفال والمراهقين
  • نجل إيفا لونغوريا يعترض على شهرة والدته صارخًا: ليش تصورون .. فيديو
  • ملتقى الطفل يناقش غدا في تونس الفكاهة في الإبداع الموجّه إلى الطفل العربي
  • نصائح للأمهات الجدد.. كيفية التعرف على علامات الجوع عند الأطفال
  • كيف يتم التقدم وتسكين التلاميذ بفصول رياض الأطفال للعام الدراسي 2026؟