نحو «اتفاق تاريخي».. تفاصيل خطة إعمار غزة في مقال لوزير الخارجية بصحيفة أمريكية
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
كتب وزير الخارجية بدر عبد العاطي مقالا في صحيفة ذا هيل الامريكية يوضح فيه تفاصيل الخطة المصرية لاعادة اعمار غزة، ورؤية مصر حول حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر بالتعاون مع الإدارة الامريكية لتتوصل لما وصفه بـ" اتفاق تاريخي".
وقال عبد العاطي في مقاله، "لأكثر من 16 شهرًا، عانى الفلسطينيون في غزة ظروفًا إنسانيةً لا تُوصف، لم يشهدوا لها مثيلًا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتابع: "أولًا، يجب علينا فورًا تقديم خطة إنسانية شاملة ودقيقة تخفف معاناة الفلسطينيين وتعيد الحياة إلى غزة من خلال برامج الإنعاش المبكر وإعادة الإعمار، ثانيًا، من الضروري أن نقدم خارطة طريق سياسية تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي نهائيا، وتتوج بدولة فلسطينية مستقلة، وتضمن أن تصبح هذه الجولة الأخيرة من العنف المروعة هي الأخيرة.
ورصد الخطوتين قائلا: وضعت مصر خطة متعددة المراحل ومحددة زمنيًا لإعادة إعمار غزة، تتضمن ثلاث مراحل رئيسية، بإطار زمني يمتد من عام 2025 إلى عام 2030.
و حظيت الخطة بتأييد كامل من 22 دولة عربية. ستشمل الخطة في مرحلتها الأولى برنامجًا أوليًا للإنعاش المبكر، يمتد لستة أشهر، يقدم إغاثة عاجلة للفلسطينيين في غزة من خلال توفير آلاف الوحدات السكنية المؤقتة، على شكل كرفانات ومنازل جاهزة وخيام، لإيواء 1.2 مليون فلسطيني في غزة مؤقتًا. كما ستشمل برامج مكثفة لإزالة وإعادة تدوير ما يقرب من 50 مليون طن من الأنقاض، وإزالة الذخائر غير المنفجرة والذخائر.
تركز المرحلتان المتبقيتان بالكامل على إعادة الإعمار.
ستشمل هذه المشاريع بناء 400 ألف وحدة سكنية دائمة تستوعب 2.7 مليون فلسطيني، وإعادة تأهيل شبكات الطرق، واستصلاح 20 ألف فدان من الأراضي الزراعية.
كما ستشمل مراحل إعادة الإعمار بناء ميناءين، ومطار، ومحطات طاقة شمسية، ومركز خدمات حكومي، ومرافق تعليمية وطبية.
وبمجرد الانتهاء من البنية التحتية الأساسية والمرافق الضرورية، ستكون غزة جاهزة للاستثمارات العالمية في قطاعات مختلفة، بما في ذلك السياحة والطاقة والخدمات اللوجستية.
يقول بدر عبد العاطي ان الخطة صممت بما يتوافق تمامًا مع المبادئ الأساسية للتخطيط الحضري المنصوص عليها في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وأشار الى تمتع مصر بخبرة واسعة من دورات إعادة الإعمار السابقة في غزة التي أعقبت جولات متكررة من العنف بين إسرائيل وحماس. وكون غزة حدودية مع مصر، يضع مصر في صدارة التخطيط اللوجستي والتنفيذ العملي لإعادة الإعمار والتأهيل.
وأكد وزبر الخارجية أن الخطة وضعت لضمان بقاء الفلسطينيين في غزة في وطنهم، ويعارض الفلسطينيون الأفكار التي تقترح إبعادهم عن أراضيهم. ذاكرتهم الجماعية مشحونة بالحزن، بالنظر إلى الظلم التاريخي المأساوي الذي تعرض له شعبهم الذي طردته إسرائيل قسراً من وطنه في منتصف القرن العشرين. ولم يتمكنوا من العودة منذ ذلك الحين. ولذلك، يتسم الفلسطينيون بحساسية استثنائية تجاه محاولات فصلهم عن وطنهم.
ويري عبد العاطي، ان التحدي الهائل المتمثل في إعادة إعمار غزة أكبر مما تستطيع دولة واحدة التعامل معه، مما يتطلب جهداً دولياً جماعياً بمشاركة عدد كبير من الشركات المشاركة في جميع مراحل إعادة الإعمار، بما في ذلك شركات أمريكية متعددة. ولهذا السبب، قال ان مصر ستستضيف مؤتمراً دولياً حول إعادة إعمار غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية. وسيسعى هذا التجمع العالمي إلى جمع التمويل من الدول المانحة والمؤسسات المالية لتنفيذ الخطة الخمسية التي ستتطلب حوالي 53 مليار دولار.
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه، سيتم تشكيل لجنة فلسطينية جديدة لإدارة غزة، يديرها حصرياً تكنوقراط فلسطينيون غير تابعين لأي فصيل. ستكون مهامها الرئيسية حكم غزة، وإدارة المساعدات الإنسانية، والعمل لفترة انتقالية تُمهّد الطريق لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.
وأكد أنه لن يكون هناك مجال لأي فصيل لحكم غزة خلال هذه الفترة الانتقالية. في غضون ذلك، يجب العمل بسرعة لاستعادة القانون والنظام في غزة. ولهذا السبب ستبدأ مصر فورًا بتدريب آلاف من ضباط الشرطة الفلسطينية لتعزيز الأمن، ومكافحة الفوضى، واستعادة ثقة الجمهور.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قطاع غزة وزير الخارجية العدوان على غزة إعادة إعمار غزة خطة إعادة إعمار غزة الخطة المصرية خطة إنسانية رفض مخطط التهجير إعادة الإعمار عبد العاطی إعمار غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي تؤكد لوزير الخارجية أهمية الدور المحوري لمصر
التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أمس الأربعاء ١١ يونيو، مع "أنيت فيبر" مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، على هامش مشاركته فى منتدى أوسلو.
وحرص الوزير عبد العاطي، على استعراض الرؤية المصرية إزاء تطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتعرف على تقييم المبعوثة الأوروبية للمستجدات في الأزمة السودانية، مؤكدًا على ضرورة حقن دماء السودانيين وتخفيف معاناتهم والحفاظ على مقدرات الدولة السودانية ووحدتها ومؤسساتها، واستعرض الجهود المصرية التي تهدف لتسوية الأزمة في أسرع وقت وحرص مصر على المشاركة في مسارات الوساطة وجهود التسوية المختلفة.
كما شهد اللقاء أيضًا تبادل الرؤى حول التحديات الأمنية والسياسية التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي، وأكد الوزير عبد العاطي، على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة التحديات الأمنية التي تواجه دول المنطقة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتطرف.
كما تناول أبرز التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه الصومال وسبل دعم جهود السلام والاستقرار من خلال دعم مؤسسات الدولة والحفاظ على سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه.
كما ناقش الجانبان تطورات الانتقال من بعثة أتميس إلى بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم تحقيق الاستقرار في الصومال AUSSOM، وأهمية توفير التمويل اللازم والمستدام لها، والمشاركة المصرية بقوات في البعثة في ضوء حرص مصر على تحقيق الاستقرار في جمهورية الصومال.
كما نوه وزير الخارجية، إلى ضرورة الحفاظ على استقرار الممرات الملاحية الدولية وتعزيز التعاون الإقليمي بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر للحفاظ على أمن البحر الأحمر وتأمين حرية الملاحة الدولية، مؤكدًا أن أي تهديد لأمن البحر الأحمر ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي، لا سيما في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة.
ومن جانبها، أعربت مبعوثة الاتحاد الأوروبي عن تقديرها الكبير للدور المصري الفاعل والمحوري في دعم الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، مشددة على تطلع الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة التشاور والتنسيق مع مصر في الملفات الإقليمية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.