قصر العيني تُحقق إنجازًا عالميًا بالكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم لدى الأطفال
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
نجح فريق بحثي من جامعة القاهرة في أن يكون أول من يستخدم تقنية Blood Speckle Imaging عبر تخطيط صدى القلب (Echo) للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الشريان الرئوي كبديل عن التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك في إنجاز علمي غير مسبوق يُمثل نقلة نوعية في طرق التشخيص غير الجراحي، خصوصًا في البيئات الطبية ذات الموارد المحدودة.
وقد جاء هذا الإنجاز تحت إشراف الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وبإشراف الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني جامعة القاهرة ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، حيث شهدت كلية طب قصر العيني هذا التقدم الطبي الجديد الذي يجمع بين الابتكار البحثي والتطبيق العملي. وتمثل التقنية المستحدثة خطوة متقدمة للكشف المبكر عن أحد أخطر مضاعفات مرض فقر الدم المنجلي لدى الأطفال، وهو اعتلال الأوعية الدموية الرئوية المؤدي إلى فشل وظيفة البطين الأيمن بالقلب، والذي يُعد السبب الأكثر شيوعًا للوفاة في هذه الفئة من المرضى.
وقد نجح الفريق الطبي من مستشفى الأطفال التخصصي الجامعي (أبو الريش الياباني) في تطوير نسخة معدّلة من تقنية Blood Speckle Imaging باستخدام تخطيط صدى القلب (Echo)، بدلاً من الاعتماد على التصوير بالرنين المغناطيسي، ما يُقلل من التكلفة ويُعزز فرص التشخيص المبكر دون الحاجة إلى إجراءات معقدة.
شارك في تنفيذ هذه الدراسة فريق بحثي متعدد التخصصات من جامعة القاهرة، يضم الدكتورة إلهام يسري – أستاذ طب الأطفال وأمراض دم الأطفال، والدكتور أنطوان فخري عبد المسيح، أستاذ مساعد طب الأطفال وقلب الأطفال، والدكتورة نيفين سلامة، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم، والدكتورة فاطمة الزهراء نبيل، مدرس مساعد طب الأطفال وأمراض الغدد الصماء للأطفال.
وقد أُجريت الدراسة داخل وحدة قلب الأطفال بمستشفى أبو الريش الياباني، وهي من الوحدات الرائدة في تطبيق التكنولوجيا التشخيصية المتقدمة.
تنبع أهمية هذا البحث من نجاحه في إتاحة استخدام تقنية Blood Speckle عبر الموجات فوق الصوتية، ما يُمكّن الأطباء من الوصول إلى نتائج دقيقة بأسلوب أكثر سهولة وأقل تكلفة مقارنةً بالرنين المغناطيسي.
والأهم من ذلك أن هذه التقنية أثبتت كفاءتها في الكشف عن ارتفاع ضغط الشريان الرئوي في مراحله المبكرة جدًا، حتى قبل ظهور الأعراض الإكلينيكية، وقبل أن تتمكن الأساليب التقليدية من اكتشاف هذه التغيرات، وهو ما يجعل هذا الابتكار أداة فعالة للغاية في تحسين فرص التشخيص والعلاج في وقت مبكر.
وقد تميز هذا العمل العلمي بنشره في مجلة BMC Pediatrics العالمية، وهي إحدى الدوريات العلمية المحكمة المصنفة ضمن الربع الثاني (Q2) من حيث التصنيف الدولي للمجلات العلمية، ويبلغ معامل التأثير الخاص بها 2.4، ما يعكس الجودة والتميز البحثي الذي حققه هذا الإنجاز، ويؤكد على الدور المتنامي لجامعة القاهرة في الأوساط العلمية العالمية.
https://bmcpediatr.biomedcentral.com/articles/10.1186/s12887-025-05689
وفي تعليقه على هذا الإنجاز، عبّر الدكتور حسام صلاح عن فخره الكبير بهذا العمل البحثي المتميز، مؤكدًا أن كلية طب قصر العيني والمستشفيات الجامعية تواصل دعمها الكامل للبحث العلمي التطبيقي الذي يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية.
وأشاد بالجهد الكبير الذي بذله الفريق البحثي في تطوير أدوات تشخيصية متقدمة تخدم مصلحة المرضى وتُعزز من قدرات الأطباء في التعامل مع الحالات المعقدة.
ويمثل هذا الإنجاز خطوة رائدة في مجال التقنيات الطبية غير الباضعة، ويؤكد مجددًا الدور المحوري لجامعة القاهرة في تقديم حلول مبتكرة للمشكلات الصحية المستعصية، بما يعود بالنفع على أطفال مصر والمنطقة العربية، ويُرسخ مكانة الجامعة كمركز علمي وأكاديمي ريادي على المستويين الإقليمي والدولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة القاهرة الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة الدكتور حسام صلاح الأطفال
إقرأ أيضاً:
الحيض المبكر يتزايد: ما تأثيره على صحة المرأة على المدى الطويل؟
يكتسب سن بدء الدورة شهرية أهمية صحية بالغة، خصوصًا إذا حدث قبل سن 10 أو بعد سن 15. فقد كشفت دراسة برازيلية عن ارتباط الدورة المبكرة بزيادة مخاطر الإصابة بالسكري، والسمنة، والأمراض القلبية الوعائية، وارتفاع ضغط الدم، وفرط التوتر الحملي. اعلان
أظهر تحليل حديث لبيانات علمية أن سن بدء الدورة الشهرية عند الفتيات في فرنسا شهد انخفاضًا تدريجيًا على امتداد القرون الثلاثة الماضية، قبل أن يستقر نسبيًا خلال العقود الأخيرة.
ووفق تقديرات المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (Ined)، كان متوسط عمر بدء الدورة الشهرية في فرنسا قبل نحو ثلاثمائة عام يقارب 16 عامًا. ومع تطور الظروف المعيشية، تراجع هذا العمر تدريجيًا، لينتقل إلى 12.5 عامًا في المتوسط وفق بيانات رسمية تعود إلى عام 1994.
وأشار استطلاع أجرته في 2023 جمعية "القواعد الأساسية" (Règles élémentaires) إلى أن متوسط عمر بدء الدورة الشهرية لدى الفتيات الفرنسيات بلغ 12 عامًا وشهرين، ما يدل على استمرار الاتجاه نحو سن مبكرة لبدء الدورة الشهرية، وإن كان بمعدلات متواضعة مقارنة بالفترة السابقة.
ويرى الباحثون أن هذا التغير قد يكون مرتبطًا بعوامل متعددة، من أبرزها التحسن في التغذية على امتداد القرون الماضية، إضافة إلى ارتفاع معدّل كتلة الجسم لدى الفتيات.
Related غياب النساء عن العمل بسبب آلام الدورة الشهرية يكلف اقتصاد المملكة المتحدة 13 مليار يورو سنويًاالآثار الصحية للمواد الكيميائية الأبدية الموجودة في منتجات الدورة الشهرية الصديقة للبيئةدراسة: النظام الغذائي الصحي قد يؤخر بدء الدورة الشهرية لدى الفتياتوتشير دراسة أمريكية نُشرت في مايو 2025 إلى أن الفتيات اللواتي يتّبعن نظامًا غذائيًا صحيًا يبدأن الدورة الشهرية في سن متأخرة نسبيًا، بينما تبدأ الدورة مبكرًا لدى الفتيات البدينات.
كما يُعتقد أن التعرّض للمواد المُخلة بالتوازن الهرموني، والتوتر، والهرمونات البيئية، تلعب دورًا في تحديد موعد بدء الدورة.
وفي دراسة فرنسية حديثة، طُرحت فرضية جغرافية تفيد بأن الفتيات القاطنات في النصف الجنوبي من فرنسا يبدأن الدورة الشهرية قبل نظيراتهن في الشمال بثلاثة إلى أربعة أشهر، ما يُرجّح تأثير التعرّض للشمس وأشعة فوق البنفسجية في تنظيم الهرمونات.
ويكتسب سن بدء الدورة شهرية أهمية صحية بالغة، خصوصًا إذا حدث قبل سن 10 أو بعد سن 15. فقد كشفت دراسة برازيلية عُرضت خلال المؤتمر السنوي للجمعية الصماء الهرمونية في سان فرانسسكو عن ارتباط الدورة المبكرة بزيادة مخاطر الإصابة بالسكري، والسمنة، والأمراض القلبية الوعائية، وارتفاع ضغط الدم، وفرط التوتر الحملي.
أما الفتيات اللواتي يتأخر بدء الدورة لديهن بعد سن 15، فيبدو أنهن أقل عرضة للسمنة، لكنهن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، إضافة إلى مخاطر متزايدة من هشاشة العظام وكسر العظام في مراحل لاحقة من الحياة.
ويؤكد الباحثون أن آلية تحديد موعد بدء الدورة لا تزال غير مكتملة الفهم، لكن البيانات الحالية تُعدّ أداة قيّمة للتنبؤ بالمخاطر الصحية المستقبلية.
ويشير الخبراء إلى أن هذه المعطيات قد تُستخدم مستقبلًا في الكشف المبكر عن الفئات المعرّضة لأمراض معينة، واتخاذ إجراءات وقائية أو رصدية مناسبة.
ولا يزال العلماء يواصلون الأبحاث لفهم أعمق للعوامل المؤثرة في النضج الهرموني عند الفتاة، في إطار سعي مستمر لتحسين الرعاية الصحية النسائية عبر مراحل العمر المختلفة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة