أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن الفتوى المؤسسية تُعد الأساس في ضبط الاجتهاد الفقهي وصناعة الحلال، مشددًا على أن الشريعة الإسلامية لم تترك مسألة إلا وأوضحت حكمها، سواء من خلال النصوص الصريحة أو عبر الاجتهاد المستمر، مستدلًا بقوله تعالى: "ما فرطنا في الكتاب من شيء".

وأوضح خلال لقاء تلفزيوني  اليوم الأربعاء، أن الشريعة الإسلامية تناولت جميع جوانب الحياة، بما يشمل العبادات، والمعاملات، والاقتصاد، والسياسة، والأسرة، والقضاء، لضمان تحقيق التوازن والسعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة، مؤكدًا أن الإسلام لم يهمل أي خدمة يحتاجها الإنسان في طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه وعمله، بشرط توافقها مع الضوابط الشرعية.

شوقي علام: التغير المناخي يؤثر في الناس ويحتاج إلى فتاوى تناسبهشوقي علام: الإفتاء الجماعي ضرورة لضبط الفتاوى ومواكبة المستجدات

وأشار مفتي الجمهورية السابق إلى أن دور الجهات المعنية لا يقتصر فقط على توفير المنتجات والخدمات، بل يشمل أيضًا ضمان توافقها مع الأحكام الشرعية، معتبرًا ذلك جزءًا أساسيًا من تطبيق الشريعة وإقامة المجتمع على منهج الله سبحانه وتعالى.

كما أوضح أن صناعة الحلال تحتاج إلى إطار فقهي منضبط، يتحقق من خلال الفتوى المؤسسية، لافتًا إلى أن الفتوى ليست مجرد اجتهاد فردي، بل مسؤولية جماعية، حيث إن الفتوى الجماعية أو الاجتهاد الجماعي كان النهج المتبع منذ عصر الصحابة رضوان الله عليهم، خاصة في القضايا العامة التي تتطلب توافقًا واسعًا.

وفي هذا السياق، استشهد بموقف الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي كان يجمع كبار الصحابة لاستشارتهم في الأمور التي لم يجد لها حكمًا صريحًا في القرآن أو السنة، قبل إصدار قراره بناءً على إجماعهم، مؤكدًا أن هذا النهج هو المطلوب في العصر الحالي، لما يتمتع به من دقة وقرب للصواب، كما أنه يقلل من الخلافات الفقهية ويحدّ من انتشار الفتاوى الشاذة وغير المستندة إلى دراسة عميقة.

وأضاف الدكتور شوقي علام أن تعقد القضايا الفقهية الحديثة وتداخلها مع التخصصات العلمية المختلفة يستلزم تعاونًا بين العلماء والباحثين، مشيرًا إلى أن المجامع الفقهية ودور وهيئات الإفتاء باتت ضرورة لتقديم اجتهاد جماعي متكامل ومدروس.

وأكد أن الاجتهاد الجماعي يعزز من استمرارية الفقه الإسلامي، مما يثبت أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، حيث إنها قادرة على تقديم حلول للقضايا المستجدة وفق الأصول الشرعية والثوابت الإسلامية، مع مراعاة المصلحة العامة وتحقيق التوازن المطلوب.

وأوضح أن الاجتهاد الجماعي يعد أحد أشكال الإجماع الفقهي، ورغم أنه لا يصل إلى مستوى الإجماع المطلق المحدد في علم الأصول، فإنه يظل أقرب إلى تحقيق مقاصد الشريعة وأكثر دقة من الاجتهاد الفردي.

وشدد مفتي الجمهورية السابق على أن الفتوى الجماعية تحدّ من انتشار الفتاوى غير المتخصصة، وتقلل من حالة الارتباك الفكري التي قد تحدث نتيجة اقتحام غير المؤهلين لمجال الإفتاء، مما يؤدي إلى تشويش المجتمع بأحكام غير مدروسة.

وأشار إلى أن الحل الأمثل للخروج من هذه الفوضى الفقهية هو إصدار الفتاوى من خلال منهجية مدروسة تعتمد على الاجتهاد الجماعي، لما يحققه من ضبط لعملية الفتوى، وتوحيد للرؤية، والحد من الفتاوى الشاذة التي قد تضلل الناس.

وفي ختام حديثه، أكد الدكتور شوقي علام أن الفتوى المؤسسية هي الركيزة الأساسية لصناعة الحلال، حيث تعتمد على منهجية واضحة وأدوات بحثية متطورة، ويتم إصدارها بعد مشاورات علمية دقيقة بين الفقهاء والباحثين، مما يجعلها أكثر شمولًا وأقرب إلى الصواب من الاجتهادات الفردية.

كما أوضح أن المجامع الفقهية وهيئات الإفتاء أصبحت تلعب دورًا محوريًا في الاجتهاد الفقهي المعاصر، حيث يجتمع الفقهاء والخبراء لدراسة القضايا المستجدة وإصدار فتاوى جماعية دقيقة، تراعي ثوابت الشريعة ومتطلبات العصر، مما يسهم في تعزيز الوسطية والاعتدال، ودعم تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل متوازن في الواقع المعاصر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شوقي علام المزيد الشریعة الإسلامیة الاجتهاد الجماعی شوقی علام أن الفتوى إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس رابطة المدارس الخاصة: لا يحق منع الطالب من التحويل إلا في حالة واحدة

أكد بدوي علام، رئيس رابطة المدارس الخاصة، أن "جروبات أولياء الأمور" عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي أصبحت من أكبر التحديات التي تواجه العملية التعليمية، مؤكدًا أن بعض أولياء الأمور يحاولون التدخل في كل تفاصيل المدرسة، رغم وجود مجالس آباء رسمية داخل كل مدرسة تتيح مناقشة الأمور التربوية والإدارية بشكل منظم.

 الظواهر السلبية المنتشرة

وأوضح "علام"، في لقائه مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، عبر شاشة “إم بي سي مصر”، أن من بين الظواهر السلبية المنتشرة مؤخرًا هي تدخل أولياء الأمور في تقييم المعلمين، مشددًا على أن أي شكاوى بشأن وجود مدرس غير متخصص يجب توجيهها مباشرة إلى وزارة التربية والتعليم، والتي تراجع الأمر من خلال التوجيه الفني المختص، وقد يصل الأمر إلى فصل المعلم حال ثبوت المخالفة.

التعليم العالي تنشر دليلا توضيحيا للتعامل مع الأخطاء الشائعة في التنسيق الإلكترونيتعليم المنوفية تعلن حاجتها لشغل وظائف جديدة

وأشار رئيس رابطة المدارس الخاصة، إلى أن التوجيه الفني يقوم بمراجعة أوراق المعلمين والتأكد من تخصصاتهم، مؤكدًا أن ولي الأمر الذي قام بسداد المصروفات الدراسية يحق له تحويل نجله إلى مدرسة أخرى في أي وقت، ولا يمكن منعه من ذلك إلا في حالة واحدة فقط، وهي عدم سداد المصروفات.

اتباع المسار القانوني

وشدد "علام" على أهمية اتباع المسار القانوني في حال وجود أي مشكلة مع أحد المدرسين، مشيرًا إلى أن تقديم شكوى رسمية لوزارة التربية والتعليم هو الإجراء الصحيح لمعالجة هذه المشكلات، موضحًا أن التعليم الخاص، سواء في المدارس اللغات أو المدارس الدولية، يمثل نحو 20% من إجمالي منظومة التعليم في مصر، مضيفًا أن الاتجاه المجتمعي حاليًا يميل بشكل كبير إلى التعليم الخاص لما يتميز به من جودة تعليمية واهتمام واضح من جانب المعلمين.

طباعة شارك المدارس المدارس الخاصة بدوي علام التواصل الاجتماعي العملية التعليمية

مقالات مشابهة

  • بسنت شوقي تشارك جمهورها صورا من عطلتها الصيفية | شاهد
  • %4.9 نمو عدد الأعضاء بغرفة أبوظبي متجاوزة 158 ألف شركة
  • يسري جبر: الاجتهاد عمل علمي منضبط يستند إلى النصوص القطعية
  • «الإعلام الإبداعي» و«أبوظبي للأفلام» يدعمان تصوير War 2 في أبوظبي
  • مجموعة الأزمات: غزة تقترب من الجوع الجماعي وشروط إعلان المجاعة متحققة
  • علام اتفق ترامب مع الاتحاد الأوروبي؟ وهل خرج رابحا؟
  • السديس: الشريعة حرمت الاتجار بالأشخاص.. والمملكة رائدة في مكافحة هذه الجريمة
  • اختتام دورتين في مجال إعداد المدربين وصناعة المنتجات القطنية
  • رئيس رابطة المدارس الخاصة: لا يحق منع الطالب من التحويل إلا في حالة واحدة
  • أمين الفتوى يوضح ضوابط بيع المحرمات والسلع ذات الاستخدام المزدوج في الشريعة