توضيح ل “السياسة الاميركية” الجديدة تجاه العراق وايران !
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: لقد ثَبُتَ للعالم والمنطقة ولجميع النخب العراقية في الداخل والخارج ان الطبقة السياسية الحاكمة في العراق فقدت الشعور والإحساس بما يدور في المنطقة والعالم، وبما هو قادم للعراق.. لذا:-
١-فشيعة السلطة الذين هيمنوا على القرار الشيعي عِنوة وعلى جزء كبير من القرار العراقي كدولة وضعوا بيضهم في السلة الإيرانية واستسلموا تماما وصاروا وكأنهم (مسؤولين في المحافظات الإيرانية داخل ايران ) فباتوا عبيدا للإملاءات الإيرانية !
٢- أما سُنّة السلطة في العراق فهم كالأيتام فيوميا يهرولون وراء أم ومرضعة شكل ونوع .
٣- اما الأكراد فهم بالتأكيد لم يبقوا مثلما كانوا سابقا كتلة واحدة قوية وتطلب من المركز سقوف عالية لتأخذ سقوف مقبولة لهم .بحيث أصبح بين نسيجهم تفرعات ومشاكل وتخوين وانعدام الثقة ومعارضة في الشارع ، وايضاً بسبب تركيا وايران بالدرجة الاولى ودول وجهات اخرى بالدرجة الثانية .ووضعهم لا يحسدون عليه ولكن الفرق بينهم وبين الشيعة والسنة انهم يعرفون ماذا يدور في المنطقة والعالم، ويعرفون ماهو القادم للعراق. فنظموا انفسهم على ضوء ذلك وخصوصا في أربيل !
ثانيا :-
لا عليكم باعلام السلطة في العراق.ولا عليكم ببالونات وعنتريات احزاب ومليشيات السلطة فهم حاليا يمارسون السياسة على قاعدة المثل القديم ( مثل خلالات العبد .. هاي طاهرة وهاي نجسة) واكيد ان الاجيال الجديدة لا تعرف فحوى هذا المثل. لذا نشرحه ( في يوم من الايام تم ارسال العبد ” اي الخادم” إلى منطقة بعيدة ليجلب التمر من منطقة بعيدة واثناء المسافة الطويلة اراد العبد التيول فشعر ان ” طفار بوله” قد لامس التمر . وعندما جاع العبد فأخذ يأكل من التمر ولكنه يشاهد التمرة النظيفة فيأكلها ويرمي التمرة المتسخة او التي لا تعجبه ويقول عنها ( هذه نجسه/ ويقصد وصلها البول ) فيرميها .. وعندما فرغت السلة او الكيس ولم يصل إلى الذين أرسلوه بقي في حيرة بين الجوع وبين ان تصل معه كمية من التمر لكي لايتعرض للعقوبة والطرد … فعاد لنفس الطريق وهو يجمع التمر الذي رماه على طول الطريق على ان تمر ( نجس ) لكي يعود به للذين أرسلوه )) وهكذا الساسة في العراق بالضبط وخصوصا الساسة الشيعة ( عقموا جميعا من تقديم ماهو جديد .. فاتبعوا سياسة التدوير وإنتاج انفسهم على طريقة خلالات العبد ) وجوه فاسدة وفاشلة يرمونها فيعيدوها للواجهة بعد فترة من جديد وهكذا..والانجازات باقية صفر !
..من هنا انعدمت الثقة بالنظام السياسي العراقي الحاكم من قبل دول المنطقة والاقليم والعالم ومن قبل الشعب العراقي . فأصبحت العملية السياسية في العراق عبارة عن سباق خيل الشرطة ( فالخيول نفسها والنتيجة نفسها في كل موسم ومناسبة) وحتى المشجعين لهذا السباق هم انفسهم اي الشرطة فقط!
ثالثا:
١-شعر المجتمع الدولي بتأنيب الضمير على ماحل بالمجتمع العراقي من دمار وفرقه وجهل ،وما حل بالعراق من مآسي وتراجع وخراب وتخلف فأخذ المجتمع الدولي يفكر بالخطر على مصالحه في منطقة الشرق الأوسط لا سيما وان العراق دولة محورية من حيث موقعها الاستراتيجي وثرواتها وعمقها التاريخي والحضاري والتنافس الابدي والتاريخي بينه وبين ايران التي تحالفت مع روسيا والصين واصبحت رأس حربة المحور الصيني الروسي .
٢-من هنا دب الخوف في المجتمع الدولي ( وبما ان المجتمع الدولي لم يرضى على السياسة الإيرانية ويعتبرها سياسة مستفزة ولا تنسجم مع ما يريده المجتمع الدولي لمنطقة الشرق الأوسط )سارع المجتمع الدولي لتوبيخ الولايات المتحدة على مافعلته بالعراق والعراقيين بسبب غزوها واحتلالها وسكوتها عن تدمير العراق والشعب العراقي وهيمنة ايران على شؤون واقتصاد العراق . فتم اتخاذ القرار ب ( التغيير السياسي في العراق ) وبإشراف النظام الدولي الذي تعتبر الولايات المتحدة عضواً فيه. فوضعت السيناريوهات لتحرير العراق من (إيران والمليشيات ومن احزاب الإسلام السياسي ومن التبعية لايران وغيرها ) وتأسيس ( نظام رئاسي وطني قوي / مدعوم من النظام الدولي ) يقوم بمحاسبة الطبقة السياسية منذ عام ٢٠٠٣ وحتى يوم التغيير. وبناء نظام وطني جديد مختلف تماما عن الحقبة الفاشلة التي بدأت منذ عام ٢٠٠٣ وحتى يوم التغيير !
رابعا:-
١-فوضعت الولايات المتحدة سيناريو التغيير في العراق امام المجتمع الدولي فقام بتشذيبه وتعديله بشرط ان يكون التغيير ( بلا خسائر بشرية وبلا تدمير للمؤسسات ) ووضعت الخطط الدقيقة لتحقيق ذلك . فسارعت الولايات المتحدة لاستعمال سياسة ( الوخز ، والتضييق، والتثوير المتدحرج ضد الطبقة السياسية ، والخناق التدريجي ،وصولا للخنق النهائي وقطع الأنفاس تماما ) ..
٢-فعلى سبيل المثال ان مايدور ضد ( الحوثيين ) منذ ايام وسوف يستمر هو رسائل للعراق وايران معا. وهو تبرير لنشر القوات والمعدات والأسلحة والطائرات والبارجات وملأ القواعد الاميركية والغربية في المنطقة بالعدة والعديد التصاعدي لتحقيق مايلي :-
أ:-انهاء محور الحوثي وطرد إيران من اليمن وتأسيس نظام سياسي جديد وطني وقوي في اليمن .وسيكون برئاسة اللواء قوات خاصة احمد ( نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح )
ب:-وانهاء النفوذ الإيراني في العراق من خلال ( تغيير النظام الحاكم في العراق بنظام وطني قوي) اي القضاء على المليشيات المسلحة التابعة لإيران واجتثاث التغلغل الإيراني في العراق و مثلما حصل في سوريا وانهاء حلفاء إيران من الاحزاب والحركات التابعة لها والتي تواليها .
ج:-والاندفاع وراء إيران حتى تخومها (فاذا نفذت ايران ماجاء برسالة ترامب إلى الخامنئي ) حيث التخلص من اليورانيوم المخصب ب ٦٠٪ والقضاء على برنامج الصواريخ الباليستية واعادة اتفاقية البرنامج النووي من جديد فحينها تسلم ايران ولكن بشرط تنكفئ نحو الداخل ولا عليها بحيرانها واسرائيل … واذا رفضت فسوف تتعرض لضربات لا يصفها العقل وصولا لتغيير النظام وتفكيك القوميات وتقسيم ايران ( وهذا كله على توازي مع مخطط الفوضى في تركيا حتى تفكيكها جغرافيا وديموغرافيا ، وانهاء نفوذ اردوغان وحزبه وانهاء هيمنة الاخوان المسلمين على السلطة في تركيا ) وبتوازي مع تفكيك ما تبقى من المحور الإيراني في المنطقة !
سمير عبيد
٢١ اذار ٢٠٢٥ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الولایات المتحدة المجتمع الدولی فی المنطقة فی العراق
إقرأ أيضاً:
أمير جازان يُدشّن حملة “صيّف بصحة” لتعزيز الوقاية وتمكين المجتمع
دشّن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، بحضور صاحب السمو الأمير ناصر بن محمد بن عبدالله بن جلوي نائب أمير المنطقة في مكتبه اليوم، حملة “صيّف بصحة”، التي ينفذها تجمع جازان الصحي؛ وتستهدف جميع محافظات المنطقة، ضمن جهود التجمع الصحي لتعزيز الوقاية وتمكين المجتمع، وبما يتماشى مع مسارات نموذج الرعاية الصحية السعودي.
واستمع سموه لعرضٍ من الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي فالح الشهراني عن الحملة، التي تشمل تقديم خدمات صحية متنوعة أبرزها: الفحوصات الاستكشافية للأمراض المزمنة، والفحص المبكر لسرطان الثدي والقولون، والكشف عن هشاشة العظام والسكري، إضافة إلى خدمات التبرع بالدم، والدعم النفسي والاجتماعي، والرعاية المنزلية، إلى جانب برامج التثقيف الغذائي ومكافحة أضرار التدخين.
كما تتضمن الحملة قافلة متنقلة، تضم 6 عربات مجهزة لتقديم الفحوصات والخدمات النوعية؛ بهدف الوصول إلى 50 ألف فحصٍ وقائيٍ للمستفيدين، يتم متابعتها من خلال 11 مؤشرًا للأداء؛ بهدف ضمان جودة التنفيذ، وتحقيق الأثر.
اقرأ أيضاًالمجتمعنائب امير الرياض يستقبل رئيس جامعة الملك سعود المكلّف
وتأتي حملة “صيّف بصحة”، ضمن حزمة الحملات الموسمية التي تنفذها شركة الصحة القابضة على مستوى التجمعات الصحية بمناطق المملكة، تحقيقًا لتوجهاتها في تعزيز الصحة الوقائية، وتحسين جودة الحياة، بما يُسهم في تحقيق مستهدفات برنامج التحول الصحي، ورؤية المملكة 2030.
حضر التدشين وكيل إمارة منطقة جازان وليد بن سلطان الصنعاوي.