نشرت مجلة "+ 972" الإسرائيلية أحاديث لمن عايشوا مجرزة رمضان في قطاع غزة التي بدأت فجر الثلاثاء الماضي. مشاهد المجزرة، التي أخذت أرواح حوالي 400 شخص، معظمهم أطفال ونساء، كانت مروعة.

مساء يوم الاثنين الماضي، كان عدي الزايغ يلحق بصديقه وجاره معتصم زين الدين وسط مدينة غزة. تحدثا بفخر عن كيفية قيام سكان حيهم المُغربي بتنظيف الشوارع وإعادة بناء ما في وسعهم خلال الأسابيع الأخيرة، وبذل قصارى جهدهم لجعلها جميلة مرة أخرى بعد أن تضررت بشدة من الهجمات الإسرائيلية خلال 15 شهرا من الإبادة الجماعية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: الوضع بغزة ينزلق نحو حرب شاملة بعد تضاؤل تمديد الهدنةlist 2 of 2كيف أصبحت كينيا نقطة إستراتيجية لتهريب المخدرات المكسيكية؟end of list

بعد الفراق، ذهب الزايغ للنوم حتى استيقظ فجأة حوالي الساعة الثانية صباحا بسبب الاستئناف المفاجئ للهجمات الإسرائيلية التي توقفت فترة شهرين تقريبا.

وقال الزايغ للمجلة "فتحت عيني عندما سقطت على الأرض، وانهارت أجزاء من السقف والزجاج المحطم من النوافذ على جسدي. أضاءت ألسنة اللهب من الانفجار الشقة. ظننت أنني ميت".

حجر على صدر أمي

بعد أن أدرك الزايغ أنه لا يزال يتنفس، ويعتقد أن منزله كان هدفا للتفجير، خشي أن تكون غارة جوية ثانية وشيكة. التفت إلى مصباح هاتفه، سحب نفسه، وهرع لمساعدة إخوته التسعة ووالديه للخروج من تحت الأنقاض.

إعلان

وقال الزايغ "أزلت حجرا كبيرا سقط على صدر أمي، وأمسكت بيدها، وسحبتها إلى الطابق السفلي، بعد ذلك أُغمي عليها".

وبينما وعى الزايغ بحجم الدمار المحيط به، رأى المزيد من الجثث المقطعة مبعثرة في الشارع. وجنبا إلى جنب مع جيرانه، جمع أجزاء الأجساد المختلفة ووضعها في أكياس بلاستيكية على الرصيف.

وقال، وهو يبكي، إن "رائحة الدم واللحم المتحلل جذبت الكلاب الضالة إلى المنطقة. لمدة ساعتين، كنا نلقي الحجارة عليها لحراسة الجثث حتى وصلت سيارة إسعاف واحدة. لكن لم تكن هناك مساحة إلا لأخذ الجرحى فقط، ورفضوا أخذ الجثث".

جثة صديقي معتصم

عند انبلاج ضوء الصباح، أدرك الزايغ وجيرانه أنه لا يزال هناك المزيد من الجثث المتناثرة عبر الشارع، وصُدم عندما اكتشف أنه تعرف على إحداها. وأوضح "وجدنا النصف العلوي من جثة مشوهة ملقاة على بعد 100 متر من المنزل الذي تم استهدافه. لقد كانت جثة صديقي معتصم". وكانت هناك جثث متناثرة في جميع أنحاء الأرض.

في الساعة 1:40 من صباح اليوم نفسه، استيقظ فؤاد سقالة (46 عاما) في منزله بمدينة غزة القديمة لتحضير السحور، وكان على وشك إيقاظ بقية أفراد عائلته عندما ضربت سلسلة من الغارات الجوية التي تصم الآذان مبنى مجاورا.

وقال سقالة لـ"+ 972″: كانت هناك أنقاض تتساقط في كل مكان، سقط البعض على المرتبة التي كنت أنام فيها. اعتقدت أنني كنت أعاني من كابوس حتى تشبثت ابنتي هالة البالغة من العمر 7 سنوات بساقي وبدأت في البكاء بصوت عال.

لم أتعاف بعد

صعد سقالة أيضا إلى مسرح آخر للمذبحة. وقال "كانت هناك جثث متناثرة في جميع أنحاء الأرض. ذكرتني المشاهد المؤلمة بالأيام الأولى للحرب في عام 2023، والتي ما زلت أحاول التعافي منها".

عزة النشار (19 عاما) تعيش في منزل قريب من منزل سقالة، كانت تتلو القرآن عندما بدأ القصف. وروت "اهتزت الأرض، وكانت أصوات الانفجارات مرعبة. لعدة دقائق، لم أستطع تحريك جسدي بدافع الخوف".

إعلان

كان الشاغل الأول لعزة وعائلتها هو سلامة عمها محمد. وكان قد نصب خيمة على سطح المبنى للعيش مع زوجته صابرين وأطفالهما الأربعة بعد أن دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية منزله في الحي نفسه العام الماضي.

قالت للمجلة "هرع أعمامي وجيراني الآخرون إلى السطح للاطمئنان عليه. عندما وجدوه، كان قد أغمي عليه، وكان مغطى بقطع من جدار مدمر. الحمد لله، نجا مع إصابات طفيفة".

أفظع المجازر

قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لـ"+972″ إن القوات الإسرائيلية شنت أكثر من 100 غارة متزامنة على المنازل السكنية والملاجئ والخيام التي تؤوي النازحين في جميع أنحاء قطاع غزة فجر الثلاثاء الماضي، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 400 شخص وإصابة 600، معظمهم من النساء والأطفال.

وقال "هذه واحدة من أفظع المجازر في الحرب. عملت فرق الدفاع المدني والطواقم الطبية بأقصى طاقتها، لكنها واجهت صعوبات خطيرة بسبب نقص الآلات الثقيلة والمركبات، وبسبب القصف المتكرر في المناطق التي كانوا يعملون فيها".

استمرت الهجمات الإسرائيلية على غزة طوال الأسبوع، وقال محمود بصل إن النظام الطبي يكافح بسبب نقص حاد في الموارد، وإن هذا الوضع يتطلب اتخاذ إجراءات عالمية فورية لحماية المدنيين الأبرياء من المزيد من المذابح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية النرويج: من العبث اللجوء للإنزالات الجوية بغزة.. بعيدون عن إغاثة السكان

قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، إن الوضع في غزة اليوم بات أسوأ من المرحلة التي وصفتها فيه بالجحيم، ونحن بعيدون كل البعد، عن توفير الكميات اللازمة لإطعام سكان قطاع غزة.

وانتقد الحديث عن المساعدات التي زعم الاحتلال السماح بها أمس، في مقابلة مع موقع "أن آر كي" النرويجي، وقال: "مجرد قطرة في محيط، وما يتم تقديمه لا يقترب مما هو مطلوب، ومسألة الإنزالات الجوية مكلفة ومعقدة للغاية، ولا يمكن لطائرة شحن كبيرة توفير ما تحمله شاحنة ضخمة من حمولة.

وتابع: "من العبث تماما الاضطرار للقيام بذلك، غزة شريط ضيق من الأرض بجوار إسرائيل، التي تزخر بالغذاء والأدولية، وزرت تلك المناطق مرارا، يمكنك القيادة من المدن إلى غزة خلال 20-30 دقيقة في الظروف العادية لو سمح لك بذلك فقط".

وقال الوزير: "ليس لدينا تقريبا كلمات لوصف مدى فظاعة الوضع في غزة الآن، يقتل في المتوسط صف دراسي من الأطفال يوميا".

وشدد على أن "مطلبنا هو أن تنتهي هذه الحرب، لا نريد مجرد فترات توقف مؤقتة ومحلية، بل نطالب بوقف لإطلاق النار".

وانتقد ما سماه بعض الباحثين النرويجيين بـ"التدخل الإنساني"، وقال: "هذا غير واقعي طالما أن الولايات المتحدة تمتلك حق النقض في مجلس الأمن" لكنه أشار إلى وجود طرق أخرى للضغط مثل فرض العقوبات ودعم السلطة".

وكان المكتب الإعلامي الحكومة في غزة، قال إنه رصد ثلاث عمليات إنزال جوي للمساعدات على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، مؤكدا أنها لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات.



وأكد المكتب أن الحمولة سقطت في "مناطق قتال حمراء"، وفق خرائط الاحتلال، يُمنع على المدنيين الوصول إليها، ما يجعلها بلا أي جدوى إنسانية.

ويعاني قطاع غزة من مجاعة شرسة تتوسع وتتفاقم بشكل غير مسبوق وتطال 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، وقد قضى حتى الآن 133 شهيدا بسبب الجوع، بينهم 87 طفلا.

وذكر المكتب أنه "في اليومين الأخيرين، تداولت وسائل إعلام أنباء عن نية عدة دول وجهات بإدخال مئات الشاحنات لكسر المجاعة في قطاع غزة، لكن الواقع فاضح: دخلت فقط 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة، وقد تعرّض معظمها للنهب والسّرقة تحت أنظار الاحتلال وطائراته المُسيّرة، في ظل حرصه الواضح على منع وصولها إلى مستودعات التوزيع، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع".
وقال المكتب "إن ما يجري هو مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد المُجوّعين في قطاع غزة، عبر وعود زائفة أو معلومات مضللة تصدر عن دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها حيث فقدت الحد الأدنى من المصداقية.

وشدد على أن "الحل الجذري يتمثل فقط بفتح المعابر بشكل عاجل وبدون شروط، وكسر الحصار الظالم، وإدخال الغذاء وحليب الأطفال فورا قبل فوات الأوان، فالعالم أمام مسؤولية تاريخية".

وعبر المكتب عن رفضه الشديد لصمت المجتمع الدولي وتعامله المتواطئ واللامبالي مع المجاعة المتفاقمة وسياسة التجويع الممنهجة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين المُجوّعين في قطاع غزة.

وحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" وشركاءه في هذه الجريمة، وفي مقدّمتهم الدول المنخرطة بشكل مباشر في جريمة الإبادة الجماعية – الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا – المسؤولية الكاملة عن تفاقم المجاعة واتساع رقعة الكارثة الإنسانية التي تزداد خطورة ودموية مع كل يوم.

وطالب الدول العربية والإسلامية وكل دول العالم لفتح المعابر فورا، ودعا وسائل الإعلام إلى التوقف عن ترويج الشائعات والمعلومات الزائفة، فالمجاعة ما زالت مستمرة بل وتتسع وتتفاقم وتزداد خطورة وتوحّش، في ظل هذه المؤامرة الفظيعة ضد السكان المدنيين.

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس تفجر دبابة إسرائيلية وتستولي على طائرة استخبارية بغزة
  • “الحوثيون” ينشرون مشاهد لطاقم السفينة “إيترنيتي سي” التي تم إغراقها (شاهد)
  • بعد القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة.. تعرف على الاتهامات والعقوبة التي يواجهها
  • حكومة غزة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة ومصيرها
  • الحوثيون ينشرون مشاهد لطاقم السفينة إيترنيتي سي التي تم إغراقها (شاهد)
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ندعم جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة بغزة
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • وزير خارجية النرويج: من العبث اللجوء للإنزالات الجوية بغزة.. بعيدون عن إغاثة السكان
  • شوبير: لو رمضان صبحي كمل مع الأهلي كان هيبقى نجم النجوم
  • مسيرة بإسطنبول ضد الإبادة الإسرائيلية والتجويع بغزة